نعم الوضع الإقتصادى فى كل العالم متعثر، لكن لا يمكن تجاهل أن أوضاع المواطنين بتلك الدول أفضل كثيرا من وضعنا وبالأرقام، فمصر فى مؤخرة الدول العربية بالنسبة لدخل الفرد ورقم ٩٥ عالميا فى تصنيف هذا العام العالمى، متوسط دخل المواطن المصرى الشهرى ١١٧ دولار مقابل ٤٠٤٧ دولار المتوسط الشهرى عالميا، وهذا فارق مهول مهما حسبنا قيمة الدولار بالجنيه المصرى، ويزداد الفارق تغولا مع معرفة الخدمات والتيسيرات والمساعدات التى تقدمها هذه الدول للفقراء ومحدودى الدخل لتخفف من حدة احتياجاتهم أمام إرتفاع أسعار السلع والخدمات.
لقد أصبح حال أغلب الأسر المصرية فى وضع يرثى له، وتآكلت الطبقة المتوسطة التى كانت رمانة الميزان فى المجتمع والجسر المجتمعى الصالح بين الأثرياء والفقراء، واكتظت الشوارع بالمتسولين وأصبح رب كل أسرة يتمنى لو تخلى عن الحياء والتعفف ونزل الشارع لينضم إلى صفوف المتسولين عسى أن يكمل نفقات بيته وقد صارت المعادلة بين راتبه ومتطلبات بيته مثل مسألة لوغاريتمات لشخص لم يدرس الحساب أبدا ومستحيل عليه حلها، بجانب أن الحكومة لا تستمع لأراء وأفكار خبراء الإقتصاد الوطنيين لحلحلة المشاكل الإقتصادية والمالية وإنقاذ قيمة الجنية الذى صارت فضيحته «بجلاجل» بين كل عملات العالم تقريبا، صارت نظرة الناس للمستقبل معتمة وأصبحت وجوههم مكفهرة لا يفارقها العبوس ولا يسرى عنهم خبرا مفرحا مرتقبا، أصبح الأثرياء يبعثرون الملايين من أموالهم فى الهباء والهواء على الحفلات والافراح واقتناء سيارات ومجوهرات وتحف بالملايين، دون رادع من ضميرهم ليستفزوا أكثر الفقراء البسطاء المعقدين، دون التفكير لحظة فى وقع ما يفعلون على أنفس هؤلاء، وتسببهم فى تأليب الحقد والكراهية الجمعية ضدهم، متجاهلين من قبل وبعد أن الله سيسألهم عن أموالهم من أين كسبوها وفيما أنفقوها، أما وكل هذه المعطيات التى أصبح مجتمعنا يضج بها ويئن بسببها فى صمت أو تصرخ بها خناقات الأزواج والزوجات ويثرثر بها الشباب العاطل على المقاهى وهو يجتر آلامه ويزدرد أحلامه مع رشفات الشاى المغشوش والقهوة المرة، أما وقد أصبحت الحكومة لا تحتملنا، وعاجزة أمام مشاكلنا واحتياجاتنا، وتتمنى لو هاجر الشعب على قوارب مطاطية إلى أى من دول العالم، أما وكل هذا يحدث الأن، لم يعد امامنا فى تصورى المتواضع حل سوى الصندوق.
لا تنزعج عزيزى القارئ حين أقول الحل فى الصندوق، لا والعياذ بالله لا أقصد صندوق -الهم- النقد الدولى، ولا أقصد الصناديق الخاصة التى يشوب أغلبها الشبهات ولم تقدم المأمول من المساعدات للمواطنين لأن جل أموالها يذهب إلى رواتب ومكافآت وحوافز للقائمين عليها، ولا أقصد كذلك صناديق الجمعيات الخيرية التى لا تخلو أيضا من الشبهات حول مسارات أموالها الواردة والصادرة، بالطبع لا أقصد تلك الصناديق، بل أقصد هنا الصندوق الأهلى والصندوق الأسرى.
وللتوضيح، فى الدول الغربية يتم إنشاء صناديق أهلية لتقديم المساعدات المالية والعينية للفئات المحتاجة والفقيرة، هذه الصناديق تشبه «الجمعية»، حيث يقوم الأثرياء وأصحاب الشركات والمؤسسات بالتبرع بمبالغ كبيرة فى هذا الصندوق، ومنهم من يقدم عقارا أو شيئا ثمينا ليباع ويدخل ضمن رأس مال الصندوق، هذا الصندوق تودع أمواله فى البنك للحصول على فائدة جيدة، ويمكن استثمار جانب من هذه الأموال لمضاعفتها، ويمكن أن يشارك المواطنون من متوسطى الحال بمبالغ بسيطة مقابل أسهم فى هذا الصندوق والذى يخضع لإجراءات ولوائح قانونية محددة حتى لا يتم نهب أمواله أو التلاعب بها بعيدا عن الشفافية.
هذا الصندوق يمكن إنشاءه فى كل قرية، مركز، حى، ويكون دوره تقديم المساعدات المالية والعينية لأهل الحى من المحتاجين، حيث يتم منحهم بطاقات عضوية لهذا الصندوق بعد معرفة أوضاعهم بدقة، من خلال هذه البطاقة يتحدد فى سجل خاص به المساعدات الشهرية التى يحصل عليها كل محتاج كما ونوعا، بجانب كراتين الطعام والأشياء العينية التى قد يحتاج إليها فى بيته، ولا يستثنى من ذلك بالطبع متوسطى الدخل من الموظفين والعمال.
