مع الكشف عن المزيد من الأسماء المرشحة لمناصب بارزة في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تتضح شيئا فشيئا ملامح السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة، بعد توليه المنصب.

وأوضح مدير التحالف الأميركي شرق أوسطي للديمقراطية، توم حرب، أن الأشخاص الذين رشحهم ترامب حتى الآن لإداراته المقبلة، "شاركوا في حملته الانتخابية"، معتبرا أنهم "بالتالي يسعون إلى تحقيق رغبات الشعب".

واستطرد في لقاء مع "الحرة": "ترامب يسعى إلى تشكيل حكومة تحقق رغبات الأميركيين سواء في الملفات الداخلية أو على صعيد القضايا الخارجية"، مشيرا إلى أن "اتهام الرئيس المنتخب بالعنصرية أو الفاشية أو أنه يميني متشدد لم يعد لها أي معنى".

وبشأن تعيين توم هومان مسؤولا عن ملف الحدود الجنوبية والشمالية والأمن الجوي والبحري وجهود ترحيل المخالفين، قال حرب: "سيسعى (هومان) إلى وقف الهجرة غير القانونية عبر الحدود البرية، وربما إعادة أعداد من المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم".

"ترحيل على مراحل"

ونوه بأن "ترحيل المخالفين سيتم على مراحل، إذ من المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى بإبعاد المهاجرين غير الشرعيين (المجرمين)، الذين قد يصل عددهم إلى 20 ألف شخص".

ولدى سؤاله عن إمكانية ترحيل جميع من دخل الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، أجاب: "من الصعوبة إعادة 12 مليون شخص، وفي أقصى الأحوال يمكن إرجاع من مليون إلى 3 ملايين منهم".

وزاد: "الذين لا يحق لهم دخول الولايات المتحدة، خاصة من المجرمين، والذين خرجوا من السجون في أميركا الوسطى، يجب إعادتهم بأسرع وقت ممكن، وهذا أيضا يشمل إرهابيين قدموا من دول مثل إيران وباكستان والصين".

وبشأن ترجيح أن يستلم السناتور عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، حقيبة وزارة الخارجية، أوضح حرب أن الأخير "شغل مقعدا في مجلس الشيوخ لنحو 13 عاما، وكان عضوا في اللجان الخارجية في نفس المجلس".

وزاد: "كان روبيو أيضا عضوا في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، وبالتالي لديه خبرة هائلة في العديد من القضايا الخارجية، وباستطاعته أن يؤدي دورا فعالا من خلال منصبه الجديد".

واستطرد: "بلا شك أن القرارات لن يتخذها بمفرده، فمجلس الأمن القومي سيتخذ القرارارت المناسبة تجاه القضايا المتعلقة بالصين، وهنا نؤكد أن ذلك لا يعني أن حربا ستندلع مع بكين، لكن ستكون هناك محادثات جادة لمصلحة البلدين".

قلق أوروبي بشأن ملفات عدة بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة هذه المواقف، تثير أسئلة عديدة، بشأن تقدم اليمين في أوروبا انعكاسه على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، وتأثير عودة ترامب للحكم على اليمين الأوروبي، وهل ستؤدي هذه العودة إلى تشكيل تيارات يمينية أوروبية جديدة؟

وفي هذا الصدد، نوه بأن الولايات المتحدة "تستورد من الصين بقيمة 750 مليارد دولار، فيما تصدر أميركا في المقابل ما يعادل 250 مليار دولار، وبناء على ذلك فإن هناك عجزا في الميزان التجاري بأكثر من 500 مليار دولار لصالح بكين".

ورأى حرب أن "الصين تستغل الولايات المتحدة عبر أساليب استخباراتية معينة، ومن خلال الطلاب الذين يأتون منها للدراسة في الجامعات الأميركية، وبناء على ذلك يجب إعادة النظر في مسألة قدومهم، بالإضافة إلى النظر مرة أخرى في العلاقات الاقتصادية بين البلدين".

وعن العلاقات مع أوروبا الغربية، خاصة فيما يتعلق بمستقبل حلف شمالي الأطلسي "الناتو"، قال حرب: "ذلك الحلف تم إنشاؤه ليكون جدارا منيعا في وجه أطماع وتوسع الاتحاد السوفيتي السابق".

