عبر العراق مجددا عن رفضه استخدام أراضيه في "الاعتداء" على أي من دول المنطقة، وذلك بالتزامن مع  تقارير تحدثت عن نية إيران شن هجوم على إسرائيل من الأراضي العراقية.

وتسعى حكومة محمد شياع السوداني، إلى إبقاء العراق بمنأى عن الصراع العسكري الدائر سواء في غزة ولبنان أم بين إيران وإسرائيل، والالتزام في الوقت ذاته بتقديم مساعدات إنسانية لغزة ولبنان.

ويثير وجود ميليشيات موالية لإيران وذات نفوذ في العراق قلق السلطات من احتمال توريط البلاد في حرب لا يريدها العراقيون.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، في تغريدة على منصة (أكس) الثلاثاء، عقب لقائه مسؤولين إيرانيين في طهران: "جددنا موقف العراق الثابت والمبدئي برفض استخدام الأراضي والأجواء العراقية، من قبل أي طرف كان للاعتداء على دول الجوار والمنطقة".

وأشار الأعرجي إلى أنه "شدد خلال لقاء المسؤولين الإيرانيين، على أهمية التنسيق والتعاون المشترك لزيادة الضغط الدولي من أجل إيقاف الحرب على غزة ولبنان، والعمل على تهدئة الأوضاع ومنع التصعيد حفاظا على الأمن والاستقرار العالمي".

اختتمنا زيارتنا الرسمية إلى طهران، التي عقدنا فيها إجتماعات مثمرة مع وزير الخارجية الإيراني السيد عباس عراقچي، والأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الدكتور علي أكبر أحمديان، وقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، وقائد فيلق القدس الجنرال إسماعيل قاآني، حيث جددنا موقف…

— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) November 12, 2024

والأربعاء الماضي، أكد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، "أن المعلومات التي تتحدث عن اتخاذ الأراضي العراقية منطلقا لتنفيذ هجمات أو ردود على الاعتداءات، ما هي إلّا ذرائع كاذبة ومسوغات يراد لها أن تكون مبررا للاعتداء على العراق وسيادته وحرمة أراضيه".

يعتقد رئيس مركز رواق بغداد للسياسات العامة، عباس العنبوري، أن الحكومة العراقية جادة في موقفها بشأن رفض استخدام أراضيها للاعتداء على أي دولة، وهو موقف "حقيقي"، بحسب قوله.

ليس هذا فحسب، وفقا للعنبوري الذي تحدث لموقع "الحرة"، بل قادة الإطار التنسيقي، "الذين أبدوا موقفاً حكيماً في الأحداث التي تشهدها المنطقة، رغم الملاحظات عليهم وعلى سياساتهم، تعاملوا بشكل منسجم مع موقف الحكومة العراقية، ولم يخالفوه"، وفقا لقوله.

ويشير العنبوري إلى أن "الفصائل المسلحة، تحديدا التي لا تمتلك تمثيلاً سياسياً في الإطار التنسيقي، وهما: كتاب حزب الله، وحركة النجباء، لم يخرجا عن الموقف الرسمي للدولة العراقية، بشكل فعلي".

هل نجحت حكومة السوداني في إبعاد النار عن العراق؟ وفي ذات الوقت، كشف وزيرُ الخارجية العراقي، فؤاد حسين، حصولَ العراقِ على تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضيه للهجوم على إسرائيل، في حال حدوث أي رد من طهران على هجوم إسرائيل الأخير.

والثلاثاء، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن "الأولوية الآن إبعاد العراق عن الصراع في المنطقة".

ويعتقد زيدون الكناني، الأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون في قطر، أن حكومة السوداني أو أي حكومة أخرى في العراق، "لن تستطيع منع الضربات، إسرائيلية أو أميركية كانت".

ويقول الكناني في مقابلة مع موقع "الحرة": "سيحتفظ الإسرائيليون بالرد، والحكومة غير قادرة على حماية العراق، مثلما أنها لم تتمكن من حمايته من الضربات التي خرجت منه".

ويتوقع الكناني، وهو باحث في الشأن العراقي أيضا، وجود رد مباشر مرتقب على العراق، قد تتضرر منه الدولة، على اعتبار أن هذه الجماعات (الميليشيات) ليس لديها معسكرات رسمية وواضحة، وهذه عواقب عدم السيطرة عليها، وفقاً لقوله.

