انخفاض أسهم سامسونج وسط مخاوف تأثير الرسوم الجمركية الأميركية في عهد ترامب
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
شهد اليوم الأربعاء الموافق 13 نوفمبر ، انخفاض أسهم شركة سامسونج، أكبر شركة لصناعة شرائح الذاكرة في العالم، إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أربع سنوات وسط مخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية في ظل إدارة دونالد ترامب الجديدة، بحسب رويترز.
وتعد شركة التكنولوجيا الكورية الجنوبية العملاقة هي الأسوأ أداءً بين شركات صناعة الرقائق العالمية مثل TSMC و Nvidia هذا العام، حيث تأخرت عن منافسيها في الاستفادة من الطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أن تشكل الرسوم الجمركية المحتملة التي قد يفرضها ترامب على الواردات الصينية ضربة أكبر لشركة سامسونج، التي تعتمد بشكل أكبر على العملاء الصينيين مقارنة بمنافستها المحلية، وقال لي مين هي، المحلل لدى شركة بي إن كيه للاستثمار والأوراق المالية:"نجحت شركة Hynix في زيادة مبيعات شرائح الخوادم ذات الذكاء الاصطناعي المتطورة للعملاء في الولايات المتحدة مثل Nvidia".
تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% للواردات و60% على السلع الصينية
وقال جريج نوه، المحلل في هيونداي موتور للأوراق المالية، إن ترامب هدد بفرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 10% على الواردات و60% على السلع الصينية، وهو ما من شأنه أن يقلل الطلب على المنتجات الإلكترونية التي تستخدم الرقائق.
وفي الأسبوع الماضي، أثار الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أيضا مخاوف من أن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية باهظة على الواردات الصينية قد يدفع المنافسين الصينيين إلى خفض أسعار التصدير وتقويض شركات الرقائق الكورية في الخارج.
انخفضت أسهم سامسونج بنسبة 34% منذ بداية العام، وهي في طريقها لتسجيل أسوأ أداء سنوي لها منذ أكثر من عقدين من الزمان، بينما ارتفعت أسهم شركة SK Hynix بنسبة 32% حتى الآن هذا العام، كما ارتفعت أسهم شركة صناعة الرقائق الأمريكية Nvidia (NVDA.O) بنسبة 32% حتى الآن هذا العام، وقد حققت 199%.
وواصلت أسهم سامسونج، الأسهم الأكثر قيمة في كوريا الجنوبية، انخفاضها للجلسة الرابعة على التوالي، حيث انخفضت بنسبة 2.1% اعتبارًا من الساعة 0126 بتوقيت جرينتش، بعد أن هبطت بنحو 2.5% إلى 51700 وون، وهو أدنى مستوى منذ 24 يونيو 2020، في حين انخفض سوق كوسبي الأوسع نطاقً بنسبة 1.5%.
وارتفع سهم SK Hynix بنحو 2%، بعد انخفاضه لجلستين متتاليتين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سامسونج الرسوم الجمركية ترامب دونالد ترامب الرسوم الجمركية الأميركية التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي رقائق الذكاء الاصطناعي
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض مضطر إلى التراجع عن الرسوم الجمركية
ترجمة: بدر بن خميس الظفري.
يُعرف الرئيس دونالد ترامب بمتابعته الدقيقة لتحركات سوق الأسهم، واهتمامه الكبير بردود أفعاله على السياسات الاقتصادية والسياسية للحكومة لكن، ولسوء حظه، فإن الأسواق العالمية واصلت ارتجافها بسبب سياسة الرسوم الجمركية التي ينتهجها، حتى بعد إعلانه تأجيلًا كبيرًا لمدة 90 يومًا على فرض رسوم جديدة على جميع الدول، باستثناء الصين. تعكس هذه الاضطرابات في الأسواق مشاعر القلق العالمي من احتمال اندلاع حرب تجارية مع الصين.
تشير المعطيات المباشرة وغير المباشرة إلى أن السبب الرئيسي وراء تغيير الإدارة الأمريكية لموقفها كان سوق السندات السيادية الأمريكية. ففي يوم واحد، قفز معدل الفائدة الفعلية إلى 5%.
ونظرًا لأن مثل هذه التغيرات لا ينبغي أن تحدث في ظل هذا القدر من الفوضى، يرى كثير من الخبراء أن تراجع الرئيس كان ردًا مباشرًا على المؤشرات السلبية في سوق الديون. وكانت المرة الأخيرة التي حدث فيها شيء مماثل خلال أزمة «الاندفاع نحو السيولة» مع بداية جائحة كورونا في مارس 2020.
ما حدث في سوق الديون كشف عن ضعف وهشاشة موقف الإدارة الأمريكية.
