كشف مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» عن جهود عربية - أميركية جديدة لدفع جهود التهدئة في السودان. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن دول «السعودية ومصر والإمارات تعمل مع الولايات المتحدة، على التنسيق على أمل حلحلة الأزمة السودانية».

وأفاد المصدر المصري بأن «اجتماعاً ضم مسؤولين من الدول الأربع، استضافته السعودية نهاية الأسبوع الماضي، ناقش دفع الجهود المشتركة؛ لتحقيق انفراجة بالأزمة».



وسبق أن شاركت الدول الأربع في اجتماعات «جنيف»، التي دعت لها واشنطن لإنهاء الحرب بالسودان، منتصف أغسطس (آب) الماضي، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، غير أنها لم تحقق تقدماً، في ظل مقاطعة الحكومة السودانية المحادثات.

غير أن المصدر المصري، قال إن «اجتماع السعودية، الذي عقد يومي الخميس والجمعة الماضيين (ليس امتداداً لمبادرة جنيف)، وإن الآلية الرباعية الحالية هي للدول صاحبة التأثير في المشهد السوداني، وتستهدف دفع الحلول السلمية للأزمة». ورجح المصدر «انعقاد اجتماعات أخرى؛ لدفع جهود الدول الأربع، نحو وقف الحرب، وإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين منها».

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «ما يفوق 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وعقب اندلاع الحرب، استضافت مدينة جدة العام الماضي، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع «إعلان جدة الإنساني»، الذي نصّ على حماية المدنيين، والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. وتتمسك الحكومة السودانية بتنفيذ مخرجات «اتفاق جدة»، قبل الانخراط في أي مفاوضات مباشرة مع «قوات الدعم السريع».

توحيد الجهود
وترى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفيرة منى عمر، أن «توحيد جهود الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة السودانية، سيسهم في تحريك حلول وقف إطلاق النار»، موضحة: «أدى تضارب الرؤى والمسارات الدولية، بسبب كثرة المبادرات والتدخلات التي خرجت من دول أفريقية وإقليمية ودولية، إلى إضعاف أي تحركات لوقف الحرب السودانية».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق الرباعي بين مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة، سيسهم في دفع جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب على الأقل بصورة أكثر فاعلية»، مشيرة إلى أن «هناك مناطق مثل الفاشر في دارفور وولاية الجزيرة، تعاني من أوضاع إنسانية مأساوية».

ودعت إلى ضرورة تركيز تحرك الرباعي الدولي على «جهود وقف إطلاق النار، وأعمال الإغاثة، وصياغة خريطة طريق سياسية، تنهي الأزمة السودانية».

ويواجه السودان «واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية حالياً»، حسب تقديرات الأمم المتحدة، وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إلى أن «أكثر من نصف سكان السودان، يواجه خطر المجاعة والكوارث الطبيعية، مما يؤدي لانتشار الأوبئة»، وخلال زيارته لمدينة بورتسودان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، شدّد على أن «الأزمة الإنسانية بالسودان، لا تجد اهتماماً كافياً دولياً».

دول مؤثرة
وباعتقاد الباحث السياسي السوداني المقيم في مصر، صلاح خليل، فإن «تشكيل رباعية من الدول صاحبة التأثير في الساحة السودانية، قد يحرك مسار الحلول السلمية، وتفعيل مسار جدة»، مشيراً إلى أن «توحيد جهود هذه الأطراف، سيسهم في تغيير مسار الأزمة السودانية»، منوهاً بأن «الدول الأربع تؤيد العودة لمسار جدة».

ورجح خليل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة الحكومة السودانية في مسار مفاوضات «الآلية الرباعية حال العودة إلى مسار جدة، ولن تقاطعه كما فعلت في مبادرة جنيف».

وأشار إلى أن «فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية، قد يغير من معادلة التأثير الدولي في الحرب داخل السودان».

