بن جامع: الوضع في غزّة يتدهور بشكل مأساوي.. والاحتلال يستخدم التجويع كسلاح حرب
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
أكد الممثل الدائم للجزائر بالأمم المتحدة عمار بن جامع، أن الوضع في قطاع غزة يتدهور وبشكل مأساوي، لافتا إلى أن هذا الأمر كان متوقعا وناتج لما سبق التحذير منه.
وفي كلمة له في جلسة لمجلس الأمن حول المجاعة في شمال غزة، قال بن جامع إن “المجاعة تنتشر اليوم بين الفلسطينيين الذين عانوا الأمرين، بينما تبقى الأسرة الدولية عاجزة عن وضع حد للقمع الذي تمارسه قوات جيش الاحتلال.
كما ذكّر السفير بن جامع بتصريح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حينما قال إن “العدوان الصهيوني يكشف وبشكل واضح إخفاق المجتمع الدولي في تطبيق القواعد المعتمدة على الصعيد الدولي.”
وأكد ذات المتحدث أن الوضع الإنساني الكارثي في غزة ليس صدفة ولكنه نتيجة حرمان مقصود تفرضه القوة القائمة بالاحتلال، مبرزا أن التقارير المخيفة تؤكد على هذا الحرمان والوضع الخطير الذي يعيشه الفلسطينيون وخاصة في شمال غزة.
وأضاف ممثل الجزائر بالأمم المتحدة أن الفلسطينين يموتون من التجويع ومن المجاعة حرفيا، لافتا إلى أن ذلك يشكل استخداما واضحا للتجويع كوسيلة حرب ويشكل ذلك وسيلة حرب.
وتابع بن جامع، أنه لا يمكن للكلمات اليوم أن تعكس المآسي والفظائع التي يعاني منها المدنيون في غـزة وخاصة في شمال القطاع. مضيفا أن النية الكامنة وراء هذه السياسات باتت واضحة وضوح الشمس والهدف هو إفراغ شمال غزة من سكانه.
وختم عمار بن جامع كلمته، بالاشارة إلى أنه بالرغم من النداءات المتكررة من المجتمع الدولي والقرارات التي اعتمدها هذا المجلس وبالرغم من الآليات الأممية المعمول بها، لم تتمكن إلا 37 شاحنة من الدخول إلى غزة يوميا في شهر أكتوبر، وعددها كان يتخطى 500 شاحنة العام الماضي.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: بن جامع
إقرأ أيضاً:
زنزانة 65: الدراما كسلاح لمواجهة النسيان السياسي
في زمن ينتج فيه السيسي الاختيار، حيث يزيف الحقيقة جهارا نهارا في رمضان في حضرة يوتيوب وكاميرا الديجيتال والبث المباشر، وحيث يصبح التاريخ ساحة معركة لإعادة صياغته وفق مصالح القوى المسيطرة.. في هذا السياق، كان مسلسل "زنزانة 65" كعمل درامي يعيد الاعتبار للأصوات المهمشة، ويقاوم محاولات طمس المعاناة التي تعرض لها المعتقلون السياسيون. من خلال حبكة وشخصيات تنهش بقاياها عتمة السجن وظلم النظام، يفتح المسلسل نافذة على تجربة الاعتقال السياسي وما تخلفه من ندوب نفسية وجسدية، محاولا استعادة ذاكرة جمعية أُريد لها أن تُنسى.
شهدت السنوات الأخيرة موجة متزايدة من الأعمال الدرامية التي تعيد قراءة الأحداث السياسية بطريقة تخدم أجندات النظام، وتلجأ إلى إعادة رسم صورة الجلاد كحامٍ للوطن، فيما يتم تشويه صورة الضحايا وتغييب الحقائق. هذا النهج يفرغ الدراما من رسالتها الأخلاقية ويحولها إلى أداة تطبيع مع القمع.
