رشيد مشهراوي: السينما وطني.. ونكتشف في "أحلام عابرة" جمال فلسطين وقسوتها (حوار)
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
رشيد مشهراوى : السينما سلاح للهوية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال"المسافة صفر" تنقل الصورة الفلسطينية الحقيقية للعالم.. و"أحلام عابرة"رحلة طفل فلسطيني للبحث عن الذات والمكانالشباب الفلسطيني يصنع أفلامه من قلب المعاناة.. المهرجانات الثقافية يجب أن تستمر رغم الأزمات
رشيد مشهراوي.. مخرج فلسطيني بارز وُلد عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين في قطاع غزة، ويُعتبر أحد أبرز الأصوات السينمائية الفلسطينية، بدأ مشواره السينمائي في الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين أخرج العديد من الأفلام التي تعكس واقع الحياة الفلسطينية، وغالباً ما تركز أعماله على قضايا اللجوء، والهوية، والصراع اليومي الذي يواجهه الشعب الفلسطيني.
ويعتبر من أوائل المخرجين الفلسطينيين الذين اعتمدوا السينما كوسيلة لعرض الرواية الفلسطينية، وقد تميزت أعماله بروح المقاومة والتمسك بالهوية.
ويشهد افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عرض أحدث أفلامه " أحلام عابرة" الذي يسلط من خلاله الضوء على القضايا الاجتماعية والإنسانية، وهو بطولة عادل أبو عياش، وإميليا ماسو، وأشرف برهوم، موسيقى جوهان كورتيت، وتصوير دريد منجم.
كيف أستقبل المخرج الفلسطيني خبر عرض فيلمه بالقاهرة السينمائي، وما هي رسالته لم يريدون وقف الفعاليات الفنية، وما دور المهرجانات والفن في تسلطي الضوء على القضايا الإنسانية ومايحدث في غزة ولبنان، كل هذه الأسئلة كانت حاضرة في حوار موقع صدى البلد مع المخرج رشيد مشهراوي
وإلى نص الحوار:-
كيف استقبلت عرض أحدث أفلامك "أحلام عابرة" في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
أنا فخور جداً بتواجدي هنا، إنه شرف كبير لي، وخاصة أن معظم أفلامي عُرضت في القاهرة. أذكر أنني حصلت على جائزة الهرم الذهبي عن فيلمي حتى إشعار آخر، واليوم أعود بفيلم أحلام عابرة، وهو فيلم يُجسد رحلة طفل فلسطيني يبحث عن حمامة ، وخلال تلك الرحلة نكتشف جمال فلسطين وقسوتها، إنه فيلم رحلة وحلم وبحث عن الذات".
كيف ترى دور المهرجانات السينمائية خاصة في ظل الأوضاع الصعبة؟
أنا أؤمن بأن المهرجانات ليست للتسلية فقط، بل هي تفاعل مع قضايا إنسانية عميقة، لا أعتقد بتأجيل أي نشاط فني بسبب الأزمات، بل على العكس، يجب أن تستمر، فهي مساحة للتفاعل الثقافي، وفرصة لنقل أصوات الشعب الفلسطيني ومعاناته للعالم".
ماذا تقول لمن يواجهون انتقادات حول إقامة المهرجانات في أوقات الأزمات؟
أقول إن لكل إنسان دوره في موقعه، هناك حرب على الثقافة والهوية، والسينما هي وطن لا يمكن لأحد احتلاله. علينا أن نقاوم، ونستمر في عرض رسائلنا الفنية.
حدثنا عن مبادرة "المسافة صفر" التي تعرض ضمن مهرجان القاهرة للاحتفاء بالسينما الفلسطينية؟
المسافة صفر مبادرة رائعة، فهي تقدم القصص الفلسطينية للعالم بطريقة فنية تعكس الحقيقة، هذا مهم جداً، خاصة في وقت يسعى فيه الاحتلال إلى تزييف الصورة وتشويه الحقيقة، السينما سلاح قوي، تحمل رسائل وطنية تُبرز الهوية الفلسطينية بشكل لا يُمحى.
ماذا عن دعمك للشباب الفلسطيني في غزة وكيف أثر فيهم هذا الدعم؟
أدركت أن الشباب في غزة بحاجة لمن يُساعدهم على نقل قصصهم بأنفسهم، لذلك قررت إفساح المجال لهم ليصوروا أفلامهم من "المسافة صفر"، إنهم عاشوا الحروب وعايشوا المعاناة، ومن المهم أن يكون لهم صوتهم الخاص ليعبروا عن تجاربهم، هذه التجربة تُعيد إليهم ارتباطهم بالسينما، وتُعطيهم شعوراً بدورهم وأهميتهم.
كيف أثرت نشأتك في غزة وتعرضك لأجواء الحرب على مسيرتك الفنية؟
"نشأت في غزة، وهذا جعلني مدركاً لصعوبة الحياة هناك، قدمت أفلامي الأولى في غزة، وأسست مهرجان سينما الطفل، وكنت أعمل حتى في ظل أخطر الظروف، الحرب الأخيرة في أكتوبر كانت وحشية بشكل لم يسبق له مثيل، ولم أستطع البقاء متفرجاً، فإسرائيل تقوم بعملية تطهير عرقي، وهناك الآلاف من الشهداء والمشردين، والسينما كانت وما زالت وسيلتي لنقل الواقع والمقاومة.
