أمل جديد في علاج ألزهايمر: خلايا نجمية تفتح آفاقًا لعلاج الأمراض العصبية
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
يمانيون – منوعات
وجد فريق من العلماء في جامعة ماكجيل الكندية أملا جديدا في علاج مرض ألزهايمر قد يحدث تحولا كبيرا في علاج الأمراض العصبية.
يعرف مرض ألزهايمر بتأثيره المدمر على حياة الملايين حول العالم، حيث يسرق الذاكرة والاستقلالية بشكل تدريجي، لكن من خلال تقنية مبتكرة، يمكن أن يصبح علاج هذا المرض قريبا ممكنا.
وتعتبر الخلايا النجمية، التي سميت بهذا الاسم نظرا لشكلها الشبيه بالنجمة، نوعا من خلايا الدماغ الأساسية التي تحمي الأعصاب وتدعم العمليات الحيوية لمعالجة المعلومات. وتشير الدراسات إلى أن هذه الخلايا تتناقص بشكل ملحوظ مع تطور مرض ألزهايمر، خاصة في المناطق المسؤولة عن الذاكرة.
والآن، يعتقد العلماء أن استبدال الخلايا النجمية التالفة قد يساعد في استعادة بعض وظائف الدماغ المفقودة، ما قد يعزز علاج ألزهايمر وأمراض التنكس العصبي الأخرى مثل مرض باركنسون ومرض هنتنغتون.
ويصف علماء الأعصاب في جامعة ماكجيل هذه الطريقة بـ”الاستراتيجية الواعدة والمثيرة” التي قد تمثل أملا جديدا للمرضى.
وفي دراسة أجريت على الحيوانات، تم زرع خلايا نجمية في أدمغة الفئران، وأظهرت النتائج فوائد ملحوظة. وأكد العلماء أن الخطوة الأولى لتقييم نجاح هذه التقنية هي التأكد من قدرة الخلايا على الاندماج بشكل سليم في الدماغ المزروعة فيه.
وفي إطار هذه التجارب، استخرج فريق البحث في معهد الأبحاث التابع لمركز جامعة ماكجيل الصحي، الخلايا النجمية من القشرة المخية للفئران حديثة الولادة السليمة، وهي المنطقة المسؤولة عن التفكير وحل المشكلات. ثم أجريت تعديلات جينية على هذه الفئران لتتوهج خلايا دماغها باللون الأحمر، ما سهل تتبعها أثناء إجراء عمليات المسح.
وبعد زرع هذه الخلايا في أدمغة فئران أخرى، أظهرت النتائج أن الخلايا النجمية المزروعة استمرت في الدماغ لمدة عام كامل، حيث اندمجت وتطورت بشكل طبيعي.
علاوة على ذلك، كانت الخلايا المزروعة تحتوي على أعداد مماثلة من المستقبلات والقنوات الأيونية، التي تساعد في تعزيز التواصل بين أجزاء الدماغ المختلفة.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن العمر كان عاملا مهما في تحديد نجاح الزرع. ففي الفئران الفتية، انتشرت الخلايا النجمية بشكل واسع في الدماغ، بينما في الفئران الأكبر سنا، فشلت الخلايا في الانتقال بعيدا عن موقع الزرع.
كما كشفت الدراسة عن أن الخلايا النجمية في مناطق مختلفة من الدماغ والحبل الشوكي تظهر خصائص مختلفة، ما قد يؤثر على كيفية اندماجها مع أجزاء الدماغ الأخرى.
وتدعم هذه النتائج الأبحاث السابقة التي أظهرت أن زرع الخلايا النجمية قد يعزز مرونة الدماغ وقدرته على التكيف والتجدد بعد الإصابات والأمراض العصبية.
وفي دراسة أخرى أجراها علماء من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو على فئران مصابة بمرض باركنسون، أظهرت النتائج أن الفئران التي تم زرع خلايا نجمية لديها استعادت حالتها الصحية بشكل كامل وظلت في حالة جيدة مدى الحياة.
ويؤكد العلماء أن المزيد من الدراسات حول زرع الخلايا النجمية قد يفتح آفاقا جديدة لعلاج أمراض عصبية معقدة، ويوفر أملا للمرضى الذين يعانون من التدهور العصبي.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الخلایا النجمیة
إقرأ أيضاً:
«الامتياز التجاري» .. آفاق واعدة نحو تحوّل العلامات العُمانية إلى نماذج منافسة
يُعد برنامج الامتياز التجاري لغرفة تجارة وصناعة عُمان مبادرة نوعية تُسهم في تمكين العلامات العُمانية ودعم توسعها محليا وخارجيا، حيث أظهرت تجارب رواد الأعمال المشاركين أثره في تطوير الهوية التجارية، وتوسيع نطاق المستفيدين، ورفع كفاءة التشغيل، وساهم في تمكين العديد من المشاريع من التحول إلى نماذج مؤسسية بمعايير احترافية.
