مناقيش الزعتر.. سبيل الفلسطيني للبقاء في ظل التجويع والإبادة
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
الثورة/ وكالات
يتحلق الفتية محمد وسوار وجهاد حول جدتهم أمام خيمة العائلة في منطقة البصة غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، منتظرين قطع مناقيش الزعتر.
تقول جدتهم الحاجة أم طارق إنها تعد مناقيش الزعتر بما تيسر لها من دقيق وزعتر وبدون زيت الزيتون، أملاً منها بإسكات جوعهم.
تؤكد الحاجة لمراسلنا أن أحفادها الثلاثة يطلبون منها مأكولات ومشروبات كثيرة، إلا أنه ليس باليد حيلة، فلا أشياء في الأسواق للشراء، وإن توفر شيء فهو بأسعار خيالية جدا.
فتلجأ الجدة أم طارق لإعداد المناقيش فهي من إرث الفلسطينيين، وتؤكد أنها تعدها كوجبة واحدة طيلة اليوم، “المجاعة تضربنا بقوة، وتوفير لقمة الخبز أصبح معركة”.
وعند حديث الحفيد محمد (٧ سنوات) لمراسلنا ترقرقت عيناه حزنا على عمه وأطفاله الذين ارتقوا شهداء في حرب الإبادة في الأول من مارس الماضي، يقول: حرمونا كل شيء، اللعب والمدرسة والحياة، والآن يحرمونا الطعام.
يشير إلى أنهم يأكلون المناقيش يومياً، “نفسنا باللحم والدجاج، والحلويات”.
ومنذ شهر أكتوبر الماضي تراجع عدد الشاحنات التي تسمح إسرائيل إلى أدنى مستوى ما أدى إلى فقدان حاد للسلع في الأسواق، في حين حذرت منظمات دولية من خطر تفشي المجاعة في مناطق جنوب غزة أسوة بمناطق شماله.
وينقل مراسلنا أن سعر كيس الدقيق 25 كيلو جرام، 50 دولارا أمريكيا وأكثر، وأن مختلف السلع بارتفاع مهول لا يتناسب مطلقاً مع المقدرة الشرائية في ظل استمرار حرب الإبادة، في حين تقدر مصادر محلية أن زهاء 90٪ من السلع مفقودة من الأسواق.
وهذا ما دفع السكان إلى البحث عما يسكت جوع أطفالهم، فلم يكن أمامهم إلا بعض المعلبات وإن كان أسعارها بارتفاع هي الأخرى، ومناقيش الزعتر.
وتقول الأمم المتحدة في تقارير متتالية أن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يواجه عراقيل كبيرة، سيما مناطق شماله.
أونروا من جانبها تقول إن أكثر من مليون و800 ألف فلسطيني في جميع أنحاء غزة، يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنف في المرحلة الثالثة في التنصيف أزمة وأعلى.
الوكالة الأممية أكدت أن سوء التغذية الحاد أعلى بعشر مرات مما كان عليه قبل الحرب.
وقلص الاحتلال في الفترة الأخيرة حجم المساعدات الواردة إلى قطاع غزة بشكل لافت، حيث تظهر مظاهر المجاعة بوضوح في مناطق جنوب غزة ووسطها، بشكل مماثل لما يجري في مدينة غزة وشمالي القطاع.
ويتحكم الاحتلال الإسرائيلي في حركة الصادرات لقطاع غزة من خلال السيطرة التامة على المعابر، حيث يمنع وصول السلع والمواد الغذائية، ويستخدم التجويع كأداة سياسة للضغط على المقاومة الفلسطينية.
وفي أحدث تقرير لها أكدت الأمم المتحدة أن الاحتلال يمنع عن الفلسطينيين في قطاع غزة الغذاء وسبل البقاء.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
استعدادًا لشهر رمضان.. .تموين البحر الأحمر يُكثّف الرقابة على الأسواق والمخابز
قاد المحاسب شاذلي عايش، وكيل وزارة التموين بالبحر الأحمر، اليوم الأربعاء، حملة تموينية مكثفة على المخابز ومحطات تعبئة البوتاجاز وشوادر "أهلًا رمضان" والسوبر ماركت في مدينة رأس غارب شمال البحر الأحمر.
وشملت الحملة محطة تعبئة البوتاجاز بالمدينة، لمتابعة توافر الغاز لأهالي غارب، بالإضافة إلى عدد من المخابز بمنطقة الجوازات وعدد من الهايبر ماركت وخيم "أهلًا رمضان" بالمدينة.
ووجه وكيل وزارة التموين بالبحر الأحمر بتوفير السلع بأسعار مخفضة لأهالي غارب، ومتابعة حصص الدقيق وجودة الخبز ومتابعة الوزن، مؤكدًا أن المديرية تكثف حاليًا من حملاتها الرقابية على الأسواق والمنافذ التموينية، لضمان توافر السلع الأساسية بكميات كافية وبأسعار مناسبة، بما يحقق الاستقرار في الأسواق ويمنع أي محاولات لاحتكار السلع أو رفع الأسعار بشكل غير مبرر، وذلك في إطار استعدادات محافظة البحر الأحمر لاستقبال شهر رمضان المبارك.
وأضاف وكيل وزارة التموين أن هناك تنسيقًا كاملًا مع الجهات الرقابية والأجهزة التنفيذية بالمحافظة لمتابعة الأسواق ومنافذ بيع السلع الغذائية، والتأكد من الالتزام بالأسعار المقررة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة ضد المخالفين، مشددًا على أهمية دور الحملات الرقابية في ضبط الأسواق ومنع تداول السلع مجهولة المصدر أو غير المطابقة للمواصفات القياسية.
وأوضح وكيل وزارة التموين بالبحر الأحمر أن وزارة التموين ضخت كميات كبيرة من السلع الأساسية مثل السكر والزيت والأرز والدقيق واللحوم والدواجن بأسعار مخفضة من خلال المنافذ التموينية، والمجمعات الاستهلاكية، ومعارض "أهلًا رمضان"، وذلك لتخفيف الأعباء عن المواطنين وتلبية احتياجاتهم خلال الشهر الكريم، مؤكدًا أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تعزيز المخزون الاستراتيجي من السلع لضمان استقرار السوق وتلبية احتياجات المواطنين في جميع الأوقات.