نتنياهو في رسالة للشعب الإيراني: “تغيير النظام يقترب ووقت الحرية قادم”
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
نوفمبر 13, 2024آخر تحديث: نوفمبر 13, 2024
المستقله/- في خطوة تعكس توترات مستمرة بين إسرائيل وإيران، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني عبر مقطع فيديو، يعلن فيها عن تضامنه مع تطلعاتهم للحرية والتغيير. وقد أثار حديثه جدلاً واسعاً، خصوصاً مع تأكيده أن ما أسماه “نظام آية الله علي خامنئي” يخشى الشعب الإيراني أكثر مما يخشى إسرائيل.
بدأ نتنياهو رسالته مؤكداً أن النظام الحاكم في إيران ينفق الكثير من الموارد والجهود من أجل قمع طموحات الشعب الإيراني، موضحاً أن هذا النظام يخشى من رغبته في الحرية والإصلاح أكثر مما يخشى من أعدائه الخارجيين، بما في ذلك إسرائيل. ووجه كلماته مباشرة إلى الشعب الإيراني، قائلاً: “لا تفقدوا الأمل، واعلموا أن إسرائيل والعديد من الدول الحرة في العالم يقفون إلى جانبكم”.
توقعات بتغيير قريب للنظام الإيرانيفي رسالته، عبّر نتنياهو عن ثقته بأن تغيير النظام في إيران بات قريباً، وأنه قد يحدث “أسرع مما يعتقد البعض”، مشيراً إلى أن الزخم الشعبي داخل إيران يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تحول في المشهد السياسي للبلاد. وأوضح أن لحظة الحرية التي يسعى إليها الإيرانيون “ستأتي قريباً جداً”، وستجلب معها فرصة جديدة للتعاون والسلام بين إيران وإسرائيل.
انتقادات للقيادة الدينيةلم يكتفِ نتنياهو بالتعبير عن دعمه للشعب الإيراني، بل انتقد بقوة القيادة الدينية في إيران، التي وصفها بـ”المتدينة المتعصبة” والتي تفرض قمعاً شديداً على المواطنين. وقال: “عندما تصبح إيران حرة أخيراً، سينعم الشعبان القديمان، الشعب اليهودي والشعب الفارسي، بالسلام أخيراً”، مشدداً على أن التعاون بين الشعبين سيساهم في إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة.
دعوة لاستمرار الأملختم نتنياهو رسالته بدعوة الإيرانيين إلى عدم التخلي عن أحلامهم، مشيراً إلى أن “المرأة، الحياة، الحرية” هي شعارات تحمل طموحات مشروعة، يجب أن يواصلوا الكفاح لتحقيقها. وقال: “لا تدعوا أحلامكم تموت، فالحرية هي حقكم، والعالم يراقب، ويقف بجانبكم”.
رسائل سياسية ودبلوماسيةتشكل رسالة نتنياهو جزءاً من الخطاب الذي تتبناه إسرائيل مؤخراً تجاه إيران، إذ تسعى إلى حشد دعم دولي ضد النظام الإيراني وتأكيد التضامن مع الشعب الإيراني، ضمن إطار محاولات إضعاف نفوذ طهران في المنطقة. كما تعتبر هذه الرسالة بمثابة تحريض سياسي على النظام الإيراني، ومحاولة لإبراز إسرائيل كحليف للشعوب التي تسعى للتحرر من الأنظمة القمعية.
خلفية العلاقات المتوترةيأتي هذا الخطاب في ظل علاقات متوترة بين إسرائيل وإيران، خاصة مع تصاعد الاتهامات بين الجانبين حول قضايا الأمن الإقليمي والتهديدات المتبادلة. وترى إسرائيل أن النظام الإيراني يشكل تهديداً لأمنها القومي، بينما ترفض طهران أي تواجد إسرائيلي في المنطقة وتعتبره تهديداً لاستقرارها.
قراءة للمستقبلتشير تصريحات نتنياهو إلى تصاعد محاولات إسرائيل للتواصل مع الإيرانيين كجزء من استراتيجيتها لتعزيز الضغوط الدولية على إيران، وربما استغلال السخط الشعبي الداخلي لتحقيق أهداف سياسية. لكن يبقى السؤال حول مدى تأثير هذه الرسائل على الشارع الإيراني، وهل ستسهم فعلاً في خلق واقع جديد للعلاقات بين البلدين، أم أنها ستزيد من تعقيد الوضع الراهن.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الشعب الإیرانی
إقرأ أيضاً:
تحديات داخلية متزايدة تلاحق النظام الإيراني
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن النظام الإيراني يجد نفسه في مواجهة معارضة وتحديات متزايدة في الداخل، مع وجود العديد من المجموعات المعارضة للنظام.
