جنيف – نبض السودان

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان، فولكر تورك- الثلاثاء- إن الحرب الكارثية غير المبررة التي يشهدها السودان، والناجمة عن صراع وحشي على السلطة، قد نتج عنها آلاف القتلى، والتدمير لآلاف المنازل، والمدارس، والمستشفيات، وغيرها من الخدمات الأساسية، و النزوح الجماعي و كذلك العنف الجنسي، والتي تعد أعمالاً قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.

وأضاف تورك، لدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أسباباً معقولة للإعتقاد بأن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد إقترفت إنتهاكات جسيمة للقانون الدولي خلال النزاع الجاري الذي يدخل شهره الخامس، بما في ذلك إنتهاكات للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الانسان، ويجب ان يخضع الجناة للمحاسبة.

كما أعرب تورك عن قلقه البالغ من أن حالة الفوضي العارمة المقترنة بالإفلات من العقاب، يسهل أستغلالها من قبل مليشيات وجهات مسلحة إنتهازية أخرى، الأمر الذي قد يفاقم الوضع.

وتشمل المناطق الأكثر تضرراً من الصراع الجاري الخرطوم والمناطق المجاورة، ومدينة الأبيض في شمال كردوفان، ومناطق في إقليم دارفور، ولا سيما غرب دارفور، حيث تحمل الإعتداءات على المدنيين طابعاً عرقيا.

وفي الوقت الذي يصعب فيه تحديد عدد القتلى بدقة نتيجة شدة الصراع الدائر، وصعوبة جمع رفات العديد من القتلى وتحديد هوياتهم ودفنهم، تشير الأرقام المبدئية إلى مقتل ما يزيد عن 4000 شخصاً حتى الأن، بينهم المئات من المدنيين، بما في ذلك 28 من العاملين في المجال الإنساني والصحي و 435 طفلاً، ويٌعتقد أن عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير.

قال تورك “ورد مقتل العديد من المدنيين اثناء مقاومتهم لمحاولات نهب منازلهم، او إغتصاب نسائهم وبناتهم، من قبل قوات الدعم السريع” مضيفاً أن العديد من المدنيين قتلوا أثناء تبادل لإطلاق النار بين طرفي الصراع، أو نتيجة سقوط قذائف على منازلهم.

“وفي غرب دارفور، تعرض أناس للقتل في منازلهم أو أثناء محاولتهم الوصول لمناطق آمنة سواء في مدينة الجنينة أو على الطريق لتشاد”.

وتابع “تلقى مكتبي تقارير موثقة عن 32 حالة عنف جنسي بحق 72 ضحية حتى تاريخ 2 أب (اغسطس)، من بينها 28 حالة إغتصاب، تورط رجال يرتدون زي قوات الدعم السريع في إرتكاب ما لا يقل عن 19 حالة، ويٌرجح ان عدد الحالات أكبر بكثير من الرقم المذكور.

وقال: لقد قمت بحثّ كبار المسؤولين في السودان- أثناء زيارتي هناك وكررت ذلك مراراً منذ ذلك الحين- على إصدار تعليمات واضحة لجميع من هم تحت إمرتهم بعدم التسامح مطلقا مع العنف الجنسي، ويجب محاسبة الجناة وإدانة هذا العنف بشكل واضح وقاطع.

وذكر المسئول الأممي في تقريره ان المئات من الاشخاص تعرضوا، بما في ذلك نشطاء سياسيين، ومدافعين عن حقوق الانسان، للإعتقال التعسفي والحجز بمعزل عن العالم الخارجي من قبل طرفي الصراع. منبهاً الى أن في الخرطوم وحدها تم تسجيل إختفاء ما يزيد عن 500 شخصاً، بما في ذلك 24 إمراةً حتى نهاية شهر يوليو، حيث تعرض العديد من المعتقلين لسوء المعاملة وفي بعض الحالات للتعذيب.

ومنذ شهر مايو، تضاعفت حالة إنعدام الأمن الغدائي تقريباً، مما أثر على أكثر من 20.3 مليون شخص، بما في 700,000 طفلاً اصبحوا معرضين لخطر سوء التغذية الحاد والموت.

