40 يوما من القتال.. كمائن المقاومة تلاحق الاحتلال في أزقة جباليا
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
خلال 24 ساعة فقط نفذت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) 10 كمائن وهجمات على قوات الاحتلال الإسرائيلي معظمها في جباليا، في مؤشر واضح على شراسة المقاومة في شمالي قطاع غزة.
وتنوعت عمليات القسام بين استهداف دبابات ميركافا وجرافات عسكرية من طراز "دي-9" بعبوات ناسفة وقذيفة التاندوم وقذائف "الياسين 105"، إضافة إلى قنص جندي واستهداف قوة راجلة بقذيفتين مضادتين للأفراد، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
كما استهدفت قوة إسرائيلية من 7 جنود داخل أحد المنازل بقذيفة "تي بي جي" مضادة للتحصينات، وتم "الإجهاز عليها من مسافة صفر بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية" قرب مسجد أولي العزم في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
لكن أبرز هذه العمليات كان استهداف مقاتلي القسام دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105″، ومن ثم اعتلوها وأجهزوا على طاقمها وغنِموا رشاشا منها، قرب مدرسة الفاخورة غرب مخيم جباليا، وفقا لما أعلنته الكتائب عبر تليغرام.
وتأتي هذه العمليات بعد مرور قرابة 40 يوما على العملية العسكرية الإسرائيلية شمالي قطاع غزة، التي حشدت لها قوات الاحتلال الفرقة 162 الإسرائيلية المدرعة، ودعمتها باللواء المدرع 460 ولواء غفعاتي (قوات خاصة)، أي ما يقدر بنحو 50 ألف جندي، بمساندة جوية ومدفعية مكثفة وطائرات استطلاع حديثة. ولم يمر يوم واحد على بداية المعركة دون أن تنفذ المقاومة الفلسطينية عدة هجمات على قوات الاحتلال.
واعتمد جيش الاحتلال في عمليته العسكرية الثالثة على جباليا عاصمة محافظة شمال غزة -والتي أطلقها في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- أسلوب "الأرض المحروقة" من القصف العشوائي والأحزمة النارية وتدمير المباني بالروبوتات والبراميل المتفجرة، إضافة لحصار السكان ومنع إدخال الماء والطعام بهدف تهجير سكان المخيم بالقوة وتحويل شمال غزة لمنطقة أمنية عازلة لتحقيق "خطة الجنرالات" الإسرائيلية.
وخلال 39 يوما من المجازر المروعة بحق المدنيين، استشهد ألفَا فلسطيني وأصيب المئات، بالإضافة إلى المئات من المعتقلين، كما تسبب القصف العنيف في تدمير أحياء سكنية كاملة وتهجير عشرات آلاف الفلسطينيين جنوبا، وفق أرقام رسمية فلسطينية.
ورغم كثافة النيران الإسرائيلية واعتمادها على إستراتيجية جديدة وهي حصار مخيم جباليا بلواء مدرع كامل، أي قرابة 111 دبابة لمنع المقاومة الفلسطينية في مدينة غزة وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون من دعم جباليا، فإن المقاومة نجحت في تدمير عشرات الدبابات الإسرائيلية.
ضربات موجعة
ووفق إحصاء أجراه موقع الجزيرة نت لبيانات القسام العسكرية خلال الفترة من 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فقد نفذ مقاتلو القسام 121 هجوما عسكريا على قوات الاحتلال، رغم الحصار الإسرائيلي الخانق والقصف العنيف الذي لا يتوقف ليلا ونهارا، وانتشار أسراب من الطائرات المسيرة في سماء المنطقة والتي تطلق النار على كل من يتحرك.
ولاحق مقاتلو القسام جنود الاحتلال في أزمة مخيم جباليا عبر سلسلة من الكمائن المركبة وعمليات القنص والاشتباك المباشر وتفجير المنازل التي تحصنوا بها، إضافة إلى تفجير عيون أنفاق بهم واستهدافهم بالقذائف المضادة للجنود والتحصينات. كما نجحوا في اغتيال العقيد إحسان دقسة قائد اللواء 401 مدرع الإسرائيلي.
وبخصوص الآليات العسكرية، أصابت القسام 42 دبابة ميركافا و25 ناقلة جند و24 جرافة عسكرية و3 جيبات همر، بعد استهدافها بقذائف "الياسين 105" والعبوات الناسفة وقذائف التاندوم.
كما قصفت وحدات المدفعية في القسام حشود قوات الاحتلال 8 مرات بقذائف الهاون، بالإضافة إلى قصف مستوطنات غلاف غزة 3 مرات بصواريخ رجوم القصيرة المدى عيار 114 ملم.