وفي استطلاع لـ «عمان» أكد عدد من أصحاب الأعمال المستفيدين من برنامج الامتياز التجاري على أهمية برامج الدعم المؤسسي والتمكين التجاري التي تتبناها غرفة تجارة وصناعة عُمان، مشيرين إلى الدور المحوري الذي تلعبه هذه البرامج في تعزيز جاهزية المشاريع العُمانية للتوسع، وأجمعوا على أن الشراكات مع الجهات الداعمة أسهمت في تذليل التحديات، وتقديم استشارات متخصصة، وصياغة أطر قانونية وتشغيلية واضحة مكنت العلامات التجارية من النمو. كما أشاروا إلى أن مثل هذه المبادرات تُعزز من ثقة المستثمرين، وتُسهم في توفير فرص عمل للمواطنين، وترسيخ الهوية العُمانية في قطاعات اقتصادية متجددة.
وقال أنس بن جابر المحروقي من العلامة التجارية «لانا كافيه» عن تجربة مشروعه: إن فكرة «لانا كافيه» انطلقت قبل نحو عامين من قلب منطقة المعبيلة الجنوبية، مدفوعة بشغفٍ حقيقي، ورغبة في تقديم تجربة محلية أصيلة في قطاع المقاهي، خاصة في منطقة كانت تفتقر حينها إلى مثل هذه المشاريع. ومع تفاعل المجتمع ونجاح التجربة الأولى، تولدت لدينا قناعة بضرورة التوسع ومشاركة هذا النجاح مع روّاد أعمال آخرين يملكون الطموح، لكن تنقصهم الخبرة أو الإمكانيات.
وأشار إلى أنه بالرغم أن التوسع كان دائمًا من ضمن تطلعاتنا، إلا أن العائق المالي ظل أحد أبرز التحديات، واستطعنا التغلب عليه. كما سعينا إلى تمكينا المشروع عبر دخول عالم الامتياز التجاري (الفرنشايز)، إيمانًا بأن المشروع الناجح قابل للتكرار إذا ما وُضعت له الأطر الصحيحة، حيث وجدنا دعمًا ملموسًا من غرفة تجارة وصناعة عُمان، ومن شركة «تشين»، حيث تلقينا توجيهًا في كيفية إعداد العقود التي تحفظ حقوق جميع الأطراف. هذا الدعم كان محوريًا في تسهيل أولى خطواتنا نحو التوسع، ليس فقط داخل سلطنة عُمان، بل أيضًا في أسواق خارجية، مثل العراق والهند.
وأضاف المحروقي عن «لانا كافيه»: المشروع قد سجل حضور ثلاثة مستثمرين تبنوا العلامة ضمن نظام الامتياز التجاري، مع فروع جديدة قيد الإنشاء، وهو ما يعكس تصاعد الثقة بالعلامة التجارية، ويعزز من دوره في إيجاد فرص عمل للمواطنين، وتمكين الشباب العُماني من خوض غمار العمل الحر ضمن نموذج مُجرّب وذي مخاطرة أقل، كما نؤمن أن تعميم النماذج الناجحة في ريادة الأعمال، لا يسهم فقط في تعزيز الاقتصاد الوطني، بل يُسهم في إبراز الهوية العمانية في قطاعات تجارية متجددة، وإن نسبة النجاح في هذا النموذج مرتفعة جدًا، ونأمل أن يُسهم هذا المسار في ترسيخ «لانا كافيه» كعلامة عُمانية تمتد خارج حدود سلطنة عُمان.
«تشاي»
وأوضح طارق بن عزيز الراشدي صاحب العلامة التجارية «تشاي» عن انضمامه لبرنامج الامتياز التجاري بقوله: «مثلت تجربتنا بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عمان نقطة تحول مهمة في مسارنا، فمنذ انطلاقتنا لمسنا حرص الغرفة على تمكين المشاريع الوطنية الواعدة، من خلال الدعم المباشر والتوجيه المتخصص، وهو ما انعكس إيجابًا على تطوير نموذج الامتياز التجاري (الفرنشايز) لعلامة تشاي. حيث أسهم هذا التعاون في وضع أُطر واضحة للنمو، مكّننا من التوسع بطريقة مدروسة تضمن الحفاظ على الهوية، وترسّخ معايير الجودة في كافة فروعنا. كما وفرت الغرفة بيئة محفزة تتيح التواصل مع مستثمرين وأصحاب شغف، ساعدونا على نقل تجربة تشاي إلى شرائح أوسع من المجتمع.
