هل يتأثر العرب بوعيد ترامب بترحيل المهاجرين غير النظاميين؟
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
يواجه ملايين الأشخاص يعيشون في الولايات المتحدة بلا وثائق، بينهم عرب، خطر الترحيل بعد فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة.
ودخل ترامب السباق إلى البيت الأبيض وملف الهجرة على قمة أولوياته، فوعد بإغلاق الحدود وبترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين.
ويحذر مدافعون عن المهاجرين من أن تكون خطط الترحيل التي يتبناها الرئيس المنتخب "مثيرة للانقسام وغير إنسانية"، خاصة لما يترتب عليها من تشتيت للعائلات.
ويؤمن 39 في المئة من الناخبين الأميركيين بوجوب ترحيل معظم المهاجرين غير الشرعيين في البلاد، بحسب مسح أجراه مركز "أديسون" للبحوث، بعد الانتخابات الأخيرة.
لو فاز ترامب.. من يواجه خطر الترحيل بالولايات المتحدة؟ يواجه الملايين ممن يعيشون على الأرض الأميركية بغير شرعي، خطر الترحيل، والانفصال عن ذوويهم حال نجح الرئيس السابق دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض مرة ثانية.بينما يقول 56 في المئة من الناخبين، الذين شاركوا في المسح نفسه، إنه يجب السماح للمهاجرين غير النظاميين بتقديم طلبات لتقنين أوضاعهم.
آلاف العرب مهددين بالترحيلتشير أغلب الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية إلى وجود ما لا يقل عن 11 مليون مهاجر غير شرعي داخل الحدود الأميركية.
رغم ذلك، لا تتوفر بيانات رسمية محدّثة ترصد، تحديدا، حجم العرب من المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة.
لكن تقديرات لمعهد سياسات الهجرة أشارت إلى وجود 45 ألف مهاجر غير شرعي من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعيشون في الولايات المتحدة اعتبارا من عام 2019.
وتشير بيانات المعهد نفسه إلى أنه، بنهاية 2023، كان 810 مهاجرين غير نظاميين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مستفيدين نشطين في برنامج "داكا".
و"داكا"، الذي يلقب أحيانا بـ"برنامج الحالمين"، وضعته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في 2012، ويمنع ترحيل الذين دخلوا البلاد بشكل غير نظامي بينما كانوا أطفالا.
وألغى ترامب، خلال رئاسته الأولى، في سبتمبر 2017، البرنامج الذي يستفيد منه ما يزيد عن 530 ألف شخص من خلفيات مختلفة.
وينحدر أغلب الذين قدموا أطفالا من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من دول الأردن (150 مستفيدا)، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة (120 لكل منهما)، بحسب بيانات معهد سياسات الهجرة، وهو مؤسسة بحثية أميركية غير حزبية.
ولا يزال الحاصلون على "داكا" يستفيدون من امتيازاته، رغم قرار ترامب، والدعاوى القضائية المستمرة التي تطعن في دستورية البرنامج. بيد أنه وبداية من يوليو 2021، توقفت الحكومة الأميركية عن منح الموافقات على أية طلبات جديدة للحصول على امتيازات برنامج "داكا".
مخاوف وتجارب سابقةفي 10 أكتوبر 2023، أفاد موقع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، نقلا عن بيانات داخلية لهيئة الجمارك وحماية الحدود، بأن السلطات الأميركية، وعلى مدار عامين قبل التاريخ المذكور، ألقت القبض على آلاف الأشخاص، بينهم عرب، يحاولون دخول الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية.
وجاء في تقرير موقع القناة، التي تدعم حزب ترامب الجمهوري، إن بين هؤلاء 15 ألفا و594من موريتانيا، و3153 من مصر و538 من سوريا، و164 من لبنان، و185 من الأردن، و139 من اليمن، و123 من العراق.
وبحسب تقرير الموقع، لم تشر البيانات، التي يقول إنه حصل على نسخة مسربة منها، إلى مصير المقبوض عليهم.
ويتوقع روبرت ماكاو، مدير إدارة الشؤون الحكومية لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، حدوث أشكال من الترحيل الجماعي خلال الأيام الأولى لحكم ترامب.
ويخشى ماكاو، ومنظمته التي تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، من إعادة إحياء حظر السفر الذي فرضه الرئيس السابق في فترة حكمه الأولى على القادمين من 6 دول مسلمة.