وتناولت الصحيفة في تحليل تحت عنوان "إيران لا تزال تواجه مقاومة ومعارضة متزايدة في الداخل"، إعلان الحرس الثوري الإيراني عن مقتل اثنين من مقاتلي الباسيج في جنوب شرق إيران هذا الأسبوع، في هجوم إرهابي بمدينة سراوان بمحافظة سيستان وبلوشستان الجنوبية الشرقية"، مشيرة إلى أن هذا الحادث هو الأحدث في سلسلة من الهجمات والمعارك بين قوات الأمن الإيرانية والمقاتلين في جنوب شرق إيران الذين يعارضون النظام.
وأوضحت الصحيفة، أن منطقة البلوش ليست المكان الوحيد الذي توجد فيه تحديات، فالأقليات التي تشمل الأكراد والأذريين والعرب وغيرهم، تكره النظام.
إيران ترفض العقوبات الأوروبية وتعتبرها "غير مبررة"https://t.co/Bb78iw9XHE
— 24.ae (@20fourMedia) November 19, 2024 تحريض الأقلياتوقالت إن النظام الإيراني يعتمد على تحريض هذه الأقليات ضد بعضها البعض، والاعتماد على عناصر من كل مجموعة كركيزة لاستقرار النظام، مشيرة إلى أن وصف النظام بأنه لا يحظى بدعم من أطرافه "أمر غير صحيح"، لأنه قادر دائماً على العمل مع بعض الناس واستقطابهم، كما أن أطرافه مقسمة جغرافياً.
جغرافيا المكانوأوضحت جيروزاليم بوست، أن المقاتلين البلوش المعارضين للنظام أقرب إلى منطقة البلوش في باكستان مقارنة بمنطقة كردستان البعيدة في إيران، كما أن الأكراد أقرب إلى رفاقهم عبر الحدود في منطقة كردستان العراق المستقلة مقارنة بـ"العرب" في جنوب غرب إيران، مستطردة: "النظام سعيد بالحفاظ على هذا الوضع التاريخي والجغرافي كما هو".
معارضة دعم المقاومة ضد إسرائيل
وذكرت الصحيفة أن النظام الإيراني يواجه مقاومة في الداخل حتى في دعمه لـ"المقاومة ضد إسرائيل والولايات المتحدة وشركائهما وحلفائهما في الشرق الأوسط لعقود من الزمن"، من خلال دعم الهجمات التي يشنها الحوثيون وحزب الله وحماس وغيرهم من الجماعات المسلحة في المنطقة.
ولذلك، فإن قدرة إيران على تمويل "محور المقاومة" في الخارج، تعوقها التحديات في الداخل. وتساءلت الصحيفة: "هل من المعقول أن نتصور أن النظام الإيراني لا يريد أن يفرض سلطته على الشعب؟"، مجيبة بأنه يتعين عليه أن يوازن بين هذا وذاك بعناية إذا كان لا يريد أن يثور الشعب عليه.
وتابعت: "عندما يتجاوز النظام حدوده، كما حدث مع مقتل مهسا أميني، وهي امرأة كردية، في عام 2022، يتعين عليه أن ينتظر حتى تنتهي الاحتجاجات"، مشيرة إلى أن صدى مقتلها تردد في منطقة كردستان وفي مختلف أنحاء إيران وفي الخارج.
عقوبات أوروبية على #إيران لتزويدها #روسيا بالصواريخ الباليستيةhttps://t.co/2gTTjI6FAf
— 24.ae (@20fourMedia) November 18, 2024 التناول الإعلاميووفقاً للصحيفة، تلمح وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية أحياناً إلى المشاكل التي يواجهها النظام في الداخل، ولهذا السبب نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية يوم الإثنين الماضي تفاصيل عن اثنين من أعضاء الباسيج قتلا في منطقة سراوان.
ووفقاً للبيان، هاجم مسلحون الإثنين أثناء وجودهما في سيارتهما في طريق العودة إلى المنزل من عملهما صباح يوم الاثنين.
ورأت الصحيفة أنه من الواضح أن هناك تمرداً منخفض المستوى يتطور في هذه المنطقة الجنوبية الشرقية، وخصوصاً أن وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية، أعلنت أن "الحرس الثوري الإيراني قتل 23 إرهابياً وأسر 46 آخرين خلال عملية مؤخراً".