شبح ونووي.. ماذا تريد الصين بعد الإعلان الأخير؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
"رشيقة وقوية" هكذا كان وصف طائر الشبح الصينية فيما تعد البلاد العدة لتحديث قوتها في السماء وفي الأرض والبحر.
الحدث الذي طال انتظاره في الصين للكشف عن المقاتلة J-35A ، الذي جاء غداة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي، كان مناسبة للتذكير بخطط البلاد الطموحة لتحديث قوتها الجوية.
واللافت أن الإعلان عن طائرة الجيل الخامس التي يقول البعض إنها تضاهي الشبح الأميركية أف-35 تزامن مع تقارير غير مؤكدة عن شروع الصين في دخول ناد لم يدخله سوى الأميركيون والفرنسيون وهو صناعة حاملات الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية.
ما الرابط بين الأمرين؟ وهل باتت الصين على مشارف المنافسة الحقيقية مع الولايات المتحدة صاحبة أقوى جيش في العالم؟
مدير مركز التحليل السياسي والعسكري بمعهد هدسون الأميركي، ريتشارد وايتز، قال لموقع الحرة إن مثل هذه البرامج معروفة منذ سنوات عدة، لكن لا يعرف على وجه اليقين ما إذا كانت الصين قد حققت تقدما كبيرا فعليا بها أم لا.
والشبح الجديدة "أصغر حجما وأكثر رشاقة" من الشبح الصينية J-20 الأثقل وزنا التي يستخدمها الجيش الصيني بالفعل، وفق رويترز. وهي من إنتاج شركة نيانغ للطائرات التابعة لشركة صناعة الطيران المملوكة للدولة .
صحيفة "الشعب" اليومية التي تسيطر عليها الدولة قالت إن J-35A ستوكل بمهمة " التفوق الجوي والحفاظ عليه".
ويبدو أنها صممت لتبدو ظاهريا مثل أف-35 التي تنتجها لوكهيد مارتن الأميركية، وجسم الطائرة وأجهزة التحكم بها تبدو أصغر حجما حتى تتمكن من تجاوز الرادارات، ويفترض أنها تستطيع مهاجمة أهداف العدو بسرعات تفوق سرعة الصوت، وهو ما جذب آلاف المشاهدين الذين وقفوا لمشاهدة العرض الجوي في جوهاي بالقرب من ماكاو.
كما تابع الملايين عرضا مباشرا لقناة CCTV الحكومية للطائرة وهي ترتفع في الهواء، ويزأر محركها، قبل أن تستدير وتبتعد بسرعة عالية، وتؤدي حركات بهلوانية في سماء رمادية، وسط تصفيق حماسي من المتفرجين.
واحتفلت وسائل الإعلام الصينية الرسمية بالحدث باعتباره علامة فارقة في خطط الزعيم الصيني، شي جينبينج، لتشكيل قوة قتالية من الطراز العالمي بحلول عام 2050.
J - 35 stealth fighter jet at the Zhuhai Airshow. It's like a mysterious and powerful eagle in the sky, attracting all eyes with its advanced technology and sleek design. pic.twitter.com/kjW0JeDy7r
— Zhang Heqing (@zhang_heqing) November 11, 2024
本日は珠海航展の本開催日に向けたリハーサル日ということでJ-35A戦闘機が会場上空を飛行。
現在進行形でJ-20やY-20等一連の展示飛行スケジュールが実施されています。 pic.twitter.com/SXisZnQMlJ
— お砂糖wsnbn (@sugar_wsnbn) November 8, 2024
ويأتي العرض غداة الكشف عن خطط صينية محتملة لبناء أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، حيث كشفت صور التقطت بالأقمار الصناعية، ووثائق حكومية صينية، حصلت عليها أسوشيتد برس، أن الصين أنشأت نموذجا أوليا لمفاعل نووي مخصص لسفينة حربية كبيرة، ليكون ربما أساسا لإطلاق أول حاملة طائرات نووية تصنعها الصين، وهو أمر مقصور حاليا على الولايات المتحدة وفرنسا.
والبحرية الصينية تم تحديثها بسرعة خلال السنوات الماضية، وإضافة حاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية إلى أسطولها سيكون خطوة كبيرة في تحقيق طموحاتها في قوة "المياه الزرقاء"، أي القدرة على العمل في جميع أنحاء العالم وهو ما يمثل تحديا للولايات المتحدة.
وحاملات الطائرات النووية تحتاج إلى وقت طويل لتطويرها أكثر من حاملات الطائرات التقليدية، ولكن بمجرد تشغيلها، تكون قادرة على البقاء في أعالي البحار لفترة أطول، لأنها لا تحتاج إلى إعادة التزود بالوقود.
