آثار السودان مهددة بـ “كابوس العراق”.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
الخرطوم - سكاي نيوز عربية
رغم أهمية وكثرة التراث الأثري في السودان فإنه لم يُسلط الضوء الكافي على مصيره وسط القصف في المعارك الدائرة في البلاد منذ 15 أبريل الماضي، ومن ذلك آثار المتحف القومي النادرة في الخرطوم التي تعيش وسط دوي الرصاص.
يتحدث خبير عسكري سوداني وخبير سياحي لموقع "سكاي نيوز عربية"، بشأن المخاطر المحيطة بآثار السودان وسط القتال القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وما يجري في ظله من أعمال نهب وسرقة وتدمير، وكيف يمكن تأمينها.
تمتلك السودان تنوعا أثريا كبيرا يمتد لآلاف السنين، حيث إنها تعد من أقدم البلاد التي سكنها البشر حسب الحفريات التي وجدت فيها مؤخرا، وهي نقطة اتصال بين شعوب جنوب الصحراء الكبرى وشعوب شمال القارة ومحيط البحر المتوسط، وكذلك تواصلت منذ القدم مع شعوب شرق البحر الأحمر.
وترتفع المخاوف من تلقى الآثار السودانية مصير الآثار العراقية التاريخية، التي تعرضت لعمليات نهب وسرقة على نطاق واسع، بعد الغزو الأميركي في 2003.
وبيع عدد منها في السوق السوداء، بينما أتلف البعض الآخر، واختفى البعض منها، بسبب الفوضى العارمة وقتها.
نقطة ضعف
بوصف الخبير العسكري السوداني، عميد متقاعد ساتي محمد سوركتي، فإن حماية الآثار التاريخية السودانية "كانت وما زالت من أكبر نقاط ضعف الأمن القومي السوداني على مر العهود واختلاف الحكومات".
يُضاف لذلك، أن تاريخ السودان "مستهدف من جهات أجنبية معادية"، ولذلك، فإن تأمين هذه الآثار خلال الحرب الجارية "هو في أضعف أحواله بالنظر لأداء أجهزة الدولة ولمجريات هذه الحرب التي تستهدف وجود الإنسان السوداني نفسه تاريخا وحاضرا ومستقبلا"، حسب سوركتي.
في تقدير الباحث المتخصص في السياحة، بسام الشماع، فإن الآثار السودانية مهمة جدا بالنسبة إلى عدة حضارات، وفي السودان نحو 200 هرم بخلاف المعابد، يجب حمايتها في ظل الصراعات.
توجد عشرات المواقع الأثرية في السودان، من أشهرها جبل البركل والكرمة، متوزعة على 6 مناطق إدارية، ومساجد وكنائس ومراقد وأسواق أثرية، بجانب متاحف متوزعة على عدة مدن، تؤرخ لحياة البشر والبيئة الحيوانية والنباتية وغيرها، منها متحف السودان القومي ومتحف التاريخ الوطني في الخرطوم، ومتحف شيكان في مدينة الأبيض، ومتحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر.
////////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الخروج من فقه “إدخار القوة”؟!
عين على الحرب
الجميل الفاضل
الخروج من فقه “إدخار القوة”؟!
أستطيع أن أفهم لماذا يقاتل الإسلاميون كل هذا القتال الشرس للاستمرار في السلطة، مهما كان تأثير هذه الحرب وهذا القتال، الذي يجري بضراوة وبلا هوادة، على وجود وبقاء الدولة في السودان.
وبدا على الأرض كأن الحركة الإسلامية قد تجاوزت عمليا وبالفعل، فتوي على عثمان محمد طه، التي أشارت في بدايات هذه الحرب إلي ضرورة أن يلتزم “الإخوان المسلمين” فقه “إدخار القوة”، حفاظا على كوادر التنظيم ربما لمرحلة أخرى من النزال.
ولعل اعترافات الدكتور أمين حسن عمر على شاشة قناة “الجزيرة مباشر” الاسبوع الماضي، التي قال فيها: أن الكتائب التي تقاتل في هذه الحرب، ليست كتيبة “البراء بن مالك” وحدها، وانما هنالك كتائب “البرق الخاطف” و”الفرقان” وغيرها، وأن هناك عشرات الإسلاميين يحاربون، وهم يمثلون السواد الأعظم من المقاتلين، مقرا بفقدان الحركة لألفين من عناصرها سقطوا أثناء القتال في هذه الحرب.
وكشف أمين عن موقف حركته الذي يرى أن هذه الحرب عدوان، وأن العدوان لا يمكن الرد عليه بالتسويات، بل ينبغي أن يرد ويوقف عند حده فقط.
ولعل قول امين حسن عمر يؤكد صدق ما اورده الشيخ عبدالحي يوسف في الندوة التي قال فيها: “ساق الله هذه الحرب من أجل أن يُعيد للحركة الإسلامية ألقها وقوتها، ولا أكتمكم أن عشرات الألوف من الشباب المسلم دربوا على السلاح، من الذين لم يحضروا تجربة الجهاد الأولي (الحرب في جنوب السودان)، الآن يقوم بالأشراف على هذه العملية الجهادية التي تسمي (المقاومة الشعبية)، وهو اسم الدلع كما يُقال، لأن مفردة الجهاد أصبحت منبوذة، يدربهم في المعسكرات من كانوا شبابا في فترة التسعينيات، ومعنا هنا من شارك في العمليات الجهادية وأصيب في يده واجريت له جراحة هنا قبل أيام، والانتصارات التي حصلت لا يرجع الفضل فيها للجيش أبداً، وإنما يرجع الفضل فيها بعد الله إلى المقاومة الشعبية”.
علي أية حال فقد أتاح التاريخ للإخوان المسلمين في السودان سانحة نادرة، قلّ أن جاد بمثلها لأية جماعة أو حزب اخر.
هي فرصة امتدت لأكثر من ثلاثين عاما، أحال الإخوان في غضونها وطناً كاملا، إلى مختبر كبير لتجريب فكرتهم دون أن ينازعهم في ذلك احد.
فقد صار السودان برمته خلال تلك العقود الثلاث، الي ما يشبه المجال الحيوي لممارسة النظرية الإخوانية في الحكم.
حيث اعترت الأخوان بعد نجاحهم السهل في الاستيلاء على السلطة سنة (89)، حالة تضخم للذات ظلت تقودهم دائما إلى طموح غير مشروع، وإلى نوع من الخيلاء الفكرية، التي جعلتهم يتظنون عن يقين باطل بأنه المالكون الحصريون للحقيقة.
وقد وصف الراحل د. منصور خالد هذا النمط من تضخم الذات الذي وقع، بأنه قد تفيّلت معه حتى القواقع اللافقارية.
شارحاً: أن تفيّل اللافقاريات تضاعف عندما أصبح الانتماء العقدي للحزب أو الجماعة جواز مرور لكل موقع مهني عال، سواء كان ذلك في الإدارات الحكومية، أو الجامعات، أو المؤسسات المالية والاقتصادية.
مشيرا إلي أن الظاهرة بلغت حدها الأقصى بحلول نظام الإنقاذ، تحت راية التمكين.
راية التمكين التي ضربت بجذورها في باطن الأرض بعيداً، لتنبت دولة شوكية عميقة لها تجليات، من بينها صورة ما تجري عليه هذه الحرب الآن.
الوسومالاخوان المسلمين حرب السودان كتيبة البراء