ما الأفلام التي تعتز بها في مسيرتك، وكيف ساهمت في وصولك للعالمية؟
بدأت مشواري بفيلم قصير عُرض في مهرجان برلين عام 1988، حين كان يوسف شاهين يعرض فيلمه إسكندرية ليه، وكان لهذا الحدث أثر كبير عليّ. أيضاً أفلامي حتى إشعار آخر وحيفا، حصلت على جوائز مهمة، وساهمت في نقلي للسينما الدولية. عملي لم يقتصر على فلسطين، فقد قدمت أفلاماً في الأردن والعراق ولبنان، ودربت سينمائيين في الهيئة الملكية بالأردن.
كيف تصف علاقتك بالسينما؟
السينما هي وطني، وهي صوتي الذي أدافع به عن القضايا التي أؤمن بها. لا يمكنني أن أتخلى عنها، فهي سلاحي القوي، ومكاني للتعبير عن هويتي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القاهرة السينمائي مهرجان القاهرة السينمائي الشعب الفلسطيني رشيد مشهراوي مخرج فلسطيني افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المسافة صفر أحلام عابرة فی غزة
إقرأ أيضاً:
المهرجانات الشتوية في المحافظات
يأتي شتاء هذا العام مختلفا فـي تفاصيله على ربوع سلطنة عُمان؛ حيث تشكّل المحافظات تنافسا واضحا فـي فعالياتها وأحداثها، لتجعل من لياليه وأيامه مساحة للمتعة والترفـيه للمقيم والزائر، والتعريف بالمفردات الثقافـية والسياحية التي تتميز بها كل محافظة دون غيرها.
لذلك كان الإقبال أكبر من الأعوام الأخيرة السابقة فـي تنظيم المهرجانات الشتوية فـي المحافظات، التي تفاوتت بين الفعاليات المبهرة والحركة الاقتصادية من محافظة إلى أخرى، فكان التنافس أكبر من حيث الكمّ والكيف فـي التنظيم، مما أدى إلى هذا الإقبال الكبير فـي النشاط الاقتصادي والبرامج السياحية التي تباينت فـي مستواها نتيجة لهذه المواسم السياحية.
ولا شك أن هذا التفاوت مردّه إلى حجم الإمكانيات المتاحة للمحافظات لإقامة هذا الحراك، الذي أوجد حالة استثنائية فـي فصل الشتاء وحراكا متنوعا اقتصاديا وثقافـيا ورياضيا وفنيا.
لكننا نحتاج فـي كل محافظة إلى تقييم مثل هذه الفعاليات، فمن المؤكد أن البرامج المتشابهة لا تخدم هذا المشروع، وأن المهرجان الشتوي إن لم يكن مختلفا، ومتميزا، وقادرا على تقديم الجديد والتنوع، لن يحقق الأهداف.
التقييم يكون موضوعيا، ماذا حقق المهرجان للمحافظة؟ وأين أصاب وأين تراجع؟ وكيف يمكن مع السنوات القادمة أن نجعل منه علامة فارقة؟ فالأمر لم يعد يقتصر على زوار الداخل، بل أيضا الاستقطاب من خارج الدولة، وإن لم يجد الزائر البرامج العائلية التي تجعله يعود سائحا فـي المرات القادمة، فهذا يعني أننا لم نتقدم خطوة.
التقييم الموضوعي يجدد ويضيف الفعاليات المبتكرة، التي يمكن الاستفادة فـيها من تجارب الدول التي تهتم بمثل هذه الأنشطة التي أصبحت عمود اقتصادها.
بالتأكيد أن إقامة المهرجانات الشتوية ستكون بصورة مختلفة مع قادم الأيام من حيث التطور والابتكار، وسيُضاف عليها الكثير من الأفكار التي تجعلها موسما سياحيا فـي المحافظات التي تتنافس فـيما بينها على من يكون الأكثر جاذبية.
لكن هذه المهرجانات تحتاج إلى ذراع إعلامي قادر على التعريف بها قبل أشهر من انطلاقتها، وإلى الترويج لها داخليا وخارجيا، وإلى استبيان مرتاديها حول احتياجاتهم غير المتوفرة فـيها.
كل هذه العوامل ستقرّب بين أفكار صانع الترفـيه فـيها وبين مرتاديها، وهذا هو الأمر الأهم، خاصة وأننا نحتاج إلى تشجيع المزيد من السياحة الداخلية كمرتكز أساسي لمشروع هذه المهرجانات.
ما زلنا فـي بداية هذا المجال، الذي كان لافتا هذا العام وجذب الانتباه فـي الداخل والخارج، وقصدته أعداد كبيرة جدا فـي بعض المحافظات، وتحتاج التجربة إلى وقت لتنضج، وأتوقع أن تكون المنافسة حامية بين المحافظات فـي قادم السنوات، وهذا ما سيعزز فكرة اللامركزية بينها كما أراد لها المقام السامي.
لذلك لا بد أن تُدعم هذه المهرجانات، وأن تتحول إلى نقطة جذب، وأن تكون قائمة على فكرة الدخل المالي الذي سيطورها ويفعّل أيضا الحالة الاقتصادية فـيها، وتقدّم الصور الجلية لأبناء وبنات سلطنة عمان فـي التميز، وتُتاح لهذه الفئة من رواد الأعمال المزيد من الفرص والتمكين فـي تنفـيذ المشاريع التجارية والتحضيرية.
سالم الجهوري كاتب صحفـي عماني