عربي21:
2024-12-22@09:23:19 GMT

الأردن: متى حوار المخاطر؟

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

تحول طرح السؤال إلى حالة هوس جماعي، ما الذي يتوجب علينا كأردنيين أن نفعله؟
بكل بساطة وصراحة لا تخلو جلسة أو ندوة أو لقاء أو سهرة عشاء اليوم في عمان من طرح هذا السؤال الذي يربطه طارحوه بفكرة المخاطر التي لم يعد من الحكمة إنكارها في مواجهة برنامج تصاعدي لليمين الإسرائيلي، يريد الاستثمار في فروقات غياب الضمير الإنساني عما يجري في غزة ولبنان والضفة الغربية لصالح تصفية القضية الفلسطينية.



الأهم من طرح السؤال هو الإصرار على طرحه مرة تلو الأخرى وبلا كلل أو ملل، الأمر الذي نعتقد أنه يتوجب أن تقف الدولة ومراكز القرار لتوفير إجابة من أي صنف قائمة ليس فقط على الخطاب الرسمي المساند للشعب الفلسطيني ولكن على الثوابت المعلنة.

الأكثر أهمية التفصيل في الإجابة على الأسئلة، بمعنى رسم خارطة طريق حول كيفية الوصول إلى الالتزام بتلك الثوابت.

الإصرار هنا مؤشر فعلي على أن المنشغلين بالهم الوطني جميعا لا يستمعون للإعلام الرسمي ولا يثقون بوجود سردية أو رواية حكومية حتى الآن، لا بل يتصورون بأن النص الرسمي غائب في مرحلة حرجة جدا وحساسة.

ذلك بدون مواربة يعني أن الناس تبحث عن جواب وتريد إجراءات ملموسة ومحسوسة في طريق طرح الأجوبة.

يمكن احترام وجهة النظر التي تقول بأن الزوايا الأردنية حصرا ينبغي أن لا تنشغل بالمزيد من النقاشات والحوارات بقدر ما ينبغي أن يتم التركيز على دعم المقاومة في غزة وفي الضفة الغربية وفي لبنان باعتبار معركتها الحالية مع الكيان والعدو ونهاياتها ونتائجها تؤثر سلبا أو إيجابا على كل ما يتصل بمصالح الأردن.

وجهة النظر تلك تقول: لا حوارات ولا منتديات ولا نقاشات والخيار الوحيد أمام الشعب الأردني ومؤسساته هو ترك الفرجة، وإضفاء خاصية الإصغاء والتريث والتحرك أمس وليس اليوم أو غدا نحو دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني، حيث لا حلول وفقا لوجهة النظر تلك أمام الأردني إلا الصمود لا بل انتصار المقاومة، فيما يمكن لاحقا مناقشة الملاحظات على مكونات العمل والفعل الفلسطيني ومناقشة القضايا الهامشية الفرعية التي تجيب على أسئلة الهوية والمستقبل.
«ماذا نحن فاعلون»؟ يطرح الأردنيون هذا السؤال منذ يوم 7 أكتوبر
صحيح أن مثل هذا الرأي تتبناه قطاعات عريضة من المثقفين والسياسيين الأردنيين. ولكن الصحيح أيضا أن الاتجاه الأفقي قد يكون ذلك الذي يقترح المبادرة فورا للإجابة على سؤال «ماذا نحن فاعلون»؟
يطرح الأردنيون هذا السؤال منذ يوم 7 أكتوبر.

يختلفون في القراءة والتوقع والتكهن وأحيانا في الموقف، لكن يتفقون تماما على أن وجدان الشعب بكل طاقته يتجه نحو ما يحصل في غزة ويجتاحه التوجس والقلق على المستقبل، بعدما أسقط العدو الإسرائيلي في جرائمه العلنية بحماية الحليف والصديق الأمريكي كل الاعتبارات الأخلاقية والقانونية وحتى الحربية والعسكرية.

لا مجال للقول الآن بأن الأردن معني قبل الشعب الفلسطيني بأي فعل معاكس للجرائم الإسرائيلية.
لكن لا مجال إطلاقا بالمقابل لإنكار حاجة الأردنيين الملحة للدفاع عن مؤسساتهم ودولتهم وأرضهم بعد ارتفاع حاد في منسوب إحساسهم بالمخاطر التي لا ندري كيف يتجرأ بعض كتاب التدخل السريع أو «الباص السريع» على إنكارها.

