التوكُّلُ على الله في مواجهة أعداء الله وصعاب الحياة
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
شاهـر أحمد عميـر
في عالم مليء بالأزمـات والتحديات المتعددة، يجد المـؤمن نفسَه في مواجهـة مُستمرّة مع أعداء الله وأعداء الحق وأصحاب الظلم والعدوان، أُولئك الذين يحاولون تقويض القيم الإيمانية وإضعاف إرادَة الشعوب المستضعفة.
يقف الإنسان أمام هذا الواقع محاصرًا بأحمال ثقيلة، وقد يشعر ضعفه وعجزه عن مواجهة هذه التحديات وحده.
وهنا يأتي السبيل الأوحد والأسلم لكل مؤمن، وهو اللجوء إلى الله والتوكل عليه، مستعينًا بقوته، واثقًا بحكمته، متوكلًا على تدبيره في السراء والضراء.
قال الله تعالى: {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إذَا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإنسان قَتُورًا}، مبينًا محدودية الإنسان مهما بلغت قوته ومكانته، وأن خزائن الله وحده تحتوي على الرزق والرحمة، وأنه جل جلاله المتكفل بتدبير أمور عباده. فالإنسان مهما حاول التحكم بمصيره يبقى عاجزًا عن درء الخطر أَو جلب النفع لنفسه إلا بما شاء الله.
وهنا يظهر دور القيادة الصالحة التي تهدي الأُمَّــة إلى ضرورة التمسك بحبل الله والاعتماد عليه في مواجهة الأعداء والتحديات. إن علم الهدى، السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله وأطال في عمره، يمثل نموذجًا للقائد الذي يحمل في قلبه صدق التوكل على الله، ويبث في نفوس المؤمنين قوة الإيمان ويعزز فيهم العزيمة والثبات.
في كُـلّ خطبه وتوجيهاته، يذكّر السيد القائد بضرورة الإيمان العميق والاعتماد الكلي على الله، ويحث أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية على التوكل الصادق الذي يمنحهم الثبات والقوة لمواجهة أعداء الله ومواجهة خطرهم على الأُمَّــة الإسلامية ومقدساتها. فهو، حفظه الله، يؤمن بأن النصر والتمكين لا يأتيان إلا لمن ارتبط قلبه بالله وحدَه واستعان به في كُـلّ شأنه، مشدّدًا على أن العزةَ والكرامةَ تُنال بفضل الله وحدَه.
ودائمًا يعلّمنا السيد القائد أن التوكل لا يعني التخاذل أَو انتظار النصر بلا عمل، بل هو مزيج من السعي والتوكل، إذ يقول الله في الحديث القدسي: “يا عبدي، اعقل وتوكل”. فالتوكل الحقيقي هو ذاك الذي يرافقه العمل، فالمؤمن يتخذ بالأسباب ويجتهد، ولكنه يدرك أن الفضل يعود لله في النهاية. وهذا التوكل القوي هو السلاح الروحي الذي يُمدّ به الإنسان قلبه، فيجعل له قوةً لا تضاهيها قوة، وصبرًا لا يهزه شيء، وطمأنينةً تغمر قلبه حتى في أشد اللحظات.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا”، فالطير تخرج كُـلّ صباح تسعى في طلب الرزق، لكنها تخرج بقلوب مملوءة بالثقة برزق الله لها. وهكذا يجب أن يكون حال المؤمن في سعيه، يعتمد على الله ويدعوه أن يوفقه، ويطلب منه القوة والعون في مواجهة أعداء الله.
وفي ظل ما تمر به الأُمَّــة العربية والإسلامية اليوم، من تحديات كبرى وصراعات قد تنهك القلوب، تظل الحاجة ماسة إلى استحضار معاني التوكل والثقة بالله، والاستلهام من القادة الذين يرشدون الأُمَّــة إلى الطريق السوي. فالتوكل على الله في مواجهة أعداء الله وصعاب الحياة هو السبيل الذي يمنح النفس الثبات ويثبت الأقدام في مواجهة المخاطر.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی مواجهة على الله
إقرأ أيضاً:
محافظة صنعاء تشهد 50 مسيرة نصرة للشعب الفلسطيني
الثورة نت/.
