شبكة انباء العراق:
2024-11-14@02:58:25 GMT

يعيش الزحلاوي .. يسقط الكريستال ..!

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

عندما يمنع الإختلاط في مرافق الحياة، سوف يزدهر (الإنفراد) دون شك، وهذا يعني انتشار

الشذوذ الجنسي، ومواقع الرذيلة والمواخير السرية، وستصبح ( السراديب المظلمة) و ( دكاكين الفساد)، مأوى للفاسقين والشاذين جنسياً واخلاقيا

وستصبح أغنية (علاوي نور عيوني ياعلاوي) نشيداً (وطنياً) لهؤلاء .

.!

ولدينا تجارب ملموسة مماثلة حصلت في الدول والمجتمعات المغلقة اجتماعياً مثل افغانستان وباكستان وايران واليمن والسعودية والكويت والكثير من محافظات العراق أيضاً، لاسيما المحافظات المعروفة بانغلاقها الاجتماعي ..

والعكس صحيح أيضاً في المجتمعات المدنية المنفتحة، حيث تزدهر العلاقات الصحية والطبيعية بين الناس دون تمييز في الجنس واللون والديانة والطبقات الاجتماعية..

وفي العراق حين تمنع الحكومة أو أية سلطة أخرى، أنشطة ووسائل اللهو، وتغلق الأندية والمؤسسات الترفيهية والثقافية بكل أنواعها، ثم تضع الشمع الأحمر على أبواب المنتديات والبارات ومحلات بيع الخمور والملاهي والمطاعم (الخاصة)، وتقطع بذلك (الماء والهواء والكهرباء) على ملايين العراقيين من الشباب وغير الشباب.. ولا تفكر بتوفير البدائل لهم، معتقدةً أن جميع العراقيين مسلمون، ومتدينون، وكلهم يبغضون اللهو والترفيه و كلهم ( قافلين) على الدين بالضبة والمفتاح كما يقولون، فهذه مشكلة ..!

وهنا اود أن أناقش هذه المشكلة مع حكومتنا المحترمة، ومع السلطات المتنفذة التي اصدرت هكذا قرارات مضطربة.. أولاً، من الناحية الدينية، أظن أن اللهو لايتقاطع أبداً مع الدين، إن كان غلق الأندية يأتي لأسباب دينية.. فأنا شخصياً أرى العكس في ذلك، لأن الدين الإسلامي الحنيف كما أفهمه – باعتباري مسلماً ابن مسلم ابن مسلم حتى الجد العشرين – يمنع قطع أرزاق العوائل التي تنال لقمة عيشها عبر اشتغال معيليها في أندية اللهو والترفيه الاجتماعي من عمال وطباخين وحراس ومطربين وموسيقيين..

وقطعاً فإن ديننا العادل لم يفضل يوماً ( المسؤول الفاسد)، والسارق لاموال العراقيين، والناهب لقمة عيشهم في سرقات القرن وغيرها، على رواد الأندية الليلية أو العاملين فيها..

إن جماعة ( الزحلاوي) لم يسرقوا أحداً حسب علمي

ولم يقتلوا، ولم يكونوا عملاء وجبناء ومرتشين.. هل رأيتم (زحلاوياً) صار شريكاً في صفقة قرن أو صفقة ( گرن).. وهل وجدتم زحلاوياً إرهابياً ؟!

هذا من جهة الدين، أما من جهة القيم والاخلاق، فإني أجزم أن ملايين العراقيين الذين ارتادوا الأندية والمنتديات وحتى البارات عبر أكثر من قرن لم يكونوا سيئي الأخلاق أو فاقدي القيم والتقاليد قط، بل على العكس من ذلك، فقد وجدتهم طيبين ومسالمين و (أريحية) جداً. وعلى الرغم من أني اليوم لست من جماعة (الزحلاوي)، لكن الحق يجبرني على الاعتراف بأن هؤلاء الناس كرماء ونبلاء ونزهاء، وذوو ضمائر بيض نظيفة و أخلاق عالية ..

وطبعاً فإني لا أعمم هذا التوصيف على الجميع، فجماعة (الزحلاوي) حالها حال أي تشكيلة اجتماعية أخرى، لا تخلو من وجود بعض العناصر الخارجة عن القانون، لكن نسبتهم قليلة جداً بحيث لا يمكن مقارنتها بنسبة الفاسدين والفاسقين من الأدعياء والمدعين باسم الدين والقيم والأخلاق الفاضلة.. وأظن أن وجود الخارجين عن سلوك جماعة (الزحلاوي) طبيعي جداً، فقد قيل في الأمثال: (ماكو زور يخلى من الواوية )..!

والان، وبعد أن انتهينا من فقرتي الدين، والقيم، نأتي إلى الفقرة الأخطر، وأقصد بها فقرة البديل عن الاندية، فأنت ياسيدي حين تغلق هذا الباب الواسع والمزدحم، عليك أن تفتح باباً أخر للتنفيس عن الزحام و ( الاختناق ).. فماذا وفرت حكومتنا من بدائل لهؤلاء الشباب المخنوقين من بدائل معقولة ومدروسة، وفي الوقت نفسه تكون قريبة من أمزجة ورغبات رواد الأندية الليلية المغلقة.. ؟
الجواب: لاشيء !!

وطبعاً ، أنا لا أحمل حكومة السوداني كل مسؤولية ما يحصل الان من كوارث، لأن المشكلة بدأت منذ عهود الحكومات السابقة، لكن حكومة السوداني زادت في العيار حبتين كما يقولون، وأوكلت المهمة إلى أجهزة الشرطة، حيث قامت هذه الأجهزة بتنفيذ أوامر المنع والإغلاق بحق الأندية بصرامة بل وبشكل مبالغ فيه، الأمر الذي جعل المشكلة واضحة ومكشوفة أمام الناس، وستكون المشكلة أكبر حين تتدخل (الأشياء) بفتح ابواب هذا النادي دون غيره من الأندية !!

وعودة إلى فقرة البدائل، التي لم تستطع الدولة توفيرها لأسباب عديدة، من بينها أن الحكومة المشغولة حالياً بمعالجة الف قنبلة سياسية وامنية داخلية واقليمية، و المبتلية ايضاً بمعالجة عدد من قنابل (التسريب الصوتي) الخطيرة، لا تجد الوقت ولا حتى الامكانات لديها لمعالجة مشكلة هؤلاء (العرگچية والدنبگچية البطرانين) !!

وحين تصدر الدولة قراراً خطيراً – ولا تعرف حجم خطورته المجتمعية – ثم تعجز عن توفير البديل له، سيكون الباب مشرعاً أمام الحلول الأخرى، والبدائل المغرية الكارثية الأخرى.

وهكذا ظهر الكريستال والكبتاغون كبديلين عن الزحلاوي، وانتعشت أسواقهما بشكل خرافي.. وقد يسأل سائل ويقول: وماذا يفرق الزحلاوي عن الكريستال والحشيشة وغيرهما، مادامت كلها مضرة من كل النواحي؟!

والجواب أتركه إلى ما ورد في هذا التقرير الخطير، الذي أشارت الاحصائيات الدولية إلى أن الكبتاغون والكريستال هما أكثر المخدرات تعاطياً في العراق.. وحسب التقرير الذي نشرته الأمم المتحدة، فإن السلطات العراقية صادرت عام 2023 رقما قياسيا بلغ 24 مليون قرص كبتاغون تقدَّر قيمتها بين 84 مليون دولار و144 مليونا حسب سعر الجملة.

وأشار التقرير ايضاً إلى أن مضبوطات هذه المادة زادت بنحو 6 أضعاف بين سنتي 2023- 2024 لافتا إلى أن المضبوطات في العام الماضي كانت “أعلى بمقدار 55 مرة” من المسجلة في 2019.

وهنا تشير الخبيرة في علوم الأدلة الجنائية زينب ساطع البيروتي الى أن عدد الموقوفين بقضايا المخدرات – وحسب إحصائيات رسمية لوزارة الداخلية- بلغ 12 ألف شخص بينهم 4500 تاجر ومروّج، والبقية من المتعاطين أو ناقلي وحاملي كميات من المواد المخدرة.. وفي تصريحها هذا، أوضحت البيروتي أن الكريستال والحشيشة تنتشران بالمحافظات الجنوبية، والكبتاغون ينتشر بالمحافظات الغربية والشمالية.

أما خطورة الكريستال الأشد كما تتحدث عنها التقارير الطبية العالمية، فتتلخص بمادة “الميثا أمفيتامين” وهي المادة الخام التي ينتج منها مخدر “الكريستال”، الذي يؤثر في مستويات الدوبامين في المخ، وقد يؤدي التعاطي لفترات طويلة إلى الإصابة بالذهان والتلف الدماغي ومرض الشلل الرعاشي.. كما يتعرض مدمنو هذا المخدر إلى خطر الإصابة بالغيبوبة والجلطات، ويؤدى تعاطي المرأة الحامل إلى إصابة الجنين بضرر يتمثل بالولادة المبكرة وتشوهات الأجنة، ويتعرض المتعاطون بالحقن لخطر الإصابة بفيروس الإيدز أيضاً ..

ها هسه شتگولون ؟

راح تفتحون أبواب النوادي ليدخل صديق العمر (بطل الزحلاوي ) ومعه الغناء والموسيقى والفرح، لو راح تمشوها على الكريستال، لأن هم بيه خبزة زينة، وهم هو حلال مثل دم الغزال؟

أيها المسؤولون الكرام: هل تعلمون أن العراق – إذا استمر على الكريستال سيصبح بعد سنوات أسوأ من (قندهار)، وسيكون ثمنه عليكم أخطر، كما سيصبح بلدنا مصدراً مهماً لتصدير الحشيشة، والكريستال، و تصدير المجانين والمرضى، والمعاقين نفسياً..

ختاماً إهتفوا معي بأعلى أصواتكم : يعيش الزحلاوي .. يسقط الكريستال .. يا يسقط ..!

فالح حسون الدراجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الرئيس الأسد: المشكلة تحدد الوسيلة والوسيلة أساس النجاح وهنا جوهر اجتماعنا اليوم الذي أرجو أن يكون ناجحاً ونوفق باتخاذ القرارات الصائبة

2024-11-11alineسابق الرئيس الأسد: الأولوية حالياً لوقف المجازر ووقف الإبادة ووقف التطهير العرقي انظر ايضاًالرئيس الأسد: الأولوية حالياً لوقف المجازر ووقف الإبادة ووقف التطهير العرقي

آخر الأخبار 2024-11-11القوات الروسية تحرر بلدة جديدة في خاركوف 2024-11-11وفد سورية إلى الاجتماع الدولي الـ 22 بصيغة أستانا يلتقي الوفدين الروسي والإيراني والبحث يتناول جدول أعمال الاجتماع 2024-11-11الرئيس الأسد يبحث مع رئيس الوزراء العراقي العلاقات الثنائية وجدول أعمال القمة العربية والإسلامية غير العادية 2024-11-11سورية تطالب دول العالم بتوحيد جهودها لوقف الجرائم الصهيونية بحق دول المنطقة وشعوبها 2024-11-11أمام مقر الأمم المتحدة بدمشق.. وقفة تضامنية لمنظمة المرأة الفلسطينية دعماً لفلسطين ولبنان وتنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني 2024-11-11خبير روسي: الهيمنة الأمريكية تشجع الجرائم الإسرائيلية في الشرق الأوسط 2024-11-11عدوان إسرائيلي على مكان تجميع المساعدات للوافدين اللبنانيين في شمسين بريف حمص الجنوبي 2024-11-11الاحتلال يهدم قرية العراقيب بالأراضي المحتلة 1948 للمرة 232 2024-11-11الأمانة السورية للتنمية تبدأ أعمال ترميم مدرستي سرحان الحمود وعبد الكريم نجار بحلب 2024-11-11انطلاق أعمال الاجتماع الدولي الـ 22 حول سورية بموجب صيغة أستانا

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02 مرسوم بتحديد الـ 7 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرتي حلب وطرطوس 2024-11-02 الرئيس الأسد يصدر مَراسيم بتعيين محافظين جدد لخمس محافظات 2024-10-17الأحداث على حقيقتها تدمير عشر طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية بريفي حلب وإدلب- فيديو 2024-10-30 خروج محطة كهرباء مدينة عامودا عن الخدمة جراء عدوان تركي 2024-10-24صور من سورية منوعات الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بعد 2024-11-09 مركبة الفضاء الصينية “شنتشو 19” تلتحم بنجاح بمجموعة المحطة الفضائية 2024-10-30فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة ما بين المفهوم والهوية.. بقلم: أ. د بثينة شعبان 2024-11-11 أميركا والاستثمار بالإرهاب.. بقلم: شعبان أحمد 2024-11-09حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-1111 تشرين الثاني 1918 – انتهاء الحرب العالمية الأولى بالهدنة التي وقعتها ألمانيا مع قوات الحلفاء 2024-11-1010تشرين الأول 1975 – رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بمدينة نيويورك لأول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية 2024-11-099 تشرين الثاني 2005- تفجيرات إرهابية تهز فنادق في العاصمة الأردنية عمّان. 2024-11-088 تشرين الثاني 2005- إعلان حالة الطوارئ في فرنسا بعد الاحتجاجات في ضواحي باريس 2024-11-077 تشرين الثاني 1956- الجمعية العامة للأمم المتحدة توافق على قرار يطلب من المملكة المتحدة وفرنسا و”إسرائيل” الانسحاب الفوري من مصر 2024-11-066 تشرين الثاني 1913 – القبض على مهاتما غاندي
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الحرب هي المشكلة وليس المحطات النووية
  • الجيش السوداني يسقط طائرات مسيرة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر
  • مسؤولون أمميون: الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة كارثية وشماله يعيش مجاعة
  • بعد حكم «الدستورية».. متى يسقط عقد الإيجار القديم للشقق؟
  • "ملحقش يعيش معاها" .. الموت يخطف "قمر" ابنة الشاعر مصطفى حدوتة
  • العراق.. انطلاق عملية امنية في محيط قرى لزاكة بمحافظة صلاح الدين
  • العراق.. انطلاق عملية أمنية في محيط قرى لزاكة بمحافظة صلاح الدين في العراق
  • الرئيس الأسد: المشكلة تحدد الوسيلة والوسيلة أساس النجاح وهنا جوهر اجتماعنا اليوم الذي أرجو أن يكون ناجحاً ونوفق باتخاذ القرارات الصائبة
  • أحمد حلمي يعيش انتعاشة فنية.. هذا ما كشفه عن أعماله الجديدة