يمانيون:
2025-04-24@22:48:57 GMT

هل سيخسر “ترامب” في بازار التغير الشرق اوسطي ؟

تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT

هل سيخسر “ترامب” في بازار التغير الشرق اوسطي ؟

يمانيون – متابعات
فاز الرئيس الامريكي دولاند ترامب ليكون الساكن السابع والاربعين في البيت الابيض لأربع سنوات قادمة، فاز وقد بدى هذه المرة اقل انفعالا، واكثر دبلوماسية، وأوسع وعدا في اجراء التغيرات التي يعتزمها في الداخل والخارج، اما في الداخل فحسب تصريحاته ستكون مهاماته الاولى قوة امريكا، وتقدم اقتصادية لجهة تخفيف التضخم، ودعم المنتوج الصناعي المحلي امام المستورد الصيني، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، اما خارجيا فقد وضع عنوانا كبيرا مفاده وقف الحروب، كل ذلك سيعالجه بمكيال الصفقات التي يعتقد أنه بالإمكان تحقيق النجاح به في كل زمان ومكان.

ومن هذه الحروب التي تحوي قصده حروب المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط، او بالأحرى العدوان الاسرائيلي المتواصل والدائر الان في على جبهات فلسطين ولبنان واليمن وايران والعراق وسوريا، ولا اعرف كيف سيطفئ ترامب هذه الحروب مع تمسكه بسياساته الداعمة لدولة الاحتلال والمؤيدة لها في كل المجالات؟؟ ولا اعرف كيف سيتمكن ترامب في التعامل مع عظيم التغيرات والتناقضات التي جرت على الساحة الدولية على مبدأ فن التعامل مع الواقع الذي تغير ولم يعد كمان كان، بل انه ينتج كل يوم وكل ساعة احداثا جديدة متسارعة تنقله من حالة الى اخرى؟؟

ولنضرب لترامب المنتشي بالفوز بأرواق شعب امريكي لا يهتم بغالبيته العظمى لمشاكل العالم الخارجي الا بنسبة لا تتجاوز 10%، بينما أكثر ما يعنيه هو الشأن الداخلي الاقتصادي والصحي والتنمية والازدهار ومحاربة التضخم والاسعار وكبح جماع الديون الولايات المتحدة ذات الارقام الفلكية، نسوق له مثال الحرب العدوانية التي تشنها اسرائيل على غزة، كيف سيرغم صديقه الحميم بنيامين نتنياهو على وقف اطلاق النار والقبول بصفقة المفاوضات عبر الوسطاء دون ان يحقق نتنياهو كل شعاراته الكبيرة التي رفعها في بداية الحرب؟ وهل يضمن ترامب في حال انصاع نتنياهو لطلبة ان الا تتفتت حكومة التطرف وينهار ائتلافه الحاكم؟

وكيف سيقنع ترامب نتنياهو ان يكتفي بما جرى لغاية الان، وينقله الى خانة الخاسر المنهزم الخائب والاخير يحاول ان يبني مجدا شخصيا في تاريخ اساطيره المبتدعة كمنقذ “للشعب اليهودي”، ودولته المزعومة ” اسرائيل” ؟ وكيف سيغلق ترامب الصراع الفلسطيني والعربي مع الاسرائيلي جوهر الصراع في المنطقة؟ هل عبر مشروعه الفاشل صفقة القرن؟ ام عبر “افيون” حل الدولتين ؟

وفي لبنان، المواجهة المتصاعدة بين دولة الكيان والمقاومة الاسلامية اللبنانية التي برغم زخرفة الحالة السياسية الناتجة عنها ومحاولة تحقيق وقف العدوان عبر حل سياسي إلا أن الميدان هو الماسترو الفاعل الذي يرسم النتيجة والمآل، هذا الميدان الذي يميل لصالح المقاومة، والذي يعلب الوقت فيه لصالح المقاومة بعد ان نفذ بنك الاهداف الاسرائيلية، واصطدم عدوانه المتعجل والذي استخدمت فيه كل الته الهائلة اصطدم باستراتيجية المقاومة القائمة على اعادة التقاط الانفاس، والتدرج المدروس في التصدي والمواجهة، والتدرج في رفع وتيرة ايلام العدو المنهك حتى يصرخ ويذعن، ويتخلى عن اهدافه التي تتكسر مع مرور الزمن على وطئه هول وتراكم الخسائر البشرية والمادية والاقتصادية والاجتماعية، فهل سينقذ ترامب هذه الحالة لإسرائيل ويوقف نزيفها، ويجبرها على القبول بالأمر الواقع، والاذعان لربط مسألة ايقاف النار بين لبنان وقطاع غزة، والتخلي عن الخيالات الحالمة لنتنياهو في بسط السيطرة على منطقة واسعة من جنوب لبنان، واطلاق يد “إسرائيل” في مواصلة العمل في لبنان، بل ودفع الولايات المتحدة وحلفائها ليكونوا حراسا على حدود لبنان البرية والبحرية والجوية حتى لا ينفذ السلاح من الخارج لمقاومته الاسلامية ؟