كما أن الإقتصاد في حالة من الإنهيار التام والنظام الصحي في أزمة، حيث صرحت وزارة الصحة السودانية في مطلع أغسطس بأن 100 من أصل 130 مستشفى في الخرطوم قد اصبحت خارج الخدمة.

وكشف عن نزوح أكثر من 4 ملايين شخص إعتبارا من تاريخ 8 اغسطس، وبحسب التقارير فإن غالبيتهم يعيشون في ظروف انسانية مزرية، مما يجعل النساء والفتيات في معسكرات اللجوء ومواقع النزوح اكثر عرضة للإستغلال الجنسي.

وقال تورك ان الشهود الذين أجريت معهم مقابلات من قبل مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان اتهموا طرفي الصراع بحرمان المدنيين من الممرات الآمنة للهروب من القتال، أو اجلاء الجرحى، خاصة في جنوب الخرطوم، وشرق النيل، وأم درمان، وفي مدينة الجنينة، منعت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها إجلاء الجرحى إلى المرافق الصحية.

كما تلقى مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان شهادات تتعلق بالقتل غير المشروع، والاحتجاز التعسفي، والإختقاء القسري، وانتهاكات اخرى.

وشدد على أنه يتوجب على طرفي الصراع وقف القتال فوراً، وإستئناف المحادثات السياسية، والإمتثال لإلتزاماتهم القانونية بموجب القانون الدولي الانساني، ولا سيما مبادئ التمييز والتناسب والحيطة اثناء العمليات العسكرية، والسماح بوصول المساعدات الانسانية”.

قال المسؤول الاممي لحقوق الانسان، “يتوجب على طرفي الصراع التحقيق في كافة الإنتهاكات للقانون الدولي الانساني والقانون الدولي لحقوق الانسان التي وقعت خلال الصراع الجاري، وفقا للمعايير الدولية ذات العلاقة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الإنتهاكات”

وحث تورك المجتمع الدولي على زيادة الضغوط السياسية والإقتصادية على طرفي الصراع لوقف القتال فوراً، وزيادة الدعم المالي للوكالات الإنسانية التي تعمل على معالجة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع، بما في ذلك أزمة اللجوء والنزوح”.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الامم المتحدة تعلن رسميا لحقوق الانسان الدعم السریع طرفی الصراع بما فی ذلک العدید من من قبل

إقرأ أيضاً:

تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ (3)

تتزايد المخاوف بشأن تدخلات دول الجوار في النزاع السوداني، حيث أشار المستشار السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي، عادل عبد الكافي، إلى تقارير دولية تؤكد هبوط أكثر من 45 رحلة جوية للإمارات تحمل أسلحة وطائرات مسيرة في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتحديدًا في العاصمة بانغي، قبل نقلها إلى قوات الدعم السريع. في السياق ذاته، دعا أكاديمي تشادي متخصص في الشأن الأفريقي إلى ضرورة تدخل دول الجوار في المسألة السودانية، التي أصبحت أكثر إلحاحًا. كما كشف المستشار الليبي عن قيام حفتر بإنشاء مستشفى ميداني لعلاج قوات الدعم السريع داخل الأراضي الليبية، مما يبرز أبعاد الصراع وتأثيراته الإقليمية..

