لغة كمزار.. تُنطق ولا تُكتب ويتحدث بها سكان القرية المنعزلة في عُمان
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
رغم تطور صور التواصل في العالم بشكل غير مسبوق، بالتزامن مع تطور التقنيات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، فإن قرية كمزار العُمانية تنعم بعزلة خاصة عن العالم على نحو أدى إلى أن تصبح لها ثقافتها ولغتها الخاصة التي يتحدث بها سكانها وتعد من أغرب لغات العالم.
أين تقع قرية كمزار العمانية؟تقع قرية كمزار العمانية أقصى الحدود الشمالية لسلطنة عُمان، وتحديدًا في منطقة رؤوس الجبال التي تطل مباشرة على مضيق هرمز الذي يفصل بين خليج عُمان وبحر العرب والمحيط الهندي، وإداريًا فهي تتبع ولاية خصب إحدى ولايات محافظة مسندم.
وبشكل خيالي يطل على مياه مضيق هرمز، تبدو القرية وكأنها مختبئة داخل خليج صغير يفصل بين الجبال ومياه المحيط الهندي، حيث يتم الوصول إليها فقط عن طريق ركوب البحر أو بطائرات هيلوكوبتر، ومع تلك العزلة التي تنعم بها القرية يتحدث أصحابها أيضًا لغة خاصة بهم وهي تُنطق ولا تُكتب، بحسب جريدة «عُمان» العمانية.
اللغة الكمزارية العمانيةتعد اللغة الكمزارية العمانية الوحيد غير السامية في شبه الجزيرة العربية، حيث استطاع الكمازرة الذين ينتسبون الى القرية المحافظة على هويتها الجميلة، لتبقى الكمزارية لغتهم الأم المستخدمة في التواصل بينهم في جميع مجريات حياتهم اليومية.
وبالرغم من مرور مئات السنوات إلا أن الكمزارية لم تتأثر بالحضارات والثقافات الحديثة، لتبقى بهويتها ومفرداتها المتعارف عليها بين الأهالي.
مفردات اللغة الكمزاريةاشتقت مفردات اللغة الكمزارية من عدد من اللغات القديمة كالفارسية والسامية الجنوبية القديمة والبرتغالية واللغة العربية بعد حروب الردة ولا يُعرف لها تاريخ محدد بعد وفق ما كشف الباحثون، حيث كانت نادرة وقليلة الانتشار، إلا أنها مفرداتها وقواعدها استطاعت الوصول إلينا اليوم، لتبقى موثقة في بعض المعاجم والدراسات بصورة مبسطة.
ويحكي عدد من الكُتّاب العمانيين عن هذه اللغة التي يتحدث بها نحو 4500 شخص فقط وهم أهل القرية، وفق ما ذكر الباحث الفرنسي مكسيم تابت المتخصص في علم اللغة أثناء دراسته لها في عُمان.
وذكرت منظمة اليونسكو العالمية أن اللغة الكمزارية تعد واحدة من اللغات المهددة بالاندثار، لذا فإنه هناك حرصًا من الكمازرة على تعليمها لأبنائهم قبل العربية والحفاظ عليها من خلال تناقلها عبر الأجيال.
الحياة اليومية في القريةتوجد جميع الموارد الغذائية في القرية بوفرة وكذلك الخدمات الصحية والحصول على شبكات للإنترنت، كما يتمتع أهل المنطقة بطيبة وترحاب كبيرين مع حرصهم على تقديم واجبات الضيافة لأي زائر لأرضهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
قرية صور باهر بلد العمرين وكوكب القدس
قرية فلسطينية تقع على بعد 4 كيلومترات جنوب مدينة القدس، احتلتها إسرائيل أثناء عدوان الخامس من يونيو/حزيران 1967، وعانت الكثير من اعتداءات جيش الاحتلال، ومن المستوطنين على أراضيها، إضافة إلى الجدار العازل الذي يقضم جزءا كبيرا من القرية.
الموقعتقع قرية صور باهر جنوبي مدينة القدس، وعلى مسافة 4.62 كلم عنها بارتفاع يصل إلى 742 مترا عن مستوى سطح البحر، ولها موقع إستراتيجي بين القدس ومدينتي بيت لحم، وتتبع إداريا لمدينة القدس.
تحدها من الغرب مستوطنة رامات حيل، ومن الجنوب مستوطنة هار حوما، ومن الشرق منطقة السواحرة، ومن الشمال مستوطنة أرمون هنتسيف ومستوطنة أرنونا.
التسمية
اختلفت التفسيرات لاسم البلدة، بل اختلفت تسمياتها، فمن قائل إن "صور باهر" اسم كنعاني قديم تغير نطقه ولفظه مع مرور الزمن، ومن قائل إن أصلها "سور بحر"، وهو اسم عبري قديم.
وتذهب روايات أخرى إلى أن أصلها "سور قهر"، وهو اسم أرمني يعني المكان الجميل، وقيل أيضا إنه لفظ سرياني، ولُفظت أيضا "سر باهر"، كما سميت بلد العمرين: عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص.
وسماها الصليبيون "سربيل" وكذلك "مطوبا" وتطور اللفظ حتى أصبح "أم طوبا"، ولفظها البعض "سور باهل"، وسميت أيضا بـ"الكوكب" و"بلد الصوان" لكثرة حجر الصوان فيها.