ورغم تكتم جيش الاحتلال عن الأرقام الحقيقية لخسائره، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية رصدت قتل 24 ضابطا وجنديا إسرائيليا في جباليا منذ بدء العملية العسكرية الحالية.
وسمحت الرقابة العسكرية بنشر أسماء 787 جنديا وضابطا إسرائيليا قتلوا منذ بداية الحرب على قطاع غزة، بينهم 373 جنديا وضابطا إسرائيليا قتلوا منذ بداية التوغل البري يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كذلك قتل في حوادث تشغيلية وعملياتية ونيران صديقة 56 جنديا وضابطا.
واعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 5325 عسكريا بجروح متفاوتة منذ بداية الحرب، في حين بلغت حصيلة الإصابات في صفوف الجيش منذ بداية التوغل البري بالقطاع 2420 إصابة.
ومع تصاعد هجمات المقاومة، اضطرت قوات الاحتلال بعد 25 يوما من القتال شمال القطاع إلى سحب اللواء المدرع 460 من جباليا، كما أعادت نشر قوات في شمال غزة، حيث سحبت قواتها من الأحياء السكنية، واكتفت بحصار المنطقة من جميع الجهات مع تكثيف قصفها الجوي والمدفعي على جباليا، وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
وبعد مرور شهر من المعارك، دفعت قوات الاحتلال بلواء كفير، وهو أحد أكبر ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، ويضم عدة كتائب ووحدات من النخبة العسكرية توصف بأنها مختصة في الحرب داخل المناطق الحضرية والمناطق المعقدة.
إعجاز عملياتي
"ما تقوم به المقاومة الفلسطينية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة يعدّ إعجازا عملياتيا وعبقرية لافتة"، هكذا علق الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي على كمائن القسام شمالي غزة، معتبرا أن نجاحها في مواجهة جيش الاحتلال رغم فارق الإمكانات العسكرية يمثل انتصارا تكتيكيا استثنائيا.
وأوضح الصمادي، في تحليله للمشهد العسكري على قناة الجزيرة، أن معركة جباليا تتم في ظروف قاسية، إذ يواجه المقاتلون الفلسطينيون ألوية مدرعة مثل اللواء 401 و460، ولواء غفعاتي المدعوم بمساندة جوية ومدفعية مكثفة وطائرات استطلاع حديثة.
وأضاف أن المخيم محاصر بالكامل ومنفصل عن مدينة جباليا، ورغم ذلك تواصل المقاومة عملياتها الناجحة في ظل صمود الحاضنة الشعبية التي تواجه إبادة من جيش الاحتلال.
وفي تعليقه على التكتيكات العسكرية لجيش الاحتلال، أوضح الصمادي أنه يعتمد أسلوب "الأرض المحروقة" في محاولاته المتكررة لاجتياح مخيم جباليا. وقال إن الجيش استخدم كل أساليبه خلال أكثر من أسبوعين من المعارك، كالقصف العشوائي وسياسة الأحزمة النارية وتدمير المباني.
ويقول الصمادي إنه رغم ذلك، لا تزال المقاومة الفلسطينية قادرة على التكيف مع هذه التكتيكات عبر القتال بأسلوب المجموعات الصغيرة التي تستخدم الفرص المتاحة لقنص جنود الاحتلال وشنّ الهجمات المفاجئة.
وأشار الصمادي إلى أن مخيم جباليا الذي تبلغ مساحته 1.4 كيلومتر مربع يُعدّ نموذجا للصمود الفلسطيني في وجه القوة العسكرية الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المقاومة الفلسطینیة شمالی قطاع غزة قوات الاحتلال جیش الاحتلال مخیم جبالیا منذ بدایة
إقرأ أيضاً:
جباليا… المدينة التي قهرت جنود الاحتلال الصهيوني
للانتقام من أهلها…شدد العدو الصهيوني حصاره للمدينة وقصفها عدة مرات وقتل الآلاف من سكانها
الثورة/ أحمد السعيدي
بعد أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتدمير غالبية المدن، وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، والزعم بتفكيك كتائب المقاومة هناك، وجد جيش العدو نفسه أمام مقاومة شرسة بمخيم جباليا الذي عاد له من جديد وتقدم جيشه بقوات كبيرة في أكتوبر الماضي إلى المخيم، معلناً بدء عملية عسكرية برية فيه، ومعها ارتكب العدو مجازر مروعة بحق المدنيين، وقصف المنازل على رؤوس ساكنيها، وأمام الهجوم الإسرائيلي العنيف لا تزال المقاومة الفلسطينية صامدة وثابتة في مواجهة هذا الجيش المتغطرس، مع تنفيذها لكمائن عسكرية الحقت خسائر قوية في صفوفه، وفقاً لاعترافه….