التغيير: أمل محمد الحسن تقع على الحدود الغربية للسودان 3 دول تعتبر جميعها مصدرا لتدفق السلاح والمقاتلين والدعم اللوجستي والطبي لقوات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي” مما يضاعف قواتها، ويزيد أجل الصراع. ووفقا للمستشار السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي العقيد عادل عبد الكافي، فإن مسألة تدفق السلاح للدعم السريع تحتاج جهود أممية للمراقبة من أجل وقف هذا التدفق غير المحدود الذي تتورط فيه قوى دولية وإقليمية تعمل من أجل مصالحها الذاتية. ويبدو أن تصويت مجلس الأمن بالإجماع في سبتمبر الماضي على تمديد نظام العقوبات المطبق منذ العام 2005، والذي يشمل حظر دخول السلاح لدارفور لا يجد أذنا صاغية في ظل انعدام آليات المراقبة والمنع! بانغي: صراعات تتغذى على بعضها جمهورية إفريقيا الوسطى التي تعاني صراعات مستمرة طوال 11 عاما تحولت لأحد الأثداء التي يتغذى عليها الصراع السوداني؛ فالدعم السريع الذي يسيطر على الحدود السودانية التي تتقاطع في وسط وجنوب دارفور يحظى منسوبوه بالتدريب هناك كما تسمح السيولة الأمنية بتدفق غير محدود للسلاح! ولحميدتي دور كبير في حماية كرسي الرئيس “فوستان توادير” المدعوم من روسيا ظهر هذا الدور في إغلاقه للحدود في نهايات العام 2022 لإفشال محاولة انقلابية هناك، ثم قام بفتحها مرة أخرى مطلع العام 2023 وحاليا تسيطر قواته على منطقة أم دافوق التي توفر له منفذا استراتيجيا للحصول على الدعم من الفيلق الروسي الإفريقي. دعم مزدوج لكن الأمر الغريب أن حميدتي يحصل على الدعم من النظام الحاكم والمعارضة في الوقت نفسه؛ فقد قال تقرير خبراء الأمم المتحدة بحسب آي دي إف (مجلة منبر الدفاع الأفريقي التي تصدر فصليًا عن القيادة العسكرية الأمريكية لقارة أفريقيا): إن جماعات مسلحة معارضة من إفريقيا الوسطى جندت عناصر منها، وأرسلتها إلى القتال في السودان تحت لواء الدعم السريع” ومن بين هؤلاء المجندين مقاتلون متمردون من الجبهة الشعبية لنهضة إفريقيا الوسطى، وتسيطر هذه الجبهة على أجزاء من محافظة فاكاغا في شمال إفريقيا الوسطى على طول الحدود السودانية، وفي المقابل يستخدم مقاتلوها الأراضي السودانية لشن هجمات الجبهة في إفريقيا الوسطى. التقارير الدولية أكدت هبوط أكثر من 45 رحلة جوية للإمارات تحمل أسلحة ومسيرات في أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى
المستشار السابق لقائد الجيش الليبي ويحدد التقرير الأممي رجلاً من رجال الدعم السريع، يُدعى حبيب حريقة، ضمن القائمين بالتجنيد الذين ينقلون المقاتلين عبر الحدود من أم دافوق وسام أوغندا وموقع التعدين نداه ومحافظة هوت كوتو. ويصل هؤلاء المقاتلون إلى نيالا، عاصمة جنوب دارفور، وهي حلقة وصل استراتيجية بين أفريقيا الوسطى والسودان، ويسيطر عليها الدعم السريع منذ أكتوبر 2023. المستشار السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي، عادل عبد الكافي قال المستشار السابق لقائد الجيش الليبي عادل عبد الكافي، في مقابلة مع «التغيير» إن التقارير الدولية أكدت هبوط أكثر من 45 رحلة جوية للإمارات تحمل أسلحة ومسيرات في أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى تصل للعاصمة بانغي؛ ومن ثم يتم تمريرها تحت حماية الفيلق الروسي (فاغنر سابقا) إلى المناطق الحدودية. وأوضح عبد الكافي أن أفريقيا الوسطى تحتضن أكثر من 1000 عنصر من أعضاء الفيلق الروسي