وأوضح الراشدي أنه في «تشاي» نؤمن أن الجودة تبدأ من المصدر وتنتهي عند رضا المستهلك، ومن هذا المنطلق، نحرص على إعداد منتجاتنا طازجة يوميًا من مخبزنا الخاص، ووفق أعلى المعايير، بما يضمن تقديم تجربة متكاملة تعكس رؤيتنا في تقديم قيمة حقيقية بأسعار عادلة. مما أتاح لهذه التجربة المتميزة التي تتناسب مع كافة شرائح المجتمع الفرصة في التوسع في الأفرع وتخطي الحدود المحلية وصولاً للدول المجاورة.
ونمتلك اليوم في «تشاي» ستة أفرع تعمل فعليًا، إضافة إلى خمسة أفرع قيد التجهيز وقمنا بتوقيع 14 عقد امتياز تجاري ونعمل على تخليص إجراءات كل مجموعة من الأفرع تباعًا حتى الانتهاء من افتتاحها جميعًا، كما استطعنا من خلال التواصل والدعم مع غرفة تجارة وصناعة عمان وشركة «تشين» المختصة في تمكين العلامات التجارية من ناحية العقود وتطوير الأشكال التسويقية والترويجية من تحسين أدائنا كعلامة تجارية رائدة في تقديم وجبات الفطور والغداء والعشاء. كما أن الغرفة ساهمت بشكل كبير في تعريفنا بالجهات المعنية الداعمة من خلال دعم حضورنا في المحافل والملتقيات التي تنظمها محليا وخارجيا. إضافة إلى تبسيط إجراءات تسجيل العقود والنظام التجاري، وفهم الجوانب القانونية والتجارية لبرنامج الامتياز التجاري.
«تشين»
وأشار محمد بن زاهر الحامدي مدير قسم التسويق بشركة «تشين» بقوله: جاءت شراكتنا مع غرفة تجارة وصناعة عُمان كشراكة فاعلة تهدف إلى دعم أصحاب المشاريع الوطنية بخدمات احترافية متكاملة تُسهم في نقل أعمالهم إلى مستويات أكثر استدامة وقدرة على التوسع. حيث تؤمن شركة تشين بأهمية تمكين العلامات التجارية العُمانية وتهيئتها للتوسع المحلي والإقليمي من خلال نموذج الامتياز التجاري، باعتباره أداة استراتيجية لتطوير الاقتصاد الوطني وتعزيز بيئة ريادة الأعمال.
وأضاف الحامدي: «تشين» تعمل على تطوير العلامات التجارية العُمانية عبر حزمة من الإجراءات التخصصية تبدأ بإعادة بناء الهوية المؤسسية، وتطوير نموذج العمل، مرورًا بإعداد أدلة التشغيل والدلائل المالية، وصياغة اتفاقيات الامتياز التجاري وفق أطر قانونية تضمن حفظ الحقوق وتنظيم العلاقة بين جميع الأطراف. كما توفر الشركة خدمات استشارية شاملة تشمل الجوانب التحضيرية، والقانونية، والتشغيلية، والتسويقية، إلى جانب المتابعة الدورية، مما يسهم في رفع جاهزية العلامات التجارية للانتقال بثقة نحو سوق الامتياز. كما تتطلع «تشين» إلى أن تصبح سلطنة عُمان مركزًا إقليميًا للامتياز التجاري، من خلال دعم نمو وتكاثر العلامات الوطنية المؤهلة لهذا النموذج، بما يعكس جودة المنتج العُماني وقدرته التنافسية في الأسواق العالمية. كما تؤمن بأن تعزيز هذا المسار سيُوجد بيئة اقتصادية داعمة للمشاريع الناشئة، ويُسهم في فتح آفاق جديدة للتوظيف، والابتكار، والنمو المستدام.
وأطلقت غرفة تجارة وصناعة عُمان في يونيو الماضي النسخة الرابعة من برنامج الامتياز التجاري، حيث شهد منذ انطلاقه في 2023 توقيع 110 اتفاقيات امتياز في 16 دولة، كما وقعت الغرفة مذكرات تعاون مع اتحاد الغرف السعودية لتنظيم المعرض العُماني السعودي للامتياز التجاري، ومع رابطة الفرانشايز في الخليج والشرق الأوسط لدعم مجالات التدريب والتسويق وتوسيع نطاق الامتياز التجاري إقليميًا.