سودانايل:
2024-11-14@08:18:25 GMT

ماذا يتوقع السودانيون من ترمب؟

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

بمجرد ظهور نتائج الانتخابات الأميركية وفوز دونالد ترمب واكتساح الجمهوريين لمجلسي الشيوخ والنواب، اتجهت التحليلات السياسية لمحاولة قراءة وتوقع سياسة ترمب الخارجية، وانعكاساتها على المناطق المختلفة من العالم. رغم أن هناك قدراً من الضبابية فيما سيفعله الرجل بالعالم، فإنه من المؤكد أن شعار «أميركا أولاً» الذي يرفعه سيدفعه لمراجعة موقف الولايات المتحدة وتعاملاتها مع الجميع، بما يجعل الحلفاء والخصوم في حالة من القلق الشديد.



كذلك يعتقد كثير من المراقبين والمتابعين للسياسة الأميركية أنه سيسير في النهج الجمهوري المعروف نفسه، الذي يركز على الداخل الأميركي، ويقلل من تورط واشنطن في النزاعات الخارجية بشكل مباشر، ويحاول دفع الحلفاء في كل منطقة للعب دور أكبر في هذه النزاعات. كما أنه، وكما هو متوقع، سيركز على أولوية المصالح الاقتصادية الأميركية في العلاقات الخارجية أكثر من مواقف الدول والحكومات من شعارات التحول الديمقراطي، ووضع حقوق الإنسان، والحريات العامة.

تثير سياسة ترمب المتوقعة حيال القضايا والنزاعات المتعددة في العالم قلق حلفائه الغربيين في حلف «الناتو»، بجانب حلفائه الآخرين. فمن المتوقع أن يمارس ضغوطاً على حلفائه الأوروبيين ليلعبوا أدواراً أكبر في النزاعات العالمية، ويزيدوا من إنفاقهم العسكري ليرفعوا الضغوط عن ميزانية «الدفاع الأميركية». كما أنه سيجعل مصالح أميركا في تحقيق نوع من الاستقرار يساعد الاقتصاد الأميركي على النمو، أولوية على كل التزاماتها الأخرى. لهذا يبدو أنه سيتجه لتحقيق ما وعد به بالعمل على إنهاء الحروب والنزاعات، لكن وفقاً للرؤية الأميركية. فهو غالباً سيتجه لإنهاء حرب أوكرانيا عبر صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب على غزة ولبنان، لكن من دون الاتجاه نحو حل الدولتين، الذي لا يبدو أنه متحمس له. ومعروف عن الجمهوريين أيضاً أنهم لن يعولوا كثيراً على منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وسيفضلون تنفيذ ما يقررونه عبر إقامة تحالفات خارج المنظومة الدولية، مثلما فعلوا في حرب الخليج.

فيما يتعلق بالسودان، فهو بالتأكيد ليس على جدول الأولويات في السياسة الخارجية في عهد ترمب، فهناك مناطق أكثر أهمية وأكثر التهاباً وأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي. لهذا لن يكون الوضع الداخلي في السودان، والصراع العسكري - المدني حول التحول الديمقراطي، أو الأوضاع الإنسانية، هي المداخل للسياسة الأميركية تجاه السودان. ربما ينظر له ترمب من خلال ازدياد النفوذ الروسي في المنطقة الممتدة من البحر الأحمر للساحل الأفريقي، مقروناً بمحاولته الضغط على إيران، إلى جانب مقاومة النفوذ الاقتصادي الصيني في أفريقيا. كذلك فإن سياسته المتوقعة تحت شعار «محاربة الإرهاب» قد تكون واحدة من محددات سياسته تجاه السودان، بجانب تشجيع دول المنطقة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

لهذا، فإن موقف السياسة الأميركية من الأوضاع في السودان سيتأخر قليلاً لحين الانتهاء من رسم السياسة الخارجية ومحدداتها الأساسية، ولا يتوقع أن يكون هناك مبعوث أميركي للسودان في عهد ترمب يخلف المبعوث الحالي توم بيريللو، وقد يتم الاكتفاء بوجود سفير أميركي بصلاحيات المبعوث. ومن المؤكد أيضاً أن الاتجاه نحو تحجيم الدور الأميركي سيتبعه تقليص المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب في السودان، والطلب من الحلفاء الدوليين والإقليميين لعب دور أكبر وزيادة مساعداتهم الإنسانية. ومن المتوقع أيضاً محاولة العودة لمنبر جدة مرة أخرى بعد ممارسة الضغوط على الطرفين، وإعطاء دور أكبر للمملكة العربية السعودية ومصر.