وأكد المسؤول في المنظمة الحقوقية لموقع "الحرة" أنهم يتواصلون مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب لمعرفة وفهم الخطوات القادمة التي ستتخذها إداراته على مستوى ملف الهجرة.
"رجل المبادئ".. مسؤول عربي مسلم في ميشيغان يوضح أسباب دعمه لترامب في خطوة غير متوقعة هزت المشهد السياسي العربي الأميركي، أعلن رئيس بلدية عربي مسلم من أصول يمنية، عرف بانتمائه الطويل للحزب الديمقراطي، دعمه المفاجئ للرئيس السابق، دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2024.لكن ماكاو، ومن جهة أخرى، يقول إن ترامب "عرف أهمية أصوات المسلمين في الانتخابات الرئاسية هذا العام التي فضلته على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس".
ويلفت إلى وعود ترامب للناخبين المسلمين بالسعي لإحلال السلام ووقف الحرب في غزة، التي تعهد بها أمام تجمع انتخابي في ولاية ميشيغان.
وبحسب مسح لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، أجراه بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، صوت 53 في المئة من الأميركيين المسلمين للمرشحة عن حزب الخضر جيل ستاين، فيما صوت 21.4 في المئة لصالح ترامب، و20.3 في المئة لهاريس.
ويتخذ مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية ومقره العاصمة واشنطن الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي تهديدات محتملة على حد قول ماكاو، فيعرفون المهاجرين المسلمين بحقوقهم المدنية والمؤسساتية، ويدربونهم أيضا على كيفية التعامل مع سلطات إنفاذ القانون.
هل تنجح خطة الترحيل؟يتوقع مسؤولون سابقون وحلفاء لترامب أن يحشد الرئيس المنتخب كل الوكالات الأميركية لتنفيذ وعده الانتخابي، بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير النظاميين، حسبما أفادت به وكالة رويترز للأنباء.
وسبق وقدر نائب الرئيس المنتخب، جيه دي فانس، أن هذه العملية قد تؤدي إلى ترحيل مليون شخص سنويا.
ولا يستبعد ترامب الاستعانة بالجيش لتنفيذ وعده، رغم القوانين التي تحظر استخدام القوات العسكرية ضد المدنيين داخل الولايات المتحدة دون موافقة الكونغرس، حسبما نقلت قناة "سي. إن. إن" الأميركية عنه.
كما يخطط ترامب إلى استخدام قانون يعود إلى زمن الحرب عام 1798، وهو ما يعرف بقانون "الأعداء الأجانب"، لترحيل من يصفهم بأعضاء العصابات.
واستُخدم هذا القانون، بحسب مركز "برينان للعدالة" ذي الميول اليسارية، ثلاث مرات هي حرب عام 1812، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، عندما تم استخدامه لتبرير معسكرات الاعتقال للأشخاص من أصل ياباني وألماني وإيطالي.
وكتبت نورين شاه، نائبة مدير الشؤون الحكومية في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية، في أواخر أكتوبر "يخشى الكثيرون أن تسعى إدارة ترامب الثانية إلى استخدام هذا القانون لتبرير الاحتجاز إلى أجل غير مسمى وإبعاد الناس من البلاد بسرعة ودون مراجعة قضائية".
ترامب "يخطط" لتفعيل قانون عمره 226 سنة لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية لمهاجرين ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، دونالد ترامب، قد أعلن مؤخرًا عن نيته تفعيل قانون قديم يعود لعام 1798، وذلك حال وصوله إلى البيت الأبيض مرة أخرى.وتواجه خطة ترامب للترحيل عقبات مالية ولوجيستية وقانونية أيضا.
فعملية الترحيل، التي تستهدف الملايين من المهاجرين غير النظاميين، تتطلب المزيد من الضباط ومراكز وأسرّة الاحتجاز، والمزيد أيضا من القضاة المختصين في نظر قضايا الهجرة.
ويقدر مجلس الهجرة الأميركي، وهو جماعة مدافعة عن المهاجرين، تكلفة ترحيل 13 مليون مهاجر غير نظامي من الولايات المتحدة،بنحو 88 مليار دولار سنويا، وبنحو 968 مليار دولار أميركي موزعة على أكثر من 10 سنوات.
وحال تمكن ترامب من تغطية الكلفة اللازمة لتنفيذ خططه، فليس من المؤكد أن الدول ستقبل مواطنيها من المهاجرين غير الشرعيين، بعد ترحيلهم.
