أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
وحدهم الحكام من يتورطون في كل وجع للوطن ويبتسمون أمام الكاميرا كأنهم منحوا الشعب الحياة
ووحدها الشعوب التي تحب أوطانها إما أن تموت لأجل القضية
أو تتورط بتهمة خيانة الوطن!!
ولم تمت رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في إنجاح عملية التفاوض وحث طرفي الصراع للجلوس على طاولة واحدة لإيجاد حل للازمة بالرغم من حالة النفور البينة التي ابداها الجيش مبكرا والتي جعلت الدعم السريع تنفض يدها مؤخرا من التفاوض وأكدت انها ماضية في الحرب ولاتريد سلاما
ولكن ترى امريكا أن الحرب في السودان غير خاضعة لرغبة ومزاج طرفيها وان الحالة الإنسانية اصبحت تنذر بالخطر وتحتاج إلى وقفٍ فوريّ لإطلاق النار ، لحماية المدنيين الذين قتلوا وشردوا
وترجمت تلك الرغبة الأمريكية وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، روزماري ديكارلو التي قالت امام مجلس الأمن أمس : إنّ السودان يحتاج الي ايقاف فوري للنار ولحماية المدنيين داعيةً في الوقت ذاته إلى وقف تدّفق الأسلحة اليه وهي اشارة واضحة لخطوة منع الدول للحد من هذه الظاهرة التي تؤجج الصراع وتزيد من اتساع رقعته وتعمل على إطالة عمره
وأوضحت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، أنّ السبيل الوحيد لحل النزاع بالسودان هو حل سياسي عبر المفاوضات
والوضع في السودان يحتاج إلى تحرّكٍ حازم وسريع من المجتمع الدولي
وأعربت عن قلق واشنطن من الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع بدارفور والجزيرة
وأوضحت روز أنّه لا يوجد حلّ عسكري وعلى المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لما يحدث في السودان
من جانبها قالت الأمم المتحدة ندين بشدة هجمات الدعم السريع المتواصلة ضد المدنيين والقصف العشوائي للجيش السوداني على المناطق السكنية
وقبل إسبوعين او أكثر تحدثنا في هذه الزاوية عن أن دوائر عدلية تعكف لإصدار قرارت بحق قيادات الدعم بسبب الإنتهاكات التي ارتكبتها في ولاية الجزيرة وبالرغم من صدور قرار الخزانة الأميركية أمس و الذي فرض عقوبات على قيادات بقوات الدعم السريع لدورهم في إنتهاكات حقوق الإنسان لكنه قرار غير كافٍ مقارنة مع ما إرتكبته الدعم السريع من جرائم سيما في ولاية الجزيرة
لكن في ذات الوقت تكشف القرارات الأمريكية التي تطول الصف الثاني والثالث من الدعم السريع بعيدا عن قيادات الصف الأول وكذلك القيادات الإسلامية كميرغني ادريس وعلي كرتي دون قيادات الجيش يكشف ذلك أن امريكا تسعى سعيا حثيثا للحل السلمي على التفاوض وتحرص على أن تحافظ علي قيادتي الجيش والدعم السريع لتنفيذ عملية السلام والتي اهم مافيها هو دمج قوات الدعم السريع لتكوين جيش واحد بقيادة جديدة وان مباركة الإصلاح الأمني والعسكري حصلت على موافقة من قيادة الجيش
كما أن تكرار روزماري لعبارة لابد من التفاوض والحل السلمي في كلمتها يعني أن الجهود الآن تصب في هذا الإتجاه بدلا من خيار العقوبات وأن ثمة حل سلمي جاري التحضير له وتريد الولايات المتحدة فقط أن تعزز الرغبة فيه بعيدا عن التلويح بالعصا
كما ان ذلك يؤكد ايضا أن امريكا فعليا حصلت على ضوء اخضر من الطرفين للعودة الي التفاوض، وهذا مادعاها لإبعاد ورقة التدخل حاليا او التلويح بها حتى ولو لوقت محدد
فالذي يمنحك إشارة موافقة مبدئية بانه سيأتيك طوعا وبرغبته لا تصلح معه لغة التهديد حتى لاينكث وعده
هذه الإشارات الإيجابية ربما تظهر ملامحها بعد زيارة توم بيرييلو، الي بورتسودان بعد اربعة أيام في لقاء البرهان العائد من المملكة العربية السعودية فهذا وحده يعني أن الوساطة (الولايات المتحدة والسعودية) استطاعت ان تحصل على تعهدات جديدة خاصة من طرف القوات المسلحة، ومعلوم ان الحصول على موافقة من الجيش اكثر ضمانا لإنجاح التفاوض من الحصول على موافقة من الدعم السريع!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
مازال الفنان صفوت الجيلي يواجه مصيرا مجهولا بعد خبر اعتقاله من قبل قوات الدعم السريع بشرق النيل لأكثر من اسبوعين نناشد من هنا كل منظمات المجتمع الدولي لإطلاق سراحه سيما أن صفوت ظل فنانا سمحا ومسالما يحب ويسعى لعمل الخير
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تسعى للحصول على الشرعية الدبلوماسية والأسلحة من خلال حكومة موازية
(رويترز) – قالت مصادر شبه عسكرية وسياسيون داعمون للحكومة الموازية التي تعمل قوات الدعم السريع على تشكيلها في السودان، لرويترز، إن هذه الحكومة تهدف إلى انتزاع الشرعية الدبلوماسية من منافستها التي يقودها الجيش فضلا عن تسهيل الحصول على أسلحة متطورة.
وقد يؤدي هذا التحرك إلى إطالة أمد الحرب المدمرة، التي فقدت فيها قوات الدعم السريع شبه العسكرية السيطرة على أراض خلال الفترة الماضية، وإلى التقسيم الفعلي لثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة.
وحافظت الحكومة، التي يقودها الجيش، على اعتراف دولي كبير منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان 2023 رغم اضطرارها للانتقال إلى بورتسودان على البحر الأحمر بسبب القتال.
لكن في محاولة لتحدى هذا الوضع، وقعت قوات الدعم السريع يوم السبت ميثاقا سياسيا في كينيا مع أحزاب سياسية وفصائل مسلحة. وقال الموقعون على الميثاق إن “حكومة السلام والوحدة” ستتشكل في غضون أسابيع من داخل السودان.
وقال سياسيون ومسؤولون من قوات الدعم السريع شاركوا في المحادثات، التي جرت في العاصمة الكينية نيروبي الأسبوع الماضي، إن حكومتهم ستنتزع الشرعية من جيش قالوا إنه لجأ إلى أساليب مثيرة للانقسام، مثل شن غارات جوية وعرقلة توصيل المساعدات ورفض محادثات السلام.
وقال الهادي إدريس قائد فصيل مسلح يدعم الحكومة الموازية لرويترز “نحن لسنا حكومة موازية أو حكومة منفى، نحن الحكومة الشرعية”.
وذكر السياسي إبراهيم الميرغني، أحد المؤيدين للحكومة المزمعة، أن هذه الحكومة ستلجأ إلى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات لمنع انخراط الجيش. وقال “الحكومة الجديدة ستطالب بمقعد السودان في الأمم المتحدة وفي كل المنظمات الدولية وسنطالب باستلام كل سفارات السودان في الخارج”.
وأضاف “إذا أمنت بلدك وتوقف نزيف الدم والنزوح واللجوء والإرهاب ووقفت الجماعات الإرهابية سوف تعترف بك دول الجوار”.