إنستجرام يحيي التاريخ المصري القديم عبر تجربة الواقع المعزز
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
كشف تطبيق إنستجرام التابع لشركة ميتا اليوم عن تجربة رقمية هي الأولى من نوعها في العالم، تعيد إحياء تاريخ مصر العريق باستخدام أحدث تقنيات الواقع المعزز (AR). في شراكة رائدة مع وزارة السياحة والآثار المصرية، يدعو إنستجرام الزوار إلى المتحف المصري الشهير في القاهرة، أقدم متحف أثري في الشرق الأوسط، والمتحف القومي للحضارة المصرية، لمشاهدة التماثيل والآثار القديمة التي تم استعادتها إلى مجدها الأصلي باستخدام فلاتر إنستجرام التفاعلية.
تم اختيار ثلاثة عشر عملاً يعكسون الإرث الثقافي والتاريخي لمصر ليتم ترميمها رقمياً في المتحفَيْن. عبر دمج نقاط تفاعل رقمية في تجربة الزوار، تهدف الشراكة إلى تعزيز التعليم والتجارب الغامرة، بينما تشجع المزيد من الأشخاص على زيارة المتحفَيْن.
تم الكشف عن فلاتر الواقع المعزز المبتكرة خلال حدث حصري أقيم في المتحف المصري، مما يمثل علامة فارقة في دمج التكنولوجيا والتراث.
أطلق شريف فتحي وزير السياحة والآثار بحضور الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، وممثلي شركة ميتا المشروع الذي يعيد إحياء التاريخ المصري القديم بتجربة تفاعلية عبر تقنية الواقع المعزز على تطبيق انستجرام.
يأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للتحول الرقمي والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في مجال السياحة والآثار وتحسين التجربة السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية.
وقد حرص الوزير على تفقد القطع الأثرية التي تم اختيارها بالمتحف المصري بالتحرير ليشملها المشروع، كما قام بتجربة الفيلتر الخاص بأحد القطع المختارة ومشاهدتها بعد إعادتها إلى شكلها وألوانها الأصلية عندما نحتها المصري القديم عبر فلاتر تفاعلية على تطبيق إنستجرام.
وخلال الاحتفالية التي أقيمت لإطلاق هذا المشروع، ألقى شريف فتحي وزير السياحة والآثار كلمة استهلها بالترحيب بالحضور، مثمناً على التعاون لتنفيذ هذا المشروع، ومؤكداً على أهمية الربط ما بين الحداثة والتاريخ، ومشيراً إلى أهمية إطلاق هذا المشروع من المتحف المصري بالتحرير الذي يعد أقدم متاحف العالم، ويحتفل هذا الشهر بالذكرى الـ 122 على تأسيسه.
قالت شادن خلّاف، رئيسة السياسات العامة بشمال أفريقيا في ميتا: " تمتلك التكنولوجيا القدرة على نقل سرد القصص إلى آفاق جديدة. وتوضح شراكتنا مع وزارة السياحة والآثار، والمتحف المصري في القاهرة، والمتحف القومي للحضارة المصرية كيف يمكن لتقنيات الواقع المعزز من ميتا أن تعيد تشكيل التجارب والتفاعلات البشرية، حيث تتجاوز المكان والزمان بطرق لم يكن من الممكن تصورها من قبل". وأضافت: "يسعدنا إطلاق هذا التعاون المثير في مصر، مهد الحضارة، بإرثها التاريخي الاستثنائي، للجماهير الأصغر سناً والبارعين في استخدام التكنولوجيا. هذا الابتكار يعد بمثابة شهادة على السبل القوية التي يمكن لهذه التكنولوجيا من خلالها تعزيز كيفية التعلم، والتفاعل، والتعاون مع إلهام الابتكار في المحتوى وسرد القصص ".
