نهيان بن مبارك يؤكد التزام الإمارات بإرساء مجتمع قائم على التعايش والتسامح
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، التزام دولة الإمارات بإرساء دعائم المجتمع القائمة على التعايش السلمي والتسامح تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يدرك أن التسامح هو السبيل لتعزيز التعاون والتفاهم وبناء جسور التعرف على الآخرين من الجماعات والثقافات المختلفة.
وقال معاليه في كلمته الافتتاحية في المنتدى الأول للحوار بين الثقافات والأديان، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع سفارة جمهورية النمسا لدى الدولة، ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتسامح الذي استضافه بيت العائلة الإبراهيمية بأبوظبي، إن التسامح يساعد في معالجة القضايا البيئية المهمة، وحل النزاعات والخلافات السياسية، وإن صاحب السمو رئيس الدولة يؤمن إيمانا راسخا بأن التسامح والأخوة الإنسانية سيسهمان في تحديد مسؤولياتنا الفردية والجماعية للعمل معا من أجل رفع راية السلام، والحفاظ على كرامة الإنسان، وتنمية مجتمعاتنا المحلية والعالمية، مستذكرا قول سموّه: “تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا يحتذى به للتعايش بين مختلف الثقافات التي تمثل الملايين من المقيمين على أرضها”.
وأوضح معاليه أن من بين الأسباب العديدة التي تؤكد أهمية هذا المنتدى حول الحوار بين الثقافات والأديان هو تزايد الحاجة إلى السلام العالمي، والتفاهم واحترام ثقافات ومعتقدات الآخرين، مؤكدا أن العمل معا والتفكير معا هما السبيل لتحقيق ما يعدنا به الإبداع البشري لمجتمع عالمي مسالم ومزدهر.
وقال: “إن وجودنا كإماراتيين ونمساويين هنا معا يستحق التأمل، حيث نعمل معا بانسجام وسلام، وبالرغم من اعترافنا باختلافاتنا، فإننا نسعى إلى فهم وتقدير بعضنا البعض كأفراد تجمعنا الأخوة الإنسانية بمعناها الشامل، أفراد يتسامحون ويحترمون بعضهم البعض ويفهمون النوايا الطيبة لدى بعضهم البعض، مهما كانت اختلافاتنا الثقافية”.
وأشار معاليه إلى أن هذا المنتدى، يعد احتفالًا بالالتزام المشترك بتعزيز العلاقات المثمرة والودية بين الإمارات والنمسا، وأن الثقة التي تجمع بين البلدين على مر السنين ستستمر في تعزيز جهود التعاون في المستقبل، معربا عن سعادته كإمارتي بالعمل عن كثب مع الأصدقاء والزملاء النمساويين.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك إن هذا المنتدى يؤكد، أن الحوار هو جوهر المجتمعات المتسامحة، وإن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتبره أحد أهم ملامح نجاحها كبلد متنوع وشامل وحيوي، يعد مركزًا ثقافيًا مزدهرًا ومركزًا عالميًا هامًا للتبادل الثقافي، وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين على أساس قيم الأخوة الإنسانية والتعاطف والاحترام المتبادل، مؤكدا أن الحوار الذي يدعو إليه هذا المنتدى بين الأنداد، هو حوار لديه القدرة على تبديد الأساطير وسوء الفهم، وتعزيز التعاون وتشجيع لقاء العقول.
وأوضح معاليه أن الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، تؤمن بأهمية الحوار بين الثقافات والأديان، وأن لدى قيادتها ومواطنيها قناعة راسخة بأن الحوار الصادق والثقة المتبادلة بين الأفراد والمنظمات والدول التي تمثل البشر، من ديانات وثقافات ومعتقدات وخلفيات متنوعة، سيجعل العالم أفضل وأكثر سلاما وازدهارا، كما يمكن للحوار بين الثقافات والأديان أن يكمل العلاقات الدولية الجيدة، فمفهومه يعزز الإيمان بوجود مجال واسع وعظيم يمكن من خلاله أن يعمل الجميع معا للدفاع عن القيم الأخلاقية التي تشكل جزءًا من التراث الإنساني المشترك، مشيرا إلى أن المنتدى يعكس رغبة كل من النمسا والإمارات في العمل معا لدعم التسامح والحوار بين الأديان وتمكين الشباب في العصر الرقمي، كما يظهر بوضوح أن هناك أرضية مشتركة متاحة وممكنة، “إذا ما تعرف بعضنا على بعض كشراء ومناصرين للسلام والرفاه الإنسانية”.