وبعث السوداني في أكثر من مناسبة برسائل إلى الفصائل المسلحة التي توالي إيران، بإن "قرار الحرب بيد الدولة، وليس بيد أي طرف آخر" ردا على محاولات تحشيد الرأي العام العراقي للدفع باتجاه زج العراق في الحرب الدائرة في المنطقة.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الاستهداف في أي لحظة.. خبير عراقي: الكيان لا يمكنه ضرب العراق دون ضوء أمريكي

بغداد اليوم - بغداد

اكد الخبير في الشؤون الأمنية احمد التميمي، اليوم الأربعاء (20 تشرين الثاني 2024)، أن الكيان الصهيوني لا يمكنه ضرب العمق العراقي دون ضوء اخضر امريكي.

وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "تسريبات الاعلام الغربي والصهيوني عن توجيه بوصلة عمليات الاستهداف الى فصائل المقاومة في العراق ما هي الا رسائل لما يعد له الكيان"، مؤكدا بان "الاستهداف قد يأتي في اي لحظة ولكن واشنطن تدرك حساسية هكذا خيارات على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة".

وأضاف، أنه "لا يمكن لتل ابيب ضرب العمق العراقي دون ضوء اخضر امريكي وبيان ماهي ردود الأفعال خاصة في ظل وجود قواعد عسكرية ومصالح اقتصادية وشركات بالإضافة الى ان الاتفاقية الاستراتيجية تحتم على واشنطن دعم بغداد في مواجهة أي عدوان خارجي وبالتالي فأن اي موقف داعم للكيان ضد العراق سيكون له ثمن".

وأشار التميمي الى، أن "اجتماع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الأمني يوم امس يدلل على قلق حكومي من تعرض بغداد الى عمليات استهداف مباشرة تدفع الى المزيد من التوتر وقد تقود الى ردود أفعال تزيد من الصراع في الشرق الأوسط، لافتا الى أن شرارة الحرب لن تنتهِ في المنطقة ما دامت ماكنة الموت مستمرة في قتل الأبرياء في فلسطين ولبنان وواشنطن تدرك الامر جيدا".

وبين الخبير الأمني، أن "أي عمليات استهداف قد تحصل ربما تنحصر في اغتيالات ولن تمس الأهداف الاقتصادية المهمة لان اي توجه بهذا المسار سيعني انفجار كبير، مؤكدا" ان أمريكا هي المعنية الآن بمنع الصراع من الانتقال الى مستوى مختلف اذا ما اعطت للكيان الصهيوني باستهداف العراق لان قواعدها ستؤمن تحليق الطائرات وتقديم كل المعطيات الفنية كما حدث في استهداف طهران قبل أسابيع اي ستكون شريكة في العدوان.

وردّ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم أمس الثلاثاء (19 تشرين الثاني 2024)، على تقديم إسرائيل رسالةً إلى مجلس الأمن الدولي لوضع إجراءات فورية للهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة، بالقول إن ذلك يمثل "ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق"، وفيما أكد رفض "هذه التهديدات والدخول في الحرب"، شدد على أن "قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية".

وقال السوداني في إطار ترؤسه الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، إن "الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني الى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقاً لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة".

وشدد على أن "العراق يرفض هذه التهديدات، وأن قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق"، لافتاً إلى "رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني.

مقالات مشابهة

  • السوداني وبوتين يؤكدان على استقرار أسعار النفط والغاز
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • الاستهداف في أي لحظة.. خبير عراقي: الكيان لا يمكنه ضرب العراق دون ضوء أمريكي
  • الفصائل العراقية تؤكد الجهوزية لأي تصعيد إسرائيلي مرتقب ضدها
  • الفصائل العراقية تؤكد الجهوزية لأي تصعيد إسرائيلي مرتقب ضدها - عاجل
  • السوداني قرار الحرب والسلم بيد الحكومة وليس بيد الحشد الشعبي!!
  • العراق.. السوداني يعقد اجتماعا أمنيا طارئا بعد تهديدات إسرائيلية غير مسبوقة
  • أستاذ زراعة: الدولة تبذل جهود حثيثة لزيادة الإنتاجية من اللحوم والألبان
  • السوداني: رسالة العدو الصهيوني الى مجلس الأمن ذريعة للاعتداء على العراق
  • الحكومة العراقية تعقد اجتماعًا أمنيًا طارئًا بعد التهديدات الإسرائيلية