يمانيون:
2025-03-16@21:14:19 GMT

العزةُ السرمدية والحياةُ الأبدية

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

العزةُ السرمدية والحياةُ الأبدية

عدنان عبدالله الجنيد

1- الله هو الذي يتخذ الشهداء:

الشهادة في سبيل الله تعالى منزلةٌ رفيعة، واختيار إلهي، الشهادة ليست مسألةً عادية، وليست مسألة بسيطة، هي شيءٌ عظيم، شأنها كبير، هي في مقدِّمة كُـلّ شيء: منزلة رفيعة عند الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، من يحظى بها من الناس، من المسلمين، من المؤمنين؛ فقد حظي بشرفٍ كبير، منزلته عند الله تعالى- عند الله وهذا أعظم من كُـلّ شيء- منزلة رفيعة، في القرب من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، فيما يحظى به من رضوان الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، من التكريم الإلهي؛ ويجتبي ويتخذ من يمنحه هذا الفضل، هذه المنزلة الرفيعة العالية، هذه المرتبة العالية في درجات الفضل عند الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}، فهي ذات مرتبة كبيرة في درجات القرب والفوز والتكريم الإلهي.

2- الله هو الذي يشتري الشهداء لقوله تعالى (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى):

ولا يتم الشراء إلا بالرضا؛ لأَنَّ الشهداء لديهم الإحساس بالمسؤولية الذي يجعلهم يقفوا بوجه الظالمين وَيتمتعون بروح العطاء والايثار وَالشجاعة وَالثبات وَكُـلّ هذه المعاني اختزنها الشهداء وَعبّروا من خلال مواقفهم وَصمودهم وَفي الأخير شهادتهم عن تلك القيم، وحملوا قوة الإيمان وقوة السلاح وهذا هو الفرق بين من يشتريهم الله وبين من يشتريهم الشيطان الأكبر.

يتجلى كرمُ الله سبحانه وتعالى وجوده وعطاؤه، الله سبحانه وتعالى هو الذي يهبنا الأنفس، وهو الذي يعطينا المال، ثم يقول لنا بيعوني هذه الأنفس وبيعوني هذا المال، ولكم في مقابل هذا البيع الجنة، وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

3- الفوز العظيم العزة السرمدية والحياة الأبدية، الشهادة هدية من الله تبارك وتعالى لمن هم أهل لها، إن الشهادة في سبيل الله تعالى هي إحدى الطرق للوصول إلى رضا الله والقرب منه، ومعنى الشهادة أن يقتل الإنسان في سبيل هدف سامٍ ونبيل في طاعة الله عز وجل.

4- الانتفال إلى حياةٍ حقيقيةٍ أبدية فيها السعادة والتكريم الإلهي العظيم، فيها الفرح الدائم، والاستبشار الأبدي، فيها الراحة والسعادة والكرامة، وهذا ما أكّـد عليه في القرآن الكريم، في قوله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169).

{بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، هذا دليلٌ قاطعٌ وواضح على أنهم في حياة حقيقية، أن الله يرزقهم فيها برزقه، ويحظون برعايته الواسعة، ويعيشون في حالة فرحٍ دائم، هذا المقام العظيم الذي كانت تتطلع إلية عيون أولياء الله الكبار، فيطلبون من الله ويتوسلون إلية بلهفة أن يرزقهم هذا المقام الرفيع.

{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}، آتاهم الشيء العظيم، الواسع، العجيب، الذي يفرحهم به، في ظل عطائه المتجدد والعظيم، فهم دائمًا في حالة فرح، لا يساورهم أي هم، ولا أي غم، ولا أي ضجر، ولا أي ضيق، ولا أي ملل، ولا أي نقصٍ يعانون؛ بسَببِه في شيء، حياة سعيدة بكل ما تعنيه السعادة.

5- الاستبشار بالذين لم يلحقوا بهم، لا بُـدَّ أن نكون على مستوى الاستبشار يبقى الشهداء دائمًا حاضرون في أذهاننا، وفي عقولنا، وفي قلوبنا، وفي إراداتنا، وفي أذهاننا، وفي عينا وفكرنا وثقافتنا وأدبياتنا وخطابنا، ونحمل صفاتهم من الإيمان والمسؤولية والعمل والجهاد والصبر والتضحية، والارتباط بهم يقرب روحية الإنسان من روحيتهم حتى يصير واحدًا منهم جاهزًا لتلقي هذا الفيض الإلهي الذي يلقوه، وهو الشهادة.

{وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ}، لا زالوا يستبشرون لمن بقي وراءهم من إخوتهم في الدرب، في الطريق، في الموقف، في التوجّـه؛ لأَنَّهم وصلوا هم وسبقوا هم إلى ذلك النعيم العظيم، إلى تلك الحياة السعيدة الطيبة، فهم يتذكرون إخوانهم وأعزاءهم وأحباءهم، ويستبشرون لهم أنهم سيلحقون بهم إلى ذلك النعيم، إلى تلك الحياة السعيدة.

ثمار مفهوم الشهادة وفق الرؤية القرآنية هو:

– يحمي الأُمَّــة من الضياع، والتمييع، والرذيلة، والفساد.

