اليمن وعربسات يتفقان على توسيع البث التلفزيوني
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
وقع وزير الاعلام والثقافة والسياحة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، معمر الارياني اليوم، مع الرئيس التنفيذ للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية – عربسات المهندس الحميدي العنزي، عقد تخصيص قنوات تلفزيونية فضائية على أقمار عرب سات ضمن باقة عربسات الرقمية الجديدة.
واكد الوزير، ان توقيع العقد يأتي في سياق ضمان تقديم خدمة بث قنوات (اليمن – عدن – حضرموت– سبأ ) وكذلك اثنا عشر اذاعة محليه سيتم بثها عبر القمر الصناعي عربسات بدر 8 بسرعة بث قدرها (16ميجابت/ث) بما يخدم توسعة البث الفضائي للقنوات والإذاعات اليمنية على المدار الذي يغطي الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأوروبا في المرحلة الاولى ، وكذلك تم بحث تطوير آلية العمل المشترك في تحسين جودة البث لإيصال صوت الشرعية والشعب اليمني الى جميع القارات ومختلف دول العالم، في المرحلة الثانية.
وناقش الوزير الارياني، مع المهندس العنزي، وعدد من المهندسين والمختصين خلال زيارته لـ عربسات. أوجه التعاون بين الوزارة والمؤسسة وبما يخدم الاهتمامات المشتركة.
ونوه الارياني، بما تمثله عربسات من أهمية للمشاهد العربي في شتى مناطق التغطية الاعلامية للقمر وعلاقته بكبرى الاقمار العالمية..لافتاً الى أن ما شهدته المؤسسة من تطور في السنوات الاخيرة هو محل تقدير الجميع.
وابدى الارياني، اعجابه بالجهود التي يبذلها الرئيس التنفيذي لمؤسسة عربسات لتطوير المؤسسة في إطار مواكبة التطورات الرقمية والتوجه نحو مشروع عربي يخدم الأرشيف الوطني ويقدم النماذج المتميزة من الأعمال الوطنية للمشاهد العربي..مشيراً إلى مزايا عربسات التي تجعله محط اهتمام القنوات الفضائية باعتباره اولاً ملكية لكل عربي كونه احدى المؤسسات التابعة لجامعة الدول العربية، وللدور الهادف الذي يقوم به من خلال تقديم القنوات التي تبث المحتوى الآمن ويسهم في الحفاظ على هويتنا وثقافتنا العربية.
وثمن الوزير الدعم الاخوي والنبيل الذي يقدمه الأشقاء في وزارة الاعلام بالمملكة العربية السعودية للاعلام الرسمي اليمني منذ بداية استعادة دوره بعد انقلاب مليشيات الحوثي الارهابية واستهدافها لمؤسسات الإعلام الرسمي وتدميرها واستغلالها لبث خطاب العنف والكراهية..موضحاً بان هذا الدعم جزء من اهتمام قيادة المملكة بأشقائهم في اليمن على كافة المستويات.
من جهته رحب المهندس الحميدي العنزي، بالوزير الإرياني، واستعرض مع فريق عمله، جملة من التطورات التي وصل اليها عربسات وآلية تقديم الخدمات الاعلامية والاتصالية للقنوات اليمينة..موضحاً أن نحو 650 قناة تلفزيونية تبث عبر القمر الفضائي عربسات، وأن المؤسسة تطلق قمر صناعي جديد كل 3- 4 سنوات.
وقال المهندس العنزي “إن الثقافة اليمنية متنوعة وغنية وهي منبع لتصدير مختلف الفنون للعالم وتستحق ان تصل الى العالم من خلال توسيع بث القنوات الفضائية اليمنية عبر الأقمار الصناعية المختلفة”.
وكانت عربسات اطلقت في العام 2023م القمر الصناعي بدر 8 الذي تم تصنيعه وفق اعلى معايير وتقنيات الأقمار الصناعية من قبل شركة ايرباص الفرنسية ويبث القنوات من خلاله الى كامل المنطقة العربية وشرق ووسط افريقيا ومعظم الدول الأوربية من إيطاليا جنوبا الى دول اسكندنافيا والجزر البريطانية شمالاً ومن أوكرانيا شرقاً وحتى البرتغال غرباً بطاقة بث عالية تصل ديسبل واط في معظم التغطية مع تركيز طاقة البث على المواقع الأكثر كثافة سكانية وإمكانية استقبال إشارة القنوات بطبق لاقط بحجم 50 سم.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
محنة الإعلام الجديد
يمر الإعلام القديم والجديد بمرحلة فاصلة عالميًا ومحليًا وذلك بعد أن تعددت وسائل الاتصال الحديثة وظهور المنصات والمواقع الإلكترونية وأيضًا ذلك المارد التقنى المرعب والمخيف المسمى بالذكاء الاصطناعى، فلم تعد فى بلادنا ومنطقتنا العربية سطوة وتأثير حقيقى للإعلام التقليدى بداية من الصحف والمجلات الورقية التى كانت مصدرًا رئيسيًا للمعلومات والأخبار والحملات والإعلان والتحليل وعرض الرؤى والأفكار والتأثير على الرأى العام وعرض سياسات الدول، وكذلك أيضًا الإذاعة والتليفزيون خاصة بعد انتشار الإذاعات الأهلية والخاصة وتدنى المستوى والمحتوى الإعلامى وتحول البرامج إلى إعلانات ضمنية وأغانى تافهة وترويج لبعض المقدمين وليس المذيعين أو مجرد مناقشة ساذجة وسطحية دون تقديم معلومات موثقة من خلال خبراء وأساتذة متخصصين وتحولت معظم البرنامج إلى مكالمات تليفونية يتم تحديدها وفلترات مع الرسائل الإلكترونية التى ما هى إلا من اختيار مقدمى البرامج.