وزاد: "لكن الاتحاد السوفيتي جرى حله في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وهنا يحق لنا أن نعرف ما هو دور حلف الناتو في أوروبا.. هل يكمن دوره في التصدي لروسيا فقط أم أن هناك أهدافا أخرى له".

وأضاف: "إذا كان له أدوار أخرى، فيجب أن يكون الشعب الأميركي على علم بها، لأن الأموال التي تدفع لحلف الناتو هي من جيوبه، وهذه هي النقطة الأولى".

أما النقطة الثانية، وفق حرب، فتتجلى في "ضرورة أن يزيد الأعضاء الأوروبيين من مدفوعاتهم في الحلف لأنه يهمهم أكثر مما يهم واشنطن". 

وتحتاج ترشيحات ترامب في المناصب الحكومية إلى إقرار من الكونغرس الذي لا يزال من غير المؤكد من سيتولى السيطرة على مجلس النواب فيه، مع بقاء بعض المقاعد غير محسومة حتى الآن.

التعليم في الولايات المتحدة.. كيف ينوي الجمهوريون إدارته خلال ولاية ترامب؟ أصدر قاضٍ فيدرالي في ولاية لويزيانا الأميركية، الثلاثاء، قرارًا بتعليق قانون جديد يفرض عرض الوصايا العشر في كافة الفصول الدراسية بالمدارس الحكومية.

ويمنح الدستور الأميركي للرئيس سلطة ترشيحات المناصب العليا ورفع أسمائها لمجلس الشيوخ، الذي يملك القرار بالنهاية، بعد سلسلة من الإجراءات الدستورية التي تتولاها لجان متعددة، الهدف من ذلك تلافي احتكار السلطة في يد واحدة.

والأسماء التي ذكرت تقارير أن ترامب سيرشحها، أو التي أعلن بنفسه ترشيحها: مقدم البرامج في شبكة "فوكس نيوز"، بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع، وماركو روبيو وزيرا للخارجية، وإيليس ستيفانيك سفيرة في الأمم المتحدة، ولي زيلدين لقيادة وكالة حماية البيئة، ومايك والتز لمنصب مستشار الأمن القومي.

ومنصب مستشار الأمن القومي من المناصب ذات النفوذ الشديد في الإدارة الأميركية، ويُعين شاغله الرئيس مباشرة، ولا يحتاج إلى مصادقة من مجلس الشيوخ.

كما أعلن ترامب، الثلاثاء، اختيار الملياردير الأميركي إيلون ماسك لتولي قيادة وزارة "الكفاءة الحكومية" جنبا إلى جنب مع رجل الأعمال فيفيك راماسوامي.

واختار الرئيس المنتخب كذلك، رئيسة حملته سوزي وايلز لمنصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المركز، بالإضافة إلى مستشاره السابق ستيفن ميلر، المتشدد حيال ملف الهجرة، نائبا لكبير موظفي البيت الأبيض للسياسات.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ماذا لو كانت “إسرائيل” داخل أراضي الولايات المتحدة؟!

الولايات المتحدة – على مدى فترة طويلة من الزمن ظهرت العديد من المشاريع لإقامة وطن قومي لليهود في مناطق متعددة من العالم إحداها تبنتها ألمانيا النازية في 12 نوفمبر 1938، وكان مكانها جزيرة مدغشقر.

في ذلك اليوم خلال مؤتمر في برلين، أعلن أحد قادة ألمانيا النازية، هيرمان غورينغ أن زعيمه أدولف هتلر يفكر في خطة لهجرة اليهود إلى مدغشقر. فكرة إعادة توطين اليهود في هذه الجزيرة كانت ظهرت لأول مرة في بولندا عام 1926.

طرحت العديد من المشاريع لإقامة وطن قومي لليهود منذ القرن التاسع عشر، إلا أن مشاريع بناء مستوطنات يهودية وخاصة في العالم الجديد بدأت قبل ذلك بكثير، ويعود تاريخ بعضها إلى القرن السابع عشر.  خطط بناء مثل هذه المستوطنات جرت في مناطق مختلفة مثل سورينام وبيرو وجمهورية الدومينيكان والبرازيل وغيانا وأوروغواي والأرجنتين.