تقديم مستقبل التاريخ
يمكن لزوار المتحف المصري بالقاهرة والمتحف القومي للحضارة المصرية مسح رموز QR فريدة مرتبطة بكل قطعة أثرية عبر تطبيق إنستجرام. يفتح الرابط فلتر واقع معزز (AR) على هاتف المستخدم الذكي يعيد بناء القطعة رقمياً داخل نطاق المتحف، مما يتيح للزوار تجربة كيف كانت هذه المعالم التاريخية تبدو في أوقات مجدها. ويُرفَق مع الفلتر أوصاف قصيرة تمنح رؤى إضافية حول القطع الأثرية القديمة، بما في ذلك أصولها وسياقها التاريخي، والتي يمكن التقاطها ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
يمتلك المتحف المصري بالقاهرة أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة في العالم، تمتد من عصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليوناني الروماني.
يُعد المتحف القومي للحضارة المصرية الأول من نوعه في العالم العربي. ويوثق تاريخ مصر من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث، مع عروض استثنائية تشمل المنسوجات والمومياوات الملكية والتي توظف أحدث التقنيات المتطورة.
اكتشف القطع الأثرية المدرجة في هذه المبادرة المبتكرة، والتي تم اختيارها بعناية من قبل خبراء المتحف بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار:
في المتحف المصري بالقاهرة:
● رأس الملكة حتشبسوت: تمثال رأس الملكة حتشبسوت جزء من مجموعة تماثيل أوزيرية كانت تزين مدخل أعلى شرفة لمعبدها في الدير البحري.
● تمثال الملك توت عنخ آمون من الكوارتزيت: تمثال للملك توت عنخ آمون يتكون من خنجر بمقبض على شكل رأس صقر، وفوق جبهته، إلهة الكوبرا.
● تمثال الملك سنوسرت الأول من الجرانيت: تمثال للملك سنوسرت الأول، ثاني ملوك الأسرة الثانية عشر، الذي قاد مصر إلى عصر من الرخاء والاستقرار غير المسبوق.
● تماثيل الإله آمون وزوجته موت من الجرانيت: آمون، أحد أقدم الآلهة التي تمثل الخلق، يجلس بجانب زوجته موت أو أمونيت، إلهة أولية يعبدها أتباعها كأم لكل شيء.
● تمثال خع سخموي: تمثال ملكي نادر من العصر الثيني يصور ملكاً طموحاً أعاد توحيد مصر بعد اندلاع حرب أهلية خلال الأسرة الثانية.
في المتحف القومي للحضارة المصرية
● عربة تحتمس الرابع: هيكل عربة كانت ذات يوم ملكاً للفرعون تحتمس الرابع، المعروف بفتوحاته العسكرية وبراعته الدبلوماسية.
● نموذج للقارب الجنائزي للملك أمنحتب الثاني: يعود تاريخ هذا القارب إلى حوالي 3,500 عام، ويمثل رحلة الملك أمنحتب الثاني السماوية حول الشمس مع إله الشمس رع.
● قبة الكنيسة: جزء من قبة عُثِر عليها في باويط يُعتَقَد أنها جزء من قبة أكبر.
● تمثال الإله نيلوس: في هذا التمثال، يحيط بنيلوس 16 طفلاً، يرمزون إلى فيضان النيل الأمثل والأغاني الستة عشر التي غناها الأطفال للاحتفال بالفيضان.
● محمل الملك فاروق: المحمل هو الخيمة التي قادت الموكب من القاهرة، مصر، إلى مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية، لإرسال كسوة الكعبة المشرفة.
● الملك أمنحتب الثاني بين ديوين أنوي وتحوت: يصور هذا التمثال الوحدة بين الملك وإله الشمس رع، مع ظهور الإلهين ديوين أنوي إله الشرق، وتحوت إله الغرب.
● أبو الهول للملك أمنمحات الثالث: تصوير النادر لأبي الهول بجسم أسد ورأس ووجه بشري كان مخصصاً للمعبد الجنائزي للملك أمنمحات الثالث يعود إلى حوالي عام 2000 قبل الميلاد.