شهدت مديريات محافظة صنعاء اليوم الاثنين ، مسيرات ووقفات جماهيرية حاشدة تحت شعار “ثابتون مع غزة .. ونواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”، استجابة الله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وللسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
وأعلن المشاركون في المسيرات والوقفات أن خروجهم للمسيرات، يأتي رداً على العدوان الأمريكي وتصعيده الأخير على بلدنا، ونصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم في غزة الذي يتعرض اليوم لحصار ظالم وقاتل، ويُمنع عنه حتى الماء والغذاء والدواء من قبل العدو الإسرائيلي بمشاركة أمريكية واضحة ومعلنة.
وردد المشاركون في المسيرات والوقفات في أكثر من 50 ساحة وميدانًا شعارات معبرة عن الصمود والثبات في مواجهة العدوان الأمريكي، البريطاني والصهيوني على اليمن، وبالتزامن مع ذكرى غزوة بدر الكبرى، مؤكدين موقفهم الثابت الداعم والمناصر للشعب الفلسطيني في غزة وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ونددوا باستمرار العدو الصهيوني في خروقاته وجرائمه واعتداءاته بحق الفلسطينيين، بدعم أمريكي مباشر، وتواطؤ دولي وأممي وصمت عربي وإسلامي معيب.
وأعلن أبناء محافظة صنعاء في بيان صادر عن المسيرات والوقفات، موقفهم الثابت والقاطع وقرارهم الذي لا رجعة عنه، قرار وعهد الأجداد الأنصار لرسول الله، وهو التمسك والثبات على خط الجهاد في سبيل الله، ورفع راية الإسلام عالية في مواجهة أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.
وقال البيان “نقول لقائدنا حامل الراية، ورافع اللواء السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي كما قال أجدادنا الأنصار لجده في مثل هذا اليوم في معركة الفرقان غزوة بدر الكبرى (والله لن نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون، بل نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، فوالله إن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منَّا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنَّا لصُبُرٌ عند الحرب، صُدُقٌ عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقرُّ به عينك، فسر بنا على بركة الله”.
وأكد البيان على موقف اليمن الثابت الذي لا يقبل التراجع ولا الخضوع، المنطلق من إيمانهم وإنسانيتهم وأخلاقهم وقيمهم بالوقوف مع إخوانهم في غزة في مواجهة كل المخاطر التي تستهدفهم وآخرها المخطط الذي يهدف إلى قتلهم جوعاً وعطشاً.
وأشار البيان إلى أن أبناء صنعاء لن يقبلوا أن يكتبهم الله ضمن أمة “كغثاء السيل” تركوا أخوة لهم يموتون جوعاً وعطشاً على يد عدوها الصهيوني الغاصب والأمريكي المتعجرف.
وعبر بيان المسيرات عن اعتزاز وفخر أبناء صنعاء بقرار قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي الذي أعلن مهلة أربعة أيام لرفع الحصار عن غزة ثم فرض الحصار على سفن كيان العدو الصهيوني.
وجدد البيان التأكيد على استعداد أبناء محافظة صنعاء مواجهة كل طغاة الأرض دون تردد أو خوف، مقدمين كل التضحيات في سبيل ذلك، مهما بلغت فهي لا تساوي شيء أمام التبعات التي تترتب على المتخاذلين في الدنيا والآخرة.
وأعلن أبناء صنعاء تحركهم الشامل في مواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الأخير بالتصعيد العسكري وبالتعبئة وبالمقاطعة الاقتصادية للأعداء، وبالإنفاق في سبيل الله، وحماية الجبهة الداخلية لليمن، وبالتحرك في مختلف المجالات والتخصصات والجبهات حتى يكتب الله النصر الموعود، ويُخزي الأعداء المجرمين المستكبرين وينكس راياتهم، ويفشل أهدافهم.