يصف بعض الكتاب “إسرائيل” بأنه عمليا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للدعم المطلق الذي تقدمه واشنطن لها، فماذا كان سيحدث لو أقيم وطن قومي لليهود داخل الولايات المتحدة؟

هذا المشروع كان قائما في الفعل في القرن التاسع عشر ويوصف بأنه كان إحدى أولى المحاولات الرفيعة لإقامة دولة يهودية. المشروع كان فكرة لرجل يدعى مردخاي مانويل نوح. نوح كان وقتها متيقنا باستحالة إقامة دولة لليهود في فلسطين، ولذلك أراد توطين اليهود في جزيرة غراند بالقرب من نيويورك في دولة تسمى “أرارات”!

خطط مردخاي نوح الذي ولد في عام 1785 في فيلادلفيا لإقامة دولة يهودية منفصلة داخل الولايات المتحدة، أريد لها أن تكون دولة داخل دولة.

نوح الذي كان عين قنصلا للولايات المتحدة في تونس في عام 1813، اقترح أثناء افتتاح كنيس في نيويورك في عام 1818 بناء وطن جديد لليهود في أمريكا.

اختار الرجل جزيرة كبيرة على نهر نياغرا. وكان يفترض أن يقوم بشراء أرض بمساحة 70 كيلو مترا مربعا. في عام 1830 حصل نوح على إذن رسمي بشراء ثلث أراضي الجزيرة.

مردخاي قرر البدء ببناء مدينة واحدة هي أرارات، التي كان يفترض أن تصبح في المستقبل “عاصمة الدولة اليهودية الأبدية لبني إسرائيل”.

وجه مردخاي وقتها دعوة إلى اليهود في جميع أنحاء العالم للانتقال إلى أمريكا قائلا: “أنا مردخاي مانويل نوح، مواطن أمريكي، قنصل سابق للولايات في مدينة ومملكة تونس، بنعمة الله، حاكم وقاضي إسرائيل، أعرض ملجأ لليهود في جميع أنحاء العالم، حيث يمكنهم التمتع بالسلام والسعادة، التي حرموا منها في أماكن إقامتهم الحالية بسبب التعصب والقمع”.

في الإعلان ذاته، دعا نوح جميع المعابد اليهودية في العالم إلى إجراء تعداد للسكان اليهود وفرض ضريبة قدرها دولار إسباني واحد لصالح إنشاء وتطوير مدينة أرارات. أعلن نوح نفسه “قاضيا وحاكما” لمدة أربع سنوات، بشرط أن يكون هذا المنصب انتخابيا. كان لليهود من أي منطقة في العالم الحق في دخول المدينة.

وضع حجر الأساس لمدينة أرارات في احتفال رسمي حضرته جموع غفيرة إلى درجة تعذر نقل الجميع في قوارب إلى جزيرة غراند. تقرر حينها إقامة حفل حضره جميع المسؤولين في ولاية نيويورك في كنيس مدينة بوفالو. أمام المدخل وضعت لوحة حجرية نقش عليها باللغتين العبرية والإنجليزية عبارة “أرارات مدينة ملجأ لليهود، أسسها مردخاي مانويل نوح في سبتمبر عام 1825 في الذكرى 50 للاستقلال الأمريكي”.

في تلك المناسبة ألقى مردخاي خطابا أكد فيه أن مدينة “أرارات” هي ملجأ مؤقت لليهود، وأنه ستتم تهيئة الظروف من خلال الجهود المشتركة لإحياء الدولة اليهودية في إسرائيل. اختتم ذلك الحفل بتحية من المدفعية، وحين توفى مردخاي مانويل نوح، طوي المشروع برمته.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • ملامح إدارة ترامب الجديدة للعودة بقوة إلى البيت الأبيض
  • هذه الأسماء اختارها ترامب للانضمام إلى إدارته الجديدة.. تعرف عليها
  • مستثمرو الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة يجمدون مشروعاتهم انتظارا للإدارة الأمريكية الجديدة
  • يتصفون بالتشدد والتنظيم.. 4 أسماء رسمية في إدارة ترامب الجديدة| صور
  • تعهد بأكبر ترحيل في التاريخ.. تهديدات القتل تلاحق مسؤول الحدود في إدارة ترامب
  • ماذا لو كانت “إسرائيل” داخل أراضي الولايات المتحدة؟!
  • إدارة ترامب .. ترشيح عدو الصين لمنصب وزير الخارجية
  • ترامب يعتزم ترحيل 20 مليون مهاجر و يعين متطرفاً مسؤولاً عن أمن الحدود
  • ترتيب البيت الأبيض.. ترامب يعين شخصيات رئيسية لتشكيل إدارته الجديدة