لجريدة عمان:
2024-12-28@12:01:43 GMT

القرطاس والقلم

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

ماذا لو أنّ الأعمال الكُبرى التي تركها مفكّرون وأدباء أخذهم الموت ولم يتمكّنوا من نشرها في حياتهم كانت مُخزّنة في جهاز حاسوب ومحمية بكلمة سرّ وتمسّك الورثة باحترام ميّتهم وعدم العمل على فكّ المُشفّر، وترْك الأسرار لأصحابها، أو عجزوا عن فكّ رموز تشفيرها؟ ماذا لو أنّ الكتاب العظيم الذي ما زال يؤثّر في التفكير السياسي «الأمير» لميكيافيللي لم يُوجَد بعد موته في نسخة ورقية مخطوطة وغاب في غياهب كتمان الحاسوب؟ ماذا لو أنّ الأعمال التي تركها كافكا، وخاصّة منها «المحاكمة» والأعمال التي تركها همنجواي بعد مماته، وخاصّة منها المجموعة القصصيّة «الصيف الخطير»، والكتاب الذي يتناول فيه حياته «وليمة متنقلة» قد أكلتها الحواسيب، ولم تُتْرَك ورقيّا؟ أعمالٌ عديدةٌ خرجت للعالم بعد موت أصحابها، وكانت الأوراق حافظتها من الفناء والموت.

صلةُ المبدع الكاتب بالورقة والقلم هي رابطةُ وجودٍ وتحقّق، فهي أدواته التي يأنس إليها ويتفاعل معها، ولذلك فإنّ الكُتّاب أوْجَدوا طُرقا ووسائط وطقوسا وعادات في التعامل مع أشياء الكتابة وخاصّة منها الورقة والقلم قبل سيادة الحواسيب، ولعلّ من أبين هذه الطقوس التي بدأت تُفْقَد آثارُها، تمزيق الورق وإلقاؤه، الشطْبُ، والمحو، وممارسة تفاعل إراديّ ولا إراديّ مع القلم ومع الورق، كلّ ذلك هو بصدد التهاوي والاستبدال، بِشاشة حاسوب ولوحة حروف، المحو فيها يسيرٌ والخطّ فيها آليّ، ولا يُمكن أن نكسر الشاشة دوما كلّما انزعجنا من فقرة أو صفحة أو مجموع صفحات، في حين كان من اليسير أن يغضب الكاتب ممّا كتب فيُفرغ شحنة غضبه في الورق، يُبعْثره، يُمزّقه، يُشعل فيه النار، يفعل فيه ما يُشفي غليله، كذلك فِعْله مع القلم، يكسره، يُقِيمه، يتخيّره، يُمارس معه طقسا صار نادرا. لقد مثّلت أدوات الكتابة عبر تاريخ الكتابة فعلَ إنشاءٍ واحتفاء. يفقد الكاتب جزءا من وجوده في علاقته بالكتابة، ويكتسبُ وجودا جديدا، هو وجود الجلوس على الشاشة، وتَيَسُّر المعلومة، التي أضحت متاحة بضغط زرّ، لهذا الأمر محاسن لا تُحصَى، وهو مكسبٌ لا تراجع عنه، ولكنّي من جيل مُخضرَم، ما زلتُ لم أتخلّص بعد من الرغبة في البحث عن المعلومة بتصفّح عدد من الموسوعات، ما زلت أرى أنّ البحث عن المعلومة بالطريقة البطيئة هو سبيل لتحصيل معارف ملقاة على قارعة الطريق، الكاتب المخضرم في ظنّي يعيش اغترابا واضطرابا، بين الورقة والقلم، الكتب وروائحها التليدة من جهة، وبين الأجهزة الذكيّة وما تقدّمه من سريع المعلومات ويسر الكتابة من جهة ثانية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الكاتب الصحفي كريم هاشم: بهاء سلطان أهم عوامل نجاح فيلم "الهوى سلطان"

أوضح الصحفي والناقد الفني كريم هاشم، أسباب نجاح فيلم "الهوى سلطان"، بطولة الفنانة منة شلبي وأحمد داود، مشيرًا إلى أن أغنية "أنا من غيرك"، للفنان بهاء سلطان أحد عوامل النجاح.

 

وقال كريم خلال استضافته في برنامج "عيش سعيد" مع المذيعة سهى رضا على شاشة قناة "ETC": تفتقد السينما المصرية والعربية بل العالمية أيضًا للأفكار الجديدة، ولكن لدينا معالجات مختلفة للأفكار التي سبق وتم تقديمها، وتعتبر معالجة فيلم الهوى سلطان مختلفة، ويشاع عنه لقب "الموضوع الطيب".

 

وأردف: بهاء سلطان أحد أسباب نجاح فيلم الهوى سلطان، وكان تميمة حظ أيضًا لـ بهاء، حيث أن المطرب طرح ميني ألبوم في 2024 ولم يحقق نجاحًا كما في أغنية الفيلم، كما أن هناك كيمياء تجمع بهاء والملحن عزيز الشافعي، وتعاونهما سويًا يكلل بالنجاح كما في أغنية "تعالى أدلعك".

 

وأضاف كريم: كما أن أحمد داود حقق إيرادات مرتفعة بأفلامه الأخيرة، حيث أن فيلم "يوم 13" سبق "الهوى سلطان" وكان مختلفًا تمامًا وغيّر جلده من خلاله، بالإضافة إلى تقديمه أدوارًا مختلفة عنه كما في مسلسل "زينهم" أيضًا، فهو يسير بخطوات ثابتة.

 

وأشار كريم هاشم إلى أن إنتاج الأفلام في 2024 هو الأكبر منذ فترة ثورة يناير 2011 وحتى الآن، حيث أن إنتاج عدد الأفلام في العام الجاري بلغ 43 فيلمًا، وفي العام الماضي كان عدد الأفلام هو 42 فيلمًا، كما أثمر عام 2024 ميلاد 5 مخرجات في السينما، منهم زينة أشرف عبد الباقي في فيلم "مين يصدق؟".

 

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رمال شقيقة
  • الكاتب الصحفي كريم هاشم: بهاء سلطان أهم عوامل نجاح فيلم "الهوى سلطان"
  • إحلال وتجديد خط مياه شرب بقرية الورق في سيدي سالم
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سنحتطب الغرقد
  • محافظ كفر الشيخ يوجه بإحلال وتجديد خط مياه شرب بقرية الورق بسيدي سالم
  • محافظ كفر الشيخ يوجه بإحلال وتجديد خط مياه شرب
  • سعد الدين حسن .. الكاتب الذي حادثه الوزير على تليفون المقهى
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … ونحن أيضا
  • ” الهُدهُد ” .. قصيدة من الشاعر محمد المجالي مُهداة لِلسجين الحُرّ الكاتب أحمد حسن الزّعبي
  • عزاء الكاتب الراحل محمد طعيمة غدا في «عمر مكرم».. و«الوطن» تنعى الفقيد