وقد يواجه دونالد ترامب الذي يدخل البيت الأبيض يناير القادم، تحركا قضائيا، يعيق تنفيذ وعده الانتخابي.
وقال لي جيليرنت، المحامي في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية، لرويترز، إن "أكثر من 15 محاميًا يتخصصون في شؤون الهجرة، أمضوا العام في الاستعداد لإمكانية عودة ترامب."
وقاد جيليرنت معركة قضائية ضد سياسة فصل العائلات التي تبناها ترامب في فترة رئاسته الأولى.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المهاجرین غیر النظامیین فی الولایات المتحدة من المهاجرین غیر البیت الأبیض دونالد ترامب ترامب فی فی المئة
إقرأ أيضاً:
روبيو يعلن توليه رئاسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لإنهاء عصيانها
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الاثنين، توليه شخصيا رئاسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من أجل إنهاء ما اعتُبر "عصيانا" على أجندة الرئيس دونالد ترامب.
وقال روبيو، للصحفيين خلال زيارة إلى السلفادور، "أنا القائم بأعمال مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية"، مشيرا إلى أنه فوض أحد الموظفين مسؤولية تسيير الشؤون اليومية لهذه الهيئة.
وروبيو -الذي دعم حين كان سيناتورا تمويل هذه الهيئة التي تتمثل مهمتها في تقديم معونات خارجية- قال إن الكثير من مهام الوكالة ستستمر، لكنه اتهمها في الوقت نفسه بأنها تتصرف كأنها "كيان غير حكومي مستقل".
وقال "في كثير من الحالات، تنخرط الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في برامج تتعارض مع ما نحاول تنفيذه في إستراتيجيتنا الوطنية".
وأضاف "منذ 20 أو 30 عاما والناس يحاولون إصلاحها".
واتهم روبيو مسؤولي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الذين وُضع العديد منهم في إجازة قسرية، بالفشل في الإجابة عن أسئلة وجهتها إليهم إدارة ترامب الجديدة بشأن تمويل الوكالة وأولوياتها.
وقال إن "هذا المستوى من العصيان يجعل إجراء أي نوع من المراجعة الجادة أمرا مستحيلا.. هذا الوضع سيتوقف وسينتهي".
إعلانمن جهة أخرى، قال موظفون بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية، الاثنين، إن المقر الرئيسي بوسط واشنطن أغلق أبوابه اليوم، وذلك بعد ساعات من إعلان الملياردير إيلون ماسك أن الرئيس ترامب وافق على إغلاق الوكالة الرئيسية المعنية بالمساعدات الخارجية المقدمة من الولايات المتحدة.
فوضىوتوقفت مئات البرامج التابعة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والتي تشمل مساعدات بمليارات الدولارات في مختلف أنحاء العالم، بعد أن أمر ترامب في 20 يناير/كانون الثاني بتجميد معظم المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، قائلا إنه يريد التأكد من أنها تتوافق مع سياسة "أميركا أولا".
وفي الأسبوع الماضي، سادت الفوضى في مكاتب الوكالة بالعاصمة واشنطن، حيث مُنح العشرات من الموظفين إجازة بينما حاول أشخاص يعملون في وزارة الكفاءة الحكومية التي يقودها ماسك الوصول إلى وثائق تابعة للوكالة.
ويقود ماسك جهود ترامب لخفض إنفاق الحكومة الاتحادية، لكن اتهاماته المتزايدة للوكالة الأميركية للتنمية، والتي لم يقدم أدلة عليها، أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت الجهود الرامية إلى تفكيكها وإخضاعها لوزارة الخارجية مدفوعة فقط بأغراض خفض التكاليف.
وفي بث مباشر اليوم الاثنين، قال ماسك عن الوكالة إنها مؤسسة "لا يمكن إصلاحها"، مضيفا أن الرئيس ترامب وافق على إغلاقها.
وتُعتبر الولايات المتحدة أكبر مانح منفرد في العالم، إذ أنفقت في السنة المالية 2023 حوالي 72 مليار دولار من المساعدات على مجالات واسعة مثل صحة المرأة في مناطق الصراعات وتوفير المياه النظيفة وأمن الطاقة ومكافحة الفساد.
كما قدمت 42% من جميع المساعدات الإنسانية التي رصدتها الأمم المتحدة في 2024.