تواجه الولايات المتحدة الأمريكية موجة شديدة من حرائق الغابات التي اجتاحت عدة ولايات في الشمال الشرقي من نيوجيرسي إلى نيويورك، وأسفرت عن وفاة شخص وإصابة آخرين أثناء مكافحة النيران، وأصدرت السلطات تحذيرات «العلم الأحمر» في مناطق عدة، وحثت السكان على تجنب الأنشطة التي قد تسبب اندلاع الحرائق.

وفي الوقت الذي تستمر فيه فرق الإطفاء في جهودها للسيطرة على الحرائق المدمرة، يعاني السكان من تدمير المباني وتدهور جودة الهواء، ما دفع إلى إصدار تحذيرات صحية في نيويورك وكاليفورنيا، وفقًا لشبكة «NBC» الأمريكية.

تحذيرات «العلم الأحمر» في الولايات المتضررة

أصدرت السلطات تحذيرات «العلم الأحمر» في عدة مناطق بالشمال الشرقي بسبب الجفاف والرياح القوية، وشملت التحذيرات ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت وماساتشوستس ورود آيلاند، حيث حثت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية السكان على تجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى اندلاع حرائق، مثل الحرق في الهواء الطلق وإلقاء السجائر.

تصاعد الحرائق في أنحاء الولايات

واصلت فرق الإطفاء جهودها لمكافحة الحرائق التي امتدت في مقاطعتي باسيك وأورانج بنيوجيرسي، حيث احترقت مساحاتا تقدر بـ3500 فدان، وتمكنت الفرق من احتواء 20% منها حتى اليوم، وأدى ذلك إلى تضرر مبنيين سكنيين، فيما لا يزال التحقيق جاريًا لمعرفة سبب اندلاع الحريق.

وفي ماساتشوستس، أشارت التقارير إلى اندلاع أكثر من 12 حريقًا جديدًا، مع تسجيل 247 حريقًا خلال شهر نوفمبر فقط، ما أسفر عن احتراق نحو 700 فدان، وأوضح كبير حراس الإطفاء أن بعض الحرائق خرجت عن السيطرة بسبب الرياح القوية.

وفي كاليفورنيا، تستمر جهود مكافحة حريق «الجبل» في مقاطعة فينتورا، والذي اندلع منذ الأربعاء الماضي، وامتد حتى اليوم على مساحة تجاوزت 20 ألف فدان مع نسبة احتواء بلغت 48%، وأسفرت عن تدمير ما لا يقل عن 200 مبنى وإصابة 6 أشخاص من بينهم رجال إطفاء ومدنيين.

ومن جهة أخرى، عانت مدينة نيويورك من سماء ضبابية خلال الأسبوع وحتى اليوم الثلاثاء، بسبب الدخان المتصاعد من حرائق الغابات، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات بشأن تدهور جودة الهواء في المدينة والمناطق المحيطة بها، كما اشتعلت النيران في عدة أفدنة في مناطق بالولاية مثل بروكلين وبرونكس.

التغيرات المناخية

تشير هذه الحرائق المتزايدة في الولايات المتحدة إلى تفاقم تأثيرات تغير المناخ، حيث تزداد الحرائق سوءا مع استمرار الجفاف والرياح العاتية، ما يتطلب جهودا مضاعفة للحد من تأثيراتها وحماية الأرواح والممتلكات.

كما أكد زاك إيسكول، مفوض إدارة الطوارئ في نيويورك، على ضرورة وعي السكان بتأثيرات تغير المناخ، قائلا: «أن تغير المناخ حقيقي، وعندما نفكر في تغير المناخ، غالبًا ما نتحدث عن الفيضانات وارتفاع مستوى البحر، لكن الحقيقة هي أنه يظهر بطرق مختلفة، مثل هذه الحرائق».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرائق غابات الولايات المتحدة التغير المناخي نيويورك نيوجيرسي تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الشعوب الأصلية تواجه أزمة المناخ لكن دون دعم

كشف تقرير للأمم المتحدة أن الشعوب الأصلية التي لا تمثل سوى 6% من سكان العالم، تحمي 80% من التنوع البيولوجي المتبقي على كوكب الأرض. ورغم ذلك، لا تحصل إلا على أقل من 1% من التمويل الدولي المخصص لمواجهة تغير المناخ.

ووصف التقرير الوضع الحالي للعمل المناخي بأنه لا يفتقر فقط إلى الإلحاح، بل يعاني أيضا من نقص العدالة. فبينما تعتمد الحلول البيئية بشكل كبير على الأراضي والخبرات التقليدية للشعوب الأصلية، غالبا ما يتم استبعادهم من طاولات صنع القرار، بل وأحيانا يتعرضون للتشريد نتيجة تنفيذ مشاريع "خضراء" دون استشارتهم.

وأصدرت الأمم المتحدة التقرير بعنوان "حالة الشعوب الأصلية في العالم" الخميس الماضي ووصفت نتائجه بأنها "تكشف عن مفارقة صادمة".