وهل تقبل المقاومة ــ مهما كان الثمن ــ بشروط اسرائيل بحقها وبحق لبنان وسيادته الكاملة؟

قطعا لا يمكن، لذلك تحقيق الحلم الامريكي هنا صعب للغاية، الا اذا اجبر ترامب صديقه نتنياهو على القبول والاذعان لشروط المقاومة وهذا يعني هزيمة اسرائيل هزيمة صريحة وجلية.

في الملف اليمني كذلك، لن يكون هناك مجال لوقف المساندة للشعب الفلسطيني مالم تتوقف الحرب العدوانية على غزة ويرفع الحصار عنها مهما بلغت التضحيات. وسيبقى البحر الاحمر ميدان مواجهة، وخانقا للاقتصاد الاسرائيلي ومضرا بالاقتصاد الغربي والامريكي حتى تقف العدوان على غزة.

أما مع ايران فمعضلة ترامب اعظم واقسى، فايران اليوم التي تحضر لتوجه ضربة لـ”إسرائيل” ردا على عدوان الاخيرة عليها قبل اسابيع، ايران اليوم رسمت وترسم من خلال الوعد الصادق 1 والوعد الصادق 2 والوعد الصادق 3 الموعود في أي لحظة استراتيجية اليد العليا والطولى في مواجهة “إسرائيل”، فجردة الحساب التي قدمتها ايران للرد على الاعتداءات الإسرائيلية في الحرب الخفية والتي تمثلت في اغتيال بعض علماء المشروع النووي والهجمات على مراكز هذا المشروع والتفجيرات في داخل المدن والبلدات الايرانية عبر عملاء لهم صلة باجهزة مخابرات اسرائيلية والعدوان على السفارة الايرانية في دمشق، جاءت في الوعد الصادق 1 في ابريل الماضي، والرد على اغتيال القائدين اسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله جاء في الوعد الصادق 2،واصبح العالم يثق بوعود ايران في الرد على الاعتداءات الاسرائيلية ويترقبها، بل يضبط ساعته عليها، بمعنى يرى فيها التغيير الابرز للحالة الشرق اوسطية، والتطبيق الفعلي للشعارات التي ترفعها ايران بوضوح ودون مواربة، وما ترامب الا عدو لايران، إن لم يقم بمهاجمتها عسكريا لأنه يعرف مآلات ذلك الفعل، فإنه يتوعدها بزيادة خنق اقتصادها من خلال حزم عقوبات جديدة، أو تقديم عرض لاتفاق نووي جديد سترفضه ايران قطعا لان اول اولوياته سيكون التخلي عن المشروع الصاروخي المهدد لإسرائيل ومصالح الويلات المتحدة في المنطقة. اضافة لمحاولة يائسة سيكررها ترامب تتمثل في ثنيّ ايران عن دعم حلفائها في محور المقاومة.

هذه الملفات الاربع، وبعد الذي جرى في المنطقة بعد السابع من اكتوبر، لا تنجح معها الصفقات الترامبية، لان المنطقة اختلفت الان كثيرا عما سبق، التغيير في المنطقة ذاهب الى ابعد مدى لرسم واقع إتخاذ المواجهة مع العدو الاسرائيلي وافشال اهدافه ومشاريعه بل تحطيم عنجهيته وصلفه والانتصار عليه هدفا استراتيجيا، بل وربما دفع الولايات المتحدة لبداء مراحل التخلي عن هذا الكيان شيئا فشيئا، والوصول لمرحلة رفع الغطاء عنه في مقياس الربح والخسارة التي تحكم جوهر الصفقات التجارية والسياسية ايضا.

