بوابة الوفد:
2025-02-23@21:08:27 GMT

الحل فى الصندوق «١»

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

نعم الوضع الإقتصادى فى كل العالم متعثر، لكن لا يمكن تجاهل أن أوضاع المواطنين بتلك الدول أفضل كثيرا من وضعنا وبالأرقام، فمصر فى مؤخرة الدول العربية بالنسبة لدخل الفرد ورقم ٩٥ عالميا فى تصنيف هذا العام العالمى، متوسط دخل المواطن المصرى الشهرى ١١٧ دولار مقابل ٤٠٤٧ دولار المتوسط الشهرى عالميا، وهذا فارق مهول مهما حسبنا قيمة الدولار بالجنيه المصرى، ويزداد الفارق تغولا مع معرفة الخدمات والتيسيرات والمساعدات التى تقدمها هذه الدول للفقراء ومحدودى الدخل لتخفف من حدة احتياجاتهم أمام إرتفاع أسعار السلع والخدمات.


لقد أصبح حال أغلب الأسر المصرية فى وضع يرثى له، وتآكلت الطبقة المتوسطة التى كانت رمانة الميزان فى المجتمع والجسر المجتمعى الصالح بين الأثرياء والفقراء، واكتظت الشوارع بالمتسولين وأصبح رب كل أسرة يتمنى لو تخلى عن الحياء والتعفف ونزل الشارع لينضم إلى صفوف المتسولين عسى أن يكمل نفقات بيته وقد صارت المعادلة بين راتبه ومتطلبات بيته مثل مسألة لوغاريتمات لشخص لم يدرس الحساب أبدا ومستحيل عليه حلها، بجانب أن الحكومة لا تستمع لأراء وأفكار خبراء الإقتصاد الوطنيين لحلحلة المشاكل الإقتصادية والمالية وإنقاذ قيمة الجنية الذى صارت فضيحته «بجلاجل» بين كل عملات العالم تقريبا، صارت نظرة الناس للمستقبل معتمة وأصبحت وجوههم مكفهرة لا يفارقها العبوس ولا يسرى عنهم خبرا مفرحا مرتقبا، أصبح الأثرياء يبعثرون الملايين من أموالهم فى الهباء والهواء على الحفلات والافراح واقتناء سيارات ومجوهرات وتحف بالملايين، دون رادع من ضميرهم ليستفزوا أكثر الفقراء البسطاء المعقدين، دون التفكير لحظة فى وقع ما يفعلون على أنفس هؤلاء، وتسببهم فى تأليب الحقد والكراهية الجمعية ضدهم، متجاهلين من قبل وبعد أن الله سيسألهم عن أموالهم من أين كسبوها وفيما أنفقوها، أما وكل هذه المعطيات التى أصبح مجتمعنا يضج بها ويئن بسببها فى صمت أو تصرخ بها خناقات الأزواج والزوجات ويثرثر بها الشباب العاطل على المقاهى وهو يجتر آلامه ويزدرد أحلامه مع رشفات الشاى المغشوش والقهوة المرة، أما وقد أصبحت الحكومة لا تحتملنا، وعاجزة أمام مشاكلنا واحتياجاتنا، وتتمنى لو هاجر الشعب على قوارب مطاطية إلى أى من دول العالم، أما وكل هذا يحدث الأن، لم يعد امامنا فى تصورى المتواضع حل سوى الصندوق.
لا تنزعج عزيزى القارئ حين أقول الحل فى الصندوق، لا والعياذ بالله لا أقصد صندوق -الهم- النقد الدولى، ولا أقصد الصناديق الخاصة التى يشوب أغلبها الشبهات ولم تقدم المأمول من المساعدات للمواطنين لأن جل أموالها يذهب إلى رواتب ومكافآت وحوافز للقائمين عليها، ولا أقصد كذلك صناديق الجمعيات الخيرية التى لا تخلو أيضا من الشبهات حول مسارات أموالها الواردة والصادرة، بالطبع لا أقصد تلك الصناديق، بل أقصد هنا الصندوق الأهلى والصندوق الأسرى.
وللتوضيح، فى الدول الغربية يتم إنشاء صناديق أهلية لتقديم المساعدات المالية والعينية للفئات المحتاجة والفقيرة، هذه الصناديق تشبه «الجمعية»، حيث يقوم الأثرياء وأصحاب الشركات والمؤسسات بالتبرع بمبالغ كبيرة فى هذا الصندوق، ومنهم من يقدم عقارا أو شيئا ثمينا ليباع ويدخل ضمن رأس مال الصندوق، هذا الصندوق تودع أمواله فى البنك للحصول على فائدة جيدة، ويمكن استثمار جانب من هذه الأموال لمضاعفتها، ويمكن أن يشارك المواطنون من متوسطى الحال بمبالغ بسيطة مقابل أسهم فى هذا الصندوق والذى يخضع لإجراءات ولوائح قانونية محددة حتى لا يتم نهب أمواله أو التلاعب بها بعيدا عن الشفافية.
هذا الصندوق يمكن إنشاءه فى كل قرية، مركز، حى، ويكون دوره تقديم المساعدات المالية والعينية لأهل الحى من المحتاجين، حيث يتم منحهم بطاقات عضوية لهذا الصندوق بعد معرفة أوضاعهم بدقة، من خلال هذه البطاقة يتحدد فى سجل خاص به المساعدات الشهرية التى يحصل عليها كل محتاج كما ونوعا، بجانب كراتين الطعام والأشياء العينية التى قد يحتاج إليها فى بيته، ولا يستثنى من ذلك بالطبع متوسطى الدخل من الموظفين والعمال.
هذا الصندوق يكون له مقرا صغيرا ولا يحتاج لأكثر من شقة بها مكتب وجهازى كمبيوتر على أقل تقدير، ويمكن مضاعفة ذلك بمرور الوقت أو فى الأحياء الكبيرة المزدحمة، يحصل المواطن بعد معرفة حالته على مبلغ مالى شهري، ملابس له ولأسرته. أزياء للمدارس وحقائب ومستلزمات دراسة، أطعمة وفواكه، بعض الأجهزة المنزلية والاحتياجات الأخرى التى قد يحتاجها لمنزله ولا يتوافر له ثمنها، يستقبل الصندوق تبرعات عينية من أهالى الحى الأثرياء، وتشمل التبرعات كل شيء، مال، أجهزة كهربائية، ملابس، أدوات منزلية، أدوات مدرسية أحذية، فواكه، منتجات غذائية، ألبان للأطفال.. وهكذا.
فى هولندا المعروفة بأنها من أثرى أصغر دول أوروبا، تطبق هذا النظام من الصناديق الإجتماعية، بجانب صناديق اخرى يطلقون عليها اسم «مؤسسة عائلية» وتختص بالعائلات.. وللحديث بقية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد هذا الصندوق