وبحسابات القرب والبعد، فإن الطرفين المتحاربين في السودان لا يتمتعان في الوقت الحالي بعلاقة جيدة مع واشنطن، فهناك توجس من اتجاهات تحالف الجيش والمجموعات السياسية الإسلامية من ناحية، وعدم رغبة في تبني «قوات الدعم السريع»؛ بسبب عدم وضوح تحالفاتها، وسجلها الدموي في الانتهاكات ضد المدنيين. لكن الطرف الحكومي يملك ما يقدمه لواشنطن أكثر مما يمكن أن تقدمه «قوات الدعم السريع»، لهذا فإن التغيرات في السياسة الأميركية تجاه السودان قد تميل لصالح الحكومة الحالية، عبر تخفيف الضغوط عليها، التي فرضتها الإدارة الديمقراطية عقب الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021. ولن يكون مطلوباً منها تنفيذ وعود التحول الديمقراطي وتحسين أوضاع حقوق الإنسان، بقدر الابتعاد عن النفوذ الروسي والإيراني، والقبول بالمضي في إجراءات التطبيع مع إسرائيل التي بدأها البرهان وعطلتها الحكومة المدنية، ثم الابتعاد بخطوات ما عن التحالف مع الإسلاميين طمأنةً للحلفاء الإقليميين، إن استطاع الجنرال البرهان فعل ذلك.

المقال الأسبوعي بصحيفة الشرق الأوسط  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

توماس فريدمان: هذا ما يتعين على ترامب فعله في السياسة الخارجية

أعرب الكاتب الأميركي توماس فريدمان عن استغرابه مما يقوله الناس من أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيواجه تحديات صعبة في السياسة الخارجية.

وكتب في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أن كل ما يتعين على ترامب فعله هو ممارسة الضغوط على بعض زعماء الدول من أجل حل المشكلات الحدودية مع جيرانهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميلانشون: معاداة السامية تهمة جاهزة بفرنسا لكل من ينتقد إبادة غزةlist 2 of 2"رجل التعريفات".. ترامب يضع بريطانيا في مرمى الحرب التجاريةend of list

وفي سبيل ذلك، فإن على ترامب -وفق الكاتب- أن يحمل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تقديم تنازلات بشأن الأراضي الحدودية المتنازع عليها بين البلدين.

ودعاه أيضا إلى دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لترسيم حدود بلاده الغربية والجنوبية، والضغط على المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لتوضيح الحدود  الغربية لبلاده، بما يعني الكف عن محاولة السيطرة على لبنان وسوريا والعراق واليمن.

كما نصحه بأن يحمل الصين على تعريف حدودها الشرقية بحيث لا تتعدى على حقوق تايوان، وأن يجعل الحوثيين يدركون أن حدودهم الساحلية تنحصر في بضعة كيلومترات دون أن يكون لهم الحق في منع سفن الشحن من المرور عبر البحر الأحمر.

بعبارة أخرى -يقول فريدمان- إن كان هناك من يعتقد أن الحدود الوحيدة التي ستشغل بال ترامب عندما يتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني القادم هي الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، فهو لا يولي الأمر الاهتمام الذي يستحقه.

لكن الكاتب لم يترك القارئ ليخمن ما الذي يقصده من كل ذلك، فعمد إلى شرح ما يعنيه بالتفصيل، فقال إن ترامب عندما غادر منصبه في عام 2021، لم تكن روسيا قد غزت أوكرانيا، ولم تشتعل الحرب بين إسرائيل من جهة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، حيث يمكن القول إن العالم كان ما يزال في حقبة "ما بعد الحرب الباردة".