وهي تتمتع أيضا بحجم أكبر يتيح حمل كمية أكبر من الوقود والأسلحة التي تستعملها الطائرات، وبالتالي زيادة القدرة العسكرية.
وفي الوقت الحالي، تمتلك الولايات المتحدة وفرنسا فقط حاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية. ولدى الولايات المتحدة 11 حاملة طائرات تتيح لها الانتشار منتشرة في جميع أنحاء العالم في جميع الأوقات، بما في ذلك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتمتلك الصين حاليًا ثلاث حاملات طائرات، من بينها 003 فوجيان، وهي الأولى التي يتم تصميمها وتطويرها في الصين، وقد تم إطلاقها عام 2022، وتتمتع الحاملة هذه بنظام إطلاق من النوع الكهرومغناطيسي يشبه النظام المستخدم في البحرية الأميركية.
وتعمل جميع حاملات الطائرات الثلاث بالطاقة التقليدية.
وتقول بكين إن العمل جار بالفعل على حاملة طائرات رابعة، لكنها لم تعلن ما إذا كانت ستعمل بالطاقة النووية أو التقليدية.
ووفق بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، فإن الصين تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في الإنفاق العسكري، وقد زادت إنفاقها العسكري لمدة 27 عاما متتالية. وفي 2021، خصصت نحو 293 مليار دولار لجيشها، بزيادة قدرها 4.7 في المئة مقارنة بعام 2020.
المحلل وايتز قال في تصريحاته لموقع الحرة إن الصين زادت إنفاقها لأن الاقتصاد نما بسرعة كبيرة. ويضيف: "الميزانية الصينية كبيرة جدا، وهناك بعض الإنفاق الدفاعي الإضافي. لقد حافظوا على الإنفاق الدفاعي حتى مع تباطؤ اقتصادهم. بعدما تمكنوا من شراء الأسلحة من روسيا، لكنهم الآن يصنعون معظم أسلحتهم الخاصة".
والتقدم العسكري الصيني أثار قلق الولايات المتحدة، وهو ما ظهر في تقرير وزارة الدفاع المقدم المقدم للكونغرس العام الماضي بشأن الجيش الصيني.
وتلفت مقدمة التقرير إلى أن استراتيجية الأمن القومي الصيني لعام 2022 تركز على أن "جمهورية الصين الشعبية هي المنافس الوحيد للولايات المتحدة الذي لديه النية والقدرة على إعادة تشكيل النظام الدولي".
وبينما تسعى جمهورية الصين الشعبية إلى تحقيق هدف "تجديد شباب الأمة" بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها، عام 2049، يرى قادة الحزب الشيوعي الصيني أن الجيش الحديث و"عالمي المستوى" ضروري للتغلب على ما تراه بكين بيئة دولية مضطربة على نحو متزايد.
ويقول إن الصين زادت من الاعتماد على الجيش لإدارة شؤون الدولة، ومارس الجيش "إكراها عسكريا" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بالتزامن مع تسريع تطوير قدراته لتعزيز قدرة البلاد على "خوض الحروب والفوز بها" ضد "عدو قوي"، ومواجهة تدخل طرف ثالث في الصراع.
ويقول التقرير إن تحديث الجيش يتماشى مع "التركيز المتزايد للصين على المجال البحري والطلبات المتزايدة" على بحريتها "للعمل على مسافات أبعد من البر الرئيسي للصين".
وكلف الرئيس الصيني مسؤولي الدفاع ببناء قوات بحرية "من الدرجة الأولى"، وتحول البلاد إلى قوة بحرية ضمن مخططه لـ"تجديد شباب البلاد".
وتسعى الصين إلى "توسيع البنية الأساسية اللوجستية والقواعد العسكرية في الخارج للسماح لجيش التحرير الشعبي الصيني بإظهار القوة العسكرية والحفاظ عليها على مسافات أكبر".
"وإذا تحقق ذلك، فإن شبكة لوجستية عسكرية عالمية لجيش التحرير الشعبي الصيني قد تعطل العمليات العسكرية الأميركية".
ويصف الكتاب الأبيض للدفاع، الصادر عن الصين عام 2019 البحرية الصينية بأنها تتكيف مع التغيرات في المتطلبات الاستراتيجية للدفاع عن البحار القريبة وحماية البحار البعيدة، مشيرة إلى أنها "تسرع انتقال مهامها من الدفاع في البحار القريبة إلى مهام الحماية في البحار البعيدة..."