إقرأ أيضاً:

جهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في أسبوع.. «أنشطة توعوية بأساليب إبداعية»

أصدر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي برئاسة الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة الصندوق، تقريرا بالفيديوجراف عن أنشطة الصندوق في الفترة من 14 حتى 20 فبراير 2025.

بحث التعاون المشترك بين الصندوق والمحافظة

وتضمن تقرير الصندوق العديد من الفعاليات، حيث استقبل اللواء الدكتور علاء عبدالمعطي محافظ كفر الشيخ، والدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي والوفد المرافق له بمكتبه بديوان عام المحافظة بحضور الدكتور عمرو البشبيشي نائب محافظ كفر الشيخ لبحث التعاون المشترك بين الصندوق والمحافظة، خاصة في تنفيذ الأنشطة والبرامج لرفع وعي الفئات المختلفة بخطورة تعاطي وإدمان المواد المخدرة، إضافة إلى تنفيذ برامج الوقاية المتخصصة لتنمية مهارات النشء والشباب وفقا للمعايير الدولية، كما يتم توفير الخدمات العلاجية من خلال الخط الساخن للصندوق 16023 لأي مريض إدمان مجانا وفي سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية.

ويأتي ذلك في إطار سلسلة الجولات الميدانية لصندوق مكافحة الإدمان بالمحافظات المختلفة لتنفيذ أنشطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان والتي تم إطلاقها تحت رعاية رئيس الجمهورية.

رفع وعي الشباب بخطورة التعاطي

كما شهد اللواء الدكتور علاء عبدالمعطي محافظ كفر الشيخ، والدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان، والدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، عرض فيديو عن أنشطة خفض الطلب على المخدرات بالمحافظة، وكيفية الاستثمار في الشباب، كما تم تدشين برنامج لتنفيذ أنشطة توعوية بأساليب إبداعية تستهدف الشباب لرفع وعيهم بخطورة التعاطي، وطلاب المدارس والجامعات والإرشاد الأسرى والتوسع في تنفيذ البرامج الوقائية في قرى المبادرة الرئاسية حياة كريمة بالمحافظة.