● صندوق خشبي للتوراة: يحتوي الصندوق الخشبي الذي استخدمه الحاخامات للقراءة منه على لفافة مصنوعة من الجلد تضم التوراة المقدسة، مع تدوين جميع الأحرف البالغ عددها 304,805 حرفاً بالكامل باللغة العبرية.
سيعمل التكامل الرقمي لتطبيق إنستجرام على إحياء التاريخ المحفوظ داخل هذه المراكز الحضارية الشهيرة، مما يوفر منصةً مبتكرة لرواد المتاحف للتفاعل مع معروضاتها وتخيلها بطرق تفاعلية لا تُنسى.
سرد قصص قوية عبر التكنولوجيا
وتمثل شراكة إنستجرام مع وزارة السياحة المصرية والمتاحف الشهيرة تعاوناً هو الأول من نوعه الذي يؤكد إمكانيات الاستخدام القوية للتكنولوجيا في قطاعات متنوعة، بما في ذلك السياحة والتعليم. من خلال دمج تكنولوجيا Spark AR في رحلة المتحف الفعلية، تمثل المبادرة خطوة مميزة في التجارب السياحية والثقافية التحويلية التي تثري التعلم وتحقق التواصل بين الأفراد في المساحات الافتراضية الديناميكية.
كما تعزز هذه الشراكة أهداف التحول الرقمي الاستراتيجية في مصر التي تهدف إلى تشجيع اعتماد التقنيات المبتكرة في قطاعيّ الثقافة والترفيه. تأتي هذه المبادرة البارزة في أعقاب التعاون الذي شهده معرض "الأبد هو الآن" الذي استضافته أهرامات الجيزة عام 2022، حيث نشر إنستجرام 11 فلتر تفاعلي بتكنولوجيا الواقع المعزز شهدت دليلاً افتراضياً - مستوحى من الإلهة المصرية القديمة باستت - والتي أرشدت الزوار نحو الخلفية الدرامية للأعمال الفنية المختارة عبر مقاطع فيديو، وصور، ورسوم توضيحية غامرة.
يمثل المشروع علامة فارقة لتطبيق إنستجرام حيث ساهم في توسيع قدراتها التكنولوجية في مجال الواقع المعزز وسط نطاق ميتا الجريء في عالم الميتافيرس.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
مصر تتألق في سماء أوروبا بافتتاح المتحف المصري بتورينو بحضور رئيس الجمهورية
في ثلاثة أيام من الإحتفال و البهجة، يتوافد المواطنون إلى المتحف المصري بتورينو، بغرض المشاركة والإستمتاع بمقتنياته وبالفنون والمعارض المشاركة بشوارع المتحف الساهرة.
جاء هذا الإحتفاء والإستمتاع برونق المتحف المصري بعد التجديدات والتحديث العجيب، بمناسبة المئوية الثانية على وجوده بمدينة تورينو الإيطالية، وإليكم تفاصيل الحدث كما نقلها الدكتور إبراهيم يونس، رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج فرع إيطاليا.
بدأ هذا الإفتتاح التاريخي ظهر الأربعاء الماضي 20 نوفمبر الجاري بحضور رئيس الجمهورية سيرجو ماتاريللا، الذي وصل الى متحف تورينو ظهر يوم الأربعاء، كأول زائر بعد تحديث وتجديد استفرق أشهر عديدة، وتضمن إستثمارات قدرها 23 مليون يورو.
وإستمر الاحتفال بالمئوية الثانية للمتحف ثلاثة أيام حافلة ومفعمة بالحيوية بحضور كبار الزائرين والمشاركين، وزير السياحة والآثار المصري دكتور شريف فتحي، ووزير الثقافة الايطالي أليساندرو جولي، إضافة الى مدير المتحف المصري بالقاهرة الدكتور علي عبد الحليم، والسفير بسام راضي، سفير مصر في ايطاليا وشخصيات أخرى من عالم الثقافة والآثار.
