دعت 20 منظمة إلى السلام ومنح حقّ الوصول إلى الدعم الإنساني واحترام حقوق الإنسان في السودان، وذلك في ذكرى مرور أربعة أشهر على اندلاع الحرب هناك، التي أدّت إلى نقص في الغذاء وإلى وفيات وإصابات وعنف جنسي.

وطالبت المتحدّثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس المجتمع الدولي ببذل مزيد من الجهد، قائلة في إحاطة للأمم المتحدة في جنيف إنّ "العالم يتجاهل الاحتياجات الماسة (للسودان)".



وشدّدت المنظمات، من بينها وكالات تابعة للأمم المتحدة وأخرى دولية، أمس الثلاثاء، على وجوب أن يتّخذ المجتمع الدولي إلى إجراءات لإنهاء الصراع المستمرّ في السودان والذي أدّى إلى مأساة إنسانية كبيرة، شارحة أنّه "ليس لدى المجتمع الدولي أيّ عذر" ليتأخّر في التخفيف من معاناة سكان السودان الذين وقعوا ضحية النزاع الدائر ما بين الجيش و"قوات التدخل السريع" منذ أربعة أشهر.

وفي بيان أصدره مسؤولون قال هؤلاء المسؤولون، من بينهم رؤساء وكالات تابعة للأمم المتحدة وأخرى خيرية من قبيل "سايف ذا تشيلدرن" و"كير" إنّ "في إمكان نداءاتنا الإنسانية أن تساعد نحو 19 مليون شخص في السودان والدول المجاورة. ومع ذلك، تمّ تمويل النداءَين اللذَين أطلقناهما بنسبة تزيد قليلاً عن 27% (من أصل ثلاثة مليارات دولار أميركي)"، مشيرين إلى أنّ "ثمّة حاجة إلى تغيير هذا الوضع".

وحثّ المسؤولون، في بيان صادر الثلاثاء، الطرفَين اللذَين أدخلا البلاد في حرب أهلية بأن يتوقّفا "فوراً" عن الاقتتال، مشدّدين على أنّ انتهاكات كثيرة ارتكباها تصل إلى حدّ "جرائم حرب، وربّما جرائم ضدّ الإنسانية".

وأوضح مسؤولو المنظمات نفسها أنّ الشعب السوداني يخوض حرباً داخلية تدمّر حياته ودولته وتنتهك حقوقه الإنسانية الأساسية منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي. وتابعوا أنّ "العائلات في السودان تفقد ممتلكاتها، فيما تتعرّض منازلها للنهب والحرق، ويموت الناس لعدم تمكّنهم الحصول على رعاية صحية وأدوية، ويموت الأطفال بسبب نقص في الغذاء والتغذية".

وذكَّر هؤلاء بأنّ أكثر من 14 مليون طفل في حاجة إلى مساعدة إنسانية، وأنّ أكثر من أربعة ملايين شخص فرّوا من القتال، وهم إمّا نازحون في البلاد وإمّا لاجئون في دول الجوار. ونبّهوا إلى أنّ "الوقت ينفد أمام الفلاحين ليزرعوا المحاصيل التي سوف يحصلون منها على غذائهم وغذاء من حولهم"، مضيفين أنّ "الإمدادات الطبية نادرة" فيما "الحالة تتّجه نحو وضع لا يمكن السيطرة عليه".

وأكّد مسؤولون المنظمات في بيانهم أنّ "في كلّ يوم يستمرّ فيه الصراع، يُحرَم السودانيون من السلام والحياة والمستقبل التي يستحقونها". لكنّهم وعدوا بمواصلة "الضغط من أجل الوصول إلى جميع الأشخاص في كلّ مناطق السودان لتقديم الإمدادات الإنسانية والخدمات الأساسية لهم".

وإذ أفاد المسؤولون بأنّ الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية تواصل التزامها بتوفير الغذاء والبذور والمياه والمأوى والصحة والتغذية والتعليم والرعاية الطبية والحماية للشعب السوداني، دعوا طرفَي الصراع في السودان إلى حماية المدنيين والسماح بوصول آمن وغير مقيّد للمنظمات الإنسانية.

وبينما صرّحت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ليز ثروسيل بأنّ التقديرات تشير إلى مقتل أربعة آلاف شخص على الأقلّ، أفاد ناشطون وأطباء على الأرض بأنّ عدد القتلى أعلى بكثير على الأرجح.

