تتزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة قد تؤثر على بريطانيا وعلى الاقتصاد العالمي، بعدما هدد دونالد ترامب الرئيس الأميركي المنتخب- خلال حملته الانتخابية- بفرض تعريفات جمركية على السلع المستوردة من شركائه التجاريين.

وقال الكاتب ريتشارد بارتينجتون، في مقال بصحيفة الغارديان، "إن فوز ترامب قد أثار احتمالية تجدد الحرب التجارية العالمية على نطاق أوسع بكثير مما كانت عليه في ولايته الأولى، عندما امتدت صراعاته مع الصين عبر التجارة العالمية وأثّرت على النمو في الاقتصادات المتقدمة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميلانشون: معاداة السامية تهمة جاهزة بفرنسا لكل من ينتقد إبادة غزةlist 2 of 2هل يستغل ترامب علاقته مع بوتين لإبعاد روسيا عن الصين؟end of list

وخلال حملته الانتخابية، هدد الرئيس المنتخب، الذي وصف نفسه بأنه "رجل التعريفات الجمركية"، بفرض رسوم بنسبة 10% على جميع الواردات من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وبلغت النسبة حتى 60% و100% على الصين والمكسيك، وفق الصحيفة البريطانية.

وأضاف الكاتب أن المملكة المتحدة قد تكون في مرمى النيران، حيث تقدر قيمة العلاقة التجارية لبريطانيا مع الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري لها، بأكثر من 300 مليار جنيه إسترليني سنويًا، في الوقت الذي لا تزال فيه الروابط مع الاتحاد الأوروبي مقيدة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح الكاتب أن الخبراء يحذرون من أن مبيعات السيارات ومحركات رولز رويس الهوائية والأدوية قد تكون في خطر، لكنهم يقولون إن بريطانيا قد تكون محصنة أكثر من الدول الأخرى لأن الجزء الأكبر من صادراتها إلى الولايات المتحدة في مجال الخدمات، والتي من غير المرجح أن تشملها التعريفات الجمركية.

ردود انتقامية

ونقل الكاتب عن آشلي ويب، من مؤسسة كابيتال إيكونوميكس الاستشارية، قولها إن التأثير الكلي على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة من التعريفات الجمركية على الواردات الأميركية من بريطانيا قد يكون "ضئيلا"، لكنها حذرت من أن الرد الانتقامي وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي سيكون له عواقب أسوأ.

ومع ذلك، كانت العواقب في المرة السابقة كبيرة، ولم تكن بريطانيا محصنة من التداعيات. فقد أثرت حرب ترامب التجارية السابقة مع الصين بشكل كبير على النمو العالمي، مما ألحق ضررًا باقتصاد المملكة المتحدة، بما في ذلك من خلال زيادة حالة عدم اليقين وتراجع الثقة الذي أثر على استثمارات الأعمال التجارية، تقول الغارديان.

لكن الكاتب عبر عن اعتقاده بأن ترامب قد ينظر بشكل إيجابي إلى المملكة المتحدة لأنه يدعم انسحابها من الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أنه مع وجود حزب العمال في السلطة، وظهور تساؤلات حول قوة العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا، يتعرض كير ستارمر لضغوط لبناء روابط تجارية أقوى مع الاتحاد الأوروبي بدلا من ذلك.

وبحسب الكاتب يراهن المستثمرون على أن ترامب لن ينفذ سياسة التعريفات الجمركية بالكامل، وهو ما يظهر في رد فعل الأسواق المالية الذي كان متواضعًا نسبيًا تجاه هذه المخاطرة.

ونقل الكاتب عن مارك داودينغ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "بلو باي" لإدارة الأصول قوله "نتوقع اتخاذ إجراءات سريعة تجاه الصين. ومع ذلك، قد يُستخدم فرض تعريفات جمركية عالمية أوسع كأداة تفاوضية مع شركاء التجارة الآخرين للولايات المتحدة".

وأضاف داودينغ: "ستكون هناك بالتأكيد تعريفات جمركية على بعض السلع في بعض القطاعات. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة حريصة على إبقاء أوروبا في صفها فيما يتعلق بموقفها بالنسبة للصين، كما أنها سترغب في تجنب حرب تجارية، مما قد يزيد من التكاليف ويضر بالمستهلكين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات التعریفات الجمرکیة الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

لوفيغارو: لماذا توشك الصين أن تفوز في الحرب التجارية؟

قالت صحيفة لوفيغارو إن الحرب التجارية، التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثاني من أبريل/نيسان على كوكب الأرض بأكمله، تمثل بداية مواجهة كبرى على الصعيد الاقتصادي، وتصعيدا بين الولايات المتحدة والصين الشيوعية ذات النظام الشمولي والخبرة في التخطيط بكل ما لديها من مزايا.

وذكرت الصحيفة -في عمود الكاتبة بيرتيل بايار- أن بكين وعدت ترامب بأن "الصين ستقاتل حتى النهاية"، وبالفعل بدأ التصعيد الصيني الأميركي الآن، لأن ترامب مثل أسلافه وخلفائه، لا يستطيع أن يمنح الرئيس الصيني شي جين بينغ الفرصة لجعل إمبراطوريته القوة الرائدة في العالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: إخفاق مطلق لنتنياهو في واشنطنlist 2 of 2ليبراسيون: الألغام والذخائر غير المنفجرة كابوس المدنيين في سورياend of list

وتساءلت الصحيفة هل يستطيع ترامب الفوز في هذه المواجهة؟ مشيرة إلى أن الصين تطبق منذ عقود إستراتيجية للأمن الاقتصادي، تقوم على تقليص اعتمادها تدريجيا على بقية العالم، وتعمل بصبر على بناء اعتماد الآخرين على جهازها الإنتاجي، وتعبير "حتى النهاية"، الذي استخدمته بكين يوم الثلاثاء، تم اختياره بعناية.