وفي سبيل تحقيق هدف بناء "قوة بحرية قوية وحديثة"، يقول تقرير وزارة الدفاع، استبدلت البحرية الصينية، أو حدّثت، أجيالها السابقة من المنصات محدودة القدرة.
واليوم، تتألف البحرية الصينية إلى حد كبير من منصات حديثة متعددة الأدوار مزودة بأسلحة وأجهزة استشعار متقدمة مضادة للسفن والطائرات والغواصات.
وفي ملخص للتقرير، نشره البنتاغون، قال مسؤول دفاعي كبير إن الصين "تواصل جهودها الرامية إلى قلب النظام الدولي القائم على القواعد وتعمل على بناء جيش فعال بشكل متزايد لتعزيز هذه الأهداف"
وأشار المسؤول إلى عمليات "إكراه عسكري" قامت بها الصين مثل "الاعتراض غير الآمن" للسفن والطائرات الأميركية وطائرات حلفائها وشركائها في الجو والبحر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، موضحا أنه بين خريف عام 2021 وخريف عام 2023، وثقت الولايات المتحدة أكثر 300 حالة اعتراض جوي لطائرات الولايات المتحدة وحلفائها.
وتطرح التطورات الأخيرة تساؤلات عما إذا كانت الصين قادرة فعليا على الاستفادة من هذه التحديثات.
يوان هواتشي، المفوض السياسي لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني، سُئل في مارس الماضي عما إذا كانت حاملة الطائرات الرابعة ستعمل بالطاقة النووية، وقال إن ذلك "سيتم الإعلان عنه قريبًا"، ولكن حتى الآن لم يتم رسميا.
ويقول خبراء إن أحواض بناء السفن الصينية لديها القدرة على العمل على أكثر من حاملة طائرات في وقت واحد، وأنها يمكن أن تنتج سفينة جديدة تعمل بالطاقة النووية في نفس الوقت، وفق "سي أن أن".
ويراقب الملحقون العسكريون الأجانب، ومحللو الأمن، الطائرة الشبح الجديدة نظراً لأهميتها لبرنامج حاملة الطائرات. وتسعى الصين من خلال الإعلان عن الشبح الجديدة أن تكون جزءا من القوة البحرية وإظهار القوة خارج مياهها الإقليمية.
لكن حاملات الطائرات الثلاث الصينية لا تزال في مرحلة التدريب والتطوير، ولم تقم بعد بعمليات بعيدة المدى خارج شرق آسيا،
ويتساءل وايتز في تصريحاته لموقع الحرة: "هل الطائرة الشبح المعلن عنها جيدة حقا؟ هل تعمل حاملة الطائرات الطاقة النووية بالكامل"؟
ويلفت إلى حوادث سابقة، فقد غرقت غواصة صينية تعمل بالطاقة النووية بسبب خطأ فني.
ويقول وايتز إن بعض الأنظمة العسكرية الصينية تعمل بكفاءة وبعضها لا يعمل، لكن لا يعرف على وجه اليقين مدى التقدم التقني الحاصل وأهميته.
ويوضح أن الصينيين يحرصون على إظهار التقدم في هذا المجال "لأنهم يستعدون لحرب محتملة مع الولايات المتحدة بسبب تايوان أو بحر الصين الجنوبي أو أسباب أخرى".
ومع ذلك، فالصين لم تخوض حربا منذ 100 عام "ولا يعرف كيف سيكون أداؤها في قتال حقيقي.. هم قادرون على الإعلان عن أسلحة جديدة وإحراز تقدم ، لكننا لم نرهم في قتال منذ وقت طويل".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: طائرات تعمل بالطاقة النوویة الولایات المتحدة البحریة الصینیة حاملات الطائرات التحریر الشعبی حاملة طائرات ما إذا کانت الإعلان عن إن الصین
إقرأ أيضاً:
إيران ترفض تنمر ترامب على المحادثات النووية مع تصاعد التهديدات
بعد أيام من وصول رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني، تُخيّره بين التفاوض على اتفاق لإنهاء البرنامج النووي الإيراني أو العمل العسكري الأمريكي لتدميره، لا يزال الطرفان متباعدين بشأن الشروط التي من شأنها أن تسمح بمثل هذه المحادثات، ناهيك عن التوصل إلى اتفاق.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير ترجمته "عربي21"، أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، مايكل والتز، صرح يوم الأحد الماضي، في برنامج "هذا الأسبوع" على قناة ABC: "جميع الخيارات مطروحة". إذا لم تُسلّم إيران الصواريخ، وتسليحها، وتخصيبها للمواد النووية، فإنها قد تواجه سلسلة كاملة من العواقب الأخرى".
