أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، التزام دولة الإمارات بإرساء دعائم المجتمع القائمة على التعايش السلمي والتسامح تحت القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي يدرك أن التسامح هو السبيل لتعزيز التعاون والتفاهم وبناء جسور التعرف على الآخرين من الجماعات والثقافات المختلفة.

وقال في كلمته الافتتاحية في المنتدى الأول للحوار بين الثقافات والأديان، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع سفارة جمهورية النمسا لدى الدولة، ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتسامح الذي استضافه بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي، إن التسامح يساعد في معالجة القضايا البيئية المهمة، وحل النزاعات والخلافات السياسية، وإن رئيس الدولة يؤمن إيماناً راسخاً بأن التسامح والأخوة الإنسانية سيسهمان في تحديد مسؤولياتنا الفردية والجماعية للعمل معاً من أجل رفع راية السلام، والحفاظ على كرامة الإنسان، وتنمية مجتمعاتنا المحلية والعالمية، مستذكراً قوله: "تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى به للتعايش بين مختلف الثقافات، التي تمثل الملايين من المقيمين على أرضها".

الأخوة الإنسانية

وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن من بين الأسباب العديدة التي تؤكد أهمية هذا المنتدى حول الحوار بين الثقافات والأديان؛ هو تزايد الحاجة إلى السلام العالمي، والتفاهم واحترام ثقافات ومعتقدات الآخرين، مؤكداً أن العمل معاً والتفكير معاً هما السبيل لتحقيق ما يعدنا به الإبداع البشري لمجتمع عالمي مسالم ومزدهر.
وقال: "إن وجودنا كإماراتيين ونمساويين هنا معا يستحق التأمل، حيث نعمل معاً بانسجام وسلام، وبالرغم من اعترافنا باختلافاتنا، فإننا نسعى إلى فهم وتقدير بعضنا البعض كأفراد تجمعنا الأخوة الإنسانية بمعناها الشامل، أفراد يتسامحون ويحترمون بعضهم البعض ويفهمون النوايا الطيبة لدى بعضهم البعض، مهما كانت اختلافاتنا الثقافية".
وأشار  إلى أن هذا المنتدى، يعد احتفالًا بالالتزام المشترك بتعزيز العلاقات المثمرة والودية بين الإمارات والنمسا، وأن الثقة التي تجمع بين البلدين على مر السنين ستستمر في تعزيز جهود التعاون في المستقبل، معرباً عن سعادته كإمارتي بالعمل عن كثب مع الأصدقاء والزملاء النمساويين.

علاقات إيجابية

وقال الشيخ نهيان بن مبارك إن هذا المنتدى يؤكد، أن الحوار هو جوهر المجتمعات المتسامحة، وإن دولة الإمارات، تعتبره أحد أهم ملامح نجاحها كبلد متنوع وشامل وحيوي، يعد مركزًا ثقافيًا مزدهرًا ومركزًا عالميًا هامًا للتبادل الثقافي، وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين على أساس قيم الأخوة الإنسانية والتعاطف والاحترام المتبادل، مؤكداً أن الحوار الذي يدعو إليه هذا المنتدى بين الأنداد، هو حوار لديه القدرة على تبديد الأساطير وسوء الفهم، وتعزيز التعاون وتشجيع لقاء العقول.
وأوضح أن الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لرئيس الدولة، تؤمن بأهمية الحوار بين الثقافات والأديان، وأن لدى قيادتها ومواطنيها قناعة راسخة بأن الحوار الصادق والثقة المتبادلة بين الأفراد والمنظمات والدول التي تمثل البشر، من ديانات وثقافات ومعتقدات وخلفيات متنوعة، سيجعل العالم أفضل وأكثر سلاماً وازدهاراً، كما يمكن للحوار بين الثقافات والأديان أن يكمل العلاقات الدولية الجيدة، فمفهومه يعزز الإيمان بوجود مجال واسع وعظيم يمكن من خلاله أن يعمل الجميع معا للدفاع عن القيم الأخلاقية التي تشكل جزءًا من التراث الإنساني المشترك، مشيراً إلى أن المنتدى يعكس رغبة كل من النمسا والإمارات في العمل معاً لدعم التسامح والحوار بين الأديان، وتمكين الشباب في العصر الرقمي، كما يظهر بوضوح أن هناك أرضية مشتركة متاحة وممكنة، مضيفاً: "إذا ما تعرف بعضنا على بعض كشراء ومناصرين للسلام والرفاه الإنسانية".

