موقع النيلين:
2025-04-30@18:03:23 GMT

دور المساجد في إسناد معركة الكرامة

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

(1) المسجد له دور مركز في حركة البعث الديني والتنوير بقضايا وتحديات الدولة والامة والتعبئة والاحتشاد لمنازلة ومجاهدة الاعداء، وأول ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عقب هجرته الى المدينة اسس ركائز الدولة الثلاث وهي تعميق وحدة المجتمع الإسلامي والمتمثل في الإخاء بين المهاجرين والانصار، وتنظيم علاقة المجتمع الإسلامي مع الاخر المغاير له في دستور المدينة ، ثم شيد المسجد واتخذه منصة روحية ودعوية وسياسية، ومنه كانت تنتظم وتنطلق عمليات الحشد والتعبئة والاستنفار للجيش الاسلامي ، وهكذا فعل النبي القائد يوم بدر (هذه عير قريش فاخرجوا اليها لعل الله ينفلكموها، ومنه انعقد مجلس الحرب يوم أحد حيث دفعه تيار الشباب على منازلة قريش خارج أسوار المدينة (ما كان لنبي ان يخلع لامته حتى يحكم الله بينه وبين عدوه) ومن المسجد طرح سلمان الفارسي فكرة بناء الخندق للدفاع عن المدينة يوم تداع الاحزاب لاستئصال شافة المسلمين
ومنه انطلقت جحافل الجيش الاسلامي للقضاء على يهود بني قريظة بعد أن نقضوا عهد دستور المدينة وتآمروا مع الاحزاب.


(2)
الدولة السودانية في حالة حرب وجودية تستهدف انسانها وقيمها وشرفها وأرضها ومواردها ،ومحرماتها الثقافية
وتدعم هذه الحرب أمريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الاوروبي واسرائيل ويمولها المجرم محمد بن زايد بالمال والسلاح وحشد المرتزقة وأدواتهم السياسية والعسكرية الداخلية مليشيا آل دقلو الارهابية وقيادات تقدم المنبتة مجتمعيا وهدف الحرب تصفية الجيش السوداني واحلال المليشيا في وظيفته وإقامة نظام كرزايات مسلوب الارادة وتابع للحلف الإقليمي والدولي الداعم للحرب.
(3)
إن العنصر الاستراتيجي للانتصار في هذه الحرب تلاحم كل الشعب السوداني بالقتال كتفا بكتف مع جيشه الباسل وهذا التناصر والتلاحم لن يتعمق إلا بالوعي وادراك المجتمع السوداني خاصة الشباب والطلاب حقيقة هذه المعركة بأبعادها الحضارية والثقافية والهوياتية، ولكن لماذا التركيز على الشباب والطلاب ؟؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ ، بل ان النبي وصحابته عندما خاضوا معارك الجهاد الاولى كانت أعمارهم تتراوح من ١٥ إلى ٤٠ عاما باستثناء النبي وبعض الصحابة.
كما تشاهدون فإن المليشيا الارهابية تقاتل بمرتزقة تتراوح أعمار الغالبية منهم بين 15 إلى 20 ، ورغم التدافع النسبي لشباب وطلاب السودان للتلاحم مع الجيش إلا ان هناك حالة من العزوف واللامبالاة من هذه الشريحة مع معركة الكرامة ، وهنا يأتي دور مؤسسات الوعي في التعبئة والاستنفار وفي طليعتها المساجد وقد لاحظت في معظم الولايات السودانية أن أئمة المساجد وخاصة في خطب الجمعة يتعاطون مع معركة الكرامة بالاكتفاء بالتنوير العرضي واحيانا السطحي ثم الابتهالات والدعاء بنصرة الجيش على المليشيا الارهابية واللهم آميين
(٤)
يجب أن يتطور دور أئمة وخطباء المساجد إلى التوعية بطبيعة هذه المعركة في ابعادها الثقافية والحضارية والهوياتية والاقتصادية واستنهاض الشباب والطلاب على التلاحم والقتال مع الجيش ، وكذلك على الأئمة والخطباء حفز الآباء والأمهات على دفع ابنائهم للدفاع عن الوطن والشرف، وحثهم على التبرع بالمال والذهب ،واحياء قيمة زاد المجاهد .
ايضا على أئمة وخطباء المساجد استنهاض قادة الاحزاب والطرق الصوفية وزعماء الادارات الاهلية وقيادات الجماعات الدينية واساتذة الجامعات ، وقدوات المجتمع ، والرموز الثقافية وحفزهم على تحريض الشباب والطلاب للتداعي والمشاركة في هذه المعركة الوجودية . ايضا عليهم حفز رجال المال والاعمال والمغتربين على بذل الأموال لنصرة الجيش والشعب.
(٥)
ان هذه القيم الدافعة للمجتمع يجب تضمينها بصورة راتبة في خطب الجمعة والمحاضرات والندوات والدروس ،على ان يقوم بالدفع بها وتعزيزها أئمة المساجد وقيادات المقاومة الشعبية المركزية والمحلية.
صفوة القول فإن واجب جهات الاختصاص في الدولة توجيه لجان وأئمة المساجد بأن تكون كل المساجد منابر للوعي والتعبئة والاحتشاد لصالح معركة الكرامة والشرف الوطني.