أهمية جباليا
يقع مخيم جباليا ضمن نطاق بلدة جباليا إلى الشمال من مدينة غزة، وهو بمثابة العمود الفقري لمحافظة شمال غزة، وأكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من بلداتهم الأصلية إلى القطاع إبان نكبة عام 1948، ومع أن مساحته لا تتجاوز 1.5 كيلومتر مربع، إلا أنه يضم كتلة سكانية تعد من الأكثر اكتظاظا على مستوى القطاع، ويحيط به عدد من البلدات والتجمعات السكانية أبرزها بيت لاهيا، وبيت حانون، وتاريخيا شكّل مخيم جباليا جبهة محورية في مسار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، فمنه انطلقت شرارة الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة” عام 1987، وامتدت الانتفاضة لاحقا إلى سائر مناطق قطاع غزة، عبر التظاهرات الشعبية والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة (مولوتوف) على دورياته وجنوده ومراكزه، ومع اندلاع الانتفاضة الثانية “انتفاضة الأقصى” عام 2000، كان للاجئي المخيم دور لافت من خلال تشييع جنازات شهداء الانتفاضة والانطلاق منها صوب مواقع وثكنات الجيش الإسرائيلي والاشتباك مع جنوده، ثم ما لبثت أن تطورت أدوات الاشتباك لتشمل إطلاق النار واقتحام المستوطنات المقامة على أراضي القطاع وحفر أنفاق من تحتها وتفجيرها.
صمود تاريخي
ومثل سائر مخيمات ومدن في غزة، اجتاح الجيش الإسرائيلي جباليا ومخيمها مرات عديدة بين عامي 2001 و2003، إلا أن المواجهة الأبرز كانت قبل 20 عاما، وتحديدا مع نهاية سبتمبر ومطلع أكتوبر 2004، آنذاك أطلق الجيش عملية “أيام الندم”، وسمتها الفصائل الفلسطينية “أيام الغضب”، وشملت بلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، واستغرق الاجتياح 17 يوما، وخلّف ما يزيد عن 160 شهيداً فلسطينيا ومئات الجرحى، ومني فيها الجيش الإسرائيلي بخسائر بشرية ومادية عديدة، وكان من أهم ملامح التطور في العمل العسكري للفصائل الفلسطينية التي برزت في تلك المواجهة:
– صمود المقاومة في التصدي للجيش الإسرائيلي على مدى 17 يوما، وهي المدة الأطول التي تسجلها عملية عسكرية من هذا النوع في تلك الفترة.
– الإعلان عن عدد من الأسلحة الجديدة التي استخدمها المجاهدون الفلسطينيون في مواجهة آليات الجيش وقواته وأبرزها: العبوة الناسفة من نوع “شواظ 3″، وقاذفي “الياسين” و”البتار” المضادين للدروع، وكلها من إنتاج محلي.
– الكشف لأول مرة عن المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام “أبو عبيدة”، الذي عقد مؤتمرا صحفيا هو الأول من نوعه خلال الاجتياح، شرح فيه طبيعة تواجد الجيش الإسرائيلي على أطراف المخيم وآليات التصدي له.
– تطور العمل الإعلامي من خلال ظهور أفلام ومشاهد توثق بالصوت والصورة عمليات نشطاء الفصائل الفلسطينية التي استهدفت الجيش الإسرائيلي وآلياته.
ومثّلت هذه المواجهة نقطة محورية في مسار الانتفاضة، إذ قالت الفصائل الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي عجز عن اقتحام المخيم وظل يناور مُسلحيها على أطرافه، واندحر عن جباليا دون تحقيق أهدافه في “إخضاع المقاومة”.
التاريخ يعيد نفسه
واليوم وبعد عام من معركة طوفان الأقصى يدفع الجيش الإسرائيلي بلواء عسكري جديد إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد أسابيع من المعارك الضارية هناك، حيث انضم لواء «كفير» إلى لواءي «جفعاتي» و«401» في جباليا، وبذلك تكون هناك 3 ألوية تعمل في جباليا التي تواجه فيها القوات الإسرائيلية مقاومة شرسة تتمثل في قدرة مجاهدي كتائب القسام على إبداء مقاومة شديدة، فاجأت بها إسرائيل، خصوصاً من خلال تفخيخ المنازل، ونصب عبوات ناسفة في الشوارع ونجاحها في استخدام أنفاق قديمة أعادت إصلاح بعضها جزئياً وجهَّزتها لتنفيذ مثل هذه العمليات، والاعتماد على أزقّة الشوارع الصغيرة بالمخيم لمفاجأة جيش الاحتلال.
