تكثيف التوعية للمشاركة في الحملة المحدودة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال بشمال سيناء
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
كثفت مديرية الشئون الصحية بشمال سيناء تحت رعاية الدكتور طارق محمد كامل مدير مديرية الصحة حملات التوعية للأهالى للأستفادة من الحملة المحدودة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال ، والمقرر تنفيذها في الفترة من ٢٠ أغسطس ولمدة 4 أيام.
ووجهت الدعوات من خلال لقاء اللواء أسامة عفش رئيس مجلس مدينة العريش ووفد وزارة الصحة اليوم بأن هدف الحملة المحدودة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال تقوية مناعة الأطفال من عمر يوم حتى ١٠ سنوات، والحفاظ على مصر خاليه من مرض شلل الأطفال واحتواء أى فيروس وافد من أى دوله بها المرض.
وأوضحت الدكتور هانم عبد الرؤوف مدير الإدارة العامة للأمراض المعدية بوزارة الصحة في رسالة للمواطنين بشمال سيناء أن شلل الأطفال، هو مرض فيروسى شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي، وكفيل بإحداث الشلل التام فى غضون ساعات ، ويصيب الأطفال دون سن الخامسه بالدرجه الأولي، وينتقل عن طريق الإنتشار من شخص لآخر بصوره رئيسيه عن طريق البراز وبصوره أقل عن طريق وسيلة مشتركة، مثل المياه الملوثه او الطعام، مؤكدا ان الهدف المرجو من الحملة هو خلق المناعة المجتمعية لاطفالنا والحفاظ على مصر خالية من شلل الأطفال
وقال الدكتور أسامة سالم مدير إدارة الطب الوقائى بشمال سيناء، أنه يتم تنفيذ الحملة من خلال فرق متحركة تجوب المنازل فى جميع مدن و قرى المحافظة، والفرق المتحركة للتطعيم فى جميع دور رياض الأطفال، وتوجد أيضًا فرق تطعيم ثابتة بجميع الوحدات الصحية، والمراكز الطبية الحضرية ومكاتب الصحة ومواقع التجمعات السكانية.
وأضاف الدكتور حاسم حمدى مدير عام التثقيف والإعلام الصحى انه تم مخاطبة جميع الوحدات الصحيه لعمل الخطه الاعلامية، والإعلان عن الحمله بجميع المساجد و التجمعات والقرى التابعة، ومخاطبة جميع المصالح والهيئات الحكوميه والأهليه ذات الصلة لطلب المشاركه الفعالة فى إنجاح الحملة، وعمل اجتماعات بالإدة الصحيه لمسئولى الحمله بالوحدات الصحيه لشرح ومناقشه خطه تحريك المجتمع بالوحدات.
واوضح الدكتور محمد قابيل المشرف المركزى للحملة المحدودة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال أن التطعيم متوفر فى جميع الوحدات والمراكز الحضريه والمستشفيات، والتطعيم مجانا، وليس للتطعيم أى آثار جانبية، والتطعيم عباره عن نقطتان على اللسان من سن يوم حتى ١٠ سنوات، ومن المنزل إلى المنزل ومن شقه إلى شقه، ولجميع الاطفال المصريين وغير المصريين.
وأكد فتحى عثمان مسئول التثقيف والإعلام الصحي بمديرية الصحة، أنه تم الإعداد لمخاطبة جميع الإدارات الصحية لتنفيذ الخطة الإعلامية والإعلان عن الحملة بجميع المساجد والتجمعات والقرى التابعة ، كما سيتم الإعلان باستخدام مكبرات الصوت والسيارات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الطب الوقائي شلل الأطفال بشمال سیناء
إقرأ أيضاً:
الدكتور عبدالله علي إبراهيم.. مثقف ضد الإذعان لإجماع الصفوة
الدكتور عبدالله علي إبراهيم
مثقف ضد الإذعان لإجماع الصفوة
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
الدكتور عبدالله علي إبراهيم ، ناقد ثقافي سوداني يرتقي جالسا في ذروة الفكر المفضي إلى ثورة الإبداع .