هذا الصندوق يكون له مقرا صغيرا ولا يحتاج لأكثر من شقة بها مكتب وجهازى كمبيوتر على أقل تقدير، ويمكن مضاعفة ذلك بمرور الوقت أو فى الأحياء الكبيرة المزدحمة، يحصل المواطن بعد معرفة حالته على مبلغ مالى شهري، ملابس له ولأسرته. أزياء للمدارس وحقائب ومستلزمات دراسة، أطعمة وفواكه، بعض الأجهزة المنزلية والاحتياجات الأخرى التى قد يحتاجها لمنزله ولا يتوافر له ثمنها، يستقبل الصندوق تبرعات عينية من أهالى الحى الأثرياء، وتشمل التبرعات كل شيء، مال، أجهزة كهربائية، ملابس، أدوات منزلية، أدوات مدرسية أحذية، فواكه، منتجات غذائية، ألبان للأطفال.. وهكذا.
فى هولندا المعروفة بأنها من أثرى أصغر دول أوروبا، تطبق هذا النظام من الصناديق الإجتماعية، بجانب صناديق اخرى يطلقون عليها اسم «مؤسسة عائلية» وتختص بالعائلات.. وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فكرية أحمد هذا الصندوق
إقرأ أيضاً:
الصيام المتقطع.. الحل الأفضل لمرض السكري والكبد الدهني والكرش
يعتبر الصيام المتقطع من أكثر الأنظمة الغذائية فعالية لتحسين الصحة العامة، وتقليل الدهون الزائدة، وتنظيم مستويات السكر في الدم.
كيف يساعد الصيام المتقطع في علاج هذه المشكلات الصحية؟ولا يعتبر الصيام المتقطع مجرد نظام غذائي، بل هو نمط حياة صحي يساعد في السيطرة على مرض السكري، تقليل دهون الكبد، وحرق دهون البطن بطرق طبيعية وفعالة.
وقد أظهرت الدراسات، أن الصيام المتقطع يمكن أن يساعد في السيطرة على مرض السكري، تقليل دهون الكبد، والتخلص من دهون البطن (الكرش) بطرق طبيعية وآمنة، وفقا لما نشر في موقع “ميديكال نيوز توداي”.
الصيام المتقطع ومرض السكريوقد يساعدهم الصيام المتقطع في تحسين مستويات السكر في الدم، وذلك عن طريق :
ـ تحسين حساسية الأنسولين:
يساعد الصيام المتقطع في جعل الجسم أكثر استجابة للأنسولين، مما يقلل من مقاومة الأنسولين، وهو السبب الرئيسي لمرض السكري من النوع الثاني.
ـ خفض مستويات السكر في الدم:
وعند التوقف عن تناول الطعام لفترة، يستخدم الجسم السكر المخزن في الكبد، مما يساعد في تقليل مستويات الجلوكوز في الدم.
ـ تقليل الالتهابات المرتبطة بالسكري:
الصيام يساعد في تقليل الالتهابات المزمنة التي تلعب دورًا في تفاقم مرض السكري.
وأظهرت الأبحاث والدراسات أن الصيام المتقطع له تأثير كبير في علاج مرض الكبد الدهني، وذلك عبر :
ـ تحفيز حرق الدهون المتراكمة في الكبد:
وعند الصيام، يلجأ الجسم إلى الدهون المخزنة للحصول على الطاقة، مما يساعد في تقليل دهون الكبد وتحسين وظائفه.
ـ تقليل مقاومة الأنسولين:
من أهم أسباب الكبد الدهني هو مقاومة الأنسولين، والتي يمكن تحسينها بالصيام المتقطع.
ـ تحفيز عمليات الإصلاح الذاتي في الكبد:
والصيام يساعد في تعزيز عملية الالتهام الذاتي (Autophagy)، وهي عملية طبيعية يقوم فيها الجسم بتجديد الخلايا التالفة وتحسين صحة الكبد.
الصيام المتقطع والتخلص من الكرش (دهون البطن)
وأجمع خبراء التغذية، أن الصيام المتقطع له دور كبير في التخلص من دهون البطن بطريقة فعالة، وذلك لأن الصيام المتقطع يقوم بـ :
ـ حرق الدهون بفعالية:
عند الامتناع عن الطعام لفترات طويلة، يستخدم الجسم الدهون المخزنة في منطقة البطن كمصدر للطاقة، مما يساعد في تقليل الكرش.
ـ تنظيم هرمونات الجوع:
والصيام يقلل من مستويات هرمون الجريلين (هرمون الجوع)، مما يساعد في تقليل الشهية وتجنب الإفراط في تناول الطعام.
ـ تحسين معدل الأيض:
والصيام المتقطع يساعد في رفع معدل حرق الدهون، مما يجعله فعالًا في إنقاص الوزن بشكل صحي.
ـ نظام 16:8: الصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام خلال 8 ساعات، وهو الأكثر شيوعًا.
ـ نظام 5:2: تناول الطعام بشكل طبيعي لمدة 5 أيام، وتقليل السعرات إلى 500-600 سعرة في يومين غير متتاليين.
ـ صيام 24 ساعة: الامتناع عن الطعام لمدة 24 ساعة مرة أو مرتين أسبوعيًا.
ـ شرب الماء بكثرة خلال ساعات الصيام لمنع الجفاف.
ـ تناول وجبات متوازنة غنية بالبروتين والخضروات والدهون الصحية.
ـ تجنب السكر والكربوهيدرات المكررة التي قد تعطل فوائد الصيام.
ـ البدء تدريجيًا لتجنب الشعور بالتعب أو الجوع الشديد.
ولكن قبل البدء بالصيام المتقطع من الأفضل استشارة الطبيب، خاصةً إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة لتجنب حدوث أي مضاعفات.