على خلفية التسريبات حول التعيينات التي ينوي ترامب القيام بها في إدارته.. فإن الحديث عن نية ترامب اختيار مايك ويلز مستشاراً للأمن القومي، وماركو روبيو وزيراً للخارجية، وأليس ستيفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة.. هذه التسريبات دفعت المراسل السياسي لـيسرائيل هيوم، أرئيل كهانا، القول بأن أمام إسرائيل عامين فقط، لإعادة تشكيل مستقبلها ومستقبل المنطقة، ففي غضون عامين ستنتهي فترة ولاية الحكومة الحالية، وبعد عامين ستجرى الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة ومن المحتمل أن يخسر الجمهوريون الأغلبية في أحد المجلسين، ولذلك فإن النصر في الحرب وتدمير الأسلحة النووية الإيرانية إما أن تتم الآن، أو ننساها إلى الأبد.

إذن، كاهانا أسس كلامه على ما وصفها بحكومة الأحلام التي ستحصل عليها إسرائيل، وهو على الأغلب يتحسب مثل كثيرين، لصعود الديمقراطيين في غرفتي البرلمان الأمريكي، واحتمال أن يلجأوا إلى سياسات انتقامية، أو على أقل حماسة لنتنياهو الذي يعتبر في رأي العديد من الجمهوريين "غادرا" بسبب انحيازه المطلق لترامب في الانتخابات الرئاسية، على الرغم مما قدمه بايدن لإسرئيل من دعم ومساندة لم يعرفها الصهاينة من رئيس أمريكي منذ قيام الكيان، قبل 67 سنة.

مايك ويلز، الذي اختاره ترامب مستشاراً للأمن القومي، موال لترامب وهو رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب التي تشرف على الخدمات اللوجستية العسكرية ضابط متقاعد من القوات الخاصة بالجيش الأميركي. و هو معروف بانتقاده للنشاط الصيني في آسيا والمحيط الهادي وتأكيده على حاجة الولايات المتحدة للاستعداد لصراع محتمل في المنطقة. كما كان مديرا لسياسة الدفاع لوزيري الدفاع دونالد رامسفيلد وروبرت غيتس. و انتخب عضوا بالكونغرس في عام 2018).

أما ماركو روبيو، و الذي سيعين وزيراً للخارجية، قد نافس ترامب عام 2016 على نيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وحينها وصف روبيو ترامب بأنه محتال وأنه الشخص الأكثر ابتذالا الذي طمح للرئاسة، ومع ذلك، يبدو روبيو اليوم منافسا على حقيبة الخارجة مع السفير السابق لدى ألمانيا ريك غرينيل، وذلك بسبب عداء روبيو الشديد للصين، فماركو روبيو مغضوب عليه من قبل الصين. بسبب انتقاده للحكومة الصينية بشأن قضية هونغ كونغ. علاوة على ذلك، روبيو لا يعادي الصين وإيران فقط، ولكن أيضا لوطنه الأم كوبا.. فروبيو من أشد معارضي مجرد التفكير في إقامة علاقات مع كوبا. هو سياسي ونائب ومحامي أمريكي ولد في يوم 28 مايو 1971 في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة، هو عضو في مجلس النواب الأمريكي من الحزب الجمهوري منذ سنة 2011 ومرشح للرئاسة الأمريكية في الإنتخابات الأمريكية 2016. روبيو من عائلة كوبية أمريكية وخريج جامعة فلوريدا في القانون، ويعتبر من معارضي سياسة الرئيس باراك أوباما وهو من أبرز معارضي الإتفاقية النووية مع إيران وحريص على أمن إسرائيل.

و أخيرا و ليس آخرا، أليس ستيفانيك، التي ستعين سفيرة لدى الأمم المتحدة، و هي أصغر امرأة يتم انتخابها على الإطلاق للكونغرس الأميركي، ممثلة شمال ولاية نيويورك. وأصبحت لاحقاً أصغر امرأة تشغل منصباً قيادياً في مجلس النواب والأهم أنها تصدرت عناوين الأخبار العام الماضي بحملتها لإقالة قادة الكليات الذين لم ينددوا بشكل كافٍ بمعاداة السامية خلال جلسة استماع في مجلس النواب بشأن هذه المسألة.. .وزادت شهرتها بعد أن أدت استجواباتها لثلاث من رؤساء الجامعات بشأن معاداة السامية في الحرم الجامعي، إلى استقالة اثنين منهم، وهو الأداء الذي أشاد به ترامب عدة مرات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الولايات المتحدة الأمريكية البيت الأبيض جمهورية الصين الشعبية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فی مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