التي تضم مرتزقة متعددة الجنسيات تستهدف تجنيد قوات من عناصر متمرسة في القتال وعناصر مستهدفة بالتدريب من بينهم عناصر تتبع لـ”حميدتي” تشاد: تجاذبات الهوية والمال في الأيام الأولى لاشتعال الحرب صدرت أخبار منقولة عن مصادر دبلوماسية في الحكومة التشادية تؤكد وقوفها مع الجيش السوداني ضد تمرد الدعم السريع وهو ما قامت الخارجية التشادية بنفيه بعد 10 أيام لاحقة لاندلاع الحرب، مؤكدة وقوفها على الحياد ومشيرة للحاجة الملحة للتوصل لحل سلمي للنزاع. مواقف تشاد المتعاطفة مع الجيش السوداني في بداية الحرب جاءت وفقا لمصدر عسكري فضل حجب اسمه لأسباب جهوية لجهة انتماء قيادات في العاصمة إنجمينا لإثنية الزغاوة ذات الامتدادات المؤثرة داخل إقليم دارفور. تدفقات الدعم تأتي من مناطق مختلفة في تشاد منها “أدري”، و”أبشي” الحدوديتين
مصدر عسكري وأفاد المصدر العسكري بأن الأموال التي وعدت بها الإمارات إنجمينا جعلتها تبتعد عن مساندة الجيش السوداني بناء علي التزام إماراتي بدعم الخزينة التشادية بمبلغ مليار ونصف دولار “تعادل 200% من ميزانيتهم” تم بالفعل تسليم 500 مليون دولار منها. وقال المصدر العسكري إن تدفقات الدعم تأتي من مناطق مختلفة في تشاد منها “أدري”، و”أبشي” الحدوديتين إلى جانب “حسين جاموس” عبر العاصمة وميناء “دولا” في دولة الكاميرون كما تم رصد قاعدة تزود بالوقود في جمهورية أرض الصومال. دعم إماراتي يؤكد المستشار السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي العقيد عادل عبد الكافي، أن القاعدة الإماراتية العسكرية في منطقة “أم جرس” توفر شحنات عسكرية عبارة عن “بنادق كلاشينكوف” و”أسلحة مضادات الطائرات”، التي أرسلت دفعة منها عبر الأراضي الليبية في العام 2023 عبر خليفة حفتر، إلى جانب”صواريخ سام 7 محمولة كتفا مضادة للطائرات” مشيرا إلى أنه يتم نقلها إلى منطقة الزرقة في شمال دارفور التي يسيطر عليها الدعم السريع. وأضاف: “أقامت الإمارات مستشفى عسكري ميداني داخل الأراضي التشادية”. وقال عبد الكافي أن الإمارات تستخدم مهبطا ترابيا قريبا من الحدود السودانية تستغله لإيصال المساعدات لحميدتي تحت غطاء الدعم الإنساني “التقارير تؤكد استخدام عناصر إماراتية وأخرى تتبع لقوات الدعم السريع لإرسال تعزيزات الأسلحة عبر هذا المهبط”. تطورات دبلوماسية تصاعدت الأحداث بشكل دراماتيكي عندما اتهم مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا دولة تشاد وقال، رغم العلاقات بين الشعبين الشقيقين، لكن بداخلها “عملاء” يوصلون المساعدات لقوات التمرد وفق تعبيره. وأضاف في لقاء وسط جنوده بمدينة أمدرمان: “عقب بدء روسيا في تفكيك فاغنر تبدلت الطائرات من أفريقيا الوسطى إلى مطار إنجمينا في تشاد وأم جرس أيضًا، وبمعرفة نافذين في القيادة التشادية”. وفي أواخر ديسمبر الماضي، رفضت الخارجية السودانية الاعتذار عن تصريحات العطا بعد أن استدعت انجمينا السفير السوداني لديها، وطالبته بذلك ونتيجة لهذا الرفض أعلنت تشاد أربعة دبلوماسيين سودانيين أشخاصًا غير مرغوب فيهم، وأمرتهم بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة؛ بسبب ما وصفتها بأنها “تصريحات خطيرة” لمسؤولين سودانيين اتهموها بالتدخل في الصراع في بلدهم. دعم أممي للادعاءات السودانية تقرير الأمم المتحدة الصادر في منتصف يناير من العام الجاري حدد ثلاثة طرق رئيسة لإمدادات الدعم السريع أهمها الطريق الذي يمر عبر تشاد