ماذا بعد نهاية المهلة الأميركية لتحسين دخول المساعدات لغزة؟
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
مع انتهاء المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل من أجل تحسين الوضع الإنساني والإغاثي في قطاع غزة، وفتح إسرائيل معبر "كيسوفيم" لأول مرة أمام مرور شاحنات المساعدات للقطاع، تُطرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت الخطوة بمثابة تغير في النهج الإسرائيلي لإدخال المساعدات، أو ما إذا كانت ستستمر، استجابة لطلب الإدارة الأميركية.
والأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن إسرائيل "نفذت معظم الخطوات التي طلبتها الولايات المتحدة لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة"، مشددا على أن هذه الخطوات "يجب أن تستمر".
واعتبر بلينكن أن "التحدي في إعادة إدخال الشاحنات التجارية إلى غزة، هو عمليات النهب والسرقة". كما لفت إلى أن "إسرائيل ستسمح للسكان بالعودة إلى المناطق التي تنهي فيها عملياتها العسكرية داخل غزة".
جاء ذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن لم تتغير تجاه إسرائيل، وذلك بعد انتهاء مهلة الشهر التي مُنحت لإسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وتعليقا على التطورات المتعلقة بالمهلة الأميركية لإسرائيل، وإجراءات الأخيرة لتحسين الأوضاع الإنسانية الصعبة بالقطاع الفلسطيني المحاصر، اعتبر المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد فيليبس، في تصريحات لقناة "الحرة"، أن فتح معبر "كيسوفيم" لأول مرة لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كان "استجابة خجولة" من السلطات الإسرائيلية، "ولا يحقق النتائج المطلوبة".
ورأى فيليبس أن المساعدات الإنسانية التي دخلت شمالي قطاع غزة "لم تكن كافية لتلبية احتياجات الناس هناك لبقائهم على قيد الحياة"، موضحًا أن هذه المساعدات "كانت مشروطة بتقييدات أمنية".
وتضمنت قافلة المساعدات التي دخلت عبر معبر كيسوفيم "الغذاء والماء والمعدات الطبية ومواد مخصصة لمراكز الإيواء"، وتوجهت إلى مناطق وسط وجنوب القطاع، وفقًا لمنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الشاحنات "خضعت للتفتيش الأمني في معبر كرم أبو سالم من قبل المفتشين التابعين لسلطة المعابر البرية بوزارة الدفاع الإسرائيلية قبل دخولها إلى غزة".
من جانبه، اعتبر الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، مئير كوهين، في حديثه لقناة "الحرة"، أن بلاده "لم تعتدِ على قطاع غزة"، مضيفًا: "بل العكس هو الذي حدث".
وتابع: "إسرائيل ليس لديها أي ضغينة تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ورغم هجمات حماس الإرهابية التي تذكرنا بالنازية، فقد سارعت الحكومة إلى تقديم كل ما يلزم من غذاء ودواء خلال الحرب".
وشدد على أن بلاده "لا تريد تكرار (سيناريو هجمات السابع من أكتوبر)، خاصة أن قادة حماس قالوا إنهم سيعيدون الكرة عندما تتاح لهم الفرصة".
ورفض كوهين اعتبار فتح معبر كيسوفيم "استجابة خجولة" لطلبات الإدارة الأميركية بشأن تقديم المساعدات لسكان شمالي غزة، ضمن مهلة استمرت شهرًا وانتهت الثلاثاء.
بعد مهلة الـ30 يوما.. بلينكن يبحث الإجراءات الإسرائيلية لإيصال مساعدات لغزة أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن الوزير أنتوني بلينكن ناقش، الإثنين، مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر "الخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني المروع داخل غزة"، رداً على الرسالة التي أرسلها بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في 13 أكتوبر.وأوضح أن إسرائيل "مستعدة للتعاون مع أي إدارة أميركية لتقديم المساعدات للسكان في غزة، لكن المشكلة تكمن في أن حماس تستولي على تلك المساعدات لبيعها بأغلى الأسعار، واستخدام الأموال لإعادة تأهيل نفسها وتسليحها".
ورداً على ما ذكره كوهين، قال فيليبس: "فتح المعبر خطوة مهمة، لكن تقديم المساعدات الإنسانية وحده يعد بديلاً سيئًا عن السلام".
وأشار إلى أنه "في حال عدم وجود عملية سلام حقيقية، فلن نشهد تقدماً حقيقياً في الأوضاع الإنسانية في غزة".
وزعم فيليبس أن "مجلس الأمن المصغر في إسرائيل يسعى لإخلاء شمالي غزة من السكان وبسط سيطرة القوات الإسرائيلية هناك، وهذا قد يوفر حلاً مؤقتاً، لكنه لن يضمن السلام على المدى البعيد".