أضافت ثروسيل أنّ الأمم المتحدة وثّقت ما لا يقلّ عن 28 حادثة اغتصاب، لكنّ على الرقم بحسب التوقعات أقلّ من العدد الفعلي.

من جهته، قال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ويليام سبيندلر إنّ الحرب تسبّبت في تهجير أكثر من 4.3 ملايين شخص، من بينهم 3.2 ملايين في داخل البلاد.

السودان.. أزمة إنسانية بلا حدود
تجدر الإشارة إلى أنّه منذ منتصف إبريل الماضي، تقوم اشتباكات ما بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو(حميدتي) في قتال مفتوح في الخرطوم وأماكن أخرى، لم تفلح سلسلة هدنات في وقفها.

في دارفور، مسرح حرب الإبادة الجماعية في أوائل العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، تحوّل القتال إلى عنف عرقي، إذ استهدفت "قوات الدعم السريع" والميليشيات العربية المتحالفة معها المجتمعات الأفريقية في المنطقة الغربية، بحسب مسؤولي الأمم المتحدة.

في تلك الأثناء، تحوّلت العاصمة الخرطوم إلى ساحة معركة حضرية، إذ استولت "قوات الدعم السريع" على المنازل وحوّلتها إلى قواعد عمليات، بحسب ما أفاد سكان وأطباء. وبدوره، عمد الجيش السوداني إلى قصف مناطق سكنية جوّاً وبالمدفعية.

وقد اتّهمت الأمم المتحدة وجماعات حقوقية كلا الطرفَين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، في حين يمضيان في نفي تلك الاتهامات.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، الأناضول)  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المجتمع الدولی للأمم المتحدة الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

“التعاون الإسلامي” تشارك في ندوة دولية حول تعليم اللغة العربية عالميًا

انطلقت بمدينة الدار البيضاء المغربية اليوم، أعمال المنتدى الثاني لحوار السياسات لوكالات تشجيع الاستثمار الأفريقية والآسيوية في منظمة التعاون الإسلامي، الذي ينظم بالشراكة بين المركز الإسلامي لتنمية التجارة وقسم التعاون وتنمية القدرات في البنك الإسلامي للتنمية، بمشاركة ممثلين عن 19 دولة عضوًا في المنظمة، إلى جانب منظمات دولية مختصة.

ويتضمن برنامج المنتدى الذي يستمر يومين، عقد جلسات مخصصة لتحليل تدفقات الاستثمار، وتحديد الاحتياجات المؤسسية، وبحث إطار التعاون بين وكالات تشجيع الاستثمار في دول منظمة التعاون الإسلامي، وآليات تسوية النزاعات بين المستثمرين والدول، بالإضافة إلى إنشاء مركز تحكيم مخصص للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

كما يعزز تبادل الخبرات في مجال جذب الاستثمارات المباشرة، وتشخيص العوائق القائمة، وإرساء إستراتيجيات تتوافق مع خصوصيات الدول الأعضاء.

أخبار قد تهمك مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي يلتقي نظيره الكاميروني 10 فبراير 2025 - 7:30 مساءً منظمة التعاون الإسلامي تدين التصريحات الإسرائيلية غير المسؤولة تجاه المملكة 9 فبراير 2025 - 1:43 مساءً

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن استعادة القطينة من «قوات الدعم السريع»
  • وزير الخارجية المصري يتفق مع نظيره السوداني على تشكيل فريق عمل لإعادة الإعمار في السودان
  • دراجات تريبورتور تحرج وزير النقل عبد الصمد قيوح أمام مبعوث الأمم المتحدة للسلامة الطرقية
  • وزير الخارجية السوداني: نقف بقوة مع حقوق الشعب الفلسطيني ونرفض تهجيره
  • مشروع قرار أمريكي أمام الجمعية العام للأمم المتحدة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • الحرية المصري: الرؤية الفلسطينية بالقمة العربية المقبلة تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته
  • منظمة دولية : نحو 90% من منازل غزة مدمرة
  • تداعيات حرب السودان خلال العام 2024 …. عدم وجود الاستجابة من المجتمع الدولي
  • “التعاون الإسلامي” تشارك في ندوة دولية حول تعليم اللغة العربية عالميًا
  • الإمارات: الهدنة الإنسانية في السودان فرصة لتحقيق السلام