اختراق علمي.. نجاح زراعة بويضات قابلة للحياة من بويضات غير ناضجة
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
اليابان – أفاد المكتب الإعلامي لجامعة شينشو اليابانية أن علماء الأحياء الجزيئية ابتكروا تقنية تسمح بتحويل البويضات غير الناضجة إلى بويضات قادرة على الإخصاب والتطور إلى جنين مكتمل النمو.
ويقول الباحث توموهيرو كوهاما: “لقد ابتكرنا أول بروتوكول في العالم يسمح لنا بالحصول على ذرية قابلة للحياة من البويضات غير الناضجة المستخرجة من جريب المبيض قبل الدورة الشهرية، وتمكنا من تحويلها إلى بويضات كاملة عن طريق وضعها في هياكل الخلايا الحبيبية المحيطة بالبويضات الناضجة داخل الجريبات الطبيعية”.
ويشير العلماء إلى أن علماء الأحياء ابتكروا خلال العقد الماضي عدة طرق تسمح بالحصول على بويضات كاملة، “الخلايا الجنسية الأنثوية”، ولكن عمل جميعها يتطلب بويضات تكون في مراحل تطور متأخرة نسبيا، ما لا يسمح باستخدامها لأغراض الإنجاب.
ومن أجل حل هذه المشكلة، درس علماء الأحياء اليابانيون كيفية تركيب هذه الجريبات وتحت أي ظروف تنمو البويضات داخلها. واستنادا إلى هذه المعلومات، صنعوا بصيلات من مزارع الخلايا الحبيبية المزروعة في بيئة تركيز الأكسجين فيها منخفض نسبيا، واستخدموها لتنمية مجموعة من عشرات من بويضات الفئران.
وبعد ذلك خصبت البويضات بطريقة صناعية، نمت منها أجنة زرعت في أرحام إناث الفئران، وحصلوا بالنتيجة على ستة فئران سليمة لا تختلف بشيء عن الفئران التي ولدت بصورة طبيعية. وقد استغرقت هذه العملية حوالي 18 يوما، ما يسمح بالحصول على هذه الخلايا بسرعة إذا لزم الأمر.
ووفقا للباحثين، يمكن استخدام هذه الطريقة ليس فقط في الطب الإنجابي، بل وأيضا للحصول على بويضات من الأنواع الحيوانية النادرة والمهددة بالانقراض، وكذلك في حل المشكلات في تربية الحيوانات.
ويأمل العلماء في أن تسمح هذه الطريقة للبشرية بمكافحة أشكال مختلفة من العقم بفعالية، والحفاظ على مستوى عال من الأنواع والتنوع الجيني للحيوانات.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
هل يمكن توظيف الخلايا المناعية في المعركة ضد السمنة؟
توصلت دراسة حديثة إلى أن النظام المناعي يتأثر بالساعة الداخلية في جسم الإنسان، وهو ما يؤثر على عملية اختزان الدهون وضبط درجة حرارة الجسم.
ويرى باحثون أن هذا الاكتشاف ينطوي على أهمية بالغة بالنسبة لمن يعملون وفق ساعات عمل متغيرة، وعلى العادات الغذائية بشكل عام، وعلى تغيير أنماط النوم الناجمة عن متطلبات الحياة العصرية التي يعيشها الإنسان في الوقت الحالي.
وأظهرت الدراسة التي أجراها فريق بحثي في أيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية التي توجد داخل الأنسجة الدهنية في الجسم، ويطلق عليها اسم "إنترلوكين – 17 إيه" (IL17- A) تلعب دورا تنظيميا في عملية اختزان الدهون، وهو ما يفسح المجال أمام مبحث علمي جديد لعلاج مشكلات صحية مختلفة مثل السمنة، ومنع هدر المغذيات، وتخفيف آثار اضطرابات الأيض.
ويرى الباحثون أنه من الممكن من خلال استهداف جزيئات الخلايا المناعية المذكورة تطوير أدوية مجدية لعلاج مثل هذه المشكلات الصحية.
وأوضح باحثون أن النظام اليوماوي للجسم، الذي اصطلح على تسميته بالساعة البيولوجية، يضمن تنفيذ وظائف حيوية رئيسة داخل الجسم في أوقات معينة على مدار اليوم، ويساعد في إيجاد شكل من أشكال التزامن بين الوظائف الحيوية ومتغيرات البيئة الخارجية مثل اختلاف ساعات الليل والنهار على سبيل المثال، ولعل أهم نموذج على وظيفة هذا النظام هو دورة النوم والاستيقاظ التي تتواكب مع الحركة الطبيعية للشمس.