صاحب مشروع فكري حداثي ، يتأبى على التسليم الخانع ، والاتباع القانع والتقليد العاجز .
تنظر متأملا في مشروعه الأكاديمي الدارس للثقافة السودانية ، أو ، في منجزه الكتابي الإبداعي المسرحي ودراساته النقدية ، تجد أنه يزرع روح التمرد والمغامرة والتطلع إلى المستقبل ، ضد إجماع الإذعان لسرب الصفوة في السودان .
يرى أن الإنتاج الذهني ، ليس دوائر مغلقة بقدرما هي إجابات مفتوحة لأسئلة أخرى أيضا ، لذا نجد في إنتاجه محاولات لمحاورة نفسه ، ، بذات القدر الذي يحاور غيره .
ففي كل ما يكتبه عبدالله علي إبراهيم لن تجد إلا الأسئلة المعرفية المفتوحة ، والإجابات التي لا تعرف حدود الإنغلاق .
فالسلطة عنده هي سلطة الوعي ، وأن الثقافي الثوري المبدع يجب أن يكون غير أحادي البعد ، ولا المحدود ، ولا الجامد المتكلس ، فالثورية عنده ، أعمق وأوسع وأشمل من المعنى الإيديولوجي .
تلك هي الحالة الإنفعالية العقلية التي نستنتجها من الإبداع الكتابي للدكتور عبدالله علي إبراهيم الذي نرى أنه يفرض علينا وباستمرار تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها ، والنظر إلي التاريخ من أبعاده البعيدة بمنظورات الحادثة في حوار مع الذات من جهة ، ومع الآخر من جهة أخرى .
والنظر إلي حقائق الواقع الموضوعي ، دون الاتكاء علي منهج المكابرة القليظة وفق مقتضى الكسب الآني .
وبتلك المنظورت تفرد الدكتور عبدالله علي إبراهيم برؤية خاصة في المسألة السودانية وأزمات السودان إذ يرى أن ” الصفوة ” هي أصل البلاء والمحن إذ قال ” صفوتنا ضيوف ثقلاء على الواقع ” .. وفي مقالته : ” الصفوة والمكشن بلا بصل ” قال :
( من غضب الله علينا أن الصفوة – وهذا ما يسمي خريجو المدارس والمهنيون أنفسهم – طالقة لسانها في الآخرين ولم تجد بعد من يطلق لسانها فيها بصورة منهجية .
فهي تصف جماعات غمار الناس ، بالأمية ، أو البدائية ، أو المتخلفة ، أو بالمصابة بالذهن الرعوي ، أو ببله الريف أو انها مستعربة أو متأسلمة .
واحتكرت حق تبخيس الآخرين أشياءهم . واحتكرت حتى نقدها لنفسها ، ولكن برفق . فهي فاشلة أو مدمنة الفشل بما يشبه التوبيخ على حالة عارضة تلبستها وستخرج منها متى صح منها العزم ،
وقليلاً ما عثرت على نقد للصفوة تخطى ما تواضعت عليه من الرأفة بنفسها والعشم في صحوتها إلى نقد جذري يطال فشلها بالنظر إلى اقتصادها السياسي :
إلى مناشئها الثقافية والاجتماعية ومنازلها من العملية الإنتاجية ) ..
ويرى الدكتور عبدالله علي إبراهيم أن الصفوة السودانية خالية من ” الحمية ” وذلك أن الغرب قد أفرغها في مدارسها ، وجعل منهم طائفة بلا أدنى شغف بأهلهم وثقافتهم ، أطلقوا ألسنتهم فيهم ” يا بدائي ” يا ” أمي ” يا ” متخلف ”
وقال في استدراكته :
( كنت أستغرب مثلاً لماركسي يقول ، تأسياً بلينين ، إن الأمي خارج السياسة وحزبه في قيادة معظم نقابات العمال واتحادات المزارعين التي قوامها أميون .