أما التليفزيون فإن أزمته الحقيقية أنه انقسم إلى مسارين، مسار يسمى ماسبيرو ذلك المبنى العريق الشامخ الذى خرجت منه مدرسة إعلامية على مستوى الوطن العربى تأثيرًا وثراء فنيًا وفكريًا وإعلاميًا عبر البرامج والدراما وتنوع مصادر المعرفة والأشكال الإعلامية ما بين ترفيهة وتوعوية وتربية وتعليمية وأيضًا إعلان وأخبار ورياضة ودين... وظهر المسار الثانى قويًا بعد الثورة من خلال القنوات الخاصة والمملوكة لرجال الأعمال وقد فرضوا أفكارهم وتوجهاتهم وكان بعضها ضد الدولة وضد النظام، مع أو ضد الثورة والتغيرات التى حدثت فى تلك الفترة الفاصلة والحاسمة فى تاريخ مصر الحديث فى الألفية الثانية، فما كان من الدولة إلا أن فكرت فى ضم هذه القنوات المتناثرة فى كيان إعلامى كبير وضخم تحت مظلة الدولة ولكن فى إطار جديد يبعد عن الإطار الحكومى الروتينى ويكون له حرية الحركة المالية والتنظيمية؛ واستطاعت الشركة الجديدة للإعلام أن تضم العديد من القنوات الخاصة ثم تطرح قنوات جديدة أهمها القاهرة الإخبارية وبدايات DMC وأن تستحوذ على كل حصة شركات الإعلانات التى تركت ماسبيرو والتلفزيون المصرى، وتحولت مدينة الإنتاج ودورها نحو إدارة القنوات الفضائية العربية والمصرية عبر نايل سات مع تسهيل كافة الإجراءات للشركة لإعلامية الجديدة، كما لم تعد طرفًا فى الإنتاج الإعلامى المصرى بأى صورة سواء برامج أو أفلام أو دراما أو أخبار ولكنها أيضًا تمكنت من ترميم الجريد المصرية الناطقة كشاهد عصر على تاريخ مصر الحديث إعلاميًا وسياسيًا وفنيًا...
الإعلام الجديد على الجانب الآخر ظهر بقوة وقسوة منافسًا للإعلام للورقى ولماسبيرو وحتى القنوات الخاصة أو التابعة للشركة فى صورة منصات ومواقع إلكترونية تعرض ما تشاء وكيف تشاء ولها قوانينها وسقف حريات مختلف سواء سياسيًا أو إجتماعيًا ولها أيضًا أجندة عالمية قد تكون صادمة للقيم والعادات والدين خاصة المنصات والمواقع الأجنبية.
ثم يأتى دور المنصات الإعلامية للتواصل الإجتماعى وهى متنوعة فى متابعيها وفى المحتوى الإعلامى والإجتماعى والسياسى، وإذا كان الفيس بوك قد لعب أدوارًا فى ثورات الربيع الخريف العربى الدامى الذى أودى بحياة سياسيين ومدنين وتسبب فى دمار دول وشباب، فأن هذا الفيس تحول الآن إلى منصة للاجتماعيات والتعازى وأعياد الميلاد وصور الإحتفالات واللقاءات الإجتماعية وإعلانات المنتجات التجارية ولم يعد مصدرًا للمعلومات والأخبار وليس مؤثرًا فى الرأى العام كما منصة مثل «X» أو تويتر التى حولها إيلون ماسك إلى ساحة إعلامية مفتوحة دون رقابة لكل الأخبار والتوجهات السياسية متضمنة أيضًا التيك توك كتطبيق جديد يميل إلى التوجهه الفردى سواء سياسيا أو إجتماعيًا..
الإعلام فى محنة وتحتاج لمزيد من المراصد ومراكز البحث التى تربط الدراسة والنظرية بالتطبيق والحياة العملية...