وكان السفير السوداني في القاهرة عماد الدين عدوي، شدّد على «تمسك بلاده بمسار جدة، بوصفه آلية للتفاوض لوقف الحرب»، وقال في ندوة استضافتها نقابة الصحافيين المصرية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده ترفض المشاركة في أي مبادرة أفريقية، إلا بعد عودة عضوية السودان للاتحاد الأفريقي».

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأزمة السودانیة الدول الأربع وقف الحرب مسار جدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسؤول أميركي سابق: علينا إعطاء فرصة أخيرة لطهران

دعا مقال مطول نشرته "فورين أفيرز" الولايات المتحدة لإعطاء الدبلوماسية فرصة أخيرة، لأن الحل الأفضل لهذه القضية هو الاتفاق الدبلوماسي، مبرزة أن ذلك يجب أن يتم مع الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية.

وذكرت المجلة الأميركية -في مقال مطول للعضو السابق بمجلس الأمن القومي الباحث ريتشارد نفيو- بأن الأصوات المتشددة في واشنطن دعت الولايات المتحدة إلى مهاجمة النووي الإيراني على مدى عقدين من الزمان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرنوت: العديد من قادة الدول يتوددون لزعيم سوريا الجديدlist 2 of 2صحف عالمية: حظر الأونروا يفاقم أزمة غزة والضفة و11 مليار دولار فاتورة إسرائيلend of list

وتابع المقال أن دعواتها رفضت كل مرة بحجة مقنعة ومباشرة، عندما كانت القدرات النووية الإيرانية غير ناضجة، والمجتمع الدولي متحد على فرض عقوبات ذات تكاليف باهظة دفعت طهران إلى المفاوضات.

ولا تزال هناك أسباب وجيهة كثيرة لعدم قصف إيران -حسب الباحث بجامعة كولومبيا- لأن ضربها من شأنه أن يخلف المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وسيستهلك موارد أميركية كبيرة في وقت تريد فيه واشنطن التركيز على مناطق أخرى، كما قد يقوض مصداقية الولايات المتحدة إذا لم تنجح الهجمات، علما بأن احتمالات الفشل عالية، وحتى لو نجحت فإنها قد تؤخر التحول النووي الإيراني فقط.

تطورات

غير أن الحجة الرافضة للعمل العسكري لم تعد كما كانت، لتطور البرنامج النووي الإيراني، وحصول طهران على كل ما تحتاجه تقريبا لصنع سلاح نووي، إضافة إلى حاجتها الماسة إلى سلاح ردع بعد النكسات التي أصبتها في الداخل وأصابت شركاءها بالخارج، وإلى انقسام المجتمع الدولي حول مشروعها النووي.

إعلان

ومع ذلك، لا تزال هناك عقوبات قاسية مفروضة على إيران، ولذلك -ونظرا لمخاطر العمل العسكري- يتعين على الولايات المتحدة أن تبذل محاولة أخيرة وحسنة النية للتفاوض على وقف نووي إيران في وقت مبكر من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وأن تخطط في نفس الوقت للعمل العسكري لتضمن أن تفهم إيران أن هذا التهديد حقيقي، ولأنه قد لا يكون أمامها خيار سوى مهاجمة إيران، وقريبا.

ودعم المبعوث الخاص السابق إلى إيران حجة إعطاء الدبلوماسية فرصة أخيرة بعدة أمور، أولها عدم اليقين بنجاح الهجوم العسكري، حتى ولو كانت الولايات المتحدة وشركاؤها يمتلكون الوسائل اللازمة لتدمير جميع المنشآت النووية الرئيسية في إيران.

ولأن ذلك لا يضمن القضاء على جميع المواد النووية في هذه البلاد وجميع معداتها النووية -يتابع الكاتب- ولأن طهران تستطيع تحسبا للضربات الأميركية تحويل بعض اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواقع سرية، والحفاظ على ما يكفي من المواد لإنتاج قنابل متعددة بسرعة.