السكانيبدأ تاريخ "صور باهر" المدون في أول إحصاء رسمي سنة 950 للهجرة، الموافق 1543 للميلاد، أيام الدولة العثمانية. ومن المعلوم أنه لا إحصاء من دون سكان، وتقول الروايات التاريخية إن المنطقة تم إعمارها في عصر المماليك، قبل ما لا يقل عن 100 عام من هذا الإحصاء.
إعلانومما يجدر ذكره أن سجلات المحاكم الشرعية في القدس، التي تتبع لها صور باهر، سبقت في قضاياها مدينة حلب في سوريا.
وثيقة الإحصاء العثماني لسكان صور باهر سنة 950 هجرية تبين أنه كانت تسكنها 20 أسرة.
وقُدر عدد سكان القرية قبل الاحتلال الإسرائيلي بـ3 آلاف، وإلى حدود عام 2025 فاق عددهم 25 ألف نسمة.
تقسم عائلات القرية إلى 6 عشائر هي:
عشيرة العمرة: وتضم عائلات محمد الحاج وإبراهيم العلي وخميس وأحمد عوض ومحمد عوض. عشيرة البكيرات: وتضم عائلات حمدان وحمادة وحامد وعفانة وبسيط. عشيرة الجبور: وتضم عائلات عطون وجاد الله وعبد الجواد. عشيرة الدويات: وتضم عائلات دبش ونمر وحماد وعليان وقاسم وأبو عواد. عشيرة الفواقة: وتضم عائلات أبو حامد وداود وعوض الله والعسلة والأطرش والمصري. عشيرة أبو طير: وتضم عائلات جابر وجندل والشنيطي والشمالي. الاقتصادتقدر مساحة صور باهر بحوالي 9600 دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع)، تشغل منها أبنية ومنازل القرية نحو 1853 دونما.
وكان الاعتماد الأساسي لاقتصاد القرية على الزراعة، إذ تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة فيها 804 دونمات، أي ما نسبته 8.5% من مجموع أراضي القرية.
وحال صور باهر كحال معظم ضواحي القدس التي حرمت من أراضيها الخصبة بعد الاحتلال الإسرائيلي في نكبة عام 1948.
وتشكل الأشجار المثمرة أساسا للزراعة في صور باهر، إذ تغلب زراعة أشجار الزيتون واللوزيات على ما سواها من الزراعات، وذلك لوقوع البلدة على منطقة جبلية ووسط هضاب.
وبلغ عدد الآبار بالقرية في الماضي 30 بئرا بيزنطية قديمة، وبعد ذلك انتشرت الآبار إلى كل البيوت.
وكانت تمر من صور باهر قناة مياه رئيسية تغذي مدينة القدس، ومصدرها برك سليمان، وكان أهالي المنطقة يتولون حراستها وحمايتها من أعمال الكسر والتخريب ومن سرقة مياهها.
إعلان معالم قرية صور باهرمن أبرز معالم القرية المسجد العمري، وهو أول مسجد أقيم فيها، وسمي نسبة إلى الصحابي الجليل عمر بن الخطاب الذي نزل القرية أيام الفتوحات الإسلامية.
كان يطلق عليه أيضا مسجد عمر بن الخطاب، وفي عام 1952 هُدم بناؤه القديم، وفي 1955 بُني الجزء الرئيسي منه (حوالي نصف دونم)، وفي مراحل لاحقة تمت إضافة الجزء الشمالي ليتسع لأكثر من ألف مصلّ، وهو المسجد الوحيد في القرية الذي تقام فيه صلاة الجمعة وصلاة العيدين.
وفي القرية مدارس عدة، أقدمها مدرسة ابتدائية تأسست سنة 1943 وتحولت بين عامي 1966 و1967 إلى مدرسة إعدادية، وفيها أيضا مدارس رياض الأقصى، ومدرسة أبو بكر للبنات ومدرسة بنات عثمان ومدرسة علي بن أبي طالب ومدرسة عمر بن الخطاب ومدارس البلدية ومدرسة صور باهر للبنات ومدرسة شمس.
وفي العموم توجد بالقرية 15 مدرسة و5 مراكز صحية وأكثر من 4 مؤسسات أهلية، وناد ثقافي سمي باسمها تأسس عام 1978.
وتحيط بقرية صور باهر بعض الخرب، منها خربة صبحة شمالا، والتي تحتوي على صهاريج ومدفن ومبنى بحجارة منحوتة، وتعود إلى عهد الرومان، وكذلك خربة السون وخربة دير العامود.
اعتداءات الاحتلالتعاني قرية صور باهر -كما مدينة القدس والبلدات المجاورة مثل سلوان وبيت صفافا وجبل المكبر والعيسوية– من الاعتداءات المتكررة لجيش الاحتلال والمستوطنين، ويشتد بها الاكتظاظ بسبب منع إسرائيل سكانها من البناء.
والقرية محاطة من 3 جهات بمستوطنات إسرائيلية هي أرمون تسيف في الشمال ورامات راحيل وأرنونا في الغرب وهار حوما في الجنوب والجدار العازل من الشرق.