جاءت تصريحات والتز في أعقاب ضربة أمريكية ضخمة يوم السبت على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذين تعهدوا الأسبوع الماضي باستئناف هجماتهم على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر. وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "إذا لم توقف طهران دعمها لهم فورا، فستحاسبكم أمريكا بالكامل، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن".
سارعت إيران إلى الرد بالمثل. وقال اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإسلامي: "إذا تعرضت إيران للتهديد، فسترد بردود مناسبة وساحقة".
وكتب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في منشور يوم الأحد على موقع "إكس": "ليس لحكومة الولايات المتحدة أي سلطة أو عمل في إملاء السياسة الخارجية الإيرانية. لقد انتهى ذلك العصر في عام 1979"، عام الثورة الإسلامية التي بدأت بالاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران.
ردا على الضربات في اليمن، أعلن الحوثيون يوم الأحد إطلاق 18 صاروخا باليستيا وصاروخا كروز وطائرة مسيرة على حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان، المتمركزة مع سفنها المرافقة في البحر الأحمر.
أحال البنتاغون الأسئلة المتعلقة بمزاعم الحوثيين إلى القيادة المركزية الأمريكية، التي لم تستجب لطلبات التعليق المتعددة.
في حين أن تبادل التصريحات الحادة بين إيران والولايات المتحدة ليس بالأمر الجديد، قال والتز إن هجوم نهاية الأسبوع على الحوثيين كان مختلفا من حيث الحجم وفي تحميل إيران المسؤولية.
وأضاف "إيران هي التي مولت ودربت وساعدت الحوثيين مرارا وتكرارا على استهداف ليس فقط السفن الحربية الأمريكية، بل التجارة العالمية أيضا، وساعدت الحوثيين على إغلاق اثنين من أكثر الممرات البحرية استراتيجية في العالم".
جاء الهجوم في خضم عدد من الأحداث الأخيرة التي دفعت كلا البلدين إلى حافة الهاوية، وفقا للتقرير.
كشف تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر أن إيران وسّعت بشكل كبير إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب، وأنها تزيد مخزونها من المواد شبه الصالحة للاستخدام في صنع الأسلحة، مما يُقصّر الوقت الذي تحتاجه لإنتاج قنبلة نووية.
وقال هوارد سولومون، الممثل المؤقت للولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اجتماع مجلس الوكالة في 4 آذار/ مارس: "إذا أرادت إيران التوصل إلى اتفاق، فإن المسار يبدأ بوقف أنشطتها النووية التصعيدية، والوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات، وبناء الثقة الدولية، والسماح للوكالة بتقديم ضمانات بأن برنامجها النووي سلميٌّ بحت".
وأثار التقرير قلقا ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضا بين شركائها الأوروبيين الذين لا يزالون ملتزمين بالاتفاق النووي المبرم في عهد أوباما - والذي قايض جزءا كبيرا من برنامج التخصيب الإيراني برفع العقوبات - والذي انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى، واصفا إياه بـ"الاتفاق السيئ"، ووعد بالتفاوض على اتفاق أفضل في محادثات لم تُعقد قط.
ووفقا للصحيفة، فإن مطالب إدارة ترامب الجديدة تجاوزت بنود الاتفاق النووي، الذي سمح بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة للأغراض المدنية.
وردا على سؤال حول الشروط التي قد تُثير تدخلا عسكريا أمريكيا في إيران، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز، في رسالة بريد إلكتروني: "يجب على النظام الإيراني أن يُثبت أنه قد تخلى عن برنامجه النووي للتخصيب والأسلحة".
وأضاف هيوز أن الرئيس ترامب في رسالته "أوضح أن هناك طريقتين للتعامل مع إيران: عسكريا أو من خلال إبرام اتفاق. نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه العليا في درجة أهم من الإرهاب".
وعقدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مؤخرا محادثات مغلقة مع ممثلي إيران في جنيف، سعيا لإيجاد حل، مع التهديد بتطبيق بند "العودة السريعة" في الاتفاق الأصلي لعام 2015، والذي من شأنه إعادة فرض مجموعة واسعة من العقوبات الدولية.
وينتهي هذا البند، إلى جانب قرار الأمم المتحدة الذي بارك الاتفاق وتضمن حظرا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، في تشرين الأول/ أكتوبر مع بقية بنود الاتفاق المتبقية.