– يرسِّخ المبادئ والقيم العظيمة.

– يربي الإنسان على الإباء والعزة والكرامة.

– وهو أَيْـضًا يرتقي بالأمة إلى كسر هذا الحاجز: حاجز الترهيب والسطوة والجبروت.

– وبالتالي يرتقي بالأمة إلى مستوى التحَرّك لمواجهة الأعداء، مهما كان جبروتهم، مهما كان طغيانهم، مهما كانت وحشيتهم.

يجب أن يعلم عملاء أمريكا أن الشهادة في سبيل الله لا يمكن أن تقاس بالغلبة أَو الهزيمة في ميادين القتال، مقام الشهادة نهاية العبودية والسير والسلوك في العالم المعنوي. لا تحقروا مقام الشهادة وعهدًا منا للشهداء في معركة “الجهاد المقدس والفتح الموعود” أننا على دربهم ماضون ومُستمرّون حتى تحقيق النصر وتحرير المقدسات.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ت ع ال ى س ب ح ان ه عند الله هو الذی فی سبیل الله ت ولا أی ن الله

إقرأ أيضاً:

اللهم امنحني نورك الذي يضيء لي الطريق.. دعاء اليوم 15 رمضان 2025

دعاء اليوم 15 رمضان.. يحرص المسلمين على بداية يومهم بذكر الله والدعاء والتقرب له، لذا يبحث الكثيرون عن دعاء اليوم 15 رمضان، لترديده للإحساس بالطمأنينة والسكينة والهدوء النفسي.

دعاء 15 رمضان

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة دعاء اليوم 15 رمضان، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هــنـــــــــــا.

دعاء اليوم 15 رمضان دعاء اليوم 15 رمضان

- «يا إلهي، أكرمني في كل حال، وأسألك أن تمنحني حبك الذي يُبعدني عن المعاصي».

- «يا الله، اجعل لنا في هذا اليوم نصيبًا من كل خير، وبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا، وأحسن خاتمتنا برحمتك».

- «اللهم اجعلني فيه من المتوكلين عليك، ومن الفائزين لديك، ومن المقربين إليك بإحسانك يا غاية الطالبين».

دعاء اليوم 15 رمضان

- «اللهم إني أسألك في هذا اليوم أن تشرح صدري، وتيسر أمري، وتفرج همي، وتقضي حاجتي بقدرتك ورحمتك».

- «يا رب، إني عبد فقير محتاج، أطلب منك ما يُعينني على قضاء حوائجي من طعام وشراب ولباس، وأمن من الأشرار».

- «اللهم اجعلني من الذين تُقبل توبتهم، وتوفني مسلماً، وألحقني بالصالحين الذين تُبشرهم الملائكة بالرحمة والنعيم».

- «اللهم اجعلني من أوليائك، وامنحني نورك الذي يُضيء لي الطريق، واحفظني بعنايتك، واجعلني دائماً في رحمتك وفضلك».

دعاء اليوم 15 رمضان

- «يا غافر الذنب وقابل التوبة، أسألك أن تستر ذنوبي بعفوك، وأن تُعينني على التوبة الصادقة، وتقبل مني توبتي، يا تواب يا غفور».

- «اللهم اجعل لي فيه نصيبًا من رحمتك الواسعة، واهدني فيه لبراهينك الساطعة، وخذ بناصيتي إلى مرضاتك الجامعة بمحبتك يا أمل المشتاقين».

- «أسألك يا ذا الفضل العظيم، أن تُيسر لي ولعائلتي وأحبتي ما يحتاجونه، حتى أتمكن من الإخلاص في عبادتي، وأعمل بما يُرضيك دون أن يشغلني هم الرزق أو الخوف من خلقك».

اقرأ أيضاًموعد أذان المغرب اليوم 15 رمضان 2025.. اعرف وقت إفطارك

أذكار الصباح اليوم السبت 15 مارس 2025.. أستغفر الله وأتوب إليه

موعد أذان الظهر.. مواقيت الصلاة اليوم السبت 15 مارس 2025

مقالات مشابهة

  • مفتي عُمان: ندين العدوان الغاشم للصهيونية وحلفائها على غزة واليمن
  • خيرالله: كم نحتاج إلى الشهادة للإيمان والرجاء والمحبة وإلى عيش الغفران والمصالحة
  • مجدي يعقوب يكشف أسرار توازنه بين العمل والحياة الشخصية
  • يناجي الله في سجود التلاوة
  • اللهم امنحني نورك الذي يضيء لي الطريق.. دعاء اليوم 15 رمضان 2025
  • رمضان الفتح المبين والنصر العظيم انتصارًا لمظلومية المستضعفين
  • السوداني يعلن قتل الإرهابي عبد الله مكي الذي يشغل منصب والي العراق وسوريا
  • خطيب مسجد المشير: الشهداء أعلى مكانة من غيرهم يوم القيامة.. فيديو
  • الشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم.. موضوع خطبة الجمعة الثانية في رمضان
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. أنا السجّان الذي عذّبك