حزب الله يُعيد تنشيط التواصل مع التيار
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
كتبت بولا مراد في " الديار": تشير آخر المعلومات الى انه تم بث الحياة مجددا في قنوات التواصل، التي انقطعت مؤخرا بين "التيار الوطني الحر" وحزب الله، والتي ادى انقطاعها الى زيادة الشرخ بين الطرفين، وان كان الناشطون على الارض المحسوبون عليهما على تعاون وثيق بموضوع المهجرين. وقد تم تعيين شخصية جديدة من قبل حزب الله للتواصل مع قيادة التيار كبديل مؤقت عن الحاج وفيق صفا، الذي اوقف تواصله مع القيادات اللبنانية لاعتبارات امنية باتت معروفة، ويسير التنسيق على هذا المستوى بالتوازي مع تنسيق على مستوى النيابي بين الطرفين.
ولم يكن انقطاع تواصل حزب الله مع التيار حكرا عليه، باعتبار ان التطورات الامنية الكبرى حتّمت انقطاع التواصل عبر القنوات المعتادة مع معظم القوى السياسية، ما عدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
اليوم وبعد اعادة الحزب تنظيم اموره وصفوفه، ها هو يعيد احياء التواصل تدريجيا مع معظم القوى، التي اعتاد التنسيق والتواصل معها. فحتى رغم الخلافات المستمرة منذ فترة مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، والتي تفاقمت مع قرار حزب الله اسناد غزة، الا ان تواصل الحد الادنى بين الفريقين ظل قائما حتى منتصف ايلول الماضي، بعد تفجيرات "البايجرز" واغتيال امين عام الحزب الشهيد السيد حسن نصرالله.
وكشفت مصادر مطلعة ل"الديار" ان "التواصل بين الحزب والتيار عاد الى طبيعته، سواء على المستوى السياسي او النيابي"، لافتة الى انه "تم تكليف فريق عمل للمتابعة".
ويبدو ان اعادة ترميم العلاقة فيه مصلحة للطرفين. فبالرغم من انه قد يبدو للبعض ان مصلحة "الوطني الحر" هي بالطلاق نهائيا مع الحزب، خاصة بعد الضربات التي تلقاها والتوجه لمشهد جديد في المنطقة ولبنان، تعتبر المصادر انه "صحيح ان باسيل كان ولا يزال يسعى لازالة العقوبات الاميركية عنه، وان أداء جديدا منه تجاه الحزب قد يُسرّع هذه العملية ، خاصة اذا نجح في استثمار علاقته الوطيدة بوالد صهر الرئيس الاميركي دونالد ترامب مسعد بولس، الذي كان منسقا لـ "التيار" في نيجيريا، لكن هو يعلم ايضا انه رغم شراسة الحرب على الحزب، فهناك جمهور كبير له سيبقى موجودا اليوم وغدا، وما جمعه به يوما ما لا يمكن ان ينتهي لان التوازنات قد تتغير".
من جهته، يُدرك حزب الله ايضا ان من مصلحته ابقاء التواصل والتنسيق قائما مع الجميع، وان كان لديه عتبا على كثيرين ومنهم النائب باسيل. وتلفت المصادر الى ان "الهوة التي قد تبدو هائلة بين جمهوري الطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي، ليست فعليا كبيرة لدرجة غير قابلة للردم"، مضيفة:"صحيح ان اولوية الحزب الراهنة هي حصرا الحرب وملف المهجرين، لكنه في الوقت عينه بدأ يستعد لمرحلة ما بعد وقف النار بتحضير الارضية، مع علمه انها مرحلة لن تكون سهلة على الاطلاق".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل يمكن دمج حزب الله داخل الجيش اللبناني؟.. محمد مصطفى أبو شامة يجيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إنّ تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون بشأن مناقشة مسألة نزع سلاح حزب الله بهدوء ومسؤولية، تعكس وجود نية حقيقية لدى الدولة اللبنانية لمعالجة هذا الملف الشائك، مشيرًا، إلى أن الطريق نحو ذلك ليس ممهّدًا على الإطلاق.
وأضاف "أبو شامة"، في تصريحات مع الإعلامية داما الكردي، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ سلاح حزب الله لم يعد مسألة داخلية لبنانية فقط، بل قضية إقليمية ودولية تحظى بمتابعة دقيقة من العديد من الأطراف، وإن كان بعضها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، يتعامل معها أحيانًا بسخرية أو استخفاف، بحسب تعبيره.
وتابع، أنّ الرئيس اللبناني يسعى لإيجاد توازن دقيق في معالجة هذا الملف، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن لحزب الله يفرض تعاملاً خاصًا، لا سيما بعد التطورات السياسية والعسكرية التي شهدها لبنان والمنطقة، خصوصًا منذ وفاة الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله في فبراير الماضي، معتبرًا، أنّ الحزب في حاجة إلى إعادة تموضع على المستويين السياسي والعسكري، وهو أمر يتطلب، بحسب قوله، وقفة مسؤولة من قيادة الحزب والمجتمع اللبناني برمّته.
وذكر، أن الأرقام المتداولة حول عدد مقاتلي الحزب – والتي تتراوح بين 25 ألفًا إلى 100 ألف – تجعل من الصعب جدًا التعامل مع هذه القوة المسلحة، خاصة إذا ما طُرحت فكرة دمجها داخل المؤسسة العسكرية اللبنانية، لافتًا، إلى أن هذا المقترح، يبدو صعبًا التحقيق في ظل الخلفية الأيديولوجية للحزب وارتباطه الفكري والديني بإيران، مما يعقّد مسألة إدماجه في كيان وطني موحد.
وأوضح، أنّ تفكيك ترسانة حزب الله أو دمجه في مؤسسات الدولة لن يكون أمرًا بسيطًا، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب بيئة سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة عن الوضع الحالي.
وأكد، أن الرئيس اللبناني يدرك صعوبة التحدي، ولهذا يدعو إلى معالجة الملف بحذر وهدوء، دون إثارة صراعات داخلية قد تفاقم من تعقيد المشهد اللبناني.
وشدد، على أنّ التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الداخل اللبناني، بل أيضًا في الضغوط الخارجية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي، وخصوصًا إسرائيل، لن تمنح لبنان الفرصة الكافية لتفكيك حزب الله بمرونة أو وفق إيقاع لبناني داخلي.
https://www.youtube.com/watch?v=BtUxgv8Zpls