الوقت يمضي كالسيف والأحداث تتدحرج وكل الاحتمالات واردة، ولا توجد صيغ للدفاع عن الأردن واحتواء مشاعر القلق إلا بتدشين حوار وطني عميق لم يعد من اللائق ولا حتى الأخلاقي عمليا لا مهاجمته دون أن يبدأ ولا تأخيره بدون مبرر.

الحوار الوطني السريع والعميق ضروري جدا، وخطوة ملحة لتوحيد فهم الأردنيين لفكرة المخاطر، وبالتالي لتوحيد الرؤية في مجال ترسيم استراتيجية وطنية شاملة لدرء تلك المخاطر.

كل الشعارات والهتافات المطروحة ومن كل الألوان ووجهات النظر اليوم، لا يمكن تأطيرها إلا بحوار وطني عميق بين مؤسسات الدولة والقوى المدنية والشعبية، بما في ذلك خطابات الأردن أولا، وشعارات صلابة الجبهة الداخلية وتوحيدها وبما في ذلك هتافات الحرص على الأمن والاستقرار بصرف النظر عن هوية من يطرحها من موظفي الدولة والحكومة أو من قادة الإخوان المسلمين.

كل ما يقال الآن في المساحة الحيوية لمقتضيات الحرص على الوطن يحتاج إلى حوار معمق لا يقف عند تعريف المخاطر والاتفاق على تعريفها بل يتجه نحو تعريف تقنيات وأساليب وبرامج مواجهة تلك المخاطر ولو بالحد الأدنى من التوافق الاجتماعي.

نضم صوتنا للقائلين بأن سلامة مصالح المستقبل الأردني مرتبطة مع كرامة الأمة كلها بصمود المعذبين في غزة وجنوب لبنان.

ونضم صوتنا أيضا لمن قال بأننا فعلناها بالأردن حيث تم تدشين حوار وطني ولجان استشارية في قضايا أقل أهمية بكثير من مخاطر المرحلة وأطماع وهجمات اليمين الإسرائيلي، لماذا لا نفعلها اليوم؟
بالتوازي يتوجب أن لا ننسى أن الدولة لها حساباتها على طاولة أي حوار.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة لبنان الاردن لبنان غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة رياضة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما هو أفضل استثمار في تركيا لعام 2024؟

مع اقتراب عام 2024 من نهايته، ارتفع سعر غرام الذهب بنسبة 51%، في حين استقرت عوائد الودائع البنكية عند حوالي 45%، مما جعلهما أكثر الأدوات الاستثمارية تحقيقًا للعوائد هذا العام. ووفقًا للبيانات التي شاركها مراقبة التقاعد في تركيا (EGM)، فقد حققت الصناديق منخفضة المخاطر التي تستثمر في أدوات الفائدة عائدًا بنسبة 57% خلال العام المنتهي في نهاية أكتوبر، مما يشير إلى أن المستثمرين الذين تجنبوا المخاطر تمكنوا من تحقيق عوائد أكبر في عام 2024.

مع اقتراب نهاية عام 2024، بدأت تتضح عوائد الأدوات الاستثمارية في الأسواق. ووفقًا لإغلاق السوق في 20 ديسمبر 2024، فإن العوائد منذ بداية العام جاءت على النحو التالي:

غرام الذهب: 51%

مؤشر بورصة إسطنبول BİST 100: 30%

الدولار: 19%

اليورو: 12%

معدل التضخم المتوقع على مدار 12 شهرًا: حوالي 45%

اقرأ أيضا

مبنى عثماني قديم.. كيف وجدت فرنسا سفارتها في دمشق بعد 12…

السبت 21 ديسمبر 2024

عوائد الودائع البنكية: حوالي 45%

مقالات مشابهة

  • بوتين: المخاطر تتزايد بشأن احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة
  • كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
  • اما لهذه الجماعة من قاع؟
  • علامات رئيسية تكشف الكذب في ثوان
  • حادثة الدهس في ألمانيا.. هل يُعيد الإلحاد تشكيل مشهد التطرف العالمي؟
  • ما هو أفضل استثمار في تركيا لعام 2024؟
  • هل الشاشات مسؤولة عن انتشار ضعف النظر بين الأطفال؟
  • من منا لا يكذب؟ علامات قد تفضحنا بثوانٍ!
  • بلينكن: «الجولاني» قال أشياء إيجابية لكن السؤال «ما الذي سيفعله على الأرض»؟
  • بوتين: سأسأل الأسد عن مصير الصحفي الأمريكي المفقود