ومضى إلى شرح وجهة نظره قائلا إن روسيا قضمت، بعد ذلك، أراضي من أوكرانيا، لكنها لم تحاول قط التهامها كلها. وفي حين كانت إيران وإسرائيل، آنذاك، تناصب كل منهما الأخرى العداء، لكن لم تهاجم إحداهما الأخرى بشكل مباشر، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية لكنها لم تشهد حكومة يدعو بعض وزرائها إلى ضم هذه الضفة بل حتى إلى احتلال قطاع غزة، وفي الوقت نفسه لم تُلق واشنطن -في البدء- بالا لما يفعله الحوثيون في اليمن ولم ترسل قط قاذفات الشبح من طراز (بي 2)، كل ذلك حدث بعد أن خسر ترامب انتخابات عام 2020.

وبدا فريدمان موقنا إلى حد كبير بأن "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى" -وهو الشعار الذي ظل يرفعه الرئيس المنتخب- سيتطلب بالتأكيد من الولايات المتحدة استخدام القوة والدبلوماسية "القسرية" على نحوٍ أكثر دقة وتعقيدا مما كان يفكر فيه ترامب إبان فترة رئاسته الأولى أو اقترحه في حملاته الانتخابية.

ولفت الكاتب الأميركي اليهودي -الذي قال إنه يتواجد حاليا في إسرائيل- إلى أن وزير المالية الإسرائيلي "الأشد تطرفا"، بتسلئيل سموتريتش، أعلن أن فوز ترامب يمثل "فرصة مهمة" لــ"فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في يهودا والسامرة"، مستخدما الأسماء التوراتية لمناطق الضفة الغربية.

غير أن فريدمان يرى أن فوز ترامب ربما كان مفاجئا لإسرائيل أكثر بكثير مما كان يتوقعه سموتريتش. "فهو أول رئيس أميركي يستميل علنا ويستفيد من أصوات الأميركيين العرب والمسلمين" الذين لم يكونوا راضين عن دعم بلادهم غير المشروط لإسرائيل في حربها ضد قطاع غزة.

أما التحدي الأكبر الذي يعتقد فريدمان أن دبلوماسية الرئيس المنتخب قد تواجهه، فيتعلق بحمل بوتين على الموافقة على نوع من وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام يعيد الأوضاع على الحدود الروسية مع أوكرانيا إلى سابق عهدها.

وإذا كان ثمة أمل في التوصل إلى اتفاق يرضي طرفي النزاع في أوكرانيا، فمن المرجح أن يحدث ذلك فقط -من وجهة نظر كاتب المقال- بعد أن يتجرع بوتين مزيدا من الهزائم هناك، ويعلن ترامب أنه سيزود كييف بالسلاح "إذا لم ينصع" الرئيس الروسي.

وأبدى فريدمان خشيته من أن تُقدم إدارة ترامب على تجاوز الخطوط الحمراء، بانسحابها من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو إظهارها تراجعا في استعدادها لحماية حلفائها القدامى.

ومضى إلى القول إن دولا حليفة لأميركا -وهي اليابان وبولندا وكوريا الجنوبية وتايوان- لديها جيران "معادون ومسلحون نوويا" ويمتلكون التكنولوجيا والموارد اللازمة لتطوير أسلحة نووية خاصة بهم.

فإذا فقد هؤلاء الحلفاء ثقتهم في الولايات المتحدة، وطوروا أسلحتهم النووية الخاصة بهم -بعد أن كانوا يظنون أنهم ليسوا بحاجة إليها لأن واشنطن تساندهم- فإن من شأن ذلك أن يكتب نهاية معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ويمحو كل الخطوط الحمراء، على حد تعبير فريدمان.

مقالات مشابهة

  • ماذا يتوقع العالَـم من عودة دونالد ترامب؟
  • توماس فريدمان: هذا ما يتعين على ترامب فعله في السياسة الخارجية
  • ماذا بعد نهاية المهلة الأميركية لإسرائيل لتحسين دخول المساعدات إلى غزة؟
  • ماذا بعد نهاية المهلة الأميركية لتحسين دخول المساعدات لغزة؟
  • الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على قيادي بـ”قوات الدعم السريع” في السودان
  • ماذا تحمل الأسماء الجديدة في إدارة ترامب للسياسة الأميركية؟
  • ما الذي سيتغير مع عودة ترامب؟ مآلات طوفان الأقصى واتجاهات السياسة الأمريكية
  • حول مقال الدرديري وزير الخارجية الأسبق: عودة ترمب ماذا تعني للسودان؟
  • السودان والانتخابات الأميركية