في ظل التقدم التكنولوجي السريع، يسعى المهندس صادق العفاري إلى إحداث نقلة نوعية في النظام التعليمي في اليمن من خلال تطبيق «صديق الطالب اليمني»، وهو تطبيق تعليمي مبتكر يسعى لدعم الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور من خلال إنشاء بيئة تعليمية شاملة ومتكاملة. صُمم التطبيق ليكون مناسباً للبيئة اليمنية، ويعمل دون الحاجة إلى الإنترنت، مما يجعله خياراً رائداً ومتاحاً لكافة المستخدمين في الأرياف والمدن.

في هذا الحوار، يشاركنا العفاري كيف انطلقت فكرة التطبيق وأهدافه والمزايا التقنية التي يوفرها، والتحديات التي واجهها، وأهمية التكنولوجيا في تطوير التعليم مستقبلاً.

لقاء/ هاشم السريحي

في البداية، هل يمكن أن تحدثنا عن فكرة تطبيق «صديق الطالب اليمني»؟ وكيف انطلقت الفكرة؟

– انطلقت فكرة التطبيق من الحاجة لتقديم أداة تعليمية تساعد كافة أطراف العملية التعليمية: الطلاب، والمعلمين، وأولياء الأمور. كانت رؤيتنا إنشاء بيئة تعليمية رقمية متكاملة وبديلة للتطبيقات الترفيهية غير المفيدة التي تشغل وقت الطلاب. بدأنا التجربة الأولى في مدرسة «علي بن أبي طالب» بمديرية كحلان عفار في ريف حجة، حيث طرحنا أول نسخة كنظام اختبارات إلكترونية. هدفنا هو توسيعها لتصبح أداة فعالة لجميع مراحل التعليم، تُبقي الطالب على اتصال بالمعلم وولي الأمر بشكل فعال.

ما الأهداف الأساسية التي يسعى التطبيق لتحقيقها في خدمة الطلاب والمعلمين؟

– التطبيق يمثل مبادرة مجتمعية مجانية تهدف إلى تحويل أدوات التعليم التقليدية كالدفتر المدرسي والكتاب وجدول الحصص إلى نسخ رقمية، مما يساعد الطلاب على متابعة واجباتهم ودروسهم واختباراتهم بطريقة سلسة. كما أنه يربط بين الطالب وولي الأمر والمعلم والمدرسة، ويُعزز البيئة التعليمية بميزات تتماشى مع التحول الرقمي، مع توفير محتوى تعليمي شامل ومساعدة الطالب في مذاكرته.

كيف يسهم التطبيق في تطوير العملية التعليمية ومواكبة عصر الأتمتة؟

– يتيح «صديق الطالب اليمني» مرونة في التعلم عبر السماح للطلاب بالدراسة في أي وقت ومن أي مكان. يوفر أيضًا تجربة تعلم مخصصة لكل طالب، ويساعد المعلمين في فهم أداء الطلاب وتحليل بياناتهم لتحديد نقاط القوة والضعف. كما أن التطبيق يعتمد على قاعدة بيانات الهاتف، مما يتيح استمرارية الوصول إلى المعلومات التعليمية حتى في حال عدم توفر الإنترنت.

ما المزايا التقنية التي تميز تطبيق «صديق الطالب» عن التطبيقات التعليمية الأخرى؟

– يتميز التطبيق بواجهة مستخدم سهلة، ومحتوى دراسي شامل يغطي كافة المواد، وأدوات تفاعلية مثل الاختبارات التفاعلية والألعاب التعليمية. كما أنه يقدم تحليلًا متقدمًا للبيانات التعليمية لتقييم أداء الطالب، ويتميز بإمكانية تشغيله دون الحاجة إلى الإنترنت، مما يجعله متاحاً على معظم الأجهزة المحمولة ويخدم البيئة التعليمية الريفية والحضرية على حد سواء.

هل واجهتكم تحديات أثناء تطوير التطبيق؟ وكيف تمكنتم من التغلب عليها؟

– بالطبع، واجهنا عدة تحديات، أبرزها الحاجة إلى فريق عمل كبير ونقص البيانات التعليمية المتاحة. بدأنا تدريجيًا بتغطية الصف التاسع والثالث الثانوي، وواجهنا تحدياً آخر في رفع التطبيق على متجر جوجل بلاي، ونعمل حالياً على حل هذه المشكلة لتسهيل الوصول إلى التطبيق.

كيف يتم التعامل مع بيانات الطلاب من حيث الأمان والخصوصية داخل التطبيق؟

– حالياً، التطبيق في نسخته التجريبية، ولا يتطلب جمع بيانات شخصية عن الطلاب. نحن نحرص على تأمين المعلومات الخاصة بمتابعة تقدم الطالب التعليمي فقط.

ما هي آلية تحديث التطبيق لمواكبة التغيرات في المناهج التعليمية والتطورات التقنية؟

– نعمل على تطوير النسخة الأولى من التطبيق والتي ستتضمن ميزات جديدة وتحديثات تواكب التغيرات في المناهج وتلبي متطلبات التطور التقني بشكل أفضل.

هل هناك إحصائيات حول عدد المستخدمين أو مستوى التفاعل مع التطبيق منذ إطلاقه؟

– منذ إطلاق النسخة التجريبية، وصل عدد مستخدمي التطبيق إلى أكثر من 1000 مستخدم. نأمل أن يستمر العدد في الزيادة مع تطور التطبيق وتوسيع خدماته.