واعتبر أن "المساعدات توفر علاجاً بسيطاً وليست حلاً شاملاً"، على حد تعبيره.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الثلاثاء، أن الوزير أنتوني بلينكن ناقش، الإثنين، مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر "الخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني المروع داخل غزة"، ردًا على الرسالة التي أرسلها بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في 13 أكتوبر.
إسرائيل تعلن فتح معبر لدخول المساعدات إلى غزة.. ومصادر تتحدث عن عملية عسكرية في بيت حانون أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن فتح معبر كيسوفيم لأول مرة لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.وكانت الولايات المتحدة قد منحت إسرائيل مهلة 30 يوماً، بدءاً من 13 أكتوبر، لإيصال المساعدات إلى غزة.
وأطلع الوزير ديرمر بلينكن، في اللقاء الذي جرى بينهما في واشنطن، على "التغييرات العملياتية" التي أجرتها قوات الدفاع الإسرائيلية ووحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، إضافة إلى القرارات السياسية التي اتخذتها حكومة إسرائيل لمعالجة التدابير الواردة في رسالة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين.
وفيما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قادرة على إنهاء الحرب في قطاع غزة، قال فيليبس: "لا أعتقد أنه سيكون قادراً على فرض حل الدولتين، ولا أظن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيدعمه في ذلك".
وشدد على ضرورة وجود "وساطات دولية تفضي إلى حل عادل، يتمثل في حل الدولتين".
من جانبه، أعرب كوهين عن أمله في زيادة حجم المساعدات التي ستدخل إلى القطاع في الأيام المقبلة، مضيفاً: "نتانياهو التقى مؤخراً، للمرة الثانية، منسقة المساعدات من الأمم المتحدة، سيغريد كاغ".
وأضاف أن اللقاء شهد عرض الخطة التي قدمتها إسرائيل لزيادة دخول المساعدات، مردفاً: "نأمل أن تكون هذه الخطة كافية لتلبية احتياجات السكان هناك".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الخارجیة الأمیرکی الولایات المتحدة الوضع الإنسانی فی قطاع غزة فتح معبر إلى غزة
إقرأ أيضاً:
سلاح الجوع يقتل الأبرياء في غزة.. إسرائيل تنفي بأدلة تدينها
في كل يوم يمر تزيد حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وينضم إلى قافلة الشهداء أعداد جديدة رحلت إما بالقصف والطلقات النارية، وإما بالسلاح الصامت الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي وهو «التجويع»، ورغم اعتراف إسرائيل به ضمنيًا في عدة مناسبات، إلا أن القوى الدولية المؤيدة لها تتجاهل عن ذلك.
تجويع الفلسطينيين يغيب عن دائرة الأضواءإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أشارت إلى ما يعانيه أهالي القطاع من نقص في الإمدادات الغذائية في منتصف أكتوبر الماضي، وهددت بفرض عقوبات على الاحتلال إن لم يتخذ إجراءات تحد من الأزمة الإنسانية، وتسمح بتدفق المساعدات إلى غزة المحاصرة، إلا أنها تغاضت عن محاسبة إسرائيل على الكارثة الإنسانية التي تحل بالقطاع الفلسطيني في شهر نوفمبر، وهو الشهر ذاته الذي صرح فيه مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي، جان مارتن باور بأن: «هناك مجاعة تحدث أو إنها وشيكة في أجزاء من شمال قطاع غزة، نتيجة للنزوح على نطاق واسع وانخفاض التدفقات التجارية والإنسانية إلى القطاع».
وخلصت المحكمة الجنائية الدولية في الشهر الجاري إلى أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية، وتفرض على الفلسطينيين ظروفًا معيشية مصممة لتدميرهم بشكل ملموس، عن طريق عرقلة المساعدات الإنسانية.
إسرائيل تنفي بأدلة تُدينهامن جانبها، تستمر السلطات الإسرائيلية في النفي، وتقدم عبر صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية التابعة لها أرقامًا تروج لمزاعمها بأنها لا تعرقل دخول المساعدات، ولكن هي نفس الأرقام التي تدينها.
تعهدت دولة الاحتلال في أبريل الماضي بأن تسمح بدخول 500 شاحنة مساعدات يوميًا بعد حادثة مقتل عمل منظمة «المطبخ العالمي» لتقليل حدة الغضب الدولي، إلا أنها لم تفِ بتلك الوعود لا سيما وأن سمحت في شهر أكتوبر الماضي بدخول عدد شاحنات يوميًا بما يقرب من 58 شاحنة، وفي نوفمبر 59 شاحنة فقط، وفقًا لمجلة «Responsible statecraft» الأمريكية استناداً إلى بيانات لجيش الاحتلال.
وبينما تستمر إسرائيل في مراوغتها فإنها تستمر في إدانة نفسها، لا سيما وأنها تنشر بشكل متواتر عبر حسابات تديرها حكومتها مثل وزارة الخارجية الإسرائيلية، وحساب وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش، عدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة يوميًا، وتشير في عدة مرات إلى أن عدد الشاحنات يقل عن الاحتياجات الإنسانية لأهالي القطاع.
