عودة الرئيس الامريكى دونالد ترامب إلى البيت الابيض عقب فوزه بولاية ثانية فى الانتخابات الأمريكية، التى أجريت قبل أيام لتعلن معها تبعثر أوراق الإقتصاد العالمى فى أغلب الدول خاصة العربية، بسبب السياسات الخاصة المرتبطة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهى السياسات التى لم يكن معها أى تطور خطى ولم تحرز التقدم المنشود، خاصة فيما يتعلق بكيفية إدارة الاقتصادات الحديثة لمصلحة استقرار الاقتصاد، لذلك فإن مجرى الأحداث تحدده فى النهاية حالات الطوارئ، إذ تظهر المشكلات ثم تحل أو لا تحل، وفى كلتا الحالتين، تمهد الاستجابة للمشكلات الطريق لظهور مشكلة جديدة ومختلفة، لأن الإجراءات المتخذة فى الماضى القريب تركت الاقتصاد أكثر عرضة للخطر فى بعض النواحى.

وهو ما سنستعرضه لاحقًا استنادًا على شعار ترامب «أمريكا أولًا»، وهو ما عكس توجهاته تجاه السياسة الاقتصادية الداخلية والخارجية، حيث يتبنى ترامب سياسات تقليص التدخلات الخارجية والتركيز على دعم الصناعات الوطنية، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الإقتصاد العالمى والعربى وأيضًا العلاقات التجارية الدولية والعربية، وقد تتجه الولايات المتحدة، تحت قيادته، إلى تعزيز سياسة الحماية التجارية مع تقليص دورها فى المنظمات الدولية، مما يهدد إستقرار النظام الاقتصادى العالمى الذى يعتمد على التعاون بين القوى الكبرى. لذلك فسوف نتناول التأثير الاقتصادى لصعود الرئيس دونالد ترامب لسدة الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية على الدول العربية.
فعلى الجانب الفلسطينى فإن فوز ترامب يشير إلى أن الولايات المتحدة قد تواصل اتباع سياسة تهميش القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، ففى فترته الرئاسية الأولى، أوقف ترامب الدعم المالى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كما قلص مساعدات أخرى كانت موجهة للسلطة الفلسطينية، وقد يتوقع الفلسطينيون المزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية فى حال استمرار السياسات الأمريكية الحالية.
وعلى الجانب العراقى فإن فوز ترامب قد يؤثر على الاقتصاد العراقى بعدة نقاط، منها أسعار النفط، والعقوبات على إيران، والاستثمارات الأجنبية، لذا فإن تضييق الخناق الاقتصادى على إيران قد يكون مؤكدًا لأن العراق يعتبر إحدى بوابات إيران، وصول العملة الصعبة إليها قد يؤثر على بورصة العملة الخضراء فيه إذا ما استخدم ترامب أسلوب الضغط، كذلك تأثر العراق فى التجارة مع إيران كونها إحدى مصادر البضائع المختلفة والتى تقدر بمليارات الدولارات سنويا لعل أبرزها الغاز الإيرانى المستخدم فى إنتاج الطاقة الكهربائية، مع السماح فى تجديده كل عام ولمدة ستة أشهر والذى من الممكن أن ينتهى بمنع أمريكيا من استيرادها، بالإضافة إلى احتمالية وجود عرقلة فى التجارة بين البلدين فى ظل الحصار المفروض على إيران والتى قد تتعرض إلى عقوبات أكبر بالتزامن مع الولاية الثانية لترامب، ولكن الأخطر أن الولايات المتحدة ستعمل فى سياستها الجديدة من خلال وزارة الخزانة والبنك الفيدرالي، على تشديد الرقابة على الأموال العراقية ورصد ومراقبة التحويلات المالية لمنع وصولها لجهات إيرانية، مع احتمالية كبيرة فى زيادة فرض العقوبات على بنوك وجهات جديدة عاملة داخل العراق، لأن سياسة ترامب المتوقعة هى ضرب المصالح الإيرانية التى تهدد المصالح الأمريكية، مما قد ينذر باستهداف التيارات العاملة فى العراق والقريبة من الجانب الإيرانى فى الايدلوجية وهو ما سينتج عنه مشاكل ومخاطر أمنية محتملة داخل العراق ستنعكس بشكل مباشر على الواقع الاقتصادى العراقى.. وللحديث بقية إن شاء الله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية الدول العربية لعل وعسى د علاء رزق الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة وهو ما

إقرأ أيضاً:

كيف تكون العلاقة بين إدارة ترامب وبين العراق وإيران؟

آخر تحديث: 1 دجنبر 2024 - 8:59 صبقلم:سعد الكناني إيران وحكومتها في العراق تعيشان في الزمن الصعب الذي ستمر به ولاية الرئيس ترامب الثانية. وها هو ترامب يعود إلى البيت الأبيض وفي جعبته كل ما قاله عن إيران أثناء حملته الانتخابية إضافة إلى أنه تعرض لمحاولة اغتيال تقف وراءها إيران. أربع سنوات سيئة أخرى لإيران. والعلاقة بين ترامب والعراق وإيران كانت معقدة ومثيرة للجدل خلال فترة رئاسته الأولى، هذه العلاقة كانت تتأرجح بين التصعيد والمواجهة، وكذلك التوترات المستمرة على مستويات مختلفة. يمكن تقسيم هذه العلاقة إلى عدة محاور رئيسية: العلاقة مع إيران التصعيد جاء بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في (مايو 2018)، الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس باراك أوباما عام (2015). ترامب اعتبر أن هذا الاتفاق لا يحقق أهداف الأمن القومي الأمريكي لأنه يسمح لإيران بتطوير برنامج نووي في المستقبل، ولذلك قام بإعادة فرض عقوبات اقتصادية شديدة على إيران، بما في ذلك عقوبات على صادرات النفط الإيرانية. فقد انتهج ترامب سياسة “الضغط الأقصى” التي كانت تهدف إلى إجبار إيران على التفاوض حول اتفاق جديد مع شروط أكثر صرامة بشأن برنامجها النووي وسلوكها الإقليمي، بما في ذلك دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة. وفي (3/1/2020) قامت الولايات المتحدة بشن هجوم جوي أسفر عن قتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس ومواطنه في الجنسية جمال الإبراهيمي المكنى أبو مهدي المهندس، هذا الهجوم كان بمثابة تصعيد كبير في العلاقات بين واشنطن وطهران. إيران ردت على هذا الهجوم بشن ضربات صاروخية على القواعد الأمريكية في العراق. بالإضافة إلى التصعيد المباشر، واستمرت التوترات على مستوى الحرب بالوكالة، حيث دعمت إيران فصائل الحشد الولائية وميليشياتها في سوريا ولبنان واليمن. هذه الجماعات كانت تنفذ عمليات ضد القوات الأمريكية في المنطقة. العلاقة مع العراق التواجد العسكري الأمريكي في العراق خلال فترة رئاسة ترامب، كان كبيراً في إطار جهود التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي. ولكن هذا التواجد العسكري أصبح مصدر توتر بعد اغتيال سليماني، حيث طالب العديد من السياسيين الشيعة، بضرورة انسحاب القوات الأمريكية من العراق. إضافة الى الاحتجاجات والضغوط السياسية، وقد نجحت القوى الشيعية في الضغط على الحكومة لإصدار قرار يطالب بانسحاب القوات الأمريكية. وفي(5 /1/2020) ، صوت نواب العراق الشيعة لصالح إنهاء التواجد الأمريكي في البلاد، لكن ترامب رفض هذا الطلب وأكد أن قوات بلاده ستبقى في العراق لحماية مصالحها، معتبراً أن خروجها سيؤدي إلى فراغ أمني قد تستغله إيران.في الوقت نفسه، كانت إيران تسعى لتعزيز نفوذها في العراق، مما أثار قلق الولايات المتحدة. وكان هناك تنافس بين النفوذ الأمريكي والإيراني في البلاد، حيث دعمت إيران العديد من الفصائل الحشدوية الولائية التي كانت تستهدف القوات الأمريكية. من جهة أخرى، كانت الولايات المتحدة تحاول دعم الحكومة العراقية والحفاظ على استقرارها. الخلاصة الرئيس ترامب كما كان في ولايته الأولى سيركز في الثانية على مواجهة النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة كأولوية خلال فترة رئاسته. في هذا السياق، كان العراق يمثل ساحة مهمة لهذا التنافس. وقد أدت سياسة ترامب في البلاد إلى تعزيز انقسام بين القوى المحلية والإقليمية، حيث وجدت بعض الأطراف العراقية نفسها بين ضغوط إيران من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى. ستبقى العلاقة بين ترامب وإيران والعراق مليئة بالتوترات والصراعات على العديد من الجبهات، بما في ذلك التهديدات الأمنية، إيران في ولاية ترامب الثانية هي أكثر ضعفا مما كانت عليه في ولايته الأولى. ستكون تلك تسليته وهو الذي أعاد الشرق الأوسط إلى قائمة المناطق التي يؤثر أمنها على أمن الولايات المتحدة على النقيض مما كان الديمقراطيون يفكرون فيه.

مقالات مشابهة

  • المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (3-10)
  • ترامب يقترح أن تصبح كندا الولاية الأمريكية رقم 51
  • ‏بلينكن يؤكد التزام الولايات المتحدة بحماية إسرائيل من تهديدات إيران ووكلائها
  • قبل تنصيبه.. ترامب يعلن عن أول وجهة له خارج الولايات المتحدة
  • من الصين إلى إيران.. كيف يستعد العالم لإدارة ترامب الثانية؟
  • ما هو مستقبل صناعة الأسلحة الأمريكية في ظل تعهد ترامب بإنهاء الحروب العالمية؟
  • هل ترد أمريكا على تدخل إيران في انتخابات 2024؟
  • هل تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للهيمنة على الطاقة في العالم؟.. أستاذ علاقات دولية يوضح
  • كيف تكون العلاقة بين إدارة ترامب وبين العراق وإيران؟
  • الولايات المتحدة تنفي نيّتها اخضاع الحوثيين عسكرياً