رؤى وإجابات

وطرح وزير التسامح والتعايش على المشاركين في المنتدى بعض المحاور الهامة، ودعاهم إلى التفكير فيها خلال الجلسات المختلفة، موضحاً أن هذه النقاط الحيوية، تبدأ بأسئلة واضحة حول كيفية تمكين مجتمعي النمسا والإمارات، من العمل معا ليكونا محركاً للتسامح والتغيير الاجتماعي في العالم، وما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الأديان والحوار بين الأديان في مساعدة المجتمعين على تعزيز التسامح والقبول؟ وكيف يمكن سد الفجوة في التواصل بين أتباع الديانات المختلفة وعبر الثقافات المختلفة؟ وفي ظل جميع الدعوات من التحالفات والمؤتمرات واللقاءات بين الأديان التي انعقدت على مر السنين، لماذا لا يزال السلام المستدام بعيد المنال؟ وكيف يمكننا استخدام أدوات القرن الحادي والعشرين لبناء علاقات إيجابية بين الناس، وتبديد الأفكار النمطية، وتعزيز طرق جديدة للتفكير؟ وكيف يمكننا تبادل خبرات بلدينا في تمكين الشباب، من الرجال والنساء، ليكونوا مواطنين فاعلين ومسؤولين وواثقين؟.
وعبر عن ثقته بأن مجموعة المتحدثين المتميزين للغاية المشاركين في المنتدى يمتلكون رؤى وإجابات ثرية حول هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المماثلة، من خلال الحوار الإيجابي الواعي والنقاشات الهامة التي تضمها جلساته، داعياً إياهم إلى مواصلة العمل معاً من أجل عالم يسوده السلام ويضمن التقدم والازدهار للجميع.
وختم كلمته بالقول: "أرحب بضيوفنا النمساويين وأعبر عن أملي الكبير وتفاؤلي بأن الإمارات والنمسا ستواصلان العمل معًا لتحسين الظروف الإنسانية وتعزيز تقدم المجتمع الإنساني والعالم، وسنساعد في تشكيل مستقبل أكثر أمانًا ومرونة، مستقبل متجذر في التسامح والأخوة الإنسانية، ومبني على روح المجتمع والتعاون الإبداعي".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات نهيان بن مبارك نهیان بن مبارک هذا المنتدى الحوار بین العمل معا العمل مع

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك: نعيش بالإمارات في سلام وانسجام لأننا نتحاور

افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أمس، أعمال الدورة الخامسة من المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، وجائزة زايد للأخوة الإنسانية، بحضور نخبة من القيادات الفكرية والدينية من مختلف أنحاء العالم.
في مستهل كلمته، طرح الشيخ نهيان بن مبارك سؤالاً افتراضياً حول ما يمكن فعله لتعزيز السلام والكرامة الإنسانية والتعايش المتناغم في العالم، مؤكداً أن الإجابة تكمن في التوفيق بين حقيقتين: الأولى هي وجود مجموعات دينية وعرقية متنوعة على كوكب الأرض، والثانية هي حرص هذه المجموعات على الحفاظ على معتقداتها وتقاليدها في ظل سعيها لتحقيق أهدافها في الحياة، موضحاً أن دولة الإمارات تعمل على تحقيق هذا التوازن من خلال الحوار والتفاهم المشترك.
وأضاف: «نحن في الإمارات نعيش معاً في سلام وانسجام، رغم التنوع الثقافي واللغوي والديني، لأننا نتحاور مع بعضنا بعضاً، ونسعى لفهم واحترام الآخرين، الإمارات تقدر التنوع الثقافي وتعزز التسامح بين كافة المقيمين، وهي تدرك أن كل فرد يساهم بمجموعته الفريدة من المهارات والخبرات في بناء مجتمعنا».
وأكد أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي يعترف بأهمية وثيقة الأخوة الإنسانية التي أُطلقت في أبوظبي عام 2019، مشيراً إلى أن هذا الحدث أصبح مهماً في تعزيز السلام والتسامح بالعالم.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أهمية إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تخصيص 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذا الإعلان يعكس التزام الإمارات ببناء مجتمع متماسك.
الكرامة الإنسانية
وتحدثت في الجلسة الافتتاحية باتريشيا سكوتلاند كيه سي، الأمين العام للكومنولث، حول تعزيز الكرامة الإنسانية والأخوة الإنسانية بين الأمم، فيما تناولت كاثرين سامبا بانزا الرئيسة السابقة لجمهورية إفريقيا الوسطى موضوع «مفترق طرق: حقوق الإنسان في تعزيز التعايش السلمي».
كما استعرضت الدكتورة عزة كرم الأمين العام الفخري لمنظمة «أديان من أجل السلام الدولية» دور الحوار بين الأديان في الحفاظ على الكرامة الإنسانية والسلام في المجتمعات المتنوعة. (وام)

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: التنوع قوة إيجابية في مجتمعاتنا
  • نهيان بن مبارك: تعزيز التسامح والتعايش السلمي أساس السلام والازدهار في المجتمعات
  • نهيان بن مبارك: نعيش بالإمارات في سلام وانسجام لأننا نتحاور
  • نهيان بن مبارك: «عام المجتمع» يبرز التزام دولتنا ببناء مجتمع متماسك ومستدام اقتصادياً
  • «تريندز» و«العليا للأخوة الإنسانية» يستعرضان تعزيز قيم التعايش
  • نهيان بن مبارك يفتتح الدورة الخامسة من المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية في أبوظبي
  • نهيان بن مبارك: نعمل معاً من أجل عالم يتسم بالسلام والتسامح
  • نهيان بن مبارك: يوم الأخوة الإنسانية فرصة امتنان لمحمد بن زايد
  • نهيان بن مبارك يفتتح النسخة الـ2 من “مجلس الأخوة الإنسانية” ببيت العائلة الإبراهيمية
  • نهيان بن مبارك: تحت قيادة محمد بن زايد.. ستظل الإمارات دولة سلام ووئام