فيما أكدت التقارير تناوباً كثيفاً لطائرات شحن قادمة من مطار أبوظبي إلى مطار أم جرس في شرق تشاد مع عمليات توقف في بلدان مثل يوغندا ورواندا وكينيا. وفقا للتقرير الأممي، فإن ادعاءات بورتسودان لها ما يدعمها؛ فقد تحصل فريق الخبراء على معلومات من مصادر متعددة تفيد بأنه أسبوعيا يتم تفريغ طائرات شحن تصل إلى أم جرس من شحنات أسلحة وذخائر تُحمل على شاحنات وبأن قوافل قوامها شاحنة إلى 3 شاحنات ترافقها قوات مسلحة تمتطي مركبات لاند كروزر تغادر المطار عبر البوابة الغربية لتصل إلى حدود دارفور عبر باو أو كارياري حيث يتم تسليم الشحنات إلى قوات الدعم السريع التي تتولى عملية نقلها إلى قاعدتها في منطقة الزرق. (بلدة أم برو بشمال دارفور). وكشف تقرير فريق الخبراء المعني بالسودان لمجلس الأمن بتاريخ 15 يناير 2024 عملا بأحكام المادة 1591 2005 عن تولي عدد من القادة الميدانيين، الذين اختيروا لمعرفتهم بالمنطقة الحدودية والطرق الصحراوية، الإشراف على نقل الأسلحة إلى دارفور والسودان منهم عبد الله سعي الذي انضم للدعم السريع من قوات مناوي، وتشمل هذه الإمدادات الكبيرة والمستمرة الأسلحة الصغيرة والخفيفة والمسيرات والقذائف المضادة للطائرات ومدافع الهاون وأنواع شتى من الذخيرة. ووفق تقرير الفريق الأممي أنكرت الإمارات عند سؤالها حول عمليات نقلها للأسلحة، وتمسكت بأن رحلاتها تنقل مساعدات إنسانية فيما لم ترد تشاد على تساؤلات الفريق بحسب التقرير. تحركات “كاكا” الاتهامات الرسمية السودانية لانجمينا لم توقف جهود الدولة الرسمية الدبلوماسية للمساهمة في إنهاء الصراع، الذي تأثرت به الأراضي التشادية التي وصلها قرابة 700 ألف فار من الصراع في إقليم دارفور وفقا لإسماعيل محمد طاهر، الأكاديمي التشادي المتخصص في الشأن الأفريقي مشيرا إلى زيارة إدريس دبي الأخيرة للعلمين المصرية. وأوضح: “المسألة السودانية ملحة جدا، وعلى الجميع التدخل فيها خاصة دول الجوار”. وقال طاهر في مقابلة مع «التغيير» إن هناك اتهامات رسمية لتشاد بدعم قوات الدعم السريع فيما أوضحت وزارة خارجية تشاد اعترافها بمجلس السيادة السوداني الذي تم تشكيله بعد الثورة “محمد حمدان دقلو كان جزءا من هذا المجلس!” وأضاف: على الرغم من التدفق الهائل للاجئين السودانيين الذي فاق مقدرة الحكومة على احتواء متطلباته؛ إلا أن اللاجئين السودانيين اندمجوا في المجتمع التشادي لجهة التداخل القبلي الكبير بين البلدين. طرابلس تسعى للتهدئة وحفتر يدعم حميدتي في أواخر فبراير من العام الجاري استقبلت طرابلس قائدي الجيش والدعم السريع كل على حدا في محاولة منها للتدخل من أجل وضع حد للصراع. وعلى الرغم من أنها لا تملك الكثير في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها، إلا أن المراقبين افترضوا أن “المنفي” و”الدبيبة” لعبا دور الوكيل لدول كبرى بعد انهيار مباحثات المنامة السرية في يناير 2024. الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا تسعى للتهدئة فيما تورط خليفة حفتر في دعم حميدتي لا يخفى على أحد وفقا للمستشار السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي عادل عبد الكافي الذي أشار إلى تقديمه شحنات الوقود عبر ميناء “راس لانوف” إلى جانب إقامته مستشفى عسكريا في الحدود الشرقية الجنوبية لليبيا مع السودان. و أكد عبد الكافي أن حفتر يرسل شحنات من الأسلحة عبر مطار الكفرة في الجنوب الشرقي لليبيا كما يستغل بعض