وعن الجانب الإيطالي ألبيرتو تشيرو محافظ إقليم البيمونتي بالشمال الايطالي وعمدة مدينة تورينو السيد استيفانو لوروسو، ولفيف من رجال الدولة والمسئولين.
ثلاثة أيام وليالي يحظى فيهم المتحف المصري في تورينو باحتفاليات متنوعة، مع دخول جمهور المتحف بالمجان طوال ايام الاحتفال.
وفي مساء أمس الجمعة اي اليوم الثالث من الاحتفال بالمئوية الثانية للمتحف المصري، كان الختام المبهر، واللقاء العظيم بين عمالقة المصريات ومديري المتحف المصري بالقاهرة وتورينو، الحوار الرائع مابين الدكتور على عبد الحليم مدير متحف القاهرة والدكتور كريستيان جريكو مدير المتحف المصري بتورينو.
جاء حضور ومشاركة الدكتور على عبد الحليم بناء على حرص متحف تورينو بدعوته للمشاركة في الاحتفالات التاريخية بعد التجديدات والتحديث الأخير بمناسبة المئوية الثانية.
رحب الجمهور الإيطالي وضيوف المتحف من عشاق الحضارة المصرية بالدكتور على عبد الحليم مدير متحف القاهرة، فكانت حفاوة الإستقبال عظيمة والحضور اعظم، وشهدت قاعة المؤتمرات بمتحف تورينو حضورا كبيرا غير مسبوق، للإستمتاع بالجلسة الحوارية العظيمة بين عالمين من علماء التاريخ والآثار والحضارة المصرية القديمة.
كان في استقبال ضيوف المتحف وكبار الزوار، السيدة إيفيلين كريستيلين رئيسة المتحف التي تم تكريمها امس خلال الافتتاح من قبل وزير الثقافة الايطالي برسالة تجديد لدورة رئاسة اضافية للمتحف المصري بتورينو حتى عام 2028, وكان في استقبال ضيوف المتحف أيضا المدير العام الدكتور كريستيان جريكو، الذي تنتهي إدارته بالمتحف المصري في تورينو مع نهاية يونيو المقبل.
وقد حرص الرئيس ماتاريلا وكبار رجال الدولة والضيوف على معاينة معرض الملوك ومعبد إليسيجا الذي أعيد افتتاحه بعد ثمانية أشهر تقريبًا من التحديث والتجديد، بالتعاون مع هيئة التصنيع العسكري والجهات الراعية من القطاع الخاص، معلنا اعجابه وانبهاره بكل جديد وكل تصميم وكل إضافة للمتحف المصري في ثوبه الجديد.
وكان قد نال التصميم الجديد لمعرض الملوك، أيضا إعجاب الجمهور والضيوف و الزائرين، معبرين عن ذلك بالتصفيق والتهاني للقائمين على العمل وإدارة المتحف المصري بمدينة تورينو، مدينة الملوك والقصور وعاصمة ايطاليا الملكية.
وجدير بالذكر ان التصميمات التي أبهرت الجميع والتجديد المتميز هو من نتاج وإخراج ستة من علماء المصريات، قاموا على إعدادها وتنفيذها وتقديمها لجمهور المتحف المصري، ليظل ترتيب المصري الثاني دوليا بعد متحف القاهرة.
ومن العجيب ان تلك التصميمات المتميزة تسمح للمشاهد برؤية التماثيل عن كثب، ليس في الضوء الخافت للتخطيط السينوغرافي لدانتي فيريتي، ولكن في الضوء الطبيعي، ثم نجد كل الجمال والروعة في وسط قاعة العرض الكبرى وصالون المتحف حيث يوجد رمسيس الثاني، الذي يدور حوله الفراعنة الآخرون، معروضًا بالترتيب الزمني لأول مرة، وكذا تماثيل الآلهة، موضوعة حسب الترتيب الذي وجدت به في المعابد الأصلية في طيبة، تصميم عجيب أبهر الجمهور وحقق النجاح والتألق لمتحفنا المصري العظيم، سفير الحضارة في قلب أوروبا.