اليوم الأول والأجندة الجريئة.. هل سيفي ترامب بوعوده الانتخابية؟
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
أكد جون عاكروي، مدير حملة دونالد ترامب السابق في ولاية ميشيغان، في حديثه إلى قناة، أن الرئيس الأمريكي المنتخب "وضع أجندة العمل الخاصة به حتى قبل أن يتم تنصيبه بشكل رسمي" في 20 يناير كانون الثاني المقبل.
وشدد عاكروي على أن ترامب "كان واضحا بشأن خططه المتعلقة بمستقبل الولايات المتحدة"، مضيفا: "أعتقد أننا سنرى دعما من أغلبية المجتمع الأمريكي لتنفيذ الكثير من وعوده".
وحسب تقرير أمريكي، فإن ترامب يملك أجندة "جريئة" لفترة رئاسته الثانية، مع التركز قبل توليه السلطة على ملف المهاجرين، من خلال إعادة توم هومان لتولي مسؤولية تأمين الحدود الأمريكية.
وهومان هو المسؤول عن ملف الحدود الجنوبية والشمالية والأمن الجوي والبحري وجهود ترحيل المخالفين، والمعروف "بقيصر الحدود".
وتعهد ترامب في وقت سابق بتنفيذ أجندة طموحة للغاية في يومه الأول بعد أن يتم تنصيبه في العشرين من يناير كانون الثاني لمقبل، وترتكز معظم هذه الخطط على تنفيذ سياسات صارمة، عكس جوانب رئيسية من أجندة إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
كما تتمحور الإجراءات المقترحة، وفق مراقبين، حول العفو عن المعتدين على مبنى الكابيتول، وترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وشدد عاكوري على الإدارة الأمريكية المقبلة "لن تكون معادية للمهاجرين"، مضيفا: "نريد أن تتم الأمور بشكل قانوني ومنظم، فعلى سبيل المثال، فإن والدي قدم من لبنان كمهاجر واتبع الخطوات الضرورية والقانونية للحصول على الجنسية الأمريكية".
واعتبر أن تكلفة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين ستكون "أقل بكثير من المبالغ التي جرى إرسالها كمساعدات لأوكرانيا خلال حربها مع روسيا" على حد تعبيره.
وتابع: "هناك دول مثل إيران وفنزويلا وغيرها ترسل لنا (مهاجرين سيئين) بطرق غير قانونية عبر الحدود الجنوبية لبلادنا، وبالتالي لا يمكن التفكير في تكلفة أكبر مقارنة بالأمور التي سيفعلونها في أراضينا بعد وصولهم إليها".
وبشأن قدرة ترامب وفريقه على تخفيض أسعار السلع والوقود في سوق حر مثل الولايات المتحدة وبالتزامن مع ارتفاع نسب التضخم في الوقت الحالي، أجاب عاكوري: "التضخم الذي جرى في السنوات الماضية لم أشهد له مثيلا في حياتي، وبالتالي بالكاد كان الأمريكيون يستطيعون توفير تكاليف الطعام ورسوم المدارس لأطفالهم".
وزاد: "ترامب بالأساس رجل أعمال، ولديه روابط تاريخية وعلاقات جيدة مع رؤوساء الشركات، وبالتالي يستطيع أن يشكل معهم فرق عمل من أجل تخفيض أسعار المواد الغذائية والوقود وغيرها".
وبالنسبة للملفات الخارجية، قال عاكوري إن ترامب "سيسعى إلى إنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط"، معتبرا أنه "سيحرص على أن يحل السلام فيهما".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية
صرّح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، مؤخرًا بأن السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، يجب أن تمر مجانًا من قناة السويس وقناة بنما. هذا التصريح لا ينبغي قراءته كتهديد مباشر لمصر أو انتهاك فوري للقانون الدولي، بل يعكس رؤية استراتيجية أعمق ضمن صراع عالمي محتدم على الممرات الحيوية. إنه دليل على اضطراب في موازين القوى الاقتصادية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ، في مواجهة صعود قوى أخرى.
قناة السويس، منذ افتتاحها منتصف القرن التاسع عشر، تُعدّ أحد أهم الشرايين التجارية التي تربط آسيا بأوروبا. وقد نصّت اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 على بقاء القناة مفتوحة للجميع دون تمييز، مع تأكيد سيادة مصر الكاملة عليها، وفقًا للقانون الدولي.
التصريح الأمريكي جاء متزامنًا مع تعاظم النفوذ الصيني من خلال مشروع «الحزام والطريق»، الذي يهدف لربط الصين بالعالم عبر مسارات برية وبحرية. وتُعدّ قناة السويس نقطة ارتكاز مركزية في المسار البحري لهذا المشروع، حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن، ما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المبادرة الصينية. ولهذا ضخّت بكين استثمارات كبرى في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، لضمان نفوذ دائم وفعّال.
في ذات الاتجاه، أعلنت إيطاليا مؤخرًا عن مبادرة «طريق القطن» الأوروبية، التي تسعى للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا خارج النفوذ الصيني، وقد اعتبرت مصر محورًا لا يمكن تجاوزه في هذه الخطة. وهو ما يعكس حجم التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري، واعتراف الغرب بأهمية القاهرة في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة.
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس دعمًا للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، لكن مصر رفضت الطلب، مؤكدة أن أي تحرك يبدأ بوقف الحرب على غزة لا بتجاوز السيادة المصرية. هذا الموقف يعكس صلابة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة.
وفي سياق آخر، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل مشروع «قناة بن غوريون» عبر قطاع غزة، الذي سعى لخلق بديل استراتيجي لقناة السويس. المشروع بُني على مخطط لتهجير سكان القطاع قسرًا لشق ممر مائي من البحر الأحمر إلى المتوسط، يُمكّن تل أبيب من التحكم في ممر تجاري عالمي. إلا أن صمود الدولة المصرية أفشل هذا المخطط، وحافظ على مكانة قناة السويس كمسار لا بديل عنه في حركة التجارة بين الشرق والغرب.
اليوم، تفرض الجغرافيا من جديد كلمتها: لا ممر تجاري آمن ومستدام بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس. سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو طريق القطن الأوروبي، ظلت القناة نقطة الربط الحاسمة، وهو ما أعاد لمصر زخمها الدولي ورسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة.
القوانين الدولية تكفل لمصر إدارة القناة بسيادتها، مع التزامها بحرية الملاحة. كما تؤكد اجتهادات محكمة العدل الدولية أن السيادة على الممرات الدولية تُمارس وفقًا لمبادئ العدل والإنصاف.
وما صرّح به ترامب قد يدخل ضمن مظاهر اليأس الأمريكي، بعد أن استطاعت مصر، بحكمة وهدوء، حصار وتركيع قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر. وها هي، رويدًا رويدًا، تكشف عن قوتها الحقيقية، وخصوصًا العسكرية، التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة.
اقرأ أيضاً«وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية
بكري: قناة السويس ليست إرثا لأجداد ترامب.. ومصر دولة عفية لا تفرط في سيادتها
خبيرا قانون: مطالب ترامب عودة للعقلية الاستعمارية.. والسيادة المصرية على قناة السويس لا تقبل المساومة