يأتي "زنزانة 65" ليعيد التوازن ويمنح صوتا لفئة سعى النظام جاهدا لتغييبها عن المشهد ومحو وجودها، كما محا بعضهم من سجلات الدولة وحقهم في المواطنة. من خلال الاستناد إلى شهادات حقيقية وتجارب موثقة، يكشف المسلسل الوجه الحقيقي للسجون السياسية وما تمثله من آلة قمعية تهدف إلى سحق الكرامة الإنسانية
على النقيض من ذلك، يأتي "زنزانة 65" ليعيد التوازن ويمنح صوتا لفئة سعى النظام جاهدا لتغييبها عن المشهد ومحو وجودها، كما محا بعضهم من سجلات الدولة وحقهم في المواطنة. من خلال الاستناد إلى شهادات حقيقية وتجارب موثقة، يكشف المسلسل الوجه الحقيقي للسجون السياسية وما تمثله من آلة قمعية تهدف إلى سحق الكرامة الإنسانية. ولا يكتفي المسلسل بعرض المأساة، بل يتجاوز ذلك إلى مساءلة الصمت الاجتماعي والتواطؤ السياسي الذي يسمح باستمرار هذه الانتهاكات.
لا يمكن قراءة "زنزانة 65" بمعزل عن سياقه السياسي، فالعمل يُعرّي بشكل مباشر ممارسات الأنظمة القمعية التي جعلت من السجون وسيلة لإسكات الأصوات الحرة. من خلال مشاهد دقيقة التفاصيل، يُبرز المسلسل كيف يتم تفكيك شخصية المعتقل ومحاولة تحطيم إرادته، وإعادة تفكيك شخصية الضابط النفسية وما تحمله من تشوهات ونقص مريض يتحول لممارسات وأفعال؛ يعكس من خلالها نفسية النظام السياسي واختلاله إنسانيا في معاملته لهذه الفئة تحديدا وانتقامه منها في خصومة سياسية تجاوزت عقدا من الزمن.
كما يتناول المسلسل أيضا البنية السياسية التي تنتج القمع وتغذيه. فالسجون ليست مجرد مبانٍ، بل هي امتداد لنظام سياسي قائم على الهيمنة وإخضاع المجتمع.
يركز المسلسل بشكل عميق على الأثر النفسي والاجتماعي الذي يتركه الاعتقال على الأفراد وعائلاتهم. عبر شخصيات متعددة، يقدم "زنزانة 65" صورة شاملة للمعاناة: هناك من يُكسر تماما تحت وطأة القهر، وهناك من يحوّل الألم إلى طاقة مقاومة. ومن خلال هذه الثنائيات، يتحدى المسلسل الصور النمطية التي تصوّر المعتقلين إما كأبطال خارقين أو ضحايا عاجزين.
في وقت تحاول فيه الأنظمة القمعية كتابة تاريخ بديل يمحو معاناة الضحايا، يأتي "زنزانة 65" كشهادة حية ضد النسيان، يُذكّرنا بأن لكل معتقل قصة يجب أن تُروى، وأن معركة الحرية ليست شأنا فرديا، بل هي مسؤولية جماعية.
الحكايات التي تُروى، والأصوات التي تعلو رغم القمع، تظل شواهد على مقاومة لا تنكسر. وبهذا المعنى، يتجاوز المسلسل كونه عملا دراميا إلى كونه أداة توثيق ومقاومة
يُبرز المسلسل أن القمع مهما كان ممنهجا وشرسا، لن ينجح في محو الحقيقة بالكامل. فالحكايات التي تُروى، والأصوات التي تعلو رغم القمع، تظل شواهد على مقاومة لا تنكسر. وبهذا المعنى، يتجاوز المسلسل كونه عملا دراميا إلى كونه أداة توثيق ومقاومة.
وعلى الرغم من قلة الإمكانات والتحديات الإنتاجية، إلا أن المسلسل كان تحديا في ذاته أن تكون القصة في هذا الحيز المحدود وفي مسارات قصص متوازية مع خلق رتم رشيق للأحداث دون ملل أو مط، حاولنا أن نوصل رسالتنا بما توفر لنا من إمكانات تحترم المشاهد وتحترم من أردنا أن نوصل صوتهم.
وسعينا أن نستخدم الدراما كسلاح في مواجهة السلطة؛ هذا النوع من الدراما الذي لا يسعى إلى الترفيه فقط، بل يحفز التفكير النقدي ويدفع المشاهدين إلى طرح أسئلة صعبة حول العدالة والحرية والمسؤولية.
في النهاية، أردنا أن نؤكد أن الدراما، حين تكون صادقة في طرحها وملتزمة بجوهر الحقيقة، تمتلك القدرة على اختراق الحواجز، وكشف المستور، وإبقاء ذاكرة المظلومين حيّة في وجه كل محاولات الطمس والإخفاء.