ويعمل النظام المناعي وفق إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، حيث يحفز الجسم لمقاومة العدوى في أوقات معينة من النهار، وتوصلت دراسات حديثة إلى وظيفة إضافية للمناعة، وهي الحفاظ على سلامة الأنسجة ووظائفها، لا سيما في الجهاز الهضمي حيث تتلقى خلايا مناعية متخصصة إشارات الأيض وتزيد من فعالية عملية الامتصاص في أوقات التغذية.
الساعة البيولوجية
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "نيتشر" (Nature)، تقول الباحثة ليديا لينش من كلية الكيمياء الحيوية وعلم المناعة بجامعة ترينيتي في دبلن إن الخلايا المناعية الرئيسة التي تعرف باسم الخلايا "تي" تفرز جزيئات "إنترلوكين –
17 إيه" التي تتجاوب بشكل واضح مع الجينات المسؤولة عن الساعة البيولوجية. وتلعب هذه الجينات دورا رئيسا في آلية اختزان الدهون.
وأضافت في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية أن فئران التجارب التي تفتقر إلى هذه الجينات تضطرب لديها منظومة معالجة الدهون واختزانها، كما أن تحليل عملية الأيض لدى هذه الفئران أظهرت اضطرابا في النظام اليوماوي واختلالا في منظومة حفظ حرارة الجسم.
وكانت دراسات سابقة قد أثبتت زيادة في معدلات دوران جزيئات "إنترلوكين – 17 إيه" في الجسم لدى البشر والفئران بعد تناول الغذاء، وهو ما يعني أن الأنسجة الدهنية تتجاوب مع سلوكيات الغذاء حيث تتمدد في أوقات التغذية وتنكمش مع الصوم على سبيل المثال.
وقد حرص الباحثون خلال التجربة على قياس مدى تأثر الخلايا المناعية بالسلوكيات الغذائية في حالة تغيير أوقات تناول الغذاء في عكس مواعيد الساعة البيولوجية للجسم عن طريق تغذية مجموعة فئران في الفترة من السابعة صباحا للسابعة مساء وتغذية مجموعة أخرى من السابعة مساء وحتى السابعة صباحا على مدار 3 أسابيع. وتأكد من هذه التجربة وجود صلة بين جزيئات إنترلوكين – 17 إيه وبين توقيت التغذية، وتبين أيضا أن الفئران التي تتناول الغذاء في غير الأوقات المعتادة تتناول كميات أقل بنسبة 50% من السعرات الحرارية مقارنة بالفئران التي كانت تتغذى في الأوقات المعتادة.
وتوضح لينش، وهي أيضا أستاذة علوم الأحياء على مستوى الجزيئات في مركز "لودفيج" لأبحاث السرطان التابع لجامعة برينستون الأميركية أنه "في كثير من الأحيان، تؤدي الحياة العصرية إلى اضطراب أنماط النوم الطبيعية لأسباب من بينها تباين أوقات نوبات العمل أو التعرض لفترات مطولة للإضاءة الزرقاء التي تنبعث من شاشات الكمبيوتر أو الاتصال الدائم بشبكات المحمول، ورغم الشعور بالإرهاق، تجد الكثيرين يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي في ساعات الليل".
اختزان الدهون
وأضافت: "لقد توصلنا إلى أن جزيئات الخلايا المناعية داخل الأنسجة الدهنية في الجسم والمسؤولة عن ضبط عملية اختزان الدهون تلعب دورا محوريا بصفة خاصة، ومن الممكن أن توفر وسائل علاجية لمشكلات السمنة وأمراض اضطراب الأيض، لا سيما في أوساط الأشخاص الذين يعملون بنظام نوبات مختلفة في مواعيد غير ثابتة". وأكدت لينش أن "السمنة هي مشكلة تنتشر بشكل متزايد، ولها تأثير ضار على الصحة وسلامة الجسم، كما تشكل عبئا على أنظمة الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم".
ومن جانبه، يرى أرون دوجلاس مختص الكيمياء الحيوية وأمراض المناعة في معهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لجامعة ترينيتي أن "هذا الاكتشاف العلمي يفسح المجال أمام المزيد من الأبحاث العلمية في مجالات شتى"، مضيفا أن "السؤال الرئيس يكمن في ما إذا كانت الخلايا المناعية "تي" يمكنها ضبط إيقاع النظام اليوماوي في أنسجة أخرى في الجسم، وما إذا كان هذا التشابه يؤثر على إيقاع أنسجة الجسم المختلفة".
وأشار إلى أن "الأمر اللافت هو أن الخلايا تي تقع بالقرب من المخ، وربما تؤثر أنشطتها بشكل ملموس على وظائف أعلى مثل التعلم والذاكرة، ومن الممكن أن تؤثر أيضا على مناطق في المخ تتعلق بنظام الأيض في الجسم بأسره وضبط درجات
حرارته".