لندن.. طلاب يهود يتظاهرون دعما للمقررة الأممية ألبانيز
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
لندن - صفا
نظم طلاب يهود متضامنون مع فلسطين، مظاهرة لدعم المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، أمام كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن.
وألبانيز معروفة بمواقفها الحقوقية المناهضة للإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من عام والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وقبيل خطاب مقرر لألبانيز في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، الاثنين، تجمع متظاهرون مؤيدون لـ"إسرائيل" خارج مبنى الكلية، رافعين لافتات كتب عليها "امنعوا فرانشيسكا" ورددوا شعارات تعبر عن رفضهم لاستقبالها في الجامعات البريطانية.
كما حمل بعض المتظاهرين المؤيدين لـ"إسرائيل" لافتات تستهدف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي قررت تل أبيب مؤخرا منع أنشطتها.
بالمقابل تجمع طلاب يهود يتضامنون مع فلسطين أمام مبنى الكلية، ونظموا مظاهرة داعمة لألبانيز ومناهضة للاحتجاج الذي نفذته المجموعة التي تسمي نفسها "حملة ضد معاداة السامية".
وردد الطلاب المؤيدون لفلسطين شعارات مثل "فلسطين حرة" و"أوقفوا الإبادة" و"لا سلام دون عدالة".
وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري قالت المقررة الأممية ألبانيز، إن "ما يحدث في غزة من تجويع ممنهج بهدف التدمير ليس حربا، بل يجب تسميته إبادة جماعية".
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى مقررة أممية لندن مظاهرة دعم تضامن
إقرأ أيضاً:
رفضوا النزوح وتمسكوا بالبقاء.. قصة إبادة إسرائيل لعائلة علوش بجباليا
غزة- تحت أنقاض منزله، ما زال جثمان صُبح علوش وحيدا بعد أن تمكن الجيران من انتشال زوجته فاطمة وأطفاله السبعة، وجثامين والديه علي ومريم وشقيقتيه هنادي وبيسان.
أما جثمانا شقيقيه عبد القادر وياسر فما زالا مع جثامين زوجتيهما صباح ومريم، وجميع أطفالهما وعددهم 11، تحت أنقاض المنزل الذي دمرته طائرات الاحتلال على رؤوس ساكنيه.
وتعرض منزل علوش الكائن في شارع غزة القديم ببلدة جباليا شمالي القطاع، والمكون من طابقين، لغارة عنيفة من طائرات حربية إسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، ليتهاوى ويتسبب في استشهاد 36 شخصا بينهم 28 من سكانه، و8 من الجيران.
الغارة استهدفت منزل أسرة علوش المكون من طابقين (الجزيرة) إبادة عائلة ممتدةوتسببت الغارة في إبادة كاملة لعائلة علوش، فقد راح ضحيتها الجد علي (65 عاما) وزوجته مريم (60 عاما)، وأبناؤهما صُبح (38 عاما)، وعبد القادر (35 عاما)، وياسر (31 عاما) وهنادي (26 عاما) وبيسان (17 عاما) وهي من ذوي الإعاقة.
كما استشهدت فاطمة زوجة صُبح وأطفالهما السبعة مريم وعلي ومحمد وأحمد وفاطمة وسمية وساجدة، إلى جانب صباح زوجة عبد القادر وأبنائهما الخمسة مريم وعلي ومحمود وصدّيق ونسرين، واستشهدت مريم زوجة ياسر وأبناؤهما الستة علي ومريم وخديجة وريماس ونور ومعتصم.
وتشن إسرائيل منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي حملة إبادة جماعية وتطهير عرقي على محافظة شمال قطاع غزة بغرض تفريغها من سكانها وتدمير مبانيها وبنيتها التحتية، ولتحقيق ذلك ترتكب جرائم كثيرة وخاصة تدمير المنازل على رؤوس سكانها دون إنذار.
أضرار بالغة خلفتها غارة إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة (الفرنسية) بأي ذنب قتلوا؟ويتساءل عامر السلطان، وهو ابن شقيق الجدة مريم علوش، عن سبب إقدام إسرائيل على قتل جميع أفراد العائلة الأبرياء. ويقول إن جميع الأحفاد الشهداء الـ18 أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما. ويوضح للجزيرة نت أن الناجين الوحيدين من عائلة علوش هم بنات عمته المتزوجات وغير المقيمات في المنزل وهن ريم وفاطمة ورشا وميساء.
وبحسب السلطان، فإن جميع أفراد الأسرة "غير مهتمين بالسياسة ولا تربطهم أي علاقات مع أي من الفصائل الفلسطينية المختلفة".
ويضيف أن زوج عمته ورب المنزل الشهيد علي علوش كان مريضا بالسرطان، بينما كان ابنه الكبير صُبح يمتلك محلا لدهان الأثاث، أما عبد القادر فكان يمتلك محلا لتجهيز شبابيك الألمنيوم، وحصل قبل الحرب على تصريح عمل في إسرائيل، ويدير ياسر محلا لتقديم خدمات شبكة الإنترنت.
أقارب عائلة علوش يلقون نظرة الوداع على كل أفرادها الشهداء (الأناضول) صمود حتى النهايةاختارت أسرة علوش الصمود في منزلها ببلدة جباليا وعدم النزوح إلى الجنوب، رغم تهديدات الاحتلال.
ويوضح السلطان أن أفراد العائلة رفضوا النزوح لعدم توفر أي أماكن آمنة في جميع أرجاء قطاع غزة. ويضيف "كانوا يقولون لنا: لا توجد أي أماكن آمنة، إذن نموت في منزلنا أفضل من أن نموت خارجه، كانوا دائما يرددون: إللي ربنا كاتبه بده يصير، لن نرحل من الشمال".
وآخر مرة تواصل فيها السلطان مع الأسرة كانت قبل 3 أيام بعد أن اطمأن على عمته وقال لها "ديري بالك على حالك"، فردت عليه "إللي كاتبه ربنا راح يصير".
ومنذ بداية عدوانها على شمال غزة، ارتكبت إسرائيل مجازر كثيرة بحق العائلات التي ترفض النزوح ومغادرة مناطقها.
ومما يزيد من آلام السلطان، عدم قدرته على المشاركة في جنازة أقاربه أو في أعمال انتشالهم من تحت الأنقاض نظرا لحواجز الاحتلال، وتفرّق أفراد العائلة بين شمالي القطاع وجنوبه.
ويذكر السلطان أن عمته كانت جدة حنونة على أحفادها الذين قتلهم الاحتلال برفقتها، وتحرص على رعايتهم وحكاية قصص الأطفال لهم.
قد تكون "ليلى والذئب" إحدى القصص التي كانت الجدة مريم ترويها لأحفادها، والتي تنتهي بهزيمة ذلك الوحش الضاري، لأن "الخير يغلب الشر دائما" في حكايات الأطفال. ولكنها لم تتصور يوما أن يزورها "الذئب" في منزلها ليصنع خاتمة أخرى، كتبتها ألسنة اللهب وغبار الرحيل.