قالت وزارة الخارجية الألمانية ردا على أسئلة إن الأوروبيين "سيواصلون التواصل". وأضافت: "لا يزال هدفنا هو السعي إلى حل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني".
وأشارت التقرير إلى أن دول الخليج العربي أيضا في وضع يسمح لها بالتوسط بين الولايات المتحدة وإيران. وقد سلّم أنور قرقاش، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الأسبق والمستشار الأول لرئيس الإمارات، رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يوم الأربعاء. وكان عراقجي قد التقى الأسبوع الماضي بنظيره في عُمان، التي كانت مسرحا لمفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وإيران، وإن باءت بالفشل في نهاية المطاف، في ظل إدارة بايدن.
ولكن حتى مع وصول رسالة ترامب إلى طهران، أعلنت الإدارة عن عقوبات جديدة على صناعة النفط الإيرانية، كجزء من حملة "الضغط الأقصى" على طهران التي أذن بها بأمر تنفيذي الشهر الماضي.
وندد خامنئي بتواصل ترامب ووصفه بأنه ليس أكثر من مجرد حيلة دعائية "لتضليل الرأي العام".
قال خامنئي في خطابٍ أمام الطلاب الإيرانيين يوم الأربعاء، قبيل زيارة قرقاش، إن "هذا الشخص" - أي ترامب - هو من مزق اتفاق 2015 من البداية.
وأضاف: "إذا كان الهدف من المحادثات رفع العقوبات، فإن التفاوض مع الحكومة الأمريكية... لن يرفعها". وبينما كرر خامنئي إصراره على أن البرنامج النووي الإيراني مخصص للأغراض السلمية والمدنية فقط، قال إن إيران لا تنوي الخضوع "للحكومات المتنمرة".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، يوم الجمعة، بأن إيران لا تزال تراجع رسالة ترامب. لكنه قال إن الجمع بين غصن الزيتون والعقوبات الإضافية دليل على "نفاق" الولايات المتحدة، وستتحمل الحكومة الأمريكية مسؤولية "عواقب وآثار مثل هذه الإجراءات الأحادية وغير المشروعة".
وقال ترامب إن إيران أكثر انفتاحا على التوصل إلى اتفاق لأن اقتصادها ينهار، مما يقلل من قدرتها على تحمل العقوبات المتزايدة. فقدت العملة الإيرانية نصف قيمتها، وترنح الاقتصاد من أزمة إلى أخرى منذ انتخاب الرئيس مسعود بزشكيان صيف العام الماضي. هذا الشتاء، عانت البلاد من نقص حاد في الكهرباء أدى إلى إغلاق المكاتب الحكومية وإثارة الاحتجاجات.
بدا أن برنامج حملة بزشكيان الانتخابية، القائم على تحسين الاقتصاد الإيراني من خلال السعي لتخفيف العقوبات، لاقى صدى واسعا بين الناخبين. ولكن على الرغم من أنه ربما مُنح صلاحية استكشاف إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة، فإن القرار النهائي بشأن تغيير السياسة يقع على عاتق خامنئي.
لم تُخفِ إسرائيل اعتقادها بأن البرنامج النووي الإيراني ودعمها لجماعات، بما في ذلك حزب الله وحماس والحوثيين، لا يمكن إيقافهما إلا من خلال عمل عسكري تُفضل القيام به بالاشتراك مع الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع على آراء إسرائيل مؤخرا، قوله "لدينا قدرات [لكن] الولايات المتحدة لديها قدرات أفضل". تحدث هذا الشخص شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية القضية.
في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، قدّمت الولايات المتحدة مرتين العام الماضي قدرات جوية وبحرية واسعة النطاق لمساعدة إسرائيل على صد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة المباشرة من إيران. لكن بايدن أصرّ على أن تكون أي مساعدة دفاعية فقط، وأن الولايات المتحدة لن تعبر المجال الجوي أو الأراضي الإيرانية أو تشن هجماتها الخاصة ضد إيران.
في الشهر الماضي، وبعد اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل وأمريكا تقفان جنبا إلى جنب في مواجهة التهديد الإيراني". وأضاف نتنياهو أنه وروبيو "اتفقا على أنه يجب ألا يمتلك آيات الله أسلحة نووية، واتفقا أيضا على ضرورة دحر عدوان إيران في المنطقة".
وزعم أن إسرائيل وجهت "ضربة قوية لمحور الإرهاب الإيراني" منذ بداية الحرب في غزة، مضيفا "تحت القيادة القوية للرئيس ترامب... ليس لدي أدنى شك في أننا قادرون على إنجاز المهمة وسننجزها".