إلى ذلك، فإن إسرائيل تبالغ بشكل مصطنع أحيانًا في إجمالي المساعدات من خلال احتساب الشاحنة نصف الممتلئة على أنها شاحنة كاملة، والجدير بالذكر أن جيش الاحتلال يحدد أن تكون عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية مملوءة بنسبة 50% من طاقتها لأسباب أمنية مزعومة.
ويبالغ جيش الاحتلال في أرقام مساعداته من خلال إدراج الشاحنات التجارية كمساعدات إنسانية على الرغم من الأولى باهظة التكلفة بالنسبة لمعظم سكان قطاع غزة، الذين باتوا يعيشون في فقر مضجع بسبب العدوان الإسرائيلي الذي دمر كل ممتلكاتهم وثرواتهم، والثانية موجهة نحو الاحتياجات الإنسانية.
اعترافات دون قصدوزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، نداف شوشاني في الرابع من ديسمبر الجاري عبر منصة «إكس» أن نقص المساعدات الإغاثية التي تصل للفلسطينيين بسبب شح المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية، وأن إسرائيل لا تقع عليها مسؤولية الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة، على الرغم من آلاف الشاحنات الإغاثية تنتظر يوميًا الدخول إلى قطاع غزة ولكن إسرائيل تحول دون ذلك.
ولكن «شوشاني» اعترف دون قصد بأن إسرائيل تنتهك التزاماتها القانونية التي فرضها القانون الدولي، لا سيما وأن تل أبيب من الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، والتي تنص على أن القوة المحتلة يجب عليها ضمان وصول المواد الغذائية والطبية إلى السكان المحتاجين، وتلزم المادة 59 من الاتفاقية على السماح بإدخال المساعدات وضمان تسليم المساعدات بالفعل وهو ما تفعل إسرائيل عكسه تماماً.
إسرائيل ترعى عصابات مسلحة لنهب المساعداتصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية حصلت على مذكرة صادرة من الأمم المتحدة خلصت إلى أن إسرائيل تمول عصابات مسلحة، تعمل على نهب قوافل المساعدات الشحيحة أصلًا، بينما يوفر الجيش الإسرائيلي الحماية لهم.
وذكرت المذكرة أن العصابات تعمل في نطاق بصر الجيش الإسرائيلي وعندما تنهب مساعدات الإغاثة، ذلك تراقب قوات جيش الاحتلال، ولا تدخل حتى لو طلب عمال الإغاثة ذلك، فضًلا عن أن قوات الاحتلال كثيرًا من الأحيان تتولى مهاجمة عمال الإغاثة على الرغم من أن المنظمات التي يتبع له العمال بإحداثيتهم.
علي جمعة: من لم يمت بالقصف مات بالجوعوعلى أرض الواقع، فإن الأسواق في قطاع غزة تكاد تكون فارغة والواقع المعيشي صعب، وللنجاة بنفس لا يكفي الهرب من مكان إلى آخر لتفادي القصف أو رصاص جنود الاحتلال الذين لا يترددون في قتل أي فلسطيني، بل يجب إيجاد أي غذاء لتفادي الهلاك.
وفي حديث مع «الوطن» قال الناشط الفلسطيني علي جمعة إن الطعام بنسبة لأهالي قطاع غزة للعيش فقط وليس للشبع، وأن اللحوم والخضروات والفواكه تكاد أن تكون نستها الأبصار في القطاع خاصة في الأجزاء الشمالية منه.
وفيما يخص المساعدات الإغاثية أوضح «جمعة» أن سعيد الحظ من يتحصل على «كرتونة مساعدات» مرة أو اثنتين في الشهر، وهي التي لا تسد الرمق لبضعة أيام ما يجعل المواطن أمام خيارين، أولهما أن يشتري من الأسواق أي غذاء وإن وجد فدائما ما يكون سعره باهظ الثمن ولا يكون سوى «معلبات»، بينما معظم الغزيين نضبت مواردهم وتقطعت أرزاقهم ما يضع الكثيرين، أما الخيار الثاني ألا وهو «الجوع» الذي يفتك بالكثيرين وأودا بالكثيرين بصمت، إذ أكد «جمعة» أن هناك حالات استشهاد عديدة بسبب الجوع خاصة بين صفوف الأطفال.
ولفت الناشط الفلسطيني إلى أن رحلات البحث الطويلة عن طعام دائما ما تكون محفوفة بالمخاطر وذكر أنه في إحدى المرات التي ذهب فيها لتسلم مساعدات وبعد السير لأميال قُصفت المنطقة المحددة لتسليم المساعدات ما دفعه للعودة خالي الوفاض.
وفيما يتعلق بأثر ذلك النقص الحاد في الغذاء، أشار «جمعة» إلى أنه خسر ما يزيد عن 10 كيلو جرامات من وزنه، بينما صديقًا له خسر 27 كيلوجراما.