لا تزال أمريكا التي أحببتها موجودة برغم ترامب

ترجمة: أحمد شافعي -

يبدو الأمر محتوما بقدر حتمية الفوضى الاقتصادية التي أطلق دونالد ترامب عقالها بسيل تعريفاته الجمركية الجنوني: انخفاض حاد في عدد السياح الزائرين للولايات المتحدة، ومن المتوقع الآن أن يزداد ذلك سوءا عما كان متوقعا في البداية. ففي فبراير، انخفض السفر إلى الولايات المتحدة بنسبة 5% مقارنة بالعام السابق، والآن، يتوقع خبراء توقعات ذوو مصداقية انخفاضا يقارب ضعف هذا الحجم. وكلنا نعرف السبب. فالكلمات العدائية التي وجهها ترامب لكندا والمكسيك أثرت سلبا على أكبر سوقين سياحيين للولايات المتحدة. ويلاحظ أيضا سيل من التقارير عن غرباء وقعوا ضحية الصرامة القاسية التي يبدو أنها تسيطر الآن على السلطات الأمريكية، إذ تعرضت امرأة تبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما من شمال ويلز للاحتجاز لمدة تسعة عشر يوما في مركز احتجاز واقتيدت مقيدة بالسلاسل في طائرة إلى بلدها، وتم منع عالم فرنسي من دخول الولايات المتحدة دونما إجراءات قضائية بعد العثور في هاتفه على رسائل تنتقد الرئيس. وهذه الأخبار تؤكد جو الوحشية والعدائية السائد في إدارة ترامب، ويؤدي إلى بروز مخاوف مألوفة إلى السطح: من قبيل المخاوف من الأسلحة والبلطجة السياسية والبلد الذي يعيش حالة تقلب مخيفة. والنتيجة هي انتشار فهم فجائي للولايات المتحدة بوصفها مكان قد يحسن عدم زيارته، بما يؤدي إلى خسائر أليمة لملايين من الناس.

ولقد تشكل فهم كثير منا للعالم، في نهاية المطاف، على يد ما يسميه البعض بالقوة الناعمة الأمريكية. فلقد بدأ إحساسي الأول بجاذبية الولايات المتحدة الأمريكية عندما كنت في الرابعة من عمري وأنا أشاهد برنامج «شارع سمسم» التعليمي الرائع، إذ افتتنت بفريق عمله متعدد الأعراق، وتقديمه لرؤية مثيرة للحروف والأرقام ـ والحياة ـ تفوق إثارة البرامج التقليدية التي كنا نشاهدها على قناتي بي بي سي وآي تي في. ثم حدث بعد ذلك بقليل أن كان بعض أصدقاء الطفولة المحظوظين يرجعون من إجازات في أمريكا ـ هي في فلوريدا عادة ـ وهم يحملون معهم قصصا مصورة وحلوى زادت من إحساسي بالولايات المتحدة بوصفها أرض الأحلام الساحرة. ثم جاءت اللحظة الحاسمة: جبل ضخم من الموسيقى، لا يزال يشكل جوهر فهمي لماهية الولايات المتحدة، وكيف إنها قد تكون قادرة على تجاوز أزمتها الحالية.

وليس أفضل الموسيقى الأمريكية بشيء ما افتقر إلى الصدق: فهي، بالنسبة لي، بمثابة تصحيح لأي أفكار وردية كانت لدي عن الولايات المتحدة، كما أنها جعلتني، في الوقت نفسه، أكثر افتتانا. وينطبق هذا تماما على سلسلة من التسجيلات التي صدرت بين أواخر الستينيات ومنتصف السبعينيات من القرن الماضي، وما زلت أعود إليها مرارا وتكرارا: من قبيل موسيقى صاحب الرأي الاجتماعي البارع كورتيس مايفيلد، أو المزيج من الآراء السياسية البسيطة والتحقيق المبهج للذات الذي يتخلل ذروة أعمال ستيفي وندر، من ألبوم «موسيقى عقلي» (1972) إلى ألبوم «أغاني على إيقاع الحياة» (1976). فعن طريق الاستماع إلى ذلك الشيء شديد الاختلاف، عندما انغمست في الموسيقى الريفية للمرة الأولى، استمعت إلى نوع آخر من الحقيقة الأمريكية في صوت رجال يبحثون عن مساحة للجرح والانكسار والضعف، فذلك يبدو ـ بأثر رجعي ـ النقيض الصارخ للرجولة الهشة التي استولى عليها ترامب.

ثم ذهبت في نهاية المطاف إلى هناك: فزرت أولا المدن الكبرى المعتادة، ثم مناطق غالبا ما يغفلها السائحون. فقبل نحو عشرين عاما، رحلت مرارا إلى أقصى الجنوب، أي الميسيسيبي، وألاباما، ولويزيانا، وجورجيا، فوجدت نفسي في الوقت نفسه أسير تيارين من الأفكار المتناقضة تماما. أحدهما يتعلق بالتقاطع المروع بين العنصرية ـ الممأسسة واليومية ـ والفقر، وحقيقة صارخة تقول: إن أغنى دولة في العالم قد تركت الكثير من الناس للغرق. والتيار الآخر هو الشعور بأن بعض هذه الأماكن على الأقل يحرز تقدما متقطعا ومترددا إلى ما هو أفضل. وقد جاء في أحد أدلتي السياحية حديث عن منطقة تمر بما يشبه الرحلة التي خاضتها جنوب إفريقيا بعد نهاية نظام الأبارتيد: وفي يوم جميل، كان من الممكن تصديق ذلك.