عثمان جلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الشباب والطلاب معرکة الکرامة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن تعظيم النبي محمد ليس اختراعًا بشريًا، ولا بدعة أحدثها الناس، بل هو تعظيم أمر الله به، بل إن الله تعالى هو الذي عظّم نبيه قبل أن يأمرنا بتوقيره، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، وكلمة "على" تفيد التمكن والتمكين، مما يؤكد أن مكانة النبي من الله تعالى مكانةٌ عظيمةٌ رفيعة.

علي جمعة: كل ما في الكون يسبح للهعلي جمعة: التوكل على الله من مفاتيح النجاة

وأضاف علي جمعة، في تصريح له، أن حقيقة تعظيم النبي تتمثل أولًا وأساسًا في تعظيم ما جاء به من أوامر ونواهٍ، مؤكدًا أن الإسلام ربط المحبة بالطاعة، حيث قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾، مشددًا على أن تعظيم النبي لا يكون بالكلمات فقط، بل بالاتباع الكامل والاقتداء الصادق.

وأشار إلى أن القرآن الكريم يفيض بآيات تعزز هذا المعنى، ومنها قول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وأمره جل وعلا: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾، وأيضًا قوله: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾.

وأوضح أن النبي كان قمةً في التواضع رغم علو مقامه، حتى إنه قال: "لا تفضلوني على يونس بن متى" [رواه البخاري]، مع أن الله هو الذي فضله وجعله خاتم النبيين، وأمرنا باتباعه واتباع سنته، مؤكدًا أن هذا التواضع من النبي لا ينفي أن الله رفعه واصطفاه، فقال له: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴾، وقال: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾، وأعطاه الكوثر، واختاره إمامًا للأنبياء يوم الإسراء والمعراج.

وتابع: "نحن لا نعظم النبي من أنفسنا بل الله هو الذي أمرنا بذلك، وهو الذي رفع مقامه، وجعله رحمةً للعالمين، وأسوةً حسنةً لكل من أراد سلوك طريق الحق والنجاة".

ولفت إلى أن العرب قديمًا كانت إذا أحبت شيئًا أو خافته أكثرت من ذكر أسمائه، فكان للأسد نحو سبعمئة اسم، وللخمر نحو تسعين اسمًا، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أكثر من أسمائه الحسنى وصفاته العلى ليعرّف عباده بنفسه، وليبني في قلوبهم عقيدةً راسخةً قائمةً على الجلال والجمال والكمال.

وأكد أن تعظيم النبي تعظيمٌ للرسالة، وإحياءٌ للدين، ومظهرٌ من مظاهر الإيمان الحقيقي، وأن الأمة لا تصلح ولا تستقيم إلا بتعظيم رسولها الكريم واتباعه ظاهرًا وباطنًا.

طباعة شارك علي جمعة تعظيم النبي حقيقة تعظيم النبي القرآن التواضع

مقالات مشابهة

  • أذكار المساء مكتوبة كما كان النبي يرددها.. لا تفوت أجرها
  • هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • تقرير إسرائيلي: قتلى الجيش في غزة من فئة الشباب والاحتياط
  • نادي الكرامة يبدأ العمل على استقطاب الشباب لبناء الفئات العمرية
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • ‏وزيرة الشباب والرياضة زارت المدينة الكشفية في سمار جبيل
  • خالد الجندي يشكر الرئيس السيسي: دعا لعودة المساجد لما كانت عليه في زمن النبي
  • حكم الصلاة على النبي لطلب الشفاء من الأمراض.. الإفتاء توضح
  • علي جمعة: تعدد أسماء النبي في القرآن دليل على عظمة مكانته
  • علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا