أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن التصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول السيطرة على الضفة الغربية تمثل موقفًا متطرفًا لكنها تعكس توجهات الكيان الصهيوني وخاصة اليمين المتطرف فيه، والذي يسعى لزيادة رقعة الأراضي الإسرائيلية.

وأشار عاشور خلال مداخلة هاتفية في برنامج "الساعة 6" مع الإعلامية عزة مصطفى على قناة الحياة، إلى أن هذه السياسة التي تنتهجها إسرائيل ليست وليدة اللحظة، بل هي استمرار لسياسات تعود لأكثر من قرن، منذ المؤتمر الصهيوني الأول، حيث وُضعت خطط توسعية لفرض الهيمنة على الأرض.

وأضاف عاشور أن إسرائيل تطبق أسلوب "الأرض المحروقة" لتحقيق ما وصفه بـ"حلم الدولة اليهودية"، وتتقدم بخطوات تدريجية عبر ممارسات تستهدف تعزيز سيطرة اليمين المتطرف في المنطقة.

وأوضح أن هذه التصريحات والسياسات، رغم تطرفها، تكشف عن سياسات ونوايا قادمة نحو تعزيز هيمنة هذا التيار.

وأشار إلى وجود انقسام داخل المجتمع الإسرائيلي بين المتدينين اليهود واليمين المتطرف، إذ يعتبر بعض المتدينين أن ممارسات القتل تخالف العقيدة اليهودية، ولكن يتم استخدام العنف كأداة سياسية.

ولفت عاشور إلى أن بعض قيادات اليمين المتطرف يعتمدون على تحريفات دينية لتبرير أفعالهم، بينما يدعون إلى الحفاظ على "بقاء الشعب الإسرائيلي"، مما يؤجج الصراع ويزيد من المخاطر الأمنية في المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أستاذ علاقات دولية التوسع الإسرائيلي إسرائيل سموتريتش الضفة الغربية مخططات رامي عاشور

إقرأ أيضاً:

كيف استقبل اليمين الإسرائيلي والمعارضة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟

شكّل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة، "حبة النشوة" التي لم يكن اليمين الإسرائيلي يعرف أنه يحتاج إليها، والجرعة التي كان يريد أن يتناولها، وفيما ركض بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة لمدح صديقه الحقيقي في البيت الأبيض، فقد أعلن رئيس الكنيست أمير أوحانا أننا أمام "فجر يوم جديد"، أما إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش فسارعا لإحضار الشمبانيا والكؤوس لشرب نخب الانتصار.

وأكد دان بار-نير، المستشار السياسي السابق، والمتخصص بدراسات الشرق الأوسط، أن "ردود الفعل في صفوف المعارضة على خطة ترامب تراوحت بين التلعثم والصمت، وكتب زعيم المعارضة يائير لابيد على فيسبوك أن "هذا كان مؤتمرا صحفيا جيدا لإسرائيل"، أما وزير الحرب ورئيس الأركان الأسبق بيني غانتس فكتب أن الفكرة "ستصمد أمام اختبار الواقع".

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "رئيس الحزب الديمقراطي يائير غولان أعلن أنه فهم من تصريحات ترامب أن "جميع المختطفين يجب أن يعودوا الآن، فيما غضبت زهافا غالئون رئيسة حزب ميرتس السابقة عندما سمعت أن معارضة الترحيل تنبع من حقيقة أنه غير عملي، وليس أنه غير أخلاقي".


وأوضح أنه "عندما ننظر للابتهاج بين الائتلاف وأنصاره مقابل التذبذب بين ممثلي المعارضة التي تدّعي خلق بديل للحكومة، فربما يكون هناك سبب وراء نشر أن 70% من الجمهور يؤيد فكرة ترامب، ودعم شبه توافقي له، صحيح أنه تم انتخاب الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة بأغلبية أصوات الأمريكيين، لكنه في واقع الأمر يتمتع بشعبية أكبر بكثير بين الإسرائيليين، وفي استطلاعات مختلفة أجريت بينهم، أعرب 60-70% منهم عن تأييدهم له، مقارنة بـ53% من الأمريكيين، ويشعرون بأنه "جيد لإسرائيل".

وأوضح أن "هذا التأييد الاسرائيلي الجارف لترامب يعود للدعم الشعبي الذي يقدمه لمصلحتهم، والخط العدواني الذي يتخذه ضد إيران ووكلائها، وفي عالم يشعرون فيه بأن دولتهم معزولة في الساحة الدولية، لا يُنظر لتصريحات ترامب على أنها منارة ضوء في نهاية النفق، بل قوس قزح في يوم شتوي كئيب ممطر".

واستدرك بالقول أنه "رغم كل ذلك، فإن فكرة ترامب بتفريق الفلسطينيين في دول العالم العربي ليست فكرة سيئة من الناحية النظرية فحسب، بل فاشلة تاريخياً، لأن الملايين منهم فرّوا بالفعل لبلدان أخرى بعد حرب النكبة، خاصة سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية الخاضعة آنذاك لسيطرة الاحتلال".

وأكد أنه "في ظل الفقر والإهمال والشعور بالانتقام من الاحتلال، أصبحت مخيمات اللاجئين حاضنة للمقاومة، وهو عانى منه الاحتلال على مدى عقود من الزمن بسبب هجماتها المنطلقة من لبنان والأردن".


وأشار أننا "اليوم نشهد التأثير المتطرف المناهض للاحتلال القادم من مسلمي أوروبا، كما أن المظاهرات الضخمة المؤيدة لغزة وحماس، والعنف المنظم ضد الإسرائيليين، ومطاردة الجنود المسرّحين في الخارج، كلها أسباب تثير تساؤلات حول جدوى خطة تهجير ملايين الفلسطينيين في الشرق الأوسط ودول العالم، حتى قبل المناقشة الوهمية حول قضية طردهم من ديارهم دون أن يتحول ذلك لمذبحة جماعية".

وخلص الى القول أن "أي زعيم إسرائيل مهتم بتشكيل الحكومة المقبلة يجب أن يفهم أمراً واحداً، أن كل ما يتصل بمستقبل غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، لن يناقش الجمهور الإسرائيلي القضايا الأخلاقية، لأنه غير مبالٍ بالمعاناة في غزة، لأنه يبحث عن الحلّ الأمني فقط، وسيتبع من يقدّمه، بغض النظر عن مدى أخلاقيته".

مقالات مشابهة

  • كيف قادت الكراهية سياسيا هولنديا من اليمين المتطرف إلى الإسلام؟
  • منع مرشح اليمين المتطرف كالين جورجيسكو من الترشح في الانتخابات الرئاسية الرومانية بسبب مزاعم تدخل روسي
  • خبير علاقات دولية: رفض مخططات تصفية القضية الفلسطينية أبرز مخرجات القمة العربية
  • خبير علاقات دولية: أهم مخرجات القمة العربية رفض تصفية القضية الفلسطينية
  • سموتريتش: خطة ترامب لتهجير سكان غزة تتبلور
  • كيف استقبل اليمين الإسرائيلي والمعارضة خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟
  • صحف عالمية: الرعب يخيم على غزة وضغوط على ترامب بشأن الضفة الغربية
  • أستاذ علاقات دولية: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة تحولت لعالمية
  • الاحتلال يورط الضفة الغربية في جحيم صراع لم تشهده منذ 58 عامًا
  • اليمين الأوروبي المتطرف بين ترامب وزيلينسكي... كيف كان التفاعل؟