من اجل ذلك الخسارة هي الاقرب لمشروع ترامب ، لان طبيعة البازار السياسي في منطقتنا قد تغيرت الان بفعل المواجهة المتواصلة والواعدة بين محور المقاومة و”اسرائيل”.
————————–
*عصري فياض
موقع قناة العالم

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

كيف تعكس تصريحات “نتنياهو” الأخيرة بشأن اليمن فشلَ العدوان الأمريكي؟

يمانيون../
كشفت التصريحاتُ الأخيرةُ لمجرم الحرب الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بشأن جبهة الإسناد اليمنية لغزة عن المزيد من دلائل فشل العدوان الأمريكي الذي تشنه إدارة ترامب على اليمن منذ منتصف مارس الماضي.

تصريحاتُ نتنياهو التي ركَّزَ فيها على طائرة “يافا” اليمنية المسيَّرة، وعبَّر عن غضبه من تسميتها، وهجماتها المتكرّرة على وسط الأراضي المحتلّة، عكست حالة انزعَـاج شديدة من استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، واستمرار الكابوس الأمني والاستراتيجي الذي تمثّله هذه العمليات، وكذلك الدلالات التي تحمّلها في مفاعيلها ورمزياتها، برغم المحاولات الحثيثة لإخفاءِ ذلك بشكل تامٍّ على المستوى الإعلامي.

بل إن هذه التصريحاتِ تتصادمُ بشكل واضح مع الانطباع المزيَّف الذي حاول نتنياهو نفسُه أن يصنعُه في مناسباتٍ سابقةٍ من خلال تصوير العدوان الأمريكي الجديد على اليمن وكأنه نهاية للتهديد الذي تشكّله جبهةُ الإسناد اليمنية، حَيثُ يبدو بوضوح أن هذا التهديدَ لا يزال يفرضُ نفسَه بشكلٍ مُلِحٍّ على الواقع الأمني والاقتصادي لكيان العدوّ، بصورة تجبر نتنياهو على تناوله ومحاولةِ مَلْءِ فراغ الأسئلة المتصاعدة بشأنه لدى قطعان المستوطنين.

ومما يؤكّـد ذلك أن تصريحاتِ نتنياهو تتناقَضُ مع الاستراتيجية الإعلامية للعدوان الأمريكي على اليمن، والتي كشفت صحيفةُ “معاريف” في وقتٍ سابق، نقلًا عن مسؤولين صهاينة، أنها تركِّزُ على إبعادِ كيان العدوّ قدرَ الإمْكَان عن المشهد، والترويج فقط لدعاية خطر العمليات اليمنية على الملاحة؛ مِن أجلِ تحشيد الدعم الإقليمي والدولي ضد صنعاء، حَيثُ نسف نتنياهو هذه الاستراتيجية وأشَارَ بوضوحٍ إلى ارتباط العمليات العدوانية الأمريكية ضد اليمن بحماية العدوّ الصهيوني.

ولا يقف الأمر عند المستوى الإعلامي، فـ تهديدُ نتنياهو بالرد على الهجمات اليمنية التي تستهدف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، يعكس بوضوح الفشل العملياتي والميداني للعدوان الأمريكي على اليمن، والذي كشفت وسائل إعلام عبرية الشهرَ الماضيَ بأنَّ إدارةَ ترامب حرصت على إبلاغِ كيانِ العدوّ بعدمِ المشاركة فيه عسكريًّا بشكل مباشر وعدم الرد على الهجمات اليمنية، وهي استراتيجيةٌ انطلقت من تقديراتٍ أمريكية خاطئة استندت على فرضية أن واشنطن قادرةٌ بالفعل على احتواءِ وردع الجبهة اليمنية، كما أنها تهدفُ أَيْـضًا لترسيخِ الهدف الدعائي المتمثل في فَكِّ الارتباط الواضح بين جبهتَي اليمن وغزة.

الاندفاع الذي أبداه نتنياهو للعودة إلى استهداف اليمن بشكل مباشر، يعكسُ بوضوح سقوط الاستراتيجية العملياتية والإعلامية للعدوان الأمريكي، ووصول كيان العدوّ إلى إدراك تام لانسداد الأفق أمام إدارة ترامب، كما يعكس تزايد حجم الضغط الذي يشكله هذا الفشل الأمريكي واستمرار وتصاعد العمليات اليمنية المساندة لغزة، بالشكل الذي يرى نتنياهو أنه يحتاج للتصرف بشكل مباشر؛ مِن أجلِ تخفيفِه ولو دعائيًّا.