كيف ترى دور التكنولوجيا في المستقبل القريب للعملية التعليمية؟ وهل هناك إضافات أو تطويرات تخططون لها؟

– من خلال تجربتنا، أثبت «صديق الطالب اليمني» فاعليته في البيئة اليمنية حيث يعمل دون إنترنت ويدعم الأجهزة البسيطة. نرى أن التطبيق سيكون نقلة نوعية، حيث يربط المعلم والمدرسة وولي الأمر دون الحاجة لبنية تحتية مكلفة، مما يعزز التحول الرقمي في التعليم ويحقق تكاملاً تعليمياً بكلفة منخفضة.

ما الرسالة التي ترغب في توجيهها للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور حول تطبيق «صديق الطالب»؟

– «صديق الطالب اليمني» هو مبادرة للتحول الرقمي تهدف لتوفير تطبيق تعليمي فعّال يخدم الجميع. تطوير التطبيق يعتمد على التغذية الراجعة من المستخدمين، ونرحب بآرائهم ومقترحاتهم لتحسين تجربتهم التعليمية.

حدثنا عن مشاركتك في المسابقة السنوية لرواد المشاريع الابتكارية؟

– شاركنا في المسابقة الوطنية وتمكنا من تحسين أدوات التطبيق بناءً على المقترحات المقدمة من المشاركين، وتعلمنا الكثير من هذه التجربة. حصلنا أيضاً على دعم للتطوير والحصول على اسم تجاري «الشامل المميز للحلول البرمجية»، مما سيعزز انتشار التطبيق.

أخيرًا، كيف يمكن للراغبين تحميل التطبيق والاستفادة من خدماته؟

حالياً، يمكن تنزيل التطبيق عبر موقعنا الإلكتروني www.yementt.com، ونأمل أن نتمكن من حل مشكلة رفع التطبيق على متجر جوجل بلاي قريباً.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"إعلام الأسرى": الأسير رائد أبو حمدية يواجه أوضاعًا صحية قاسية بـ"جلبوع"

غزة - صفا أكد مكتب إعلام الأسرى أن الأسير المقدسي رائد صالح أبو حمدية (49 عامًا) يواجه أوضاعًا صحية قاسية في سجن "جلبوع"، بعد انتشار مرض "السكابيوس" في القسم الذي يحتجز فيه. وأشار المكتب في بيان يوم السبت، إلى تدهور حالة الأسير أبو حمدية الجسدية، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وسياسة التجويع التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى بعد السابع من أكتوبر. وأوضح أن أبو حمدية، المعتقل منذ 3 نيسان/أبريل 1997 والمحكوم بـ4 مؤبدات، يُعتبر من عمداء الأسرى الذين ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنهم في صفقات التبادل رغم مرور 28 عامًا على اعتقاله. ولفت إلى أن وزنه انخفض بشكل خطير من 80 كغم إلى 60 كغم خلال فترة قصيرة، في ظلّ سوء الطعام وغياب الحد الأدنى من الرعاية الطبية. وبيّن أن الأسير يتواجد مع ثمانية أسرى آخرين داخل غرفة واحدة، خمسة منهم يعانون من مرض "السكابيوس". وأشار إلى شهادات من أسرى محررين تؤكد أن "جلبوع" يعيش أسوأ فتراته في تاريخ الحركة الأسيرة، وأن الاعتداءات اليومية و"التعذيب الانتقامي" أصبحت جزءًا ثابتًا من حياة الأسرى داخل السجن. وأضاف أن أبو حمدية اعتُقل سابقًا عام 1994 قبل اعتقاله الأخير عام 1997 في كمينٍ عسكري، واتهمته سلطات الاحتلال بالمشاركة في عمليات مقاومة، أبرزها عملية بيت شيميش، وخطف الجندي شارون أدري عام 1996، وعملية مقهى "أبروبو"، وحُكم عليه بناءً على ذلك بالمؤبدات الأربعة. ودعا إعلام الأسرى المؤسسات الحقوقية الدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير. وحذر من أن الإهمال الطبي وغياب العلاج يشكلان تهديدًا مباشرًا على حياته، مؤكدًا أن أبو حمدية لا يطالب اليوم إلا بحقه في العلاج والعيش بكرامة خلف القضبان. 

مقالات مشابهة

  • "إعلام الأسرى": الأسير رائد أبو حمدية يواجه أوضاعًا صحية قاسية بـ"جلبوع"
  • مدرس يصيب تلميذا بعصا داخل مدرسة بدمياط والداخلية تكشف التفاصيل
  • رفع حالة الطوارئ | أمطار غزيرة على مدن وقرى الشرقية والمحافظة تتحرك بسيارات سحب المياه.. صور
  • علوم رياضة طنطا تنظم يومًا رياضيًا لكرة السرعة بالتعاون مع منطقة الغربية
  • وزير الإسكان يتابع آخر مستجدات المشروعات التي تنفذها المقاولون العرب ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»
  • فضل الله عن إعادة تشكيل كليات علوم الرياضة: مفترق تاريخي
  • خبير انتخابي:الأرياف أصبحت أكثر فاعلية في رسم خريطة البرلمان
  • عاجل| تطبيق نظام البكالوريا على طلاب نظام أبناؤنا في الخارج (تفاصيل)
  • من الفكرة إلى التطبيق… ثقافة الاختبار السريع في بيئة الأعمال
  • 6 مراحل في تسلسل التنبيهات والإجراءات الخاصة بغياب الطلبة في المدارس الحكومية