موقع 24:
2025-04-07@18:40:41 GMT

زيارة محمد بن زايد للكويت… حيث الزمن تغير

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

زيارة محمد بن زايد للكويت… حيث الزمن تغير

يمكن القول إن زيارة رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ محمّد بن زايد في هذا التوقيت للكويت وهي الأولى له منذ تسلمه مقاليد الرئاسة، تكرس نهجاً جديداً في العلاقات بين البلدين. يقوم هذا النهج على أساس التعاون في مختلف المجالات، خصوصاً في المجال الاقتصادي.

كان لافتاً حرص الشيخ محمد في جلسة المحادثات مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد على إعطاء حيز كبير من كلمته للأرقام.

وكان واضحاً أنّه يعتبر الأرقام والتعاون الاقتصادي "الأساس القوي لدعم العلاقات والمصالح بين الأشقاء وتحقيق تطلعات شعوبنا نحو التقدم والازدهار سواء في مجلس التعاون الخليجي أو على المستوى العربي".
أما أمير الكويت، فقد أعرب عن اعتزازه "بالانسجام بين المواقف الكويتية الإماراتية على الصعيدين الإقليمي والدولي، في ظل أوضاع وأحداث غاية في الحساسية تشهدها المنطقة والعالم". التقارب هنا، إذا، أخذ دعماً قوياً في المواقف السياسية والاقتصادية، لكن الزعيمين الخليجيين حرصا على تأكيد ضرورة تقوية العمل الخليجي المشترك لأن منظومة العمل الخليجي، حسب جلسة المحادثات، "ضمانة أساسية لصيانة مصالحنا المشتركة… ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة".
يدل على الأهمّية الاستثنائية لزيارة رئيس الإمارات للكويت سرب المقاتلات الذي رافق طائرة الشيخ محمد بن زايد لدى دخولها الأجواء الكويتية. ومن المطار إلى قصر بيان حيث جرت المحادثات، اصطف على الجانبين مئات من طلبة المدارس بالأعلام الإماراتية يحيون رئيس الإمارات. ثم أطلقت المدفعية 21 طلقة عندما دخل الموكب قصر بيان مع الخيالة والفرق الشعبية وفرق الفنون وفرق عسكرية من كل القطاعات. جلسة المحادثات كانت عامة وحضرها أعضاء الوفد الإماراتي وولي عهد الكويت ووزراء (رئيس حكومة الكويت الشيخ أحمد العبدالله في إجازة). كان حاضراً نائب رئيس الوزراء فهد اليوسف وهو في الوقت نفسه وزير الداخلية والدفاع.
في بداية المحادثات تحدث أمير الكويت مركّزاً على "محطة جديدة لتوثيق العلاقات التاريخية الوطيدة، وترسيخ هذه العلاقات التي أسسها والدكم المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع حكام دولة الكويت السابقين". أبدى الشيخ مشعل “حرصا على المضي بالعلاقات، في ظلّ حاضر مشرق، نحو مستقبل واعد، سواء على المستوى الثنائي، من خلال اللجنة المشتركة الكويتية الإماراتية، وما تقوم به من تنسيق في كل المجالات، لاسيما الاقتصاد والاستثمار والتبادل التجاري، أو من خلال البيت الخليجي الواحد ومسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما يحقق مصالح بلدينا الشقيقين وصالح شعبينا الكريمين".
بدت النقطة الأهم في كلام مشعل الأحمد أن الكويت “تعتز بالانسجام بين المواقف الكويتية – الإماراتية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي ظل أوضاع وأحداث غاية في الحساسية تشهدها المنطقة والعالم". أكّد في هذا المجال “أن مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتغيرة تتطلب التزام الجميع بالثوابت الأساسية التي تحكمها العلاقات والمواثيق الدولية، وضرورة تغليب صوت الحكمة". شكلت هذه النقطة تحديدا ردا على المزايدين من تيارات سياسية داخل الكويت وجدت في أحداث غزة مناسبة للتصعيد واتخاذ المواقف المتطرفة. رأس الدولة في الكويت يقول “إنّ هناك انسجاماً بين البلدين في السياسات الإقليمية والدولية". أما رئيس دولة الإمارات، فألقى كلمة أهم ما فيها أنه حريص على التعاون الخليجي قدر حرصه على التعاون الثنائي مع كل دولة. كان أبرز ما جاء في كلمته، التي خاطب فيها أمير الكويت بلقب "أخي" مراراً، أن اللقاء مع الشيخ مشعل هو للتشاور وتبادل وجهات النظر “في شأن كل ما يهم بلدينا ومنطقتنا… بما هو معروف عنكم من حكمة ورؤية ثاقبة". وأضاف “الإمارات والكويت دائما تلتقيان على الخير. تؤمن الإمارات، أخي الشيخ مشعل، بأن التعاون الاقتصادي هو الأساس القوي لدعم العلاقات والمصالح بين الأشقاء وتحقيق تطلعات شعوبنا نحو التقدم والازدهار، سواء في مجلس التعاون الخليجي أو على المستوى العربي".
شدّد الشيخ محمّد على أنّ الإمارات “داعم أساسي للعمل الخليجي المشترك وفكرة الوحدة مترسخة في ثقافتها. وفي ظل التحديات الصعبة في المنطقة والعالم، فإن منظومة العمل الخليجي ضمانة أساسية لصيانة مصالحنا المشتركة ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة. الإمارات حريصة على التعاون مع الكويت وجميع دول مجلس التعاون لتعزيز هذه المنظومة لمصلحة شعوبنا".
كانت الزيارة على الرغم من قصرها، مهمة جداً في توقيتها، وفي إعلان الزعيمين تأكيدهما أهمّية منظومة مجلس التعاون الخليجي في ظل أقاويل وتحليلات عن خلافات بين بعض دول الخليج. ليس سرا أن الكويت مهتمة أكثر من أي وقت بالدور الذي يلعبه مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة. لدى الكويت مواقفها المعلنة والمعروفة في السياسة الخارجية وهي تميل أكثر إلى التوازن مع مواقف الدول الخليجية لتكوين أرضية مشتركة تحفظ حداً معقولاً من التوافق القوي.
من بين ما يمكن التوقف عنده في ضوء زيارة محمد بن زايد للكويت أنّ إخوان الكويت وأنصارهم والتيار الشيعي السياسي الموالي لإيران التزموا الصمت. لم تصدر عن هؤلاء أي مواقف. بدا واضحاً أنّ الزمن تغير في الكويت وأنّ المساءلة القضائية جاهزة أيضاً. الجميع في الكويت يخشى سيف القضاء المستعد لوضع حدّ لأي تجاوزات من أي نوع في وقت تبدو الحاجة فيه أكثر من أي وقت إلى الاستقرار الداخلي وتفادي الشعارات الطنانة والمزايدات التي لا معنى لها.
ثمّة نمط جديد في العلاقات بين دول مجلس التعاون. تعكس زيارة الشيخ محمد بن زايد للكويت هذا النمط الذي يقوم على الربط بين السياسة والاقتصاد والبناء على المصالح المشتركة التي تخدم شعوب المنطقة. هذه نقلة نوعية ليس على صعيد العلاقات الكويتيّة – الإماراتية فحسب، بل على صعيد العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست. استطاع المجلس الذي تأسس في أيار (مايو) 1981 في أبوظبي تجاوز عواصف كثيرة، وهو يثبت حالياً أنّه يستطيع تطوير نفسه باستمرار…

