أسوان تحتفي برائدة الفن الإماراتي «نجاة مكي» في مهرجان طيبة الدولي
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
شهد مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، المنعقد في مدينة أسوان، والذي تُقام دورته الثامنة بمدينة أسوان خلال الفترة من 10 وحتى 15 من شهر نوفمبر الجاري، تكريمًا خاصًا للفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي، والتي تعد من أبرز رواد الفنون التشكيلية في المنطقة العربية.
سلط المهرجان الضوء على مسيرة الفنانة الحافلة بالإنجازات، واستعرض إسهاماتها الكبيرة في تطوير الحركة الفنية في الإمارات والمنطقة.
وقالت الدكتورة هنا مكرم، رئيسة المهرجان، أنه تم تسليط الضوء على مسيرة الفنانة القديرة الدكتورة نجاة مكي، واستعراض إسهاماتها الكبيرة في الحركة التشكيلية العربية، والتوقف عند أهم المحطات في رحلتها مع الفنون التشكيلية، التي كانت قد بدأتها من مصر التي درست بها الفنون، ونالت منها درجتى الماجستير والدكتوراة.
وأضافت إلى أن الاحتفاء بتجربة الفنانة الدكتورة نجاة مكي، يأتي في إطار الاهتمام بالرموز، ونقل تجارب جيل الروّاد لجيل الشباب من الفنانين، وتقديم باقة ورد لكل من أسهم في إثراء المشهد الثقافي والفني العربي.
بدأت الفنانة الدكتورة "نجاة مكي " مسيرتها الفنية من مصر حيث حصلت على أعلى الشهادات الأكاديمية. وقد تركت بصمة واضحة في المشهد الفني العربي بأعمالها التي تجسد عمق الحضارة الإماراتية وتراثها العريق، مما جعلها من أبرز الفنانات اللواتي ساهمن في تطوير الحركة الفنية المعاصرة في المنطقة، وتُعد أول امرأة إماراتية تحصل على منحة من الحكومة الإماراتية لدراسة الفنون بالخارج وذلك عام 1977.
الجدير بالذكر أنه منذ حصولها على درجة البكالوريوس، ثم درجتي الماجستير والدكتوراة في الفنون من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان المصرية، وعلى مدار ما يزيد على 4 عقود مضت تواصل "مكي" مسيرتها التشكيلية التي شهدت الكثير من النجاحات والتكريمات المحلية والعربية والدولية، والتي كانت محط اهتمام الكتاب والنقاد والأكاديميين الذين كتبوا الكثير من الكتب والدراسات التي تناولت تجربتها، وأضاءت على مختلف جوانبها باعتبارها تجربة تميّزت بالعمق والثراء، والغوص في بحور التراث الإماراتي الذي كان عنواناً بارزاً للكثير من أعمال "مكي" التي تصنف ضمن قائمة الكبار ممن منحوا التراث الكثير من الاهتمام في أعمالهم الفنية في إطار النظر إلى ذلك التراث بأنه أحد مكونات الهوية الوطنية للشعوب.
تأثرت الفنانة "مكي" بالعديد من الفنانين المصريين الرواد أمثال محمود مختار، ومحمد سعيد، وحامد ندا، والإخوة وانلي، والسجيني، وسعيد الصدر. كما تأثر إبداع نجاة أيضًا بطبيعة البيئة الإماراتية وخاصة الصحراء، والبحر، والفولكلور.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإمارات محافظ أسوان الفنون التشكيلية اخبار أسوان مهرجان طيبة الدولى الکثیر من نجاة مکی
إقرأ أيضاً:
محمد كاظم: المشاركات الدولية تزيد الوعي بالفن الإماراتي
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلةيشغل الفنان الإماراتي محمد كاظم مكانة متميزة في مجال الفن التشكيلي محلياً وعالمياً، وإلى جانب إنجازاته وأعماله التي تعكس أساليب الفن المعاصر عبر مسيرة طويلة من الإبداع والتجريب، أولى اهتماماً كبيراً بالذكاء الاصطناعي، مستفيداً من العصر الرقمي وأدواته، حيث يقدم عملاً بعنوان: «اتجاهات.. (تمازج)» في صالة «جوليوس باير» في «آرت دبي». يمزج العمل الإحداثيات التي عمل على جمعها كاظم بمرور الوقت، وتقديمها وفق منظور جديد، حيث سبق له أن اتبع في أعماله منهجيةً عملية في زيارة المشاهد الطبيعية، وتحديد إحداثياتها وتوثيقها على أرض الواقع، ثم قرر الانتقال إلى المجال الرقمي في هذا العمل الجديد، مستخدماً الرسوم المتحركة لتوفير تجربة غامرة وتفاعلية.