وشارك صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في المؤتمر السنوي الذي تنظمه كلية طب جامعة الزقازيق، تحت عنوان «آفاق جديدة في علاج الإدمان والوقاية منه»، وافتتح الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي فعاليات المؤتمر بحضور ممثلي الجهات المعنية وأساتذة الجامعات المصرية وقيادات الصندوق، وألقى الدكتور محاضرة استعرض خلالها كيفية استثمار التكنولوجيا الحديثة للوقاية من المخدرات من خلال تحديد مدى انتشار وتفاقم مشكلة التعاطي وجمع البيانات واستطلاعات الرأي عن المفاهيم المتداولة ومعرفة الأسباب الجذرية لمشكلة التعاطي والإدمان، وتحديد الخصائص الديموجرافية للجمهور المستهدف، وتحديد المنصات الرقمية حسب انتشار الجمهور المستهدف وصياغة المحتوى من الرسالة، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الانتشار على المنصات من منطقة لأخرى والتأكيد على أهمية عملية التقييم وقياس الأثر من خلال عمل دراسة استقصائية لقياس التغيير قبل وبعد الحملات ومعرفة مدى تفاعل الجمهور المستهدف.

ويستمر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في تكثيف حملات الكشف المبكر عن تعاطيى المواد المخدرة بين سائقي الحافلات المدرسية خلال الفصل الدراسي الثاني، حيث يتم الكشف على سائقي الحافلات المدرسية بالمحافظات المختلفة على مستوى الجمهورية، ومن يثبت تعاطيه للمواد المخدرة سيتم اتخاذ إجراءات رادعة وإحالته إلى النيابة العامة بتهمة القيادة تحت تأثير المخدر‏‎.

وفي إطار تنفيذ المكون الثقافي بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان والتي تم إطلاقها تحت رعاية رئيس الجمهورية، نظم الصندوق فعالية بمقر مركز العزيمة التابع للصندوق بالزقازيق لتكريم الفائزين بمسابقة الصندوق من شباب الباحثين في قضايا مكافحة وعلاج الإدمان بالتعاون مع كلية طب جامعة الزقازيق، وحرص المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية والدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي والدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق، على إهداء الباحثين الفائزين في المسابقة درع التكريم لربط البحث العلمي بالتحديات التي تواجه قضية التعاطي وتقديم حلول علمية لتطوير سياسات المواجهة كما أجروا جولة تفقدية داخل مركز العزيمة بالزقازيق.

وجرى تنفيذ 347 نشاطا متنوعا بالمحافظات المختلفة منها مبادرة «خدعوك فقالوا» في الميادين بالمحافظات، وتنفيذ 53 نشاطا متنوعا لرفع الوعي بخطورة التعاطي في قرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة، وتنفيذ أنشطة متنوعة بالجامعات لتوعية الطلاب بأضرار تعاطي المواد المخدرة وتنفيذ 28 نشاط بالمناطق المطورة بديلة العشوائيات.

وجرى تنفيذ 38 نشاطا متنوعا من خلال بيوت التطوع التابعين للصندوق في الجامعات المصرية لرفع وعي الطلاب بخطورة التعاطي والإدمان، واستمرار تقديم الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفي سرية تامة من خلال الخط الساخن 16023 على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع، وتقديم الخدمات العلاجية لـ1624 مريضا من خلال 34 مركزا علاجيا في 19 محافظة حتى الآن، والكشف المبكر عن تعاطى المخدرات لـ4238 موظفا من العاملين في الجهاز الإداري للدولة مع توفير العلاج مجانا وفي سرية تامة لأي موظف مريض إدمان دون أي يقع تحت طائلة القانون، شريطة التقدم للعلاج طواعية قبل نزول حملات الكشف مقر عمله، إضافة إلى استمرار تكثيف حملات الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات على سائقي الحافلات المدرسية بالتعاون مع الجهات المعنية، وتنفيذ العديد من الأنشطة لرفع وعي الفئات المتخلفة بخطورة التعاطي.

مقالات مشابهة

  • كيفية تقديم التصالح على مخالفات وحدات الإسكان الاجتماعي
  • جهود صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في أسبوع.. «أنشطة توعوية بأساليب إبداعية»
  • رئيس «صندوق الإسكان» تعلن إتاحة رابط إلكتروني لتقديم طلبات التصالح
  • الصندوق بين الابتكار والتبرير
  • في العقل العربي.. الحل في الفصل بين «المعرفي» و«السياسي»
  • جهاز الاستثمار العُماني يستثمر في صندوق "جولدن جيت فينتشرز" السنغافوري
  • لاعب السيتي: رحيل غوارديولا الحل الأمثل
  • التفكير من خارج الصندوق.. إلى أين يقود ترامب؟
  • "صندوق خليفة" يحدث نقلة نوعية في مشاريع رواد الأعمال البحرية
  • بشرى سارة من الضمان الإجتماعي لمرضى غسيل الكلى