ومما يوضح سوءَ المأزِق الأمريكي -الصهيوني الذي تعبّر عنه تصريحاتُ وتهديدات نتنياهو، أنه هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها كيان العدوّ نفسه مضطرًّا للتصرف بشكل مباشر؛ بسَببِ فشل حلفائه الأمريكيين؛ فقد حدث ذلك خلال الجولة السابقة عندما اضطر جيشُ العدوّ الصهيوني لتنفيذ اعتداءات جوية مباشرة على اليمن، تحت ضغطِ العمليات اليمنية المتصاعدة ضد العُمق الصهيوني، متجاوزًا الاستراتيجيةَ العملياتيةَ والإعلامية التي حاولت إدارةُ بايدن من خلالها إبعادَ “إسرائيل” عن المشهد، وقد كانت نتائجُ ذلك عكسيةً بشكل فاضح؛ فبدلًا عن أن تقتصرَ فضيحةُ الفشل في ردع اليمن على الولايات المتحدة وبريطانيا، تصدَّر كيانُ العدوّ واجهةَ مشهد العجز، وامتلأت وسائلُ الإعلام ومراكزُ الدراسات العبرية بالتحليلات والاعترافات الرسمية وغير الرسمية بالعجز العملياتي والاستخباراتي الكبير الذي يعاني منه جيشُ العدوّ فيما يتعلق بتنفيذ عمليات مباشر في اليمن، وهو أمرٌ حَرَمَ قيادةَ العدوّ حتى من الفائدة المحدودة للتهديدات والعنتريات الدعائية، وجعل واقعَ استحالة وقف العمليات اليمنية راسخًا وواضحًا أمام الجميع، بما في ذلك قطعان المستوطنين الذين كان يسعى نتنياهو لطمأنتِهم.

توقيتُ تصريحاتِ نتنياهو بشأن اليمن يؤكّـدُ هو أَيْـضًا إدراكَ كيان العدوّ لفشل العدوان الأمريكي على اليمن، حَيثُ تأتي هذه التصريحات في ظل عجز يواجهُه البنتاغون حتى على مستوى تسويق إنجازات وهمية، حَيثُ أصبح يرفضُ تمامًا تقديمَ أية تفاصيل بشأن العمليات ضد اليمن ويمتنع عن الإجَابَة عن أسئلة وسائل الإعلام الأمريكية، في ظل أزمة داخلية باتت تهدّد مستقبل وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث نفسه؛ بسَببِ قضيةِ تسريبات معلوماتٍ حسَّاسة عن العمليات العدوانية ضد اليمن، وذلك عقب أن اعترف مسؤولون بأن العدوانَ لا ينجح في الإضرار بالقدرات العسكرية اليمنية، وأن تكاليفَه تجاوزت مليار دولار في ثلاثة أسابيع فقط، وأنه يستنزفُ مخزوناتِ الجيش الأمريكي المخصَّصة لمنطقتَي آسيا والمحيطَين الهندي والهادئ.

ويبدو أن هذه الحالةَ قد أسهمت بشكل كبير في زيادةِ حالة اليأس والإحباط لدى قيادة كيان العدوّ الصهيوني، بالشكل الذي دفعها إلى تجاوُزِ الاستراتيجيات التي تم تنسيقُها مع واشنطن، والاندفاع إلى واجهة المشهد بفعلِ الحاجة إلى تعويضِ الفشل الأمريكي ومحاولة ملء الفراغ الذي يتركُه هذا الفشلُ في معنويات المستوطنين، وأمام وسائل الإعلام، وفي الميدان.

مقالات مشابهة

  • “حماس”: تصريحات نتنياهو تكريس لنهج “الإبادة الجماعية”
  • “فلسطينيو الخارج” يستنكرون إساءة “عبّاس” إلى المقاومة
  • عاصفة من الغضب ضد داعية كويتي بعد تصريحات “وصف مجاهدي غزة بالفئران”
  • خيبة أمل إسرائيلية: بقاء “حماس” على حدودنا يُكذّب مزاعم الانتصار
  • سموتريتش يهدد باسقاط “حكومة نتنياهو” في حال دخول أي مساعدات الى غزة 
  • شاهد بالفيديو.. سيدة الأعمال السودانية هبة كايرو تتحول لمطربة وتغني داخل أحد “الكافيهات” التي تملكها بالقاهرة
  • “يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
  • كيف تعكس تصريحات “نتنياهو” الأخيرة بشأن اليمن فشلَ العدوان الأمريكي؟
  • الصادق: تقدمت باقتراح قانون معجل مكرر يحفظ تنوع العاصمة
  • نتنياهو: غيرنا وجه المنطقة ولن نقبل بـخلافة على شاطئ المتوسط