وطرح معاليه على المشاركين في المنتدى بعض المحاور الهامة ودعاهم إلى التفكير فيها خلال الجلسات المختلفة، موضحا أن هذه النقاط الحيوية، تبدأ بأسئلة واضحة حول كيفية تمكين مجتمعي النمسا والإمارات، من العمل معا ليكونا محركا للتسامح والتغيير الاجتماعي في العالم، وما هو الدور الذي يجب أن تلعبه الأديان والحوار بين الأديان في مساعدة المجتمعين على تعزيز التسامح والقبول؟ وكيف يمكن سد الفجوة في التواصل بين أتباع الديانات المختلفة وعبر الثقافات المختلفة؟ وفي ظل جميع الدعوات من التحالفات والمؤتمرات واللقاءات بين الأديان التي انعقدت على مر السنين، لماذا لا يزال السلام المستدام بعيد المنال؟ وكيف يمكننا استخدام أدوات القرن الحادي والعشرين لبناء علاقات إيجابية بين الناس، وتبديد الأفكار النمطية، وتعزيز طرق جديدة للتفكير؟ وكيف يمكننا تبادل خبرات بلدينا في تمكين الشباب، من الرجال والنساء، ليكونوا مواطنين فاعلين ومسؤولين وواثقين؟.
وعبر معاليه عن ثقته بإن مجموعة المتحدثين المتميزين للغاية المشاركين في المنتدى يمتلكون رؤى وإجابات ثرية حول هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المماثلة، من خلال الحوار الإيجابي الواعي والنقاشات الهامة التي تضمها جلساته، داعيا إياهم إلى مواصلة العمل معا من أجل عالم يسوده السلام ويضمن التقدم والازدهار للجميع.
وختم معاليه كلمته بالقول: “أرحب بضيوفنا النمساويين وأعبر عن أملي الكبير وتفاؤلي بأن الإمارات والنمسا ستواصلان العمل معًا لتحسين الظروف الإنسانية وتعزيز تقدم المجتمع الإنساني والعالم، وسنساعد في تشكيل مستقبل أكثر أمانًا ومرونة، مستقبل متجذر في التسامح والأخوة الإنسانية، ومبني على روح المجتمع والتعاون الإبداعي”.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: هذا المنتدى الحوار بین العمل معا العمل مع
إقرأ أيضاً:
أكاديميون: الإمارات نموذج ملهم للعالم في ترسيخ قيم التعايش
تحتفل دولة الإمارات اليوم الثلاثاء الموافق 4 فبراير (شباط)، باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، الذي أقرته الأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2020، كمناسبة سنوية لتكريس قيم التسامح والتعايش والوحدة بين البشر، احتفاءً بذكرى توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في أبوظبي عام 2019، والتي مثلت خطوة تاريخية نحو تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات وتمهيد الطريق نحو عالم أفضل.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد السويدي، كاتب وباحث، عبر 24، أن "الإمارات تُمثل نموذجاً مُلهماً للعالم في ترسيخ قيم التعايش ونبذ العنصرية والكراهية، واستطاعت عبر عقود من الرؤية الحكيمة والسياسات الواعية أن تحوِّل تنوعها الثقافي والديني إلى جسر للتواصل بين الحضارات، وأن تجعل من أرضها ملاذاً آمناً لملايين البشر من أكثر من 200 جنسية، يعيشون في ظل قيم العدالة والاحترام المتبادل، وهذه المكانة لم تأتِ عبثاً، بل هي ثمرة جهود متكاملة تشريعية ومجتمعية ودولية، جعلت الإمارات منارةً يُحتذى بها في تعزيز الأخوة الإنسانية".