يقول كاظم في حديثه لـ(الاتحاد): «الاعتماد على الرسوم المتحركة يظهر العمل الفني مشاهد لتمازج إحداثيات خطوط الطول والعرض وتلاشيها ضمن بعضها البعض في الزمن الحقيقي، بانسيابية وترابط يتجاوزان القدرات المحدودة للمجسمات الفنية الثابتة. وتتوسط إحداثيات دبي المشهد الرقمي المتحرك، وحولها إحداثيات الأماكن الأخرى التي تتمازج وتذوب في بعضها البعض، حتى تصبح جميعها كياناً مترابطاً لا تعرف حدوده. ويتحدى هذا التقارب مفهوم الحدود والأقاليم الثابتة، مما يخلق مساحة تتلاشى فيها الفوارق الجغرافية في مشهد واحد مترابط ومتدفق بانسيابية مطلقة، بحيث يثري هذا النتاج الفني موضوعات الزوال وعدم الثبات، لكنه يمنح الزوارفي الوقت نفسه تجربة غامرة يمكنهم المشاركة فيها، لتكوين مفهوم أعمق عن علاقتهم بالمناطق الجغرافية والحدود المتغيرة».
وينتقل كاظم للحديث عن حضوره البارز في المشهد الفني العالمي، قائلاً: «لعب حضوري الفني عالمياً دوراً محورياً في دعم مسيرتي المهنية، لا سيما من خلال المشاركة في المعارض والمهرجانات الدولية الكبرى، مثل بينالي فينيسيا، حيث استطعت تقديم أعمالي أمام جمهور متنوع والتواصل مع فنانين وقيّمين من جميع أنحاء العالم. كما شاركت على مر السنوات في العديد من المعارض الفردية والجماعية في دولة الإمارات وفرنسا وألمانيا».
ويؤكد كاظم، أن هذه التجارب عززت مشاركته في مشهد التبادل الثقافي، وأتاحت له دمج تأثيرات مختلفة في أعماله الفنية، إلى جانب عرض الثقافة الإماراتية والاحتفاء بها في المحافل الدولية. وأسهمت تلك المشاركات العالمية في دعم انتشار أعماله على مستوى العالم، وزيادة الوعي بالفن الإماراتي المعاصر على الساحة الدولية.
وحول أهمية اللغة الرقمية في الفن التشكيلي، يرى الفنان محمد كاظم أن الفن الرقمي هو أحد الأدوات المتاحة للفنانين اليوم ليس بديلاً عن الوسائط التقليدية، بل هو امتداد لطرق التعبير عن الأفكار؛ لأن الأعمال الرقمية قادرة على الاستجابة لحركات الزوار وإيماءاتهم، وبالتالي تعزيز مشاركتهم في التجربة الفنية. ويبين أنه اعتمد في أعماله على التقنيات الرقمية في وضع تصور لكيفية تمازج الإحداثيات وتلاشي الحدود المادية فيما بينها بطرق لا يمكن تحقيقها باستخدام الوسائط التقليدية. ويؤدي هذا التحول إلى تغيير طريقة تفاعل الزوار مع العمل، فيصبحون جزءاً من التجربة بدلاً من أن يكونوا مجرد مشاهدين. وفي دولة الإمارات، نشهد تزايد استخدام الفنانين للوسائط الرقمية، ليس فقط لأنها جديدة، بل لأنها تقدم طرقاً مختلفة للتفاعل مع الواقع المعاصر.