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات مجلس التعاون الخلیجی محمد بن زاید أمیر الکویت الشیخ مشعل د بن زاید

إقرأ أيضاً:

نائبة: زيارة ماكرون لمصر محطة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين

أكدت النائبة أسماء سعد الجمال، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، الأهمية الاستثنائية لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جمهورية مصر العربية، مشيرة إلى أنها تمثل محطة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين الصديقين.

وأوضحت النائبة في تصريح لها اليوم أن هذه الزيارة تعكس حرص القيادة السياسية في البلدين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتعميق التعاون في مختلف المجالات الحيوية، بدءًا من الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، وصولًا إلى التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الملحة.

وأضافت الجمال أن المباحثات الثنائية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس ماكرون تناولت بعمق القضايا الإقليمية الراهنة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وضرورة تفعيل الجهود الدولية لإحياء عملية السلام، مؤكدة الدور المحوري الذي تضطلع به مصر وفرنسا في دعم الاستقرار الإقليمي والبحث عن حلول سلمية للنزاعات القائمة.

من خان الخليلي إلى آفاق المستقبل.. دلالات زيارة ماكرون لمصرنائب: جولة السيسي وماكرون تجسيد لقوة مصر الناعمة في لحظة إقليمية مشحونةمساعد وزير الخارجية الأسبق: زيارة ماكرون لمصر تأتي في توقيت شديد الحساسيةالجيل: زيارة ماكرون لمصر فرصة لتكثيف الدعم الدولي للقضية الفلسطينية

كما أشارت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إلى أن الجانبين استعرضا فرص تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر، خاصة في ظل المناخ الاستثماري الجاذب الذي توفره المشروعات التنموية والإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، كما تم التأكيد على أهمية تطوير التعاون في القطاعات ذات الأولوية المشتركة مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والبنية التحتية.

وأكدت النائبة أسماء سعد الجمال أن هذه الزيارة تعكس التقدير الدولي الكبير للدور المحوري الذي تلعبه مصر بقيادة الرئيس السيسي في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أن التنسيق المصري الفرنسي يمثل نموذجًا هامًا للتعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة.

واختتمت الجمال تصريحها بالتأكيد أن هذه الزيارة ستسهم بشكل كبير في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين المصري والفرنسي، وستفتح آفاقًا جديدة لمزيد من العمل المشترك في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويدعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد يبحث العلاقات مع رئيس إقليم كردستان العراق
  • زيارة حمدان بن محمد للهند تجسد عمق العلاقة الاستثنائية بين البلدين
  • الهيئة العامة للطرق تعلن عن تحويلة مرورية جديدة لتطوير تقاطع طريق مجلس التعاون الخليجي مع طريق الظهران/بقيق
  • نائبة: زيارة ماكرون لمصر محطة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين
  • الأمين العام لمجلس التعاون يستقبل سفير دولة الكويت لدى المملكة
  • رئيس إقليم كوردستان يبدأ زيارة رسمية إلى الإمارات
  • محمد بن زايد: الإمارات ماضية في تعزيز نهجها الذي يضع الصحة في قمة الأولويات التنموية
  • رئيس أوزبكستان يستقبل وزير الطاقة والبنية التحتية .. ويؤكدان قوة العلاقات الاقتصادية المزدهرة بين البلدين
  • الاقتصاد البرتقالي في دول مجلس التعاون الخليجي (3- 4)
  • مجلس التعاون الخليجي يدين قصف الاحتلال للمركز السعودي للثقافة والتراث في غزة