أو تسمع من يقول لك ” بالله الحاردلو دا لو قرأ كان بدّع “.
وكأن ما قاله الحاردلو شفاهة ناقص ) ..
وفي تعميق آخر لمعنى الصفوة كتب الدكتور عبدالله علي مقالة أخرى بعنوان ( مفهوم الصفوة : إننا نتعثر حين نرى ) قائلا :
( فأعيد النظر في صلاح مفهوم الصفوة لتشخيصها . وهو المفهوم الذي نقلناه إلى خطابنا السياسي عن الفكر الغربي ، ولم نستأنسه بتحر يدني به زمامه لنا لمعرفة أوثق بهذه الحلقة الأثيمة .
ومن الجهة الثانية سأرد ، على بينة مَخْضي لمفهوم الصفوة ، هذه الحلقة إلى ” الثورة المضادة ” الغائبة في تحليلنا السياسي .
فلما قَصَر المفهوم فهمنا لفشل الفترة الانتقالية على تنازع الصفوة أوحى كأنه كان بالوسع ألا تتنازع لولا سوء خلقها .
وخلافاً لذلك سأوطن الصفوة ذاتها في خضم صراع اجتماعي واسع هية طرف فيه وفي حرب بين أطرافها كذلك .
باتت هذه الحلقة الجهنمية مثل دورات الطبيعة في حياتنا السياسية ” أو في اعتقادنا عنها من فرط تكرارها فينا ” تكرر الحيض عند النساء في قول منصور خالد .
وهي ليست كذلك بالطبع . ولم نجعلها كذلك إلا لأننا لم نحسن تشخيص هذا التعاقب ناظرين إلى صراع قوى مجتمعنا حول مصالحها .
وحال دوننا ومثل هذا التشخيص أنه لم ينشأ بيننا علم للسياسة مستقل عن الناشطية السياسة يكفل لنا الترقي من الإثارة إلى الفكر .
فظل الانقلاب فينا ، نظرياً ، من جرائر صفوة أنانية فاشلة تستدرج العسكريين لارتكابه .
وتقع مثل هذه نظرية في باب الأخلاق بجعلها الانقلاب حطة نفس .
ولا تقع في باب السياسة التي يتدافع الناس فيها حول مصالح استراتيجية بتكتيكات مختلفة سلمية وعنيفة ) ..
تأسيسا على ذلك يمكن القول أن الدكتور عبدالله علي إبراهيم في مذهبه هذا ، هو أقرب إلى التيار الذي يرى أن الأيديولوجيا في فضاءاتنا الثقافية العربية قد أنتجت مثقفين سيكولوجيين ، لهم في كل وجه عين واحدة ، وليس أكثر .
والعين الواحدة لا تدرك إلا لونا واحدا ، ولا تعترف إلا بحقيقة واحدة موحدة ..
فالإيديولوجيا مسكونة بالنوايا وبالأهواء ، هي وجهة نظر لا تعرف ولا تعترف بأنها مجرد وجهة نظر ، قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة ، وقد تكون مجرد هلوسات ذهنية ولا شيء أكثر – كما قال الدكتور عبدالكريم برشيد – هذه الإيديولوجيا بتمركزها على الذات ، قد أضرت كثيرا بثقافتنا .
تلك هي الحالة الإنفعالية العقلية التي نستنتجها من الإبداع الكتابي للدكتور عبدالله علي إبراهيم الذي نرى أنه يفرض علينا وباستمرار تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها ، والنظر إلي التاريخ من أبعاده البعيدة بمنظورات الحادثة في حوار مع الذات من جهة ، ومع الآخر من جهة أخرى .
والنظر إلي حقائق الواقع الموضوعي ، دون الاتكاء علي منهج المكابرة القليظة وفق مقتضى الكسب الآني .