تجاهل الشعوب الأصلية قد يؤدي إلى تكرار أنماط الاستغلال والإقصاء التي غذت الأزمات البيئية (شترستوك) حلول عريقة تُهمل

وأبرز التقرير أهمية ما تسمى بـ"أنظمة المعرفة الأصلية" التي تطورت عبر آلاف السنين، مشيرا إلى أن هذه المعارف لا ينبغي اعتبارها مجرد تقاليد أو فولكلور، بل أنظمة علمية وتقنية متكاملة.

ففي بيرو، على سبيل المثال، أعادت جماعة كيتشوا في أياكوتشو إحياء ممارسات بذر وحصاد المياه التقليدية للتكيف مع الجفاف وتراجع الأنهار الجليدية. وحاليا، تُنقل هذه التجربة إلى مزارعين في كوستاريكا لتعزيز التعاون المناخي عبر بلدان الجنوب.

وفي الصومال، لا تزال القوانين البيئية تُنقل شفهيا عبر الأجيال، من خلال أمثال وقصص تحظر قطع أنواع معينة من الأشجار أو الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية.

إعلان

كما أظهر التقرير كيف تُشفّر قبائل الكومكا في المكسيك معرفتها البيئية والبحرية داخل لغتها، إذ تحمل أسماء الأماكن معلومات دقيقة عن تجمعات السلاحف أو مواقع تكاثر الطيور، مما يجعلها ضرورية لبقاء المجتمع.

رغم هذا الثراء المعرفي، أشار التقرير إلى أن السياسات المناخية الدولية نادرا ما تستفيد فعليا من هذه الخبرات المحلية. بل في كثير من الأحيان، تُفرض مشاريع كبرى للطاقة المتجددة على أراضي الشعوب الأصلية دون أخذ موافقتهم، مما يؤدي إلى فقدان أراضيهم وسبل عيشهم.

أضرار "المشاريع الخضراء"

وذكر التقرير أنه بينما يُروّج للتحول نحو الطاقة المتجددة كخطوة نحو مستقبل مستدام، فإن هذا التحول قد يهدد الشعوب الأصلية إذا تم دون إشراكهم.

فمن أفريقيا إلى الأميركيتين، أدى الطلب المتزايد على معادن مثل الليثيوم والكوبالت، المستخدمة في تقنيات الطاقة النظيفة، إلى مشاريع استخراجية كبرى غالبا ما تفتقر إلى موافقة المجتمعات المحلية. وفي بعض الحالات، أدت خطط تعويض الكربون إلى استبعاد السكان الأصليين من إدارة أراضيهم أو جني الفوائد الاقتصادية.

وحذر التقرير من أن استمرار تجاهل هذه المجتمعات قد يؤدي إلى تكرار أنماط الاستغلال والإقصاء التي غذت الأزمات البيئية في الأصل.

الأمم المتحدة طالبت بتمكين الشعوب الأصلية لإدارة وحماية مواردها الطبيعية (شترستوك) دعوة إلى التصحيح

وشدد التقرير على ضرورة تحول جذري في السياسات المناخية العالمية، ليس فقط عبر زيادة التمويل الموجه إلى الشعوب الأصلية، بل من خلال تمكينهم من التحكم الكامل في كيفية إدارة هذا التمويل وتنفيذه.

كما أبرز التقرير أهمية البعد الصحي لتغير المناخ. فارتفاع درجات الحرارة، وتغير مواسم الهجرة الحيوانية، وزيادة الكوارث الطبيعية تؤثر بشكل خاص على صحة النساء والشباب في مجتمعات السكان الأصليين، ما يزيد من هشاشة أمنهم الغذائي والاقتصادي.

إعلان

ويختتم التقرير بتحذير واضح "ما لم يتم إشراك الشعوب الأصلية بوصفهم قادة حقيقيين في العمل المناخي، فإن الجهود الدولية ستظل مهددة بتكرار الأخطاء نفسها التي قادت العالم إلى أزماته الحالية".

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: قصف أكثر من 1000 هدف في اليمن منذ منتصف مارس
  • حرائق في جنوب أفريقيا تجبر 200 أسرة على الإخلاء
  • تغير المناخ يفاقم المخاطر على الأنظمة الغذائية
  • الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخ
  • منخفض خماسيني.. تحذيرات من تقلبات جوية حادة خلال الأيام المقبلة
  • أول 100 يوم من عهد ترامب.. إليكم 100 تغير حدث حتى الآن
  • دراسة: انتشار الطيور وحجم أدمغتها لا يحميها من تغير المناخ
  • الرخامة الزرقاء.. كيف غيّر نصف قرن من تغير المناخ وجه الأرض؟
  • اندلاع حرائق كبيرة في منطقة وادي القلط شرقي الضفة الغربية
  • الأمم المتحدة: الشعوب الأصلية تواجه أزمة المناخ لكن دون دعم