وصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" دعوة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الأخيرة لضم الضفة الغربية بـ"مفترق طرق حاسم"، وهو ما يدعو إلى التدقيق في توقيت تصريحاته.

وقالت الصحيفة إن سموتريتش يدعو لخطوة جريئة نحو السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وينظر إلى إدارة ترامب القادمة كحليف محتمل، ولكن وسط التهديدات الإقليمية المتزايدة - من مساعي إيران المتواصلة للنفوذ إلى الصراعات المستمرة مع حزب الله وحماس تواجه إسرائيل أولويات أكثر إلحاحاً تتطلب التركيز فيها الآن.

ودعا سموتريتش أمس الأول الإثنين إنه يأمل أن تمد إسرائيل سيادتها إلى الضفة الغربية في عام 2025، وأنه سيدفع الحكومة إلى إشراك الإدارة القادمة لكسب دعم واشنطن، فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر بشكل منفصل أنه في حين لم يتم اتخاذ أي قرار، فإن القضية قد تطرح في المحادثات مع الإدارة الأمريكية المستقبلية في واشنطن.

Editorial | Israel faces a choice: Pursue diplomatically fradulent West Bank annexation or focus on Iran and regional security threats.https://t.co/iTONtfVGGy

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) November 13, 2024 بالونة اختبار

ولطالما استخدم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الضم كرافعة سياسية، وقد تكون تصريحات سموتريتش بمثابة بالون اختبار لقياس موقف واشنطن في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب. ولكن مصالح الأمن القومي الإسرائيلي سوف تكون بشكل أفضل من خلال التركيز على تهدئة الصراعات الإقليمية والعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مواجهة إيران.

ويُعرف الرجل الذي اختاره ترامب ليكون وزير خارجيته، السيناتور ماركو روبيو، بموقفه الحازم تجاه إيران ويتفق مع موقف إسرائيل بشأن احتواء النفوذ الإيراني. ومع وجود روبيو كحليف دبلوماسي، يمكن لإسرائيل حشد دعم كبير من الولايات المتحدة لمواجهة الطموحات الإيرانية بدلاً من المخاطرة بفتح جبهة جديدة من خلال السعي إلى ضم مناطق جديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن دفع إسرائيل نحو السيادة على الضفة الغربية ليست فكرة جديدة، فقد دعا فصيل سموتريتش منذ فترة طويلة إلى الضم، مدعياً وجود مبررات تاريخية وأمنية.

وتنظر معظم القوى العالمية إلى مستوطنات الضفة الغربية على أنها غير قانونية، وقد تؤدي الخطوة الأحادية الجانب لتطبيق السيادة إلى عزلة دبلوماسية شديدة لإسرائيل.

ما هي العواقب؟

وبصرف النظر عن العواقب الدبلوماسية، يمكن أن يؤدي الضم إلى زيادة العنف والاضطرابات في الضفة الغربية، مما قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة غير مفهومة والتي لا تستعد إسرائيل للتعامل معها بينما تواجه بالفعل تهديدات على جبهات متعددة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحروب الحالية مع حماس في غزة وهجمات حزب الله في لبنان معقدة بما يكفي دون إضافة ساحة معركة جديدة. وإلى أن يتم الفوز بهذه الحروب، لا ينبغي أن يكون هناك أي تفكير في إضافة المزيد من الوقود إلى النار في الوقت الحالي.

وقالت الصحيفة "يجب أن ينصب التركيز الفوري لإسرائيل على تأمين نفسها ضد التهديد الوجودي الذي تشكله إيران عليها. وإن خطوة الضم قد تشجع إيران على زعزعة استقرار المنطقة من خلال تسليح وكلائها، مما قد يؤدي إلى جر المزيد من الفصائل إلى صراع مفتوح مع إسرائيل، وهذا خطر لا تستطيع إسرائيل تحمله، خاصة عندما تكون هناك فرصة لتعزيز التحالف المناهض لإيران مع الولايات المتحدة تحت حكم ترامب".

Israeli ???????? Finance Minister Bezalel Smotrich announces his instructions to his department to prepare for the annexation of the occupied West Bank ????????

It’s never been about ‘defence’

It’s always been genocide.
It’s always been a land grab.
It’s always been Zionism at work. pic.twitter.com/YxELp3sFv6

— Howard Beckett (@BeckettUnite) November 12, 2024

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن روبيو المدافع القوي عن سياسة خارجية أمريكية قوية ضد إيران، لديه القدرة على جلب الدعم الذي تحتاجه إسرائيل لمواجهة طهران، ومع خبرته في السياسة الخارجية وآرائه حول مواجهة خصوم مثل إيران، فإن تعيين روبيو قد يكون فرصة محورية لتعميق التعاون الأمني ​​بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

باحث: إسرائيل تسعى للعودة لما قبل اتفاق أوسلو والسيطرة على الضفة الغربية

أكد محمد فوزي، الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن ما يحدث في الضفة الغربية يشير إلى محاولة تكرار سيناريو قطاع غزة، موضحًا أن هناك عدة سياقات لفهم هذه التحركات الإسرائيلية.

وأوضح «فوزي»، خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، أن هذه العمليات تأتي أولًا ضمن سلسلة الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، حيث تسعى إسرائيل إلى القضاء على وجود الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، نظرًا لاعتبارها تهديدًا أمنيًا أخطر من الفصائل في غزة، بسبب القرب الجغرافي للضفة من الداخل المحتل.

وأضاف أن هذه التحركات تخدم أيضًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لاسترضاء اليمين المتطرف، خاصة بعد تعرضه لانتقادات حادة بسبب اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس والفصائل الفلسطينية في غزة.

وأشار إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في الضفة الغربية تُعد الأوسع من نوعها، ما يعكس نية تل أبيب للعودة إلى ما قبل اتفاق أوسلو واستعادة السيطرة العسكرية المباشرة على الضفة.

ولفت إلى أن هناك دلائل على مساعٍ إسرائيلية لضم الضفة الغربية وفرض سيادتها عليها، مستغلة الظروف السياسية الدولية، خصوصًا مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، وهو الذي دعم إسرائيل خلال ولايته الأولى عبر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بسيادتها على الجولان السوري.

وأكد «فوزي» أن إسرائيل تهدف أيضًا إلى إضعاف السلطة الفلسطينية، في إطار خطتها الأوسع لفرض واقع جديد في الضفة الغربية يخدم أجندتها التوسعية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تسقط منشورات على الضفة الغربية ضد حماس
  • محلل عسكري إسرائيلي: حماس تُسيطر على غزة بشكلٍ كامل و إسرائيل لا تملك أي نفوذ على الحركة
  • إعلام إسرائيلي يطالب بـإنجاز عسكري في الضفة ويحذر من هبّة فلسطينية
  • باحث سياسي: إسرائيل تسعى للعودة لما قبل أوسلو وابتلاع الضفة الغربية
  • باحث: إسرائيل تسعى للعودة لما قبل أوسلو وابتلاع الضفة الغربية
  • باحث: إسرائيل تسعى للعودة لما قبل اتفاق أوسلو والسيطرة على الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل نسف المباني في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية
  • مقتل 10 فلسطينيين بقصف إسرائيلي في الضفة الغربية
  • شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على بلدة في الضفة الغربية
  • قصف إسرائيلي على بلدة في الضفة الغربية يخلّف قتلى وجرحى