من أكثر ذكرياتي وضوحا ذكرى ليلة خانقة في بلدة كلاركسديل في دلتا المسيسيبي، ولا تزال هذه البلدة تعد رمزا لزراعة القطن والعبودية، وإرثهما الطويل والمروع. في حانة مملوكة للممثل مورجان فريمان، شاهدت مراهقة من الشرق الأوسط - تنتمي إلى أسرة من اللاجئين ـ وهي ذات موهوبة مذهلة، تعلمت بفضل برنامج تعليمي يديره متحف البلوز في المدينة عزف الجيتار الرئيسي بأسلوب آسر على طريقة نجوم مثل بادي جاي وألبرت كينج. وكانت تؤدي عروضها أمام حشد مختلط، لم يصبهم الذهول وحسب، بل بدا أنهم يشاركوننا فكرة أن ما نشاهده يمثل رمزا صغيرا لتحسن الأوضاع.

ولم يمض وقت طويل حتى بدا أن وصول باراك أوباما إلى الرئاسة قد جسد بشكل مذهل بعضا من الشعور نفسه بالأمل وبذلك القول الأمريكي المقتبس من ديباجة الدستور حول التقدم إلى اتحاد أكثر كمالا. ومهما يكن معنى ذلك ـ وبرغم كل الكراهية والنفاق والمجازر والقسوة الداخلة في نسيج التاريخ الأمريكي ـ فإنني لا أزال أشعر بقوته.

لكن من الواضح أن ترامب يريد أن يأخذ بلده في الاتجاه المعاكس، وذلك جزئيا من خلال محاولة إعادة تشكيل ثقافة البلد والصورة التي يقدمها للعالم. ومن بين عشرات الإجراءات الأخرى يعني هذا إزالة الأمريكيين السود من المواد التعليمية التي تنتجها مقبرة أرلينجتون الوطنية، وهجماته على «الأيديولوجية غير اللائقة أو المثيرة للانقسام أو المعادية لأمريكا» داخل شبكة متاحف سميثسونيان، وتنصيبه نفسه رئيسا لمركز جون إف كينيدي للفنون الأدائية في واشنطن العاصمة. بل إن بعض المشرعين الجمهوريين، مثل عضوة الكونجرس مارجوري تايلور جرين، صاحبة الغباء السريالي، يريدون سحب التمويل من برنامج «شارع سمسم». وفي خضم كل تلك السياسات الاقتصادية غير المنضبطة والهجمات على العلوم والأوساط الأكاديمية، قد يكون هناك خطر بألا ينتبه الناس إلى هذه التحركات، برغم أنها لا تقل أهمية.

تبلغ ابنتي من العمر خمسة عشر عاما، وهي مهتمة بالولايات المتحدة بقدر ما كنت مهتما بها وأنا في مثل سنها، وهو أمر يعززه أن الولايات المتحدة في ما بين عامي 1789 و1900 جزء من منهجها الدراسي للتاريخ في شهادة الثانوية العامة. وهي ترغب في زيارة متحف الحقوق المدنية في ممفيس بولاية تينيسي، واستوديوهات صن التي انطلقت موسيقى الروك أند رول منها للمرة الأولى. وعندما تصل في النهاية إلى نيويورك، ستشمل أولى محطاتها متحف الفن الحديث وما تبقى من قرية جرينتش القديمة.

ولكنني أتساءل الآن: هل يجدر بنا أن نذهب؟ وبرغم هذا أعتقد أننا سوف نذهب، لسبب شديد الوجاهة: ففي النهاية، كل ما تمثله هذه الأماكن والمؤسسات سيثبت أنه سبب هلاك ترامب. بعبارة أخرى، ترامب ليس أمريكا. وبالنسبة لنا نحن الذين ما زلنا مفتونين بالولايات المتحدة، فإن أفضل رد على سوء حكمه ليس الانصراف عن الولايات المتحدة، بل الحفاظ على الثقة بالأمريكيين الذين يدركون ذلك، لا بوصفنا غرباء منبهرين، بل بوصفنا بشرا يعتمد مستقبلهم على ما هو أفضل.

جون هاريس من كتاب الرأي في صحيفة ذي جارديان

مقالات مشابهة

  • حرب الرسوم الجمركية تتصاعد بين واشنطن وبكين
  • ابن فرحان يبحث مع روبيو تكثيف التنسيق بشأن غزة والسودان واليمن
  • مباحثات النووي الإيراني.. واشنطن تضغط وطهران مستاءة وويتكوف يستعد
  • روبيو يؤكد اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء
  • الخارجية الأمريكية: روبيو سيلتقي بنظيره السعودي غدا الأربعاء
  • بوريطة في واشنطن للقاء وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو
  • واشنطن وطهران إلى التفاوض.. في غضون أسابيع
  • لا تزال أمريكا التي أحببتها موجودة برغم ترامب
  • حرب التعريفات الجمركية.. ترامب يهاجم الصين.. وبكين تتعهد بحماية المستثمرين
  • وسط التوترات التجارية بين «واشنطن وبكين».. كيف أصبحت أسعار «النفط والذهب»؟