يكشف سلوك سوق السندات أن السياسات الجمركية الأمريكية العشوائية تُلحق الضرر بالأسواق. ويبدو أن وزير الخزانة، سكوت بيسنت، قد نصح ترامب بضرورة التفاوض على اتفاقات تجارية مع الحلفاء قبل الدخول في مواجهة مع الصين.
لطالما وصفت الولايات المتحدة حتى أقرب حلفائها بأوصاف مثل «اللصوص» و«المحتالين» و«الناهبين»، ولذلك فإن تراجع واشنطن عن تكتيكاتها الجمركية الأولية كشف أن هذه الاستراتيجية لم تكن سوى استعراض تنمّر ومقامرة رعناء، لا خطة مدروسة.
مرعوبًا من ردود فعل الأسواق، تراجع ترامب سريعًا، وقال في اجتماع متلفز لمجلس وزرائه: «سيكون هناك دائمًا مشاكل في مرحلة الانتقال»، مضيفًا إن «الصعوبات أمر طبيعي». من جهتها، لم تُبدِ بكين أي مؤشرات على التراجع، بل رفعت من حدة ردها بفرض رسوم إضافية وصلت إلى 125% على السلع الأمريكية.
الخطوة الغريبة في لعبة الشطرنج التي يخوضها ترامب هي استثناء الصين من إجراءات التخفيف الجمركي. وإذا بقي الوضع على حاله، فإن الاقتصاد الصيني سيواجه تحديات كبرى بسبب تقييد وصوله إلى السوق الأمريكية.
ومع ذلك، عبّر ترامب عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع الصين. وقال: «أعتقد أننا سنصل إلى شيء جيد جدًا لكلا البلدين. أنا أتطلع إليه».
حتى بعد تراجع الولايات المتحدة عن بعض إجراءاتها القاسية، فإنها أبقت على حاجز جمركي ضخم لا مثيل له منذ ثلاثينيات القرن الماضي. فقد فرضت رسومًا موحدة بنسبة 10% على جميع الدول، بغض النظر عما إذا كان لديها فائض أو عجز تجاري مع الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، دول مثل أستراليا وهولندا والمملكة المتحدة والإمارات تشتري من الولايات المتحدة أكثر مما تبيعه لها، ومع ذلك لم تُستثنَ من الرسوم.
المشكلة الجوهرية في النظام الاقتصادي العالمي اليوم هي أن السياسات الأمريكية تدفع القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، واللتين تتكامل اقتصادياتهما، إلى التصادم. فرض رسوم بهذه المعدلات الفلكية يُشكل ضربة قاصمة للعلاقات التجارية بين بلدين يشكل حجم تبادلهما نحو 3% من إجمالي التجارة العالمية. وقد تتوقف شرايين الاقتصاد العالمي عن النبض.
سوف تتضح عواقب كل ذلك بسرعة. فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار في كلا البلدين، وقد تُهدد مصانع الإنتاج، ويخسر الناس وظائفهم. وقدّرت مؤسسة «جولدمان ساكس» مؤخرًا أن إدخال رسوم جديدة سيؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 2.4%، غير أن الصين تستطيع التخفيف من آثار هذه التحديات من خلال الدعم الحكومي، وهي ميزة لا تتوفر في الولايات المتحدة التي يُهيمن عليها القطاع الخاص، ولا تملك الحكومة فيها أدوات تدخّل مباشر مماثلة.
وفي الآونة الأخيرة، أصيب العالم بالدهشة من تخبط الإدارة الأمريكية في تبرير فرض رسوم على واردات بسيطة من دول إفريقية فقيرة، والتعديلات التي أُدخلت على معدلات الرسوم قبل تنفيذها، والأخطاء في منهجيات احتسابها.
بات حتى أقرب الحلفاء للولايات المتحدة لا يثقون في إدارتها، التي تُصدر قرارات وتصريحات صادمة، ثم تلغيها أو تعدّلها بالاندفاع ذاته. المواطنون العاديون في مختلف أنحاء العالم يتساءلون: ما الذي يمكن التفاهم عليه مع هذه الولايات المتحدة؟ أمام أعيننا، تتآكل الثقة في الدولة الأقوى في العالم بسرعة كبيرة.
ربما حان الوقت للعالم أن يبدأ في تشكيل نظام عالمي جديد، يتجاوز واشنطن، بتقلّباتها ونزعاتها المتقلبة وخيالاتها غير الواقعية.
جومارت أوتورباييف رئيس وزراء جمهورية قرغيزستان السابق، وأستاذ في مدرسة الحزام والطريق بجامعة بكين للمعلمين.