الممرات والمواقع على الحدود الرابطة بين ليبيا والسودان لإيصال الأسلحة والذخيرة. الدعم الروسي الذي يقدم لحفتر وحميدتي يأتي وفق عبد الكافي ضمن خطة روسية لدعم التمرد والانقلابات العسكرية من أجل إسقاط الأنظمة من أجل الحصول على موارد تلك الدول وهي خطة شملت دولا عديدة منها مالي وبوركينا فاسو والنيجر التي باتت تتبع بصورة تامة لروسيا، وتتلقى أوامرها من الرئيس الروسي فلادمين بوتين شخصيا الذي سلب قرارهم العسكري والسياسي. وحذر المستشار السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي من التجمعات الإرهابية التي توفر لها حالة السيولة الأمنية في السودان وليبيا أرضية خصبة لاستعادة نشاطها وتجميع نفسها “مع الدعم الذي تحصل عليه من موسكو عبر الفيلق الروسي الأفريقي سنشهد تحركات لهذه الجماعات في مرحلة معينة”. تقدم جميع الدول الواقعة على الحدود الغربية الدعم لقوات الدعم السريع، رغم أنها تعاني من صراعات داخلية وانقسامات تجعلها غير قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة بعيدًا عن الضغوط الإقليمية والدولية. هذه الدول تنفذ أجندات خارجية بالوكالة. وعلى الرغم من تقديمها للدعم اللوجستي والعسكري والطبي الذي يقوي قوات الدعم السريع، ويطيل أمد الصراع؛ إلا أن جميع هذه الدول تعاني الآثار السالبة للحرب السودانية ابتداء من تدفق أعداد هائلة من الفارين من الحرب لأراضيها التي تعاني نقص الموارد وانهيار الاقتصاد. لاجئون سودانيون يقيمون في خيام عشوائية على مشارف الكفرة في ليبيا
© UNHCR/Ahmed Elshamikh وبينما تعتبر تشاد أكبر الدول المتضررة من تدفق اللاجئين إليها مع وجود قرابة نصف مليون شخص فروا من صراعات سابقة لا تعتبر التدفقات إلى أفريقيا الوسطى قليلة مقارنة مع ظروفها الأمنية والاقتصادية. وبحسب موقع ” كوربو نيوز سنتر أفريك” فإن أكثر من 31 الف لاجئ سوداني يعيشون في محافظتي فاكاغا وهوت كوتو بعيدا عن حماية الحكومة، ويعانون نقص الماء النظيف والغذاء والدواء! هذا وتعاني مدينة الكفرة التي يصلها يوميا ما يقدر ب 350 لاجئاً من ضغوط هائلة لجهة أنها أول النقاط التي تستقبل اللاجئين السودانيين، وتعاني تدهور الأوضاع بسبب الفيضانات الأخيرة ووفق تقارير أممية فاق عدد الفارين الرسميين 96 ألفا الوسومأفريقيا الوسطى الأمم المتحدة الإمارات العربية المتحدة تدفق السلاح تشاد حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • ممثل البعثة الدولية لحقوق الانسان في لبنان شجب التقاعس الدولي أمام مجازر اسرائيل
  • القوة المشتركة تعلن تحقيق “انتصار ساحق” على قوات الدعم السريع .. والأخيرة تنفي مؤكدة أنها هي من ألحقت تلك الأضرار بالطرف الآخر
  • كارثة بيئية بجماعة بآيت أورير وحقوقيون يدينون استهتار المسؤولين
  • تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ (3)
  • عبد المنعم الربيع احد أسوأ أبواق مليشيا الدعم السريع
  • رئيس الكتلة الصدية يرفع دعوى قضائية ضد موظفة في الخارجية حضرت خطاب نتنياهو في الامم المتحدة
  • إسرائيل تعلن رسمياً بداية الغزو البري للبنان
  • برعاية معالي وزير العدل د.خالد شواني والمكلف بإدارتها .. مفوضية حقوق الانسان تقيم مؤتمر تعزيز العدالة الانتقالية في العراق
  • الجيش السوداني ينفي استهداف منزل السفير الإماراتي ويتهم الدعم السريع
  • الجيش السوداني ينفي قصف مقر سفير الإمارات بالخرطوم.. ويتهم قوات الدعم السريع