هلاك جنود الاحتلال
أعلن جيش الاحتلال أنه نجح في تفكيك كتائب القسام والقضاء على قدراتها، لكنّ الأحداث على الأرض تحديداً في جباليا ومخيمها تشير إلى أن ذلك ليس دقيقاً، خصوصاً أن الكتائب ما زالت تنفّذ عمليات أسفرت عن مقتل كثير من الضباط والجنود، أبرزهم أخيراً قائد اللواء 401، وتقول مصادر ميدانية من داخل كتائب القسام في مخيم جباليا إن الاحتلال تكبَّد خسائر فادحة، ولا يعلن كل خسائره خلال العملية الحالية مشيرةً إلى أن عناصرهم يطورون أساليب وتكتيكات في كل مرة تفاجئ الاحتلال وهذا ما نشاهده عبر إعلام الاحتلال الصهيوني فلا يكاد يمر يوم حتى يعلن العدو عن هلاك جنوده في مقبرة جباليا، ناهيك عن المشاهد التي تبثها كتائب القسام بشكل يومي توثق تدمير آلياته العسكرية بالعبوات الناسفة وقذائف الياسين 105.
كتائب القسام في جباليا
كتائب القسام في شمال قطاع غزة (جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون)، 6 كتائب قتالية، تضاف إليها كتيبة «تخصصات» تقدم خدمات عسكرية أخرى، مثل «الدروع، والقنص، والهندسة، والخدمات الطبية، وغيرها»، كما تشرح مصادر من داخل الكتائب، ويوجد في مخيم جباليا وحده 3 من هذه الكتائب القتالية، هي: غرب جباليا (كتيبة عماد عقل)، ووسط جباليا (كتيبة فوزي أبو القرع)، وشرق جباليا (كتيبة سهيل زيادة)، وهي الكتائب الثلاث التي تقود حالياً الاشتباكات وتنفذ سلسلة عمليات داخل المخيم، كما تتلقى دعماً من كتيبة «الفرقان» (الشيخ رضوان)، وكتيبة «عسقلان» (بيت لاهيا)، من الجهات الجنوبية والشمالية والغربية لجباليا، وكلتا الكتيبتين تنفذ سلسلة عمليات من محاور عدة؛ مثل إطلاق صواريخ مضادة وتفجير عبوات ناسفة في آليات عسكرية إسرائيلية، ولهذه الكتائب، كما تقول المصادر، دور كبير في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كما أنها عملت على قتل وجرح وأسر العشرات من الإسرائيليين من المناطق المحاذية لشمال القطاع، وقتلت إسرائيل كثيراً من أسراها نتيجة محاولة استهداف قيادات تلك الكتائب.
تكتيكات متجددة
من أهم التكتيكات التي تلجأ كتائب القسام إلى استخدامها في معارك شمال القطاع، استخدام صواريخ حربية إسرائيلية ألقتها الطائرات ولم تنفجر، حيث تعيد استخدامها في تفخيخ منازل، كما جرى في عدة حالات تفجيرها في القوات الراجلة لدى اقتحامها تلك المنازل، وتستخدم المنازل المتضررة بشكل أساسي لتفخيخها، وتدخلها القوات الإسرائيلية بهدف أن تكون كمائن لها، لاستهداف المجاهدين الفلسطينيين بشكل أساسي وكذلك المدنيين، وتُعرِّضهم للخطر كل مرة، كما كثفت كتائب القسام من عمليات تفخيخ فتحات أنفاق جرى إصلاحها لهذا الغرض لتفجيرها في القوات الإسرائيلية، والاعتماد على العبوات الناسفة التي زُرعت في الشوارع للهدف نفسه بعد أن استبعدت مثل هذا الخيار في بداية الحرب بسبب ربما توقع حماس أن إسرائيل «لن تدخل القطاع براً» بعد هجوم السابع من أكتوبر، ولوحظ استخدام مجاهدي المقاومة الفلسطينية، أخيراً، نفقاً جرى تفجيره مسبقاً بعدما تسلل داخله عناصر من الكتائب إلى مناطق شرق جباليا وهاجموا قوة إسرائيلية، وما زال سلاح الصواريخ المضادة للدروع أهم سلاح تستخدمه كتائب القسام وسرايا القدس منذ بداية المعركة، خصوصاً بعد تطويرها ما عُرف بقاذف «الياسين 105»، وهو صاروخ طوِّر محلياً بعد تطويره عن قاذف الآر بي جي والتاندوم، وتم قُبيل هجوم السابع من أكتوبر من العام الماضي، زيادة إنتاجه بشكل كبير بتوصيات من قيادة المقاومة الفلسطينية.