الثورة/ وكالات

يتحلق الفتية محمد وسوار وجهاد حول جدتهم أمام خيمة العائلة في منطقة البصة غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، منتظرين قطع مناقيش الزعتر.

تقول جدتهم الحاجة أم طارق إنها تعد مناقيش الزعتر بما تيسر لها من دقيق وزعتر وبدون زيت الزيتون، أملاً منها بإسكات جوعهم.

تؤكد الحاجة لمراسلنا أن أحفادها الثلاثة يطلبون منها مأكولات ومشروبات كثيرة، إلا أنه ليس باليد حيلة، فلا أشياء في الأسواق للشراء، وإن توفر شيء فهو بأسعار خيالية جدا.

فتلجأ الجدة أم طارق لإعداد المناقيش فهي من إرث الفلسطينيين، وتؤكد أنها تعدها كوجبة واحدة طيلة اليوم، “المجاعة تضربنا بقوة، وتوفير لقمة الخبز أصبح معركة”.

وعند حديث الحفيد محمد (٧ سنوات) لمراسلنا ترقرقت عيناه حزنا على عمه وأطفاله الذين ارتقوا شهداء في حرب الإبادة في الأول من مارس الماضي، يقول: حرمونا كل شيء، اللعب والمدرسة والحياة، والآن يحرمونا الطعام.

يشير إلى أنهم يأكلون المناقيش يومياً، “نفسنا باللحم والدجاج، والحلويات”.

ومنذ شهر أكتوبر الماضي تراجع عدد الشاحنات التي تسمح إسرائيل إلى أدنى مستوى ما أدى إلى فقدان حاد للسلع في الأسواق، في حين حذرت منظمات دولية من خطر تفشي المجاعة في مناطق جنوب غزة أسوة بمناطق شماله.

وينقل مراسلنا أن سعر كيس الدقيق 25 كيلو جرام، 50 دولارا أمريكيا وأكثر، وأن مختلف السلع بارتفاع مهول لا يتناسب مطلقاً مع المقدرة الشرائية في ظل استمرار حرب الإبادة، في حين تقدر مصادر محلية أن زهاء 90٪ من السلع مفقودة من الأسواق.

وهذا ما دفع السكان إلى البحث عما يسكت جوع أطفالهم، فلم يكن أمامهم إلا بعض المعلبات وإن كان أسعارها بارتفاع هي الأخرى، ومناقيش الزعتر.

وتقول الأمم المتحدة في تقارير متتالية أن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يواجه عراقيل كبيرة، سيما مناطق شماله.

أونروا من جانبها تقول إن أكثر من مليون و800 ألف فلسطيني في جميع أنحاء غزة، يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنف في المرحلة الثالثة في التنصيف أزمة وأعلى.

الوكالة الأممية أكدت أن سوء التغذية الحاد أعلى بعشر مرات مما كان عليه قبل الحرب.

وقلص الاحتلال في الفترة الأخيرة حجم المساعدات الواردة إلى قطاع غزة بشكل لافت، حيث تظهر مظاهر المجاعة بوضوح في مناطق جنوب غزة ووسطها، بشكل مماثل لما يجري في مدينة غزة وشمالي القطاع.

ويتحكم الاحتلال الإسرائيلي في حركة الصادرات لقطاع غزة من خلال السيطرة التامة على المعابر، حيث يمنع وصول السلع والمواد الغذائية، ويستخدم التجويع كأداة سياسة للضغط على المقاومة الفلسطينية.

وفي أحدث تقرير لها أكدت الأمم المتحدة أن الاحتلال يمنع عن الفلسطينيين في قطاع غزة الغذاء وسبل البقاء.

 

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يمنع 6 محاولات دخول للمساعدات إلى شمال غزة

أكدت الأمم المتحدة أن الاحتلال ما زال يكبل عملية إيصال المساعدات إلى غزة، فيما يفرض حصار قاتلا على الأهالي، مانعا عنهم الماء والدواء والغذاء، وفق ما ذكرت صحف دولية.

وقدمت أمريكا الحماية لإسرائيل، رغم تحذيرها لها قبل نحو شهر، برغبتها في رؤية تقدم على صعيد إدخال المساعدات إلى غزة.

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الاحتلال الإسرائيلي منع 6 محاولات أمس واليوم لإيصال مساعدات إلى مناطق محاصرة في محافظة شمال غزة.

وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوزير أنتوني بلينكن، شدد- خلال لقاء مع نظيره البريطاني- على الحاجة لإنهاء حرب غزة وزيادة المساعدات.

ويأتي ذلك، فيما أفادت مصادر طبية بارتقاء 33 شهيدا إثر غارات إسرائيلية على مناطق في قطاع غزة منذ فجر اليوم.

كما ارتقى 5 شهداء وعدد من المصابين في قصف إسرائيلي قرب مدخل مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • شهداء وجرحى بقصف الاحتلال مناطق عدة في غزة
  • الاحتلال يمنع 6 محاولات دخول للمساعدات إلى شمال غزة
  • هيئة حقوقية توجه نداء استغاثة لوقف انتشار المجاعة في غزة
  • للبقاء طويلا.. إعلام عبري: الجيش يبني بؤرًا استيطانية كبيرة في غزة
  • بن جامع: الوضع في غزّة يتدهور بشكل مأساوي.. والاحتلال يستخدم التجويع كسلاح حرب
  • شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • رئيس تركيا: إسرائيل تريد تدمير الوجود الفلسطيني وتخطط للبقاء في غزة
  • أردوغان: إسرائيل تريد تدمير الوجود الفلسطيني وتخطط للبقاء في غزة
  • الرئيس الفلسطيني: نطالب بتعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة ما لم توقف عدوانها على شعبنا