وفي هذه الحرب التجارية، لم تكتف بكين برفع رسومها الجمركية على المنتجات الأميركية، بل قررت أيضا فرض ضوابط عامة على صادراتها العالمية من المعادن النادرة المكررة، التي تمكنت من فرض قبضتها على إنتاجها.

إعلان ضحايا جانبيون

ومع أن ترامب يخوض هذه المواجهة مستفيدا من قوته الترهيبية، فهو يضعف اثنين من أهم ركائز القوة الأميركية، أولها ميزتها العسكرية والولاءات التي تخلقها الضمانات الأمنية التي تقدمها، والثانية هي الدولار الذي يعد أساس النظام المالي الدولي والعملة الاحتياطية العالمية.

ولكن دور الضحية الذي تتبناه إدارة ترامب يحول هذه الميزة إلى نقطة ضعف، باعتبار أن رغبة الآخرين في شراء الدولارات هي السبب وراء عجز الميزانية الأميركي، وبالتالي السعي لحل هذه المشكلة بتغيير قواعد لعبة الدولار، إضافة إلى أن الرسوم الجمركية تخاطر بكسر الركيزة الأساسية للدولار القوي"، كما كتبت فرق غولدمان ساكس يوم الثلاثاء.

ومن أجل قيادة المعركة ضد الصين، كان أمام دونالد ترامب خياران، الأول هو تعزيز التحالف الغربي الذي اصطف طوعا أو كرها خلف واشنطن للحد من الصعود التكنولوجي للصين وضبط ممارساتها التجارية، والثاني هو إعلان الحرب منفردا، وقد اختاره ترامب.

وعلى هذا الأساس، لا يخاطر ترامب بخسارة أصدقائه فحسب، بل بجعلهم أيضا ضحايا جانبيين، لأنه من خلال إغلاق السوق الأميركية بشكل أحادي يفتح السوق الأوروبية أمام الواردات الصينية، علما أن التهديد الذي تشكله الطاقة الإنتاجية الفائضة الصينية أكثر خطورة من التهديد الذي تشكله التعريفات الجمركية الأميركية.

أرض مثالية

ولأن النموذج الصيني لا يمكن أن يصمد إلا إذا استمر في التحرك والنمو بأي ثمن -حسب الكاتبة- فقد بذلت الصين جهودا حثيثة لتصل إلى العديد من القطاعات الصناعية بأسعار أقل بنسبة 30% أو 40% أو 50%، كما يوضح أحد كبار الصناعيين الفرنسيين، "وخطوة خطوة تقدمت الصين في سلسلة القيمة وارتفعت في السوق".

فبعد الصلب والألواح الشمسية والرقائق الإلكترونية وأجهزة التحليل الكهربائي، وصلت الصين الآن إلى مجالات أشباه الموصلات المتقدمة والمعدات الطبية والأدوية وأدوات الآلات ومعدات الاتصالات، وبالطبع السيارات الكهربائية، وتدل المؤشرات الأولية على أن الزيادة السريعة في الواردات الصينية تفرض ضغوطا على القدرة التنافسية والإنتاج الصناعي في أوروبا.

إعلان

وقال شي جين بينغ في نهاية مارس/آذار أثناء استقباله شخصيا لقادة الشركات المتعددة الجنسيات الغربية "نحن نقدم إطارا سياسيا مستقرا ومتسقا وقابلا للتنبؤ"، مما يعني أنه يمكننا أن نثق في قدرة النظام الصيني على كتابة خطابات مهدئة.

وفي مواجهة ترامب الذي يسهل تقديمه كحفار قبر التعددية، تعمل هذه المهارة بكامل طاقتها، إذ وعد لينغ جي نائب وزير التجارة الصيني هذا الأسبوع بأن "الصين كانت ولا تزال وستظل أرضا مثالية وآمنة وواعدة للمستثمرين الأجانب".

مقالات مشابهة

  • لماذا قد يخسر ترامب الحرب التجارية ضد الصين؟.. محلل يجيب
  • استمرار الرسوم الجمركية.. ترامب يشعل الحرب التجارية مع الصين
  • بأثر فوري.. ترامب يرفع التعريفات الجمركية على الصين إلى 125%
  • "جنون الحرب التجارية".. ترامب يرفع التعريفات على الصين إلى 125%
  • الصين تشعل فتيل الحرب التجارية.. بنما تدخل على خطّ النفوذ!
  • لوفيغارو: لماذا توشك الصين أن تفوز في الحرب التجارية؟
  • الحرب التجارية تتصاعد.. رسوم ترامب الجمركية تدخل حيز التنفيذ وهذا موقف الصين
  • الحرب التجارية تشتعل.. البيت الأبيض: بدء سريان الرسوم الجمركية بنسبة 104% على الصين
  • سيناريوهات الحرب التجارية بعد رسوم «ترامب» الجمركية
  • حرب التعريفات الجمركية.. ترامب يهاجم الصين.. وبكين تتعهد بحماية المستثمرين