وقال: "تُعتبر الإمارات دليلاً حياً على أن الأخوة الإنسانية ليست شعاراً يُرفع في المناسبات، بل خياراً استراتيجياً تبنَّته القيادة منذ عهد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن "الإنسان هو أغلى ما نملك"، فما تحققه اليوم من انسجامٍ بين مكونات المجتمع هو إرث يُبنى عليه لمستقبلٍ تُصان فيه كرامة الإنسان، بغض النظر عن أي اعتبارات، وفي اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، تذكر الإمارات العالم بأن التعايش ممكنٌ حين تُرفع قيم العدل فوق التعصُّب، وحين تُحوَّل الكلمات إلى أفعالٍ تُلهِم الأجيال القادمة". روح الأخوة وبدورها، أشارت الدكتورة نوال النقبي، أستاذة بكلية الاتصال في جامعة الشارقة، إلى أن "الإمارات تؤكد على التزامها الراسخ بنشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين جميع الشعوب، وأثبتت للعالم أنها نموذج عالمي يحتذى به في تعزيز الأخوة الإنسانية، من خلال تعزيز مبادئ الاحترام وقبول الآخر بين الثقافات المختلفة".
وأكدت أن "الإمارات تُجسد روح الأخوة من خلال مبادراتها الإنسانية ومساهماتها الفعالة في مكافحة العنصرية والكراهية، ومن خلال دعمها للحوارات الثقافية والدينية، تساهم في بناء جسور التواصل والتعاون بين المجتمعات".
وقالت النقبي: "قيم المجتمع الإماراتي التي تربينا عليها تؤكد على أهمية الاحترام المتبادل وتقدير التنوع، مما يسهم في خلق بيئة تتسم بالأمن والسلام، إن اليوم العالمي للأخوة الإنسانية ليس مجرد مناسبة، بل هو دعوة لتجديد العهد على تعزيز الروابط الإنسانية والتعاون لتعزيز روح الأخوة، ولنعمل جميعًا يدًا بيد لبناء مستقبل أفضل للعالم أجمع". تعايش سلمي ومن جانبها، أشارت الدكتورة نادية المزروعي، أستاذ مشارك في قسم الممارسة الصيدلانية والعلاجات الدوائية بجامعة الشارقة، إلى أن "الإمارات ترسخ قيم التعايش السلمي بين أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها بانسجام واحترام متبادلين ومن خلال مبادرات مثل "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وُقّعت في أبوظبي عام 2019، تؤكد الإمارات التزامها بنبذ العنصرية والكراهية وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان. كما أن احتضانها لوزارة التسامح، وبناء "بيت العائلة الإبراهيمية"، وتنظيم الفعاليات التي تعزز التقارب بين الشعوب، يعكس رؤيتها الإنسانية العميقة، هذا النهج جعل الإمارات رائدة في تعزيز السلام والتآخي على مستوى العالم، مؤكدة أن التنوع قوة، وأن التسامح هو مفتاح المستقبل". واحة التسامح وقالت الدكتورة وفاء الناخي، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة الشارقة: "تسعى الإمارات لترسيخ وتعزيز قيمة التسامح والأخوة الإنسانية من خلال خلق نموذج فريد للتعايش بين أكثر من 200 جنسية مختلفة تعيش على أرضها، من خلال المبادرات واستضافة فعاليات عالمية للحوار بين الأديان والثقافات، أظهرت الدولة التزاماً عملياً بنبذ العنصرية والكراهية وتعزيز السلام العالمي، مما يسهم في بناء مجتمعات قائمة على مفهوم المحبة والتآخي، هذا بلا شك نتاج غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي سعى أن تكون الإمارات واحةً للتسامح والمحبة تجمع بين جميع الشعوب".