وإذا تعرضت إيران لهجوم من قبل قوة نووية كالولايات المتحدة، فإن ذلك سوف يحفز تطويرها لرادع ويعطيها شرعية دولية أكبر للقيام بذلك، خاصة أن العناصر الأساسية لصنع القنابل معروفة لديها، ولا يبقى إلا التجميع السريع.

والواقع -كما يقول الكاتب- أن تطوير إيران للخبرة النووية على مدى عقود من الزمان يعني أنها قادرة على بناء سلاح نووي، ولن يكون الهجوم الذي يدمر الموقع النووي نهاية المشكلة، تماما كما لم ينهه مقتل الفيزيائي الإيراني محسن فخري زاده ولا الهجوم على موقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي عام 2021.

وأشار المقال إلى أن التكاليف الباهظة المترتبة على مهاجمة إيران تعني أن على الولايات المتحدة أن تحاول مرة أخرى اللجوء إلى الدبلوماسية، علما بأن الحرب من شأنها أن تثير مشاكل تتعلق بمصداقية زعماء الولايات المتحدة، وخاصة إذا تخلت واشنطن نهاية المطاف عن هجماتها وأنتجت طهران سلاحا نوويا.

إعلان

وبغض النظر عن النتيجة، فإن الهجمات على إيران من شأنها أن تضغط على موارد الولايات المتحدة، وهناك بالفعل تقارير مفزعة بشأن نقص الذخيرة والصواريخ الدفاعية الأميركية، في وقت سيئ لواشنطن لتعقيد الوضع الدولي، من حرب أوكرانيا إلى خطر أن تغزو الصين تايوان، إلى احتمال أن تقف أوروبا والجنوب العالمي وشركاء واشنطن العرب ضد هذه الحرب.

إبرام صفقة

ومع كل ما يحدث يرى الكاتب أن هناك أسبابا تدعو إلى التفاؤل بأن البلدين يمكنهما التوصل إلى اتفاق، لأن الدبلوماسية سجلت نجاحات في إبطاء الطموحات النووية الإيرانية، وأدت إلى تعليق أنشطتها النووية على المدى القصير، وأجبرت روسيا والصين على دعم عقوبات الأمم المتحدة.

ولا شك أن التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن سيكون صعبا مع أنه ممكن، وقد أبدى ترامب اهتمامه بما وصفه بالاتفاق "البسيط" لحرمان إيران من الأسلحة النووية، ولكن شروط أي اتفاق لابد أن تكون معقدة حتى يكون لها تأثير كبير، إذ لابد من التوصل إلى اتفاق بشأن مدى القيود التي يجب أن تفرض على البرنامج، وهل يشمل الأمر وضع قواعد لسلوك إيران الإقليمي، وتخفيف العقوبات وضمانات الأمن التي قد تحصل عليها طهران.

وهناك بالفعل أمل -كما يقول الكاتب- في أن يتمكن البَلدان من التوصل إلى نوع من الاتفاق، ولكن إذا اتبعت واشنطن نهج "الضغط الأقصى" لإضعاف طهران، فقد ترد الأخيرة بإخفاء موادها النووية، أو بناء قنبلة، أو الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي، أو كل ذلك، وعندها سيكون على الولايات المتحدة استخدام جيشها.

سباق تسلح

ومع أن الأسلحة النووية الإيرانية لن تشكل تهديدا وجوديا للولايات المتحدة في الأمد القريب، فإن وجود أسلحة نووية لديها سيشجع آخرين في الشرق الأوسط على القيام بذلك، مما يؤدي إلى سباق تسلح مستقبلي يهدد بحرب نووية، ويوشك أن يضع ترسانة نووية في أيدي الجماعات الإرهابية أو الإجرامية، حسب رأي الكاتب.

إعلان

ورغم المساوئ، قد تكون لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني فوائد إستراتيجية تتجاوز مجرد منع خصم خطير من امتلاك السلاح النووي -حسب الكاتب- لأن الضربات سوف تزيد من استنزاف موارد طهران المحدودة، مما يجعلها تتراجع عن تهديد المصالح الأميركية، ويضطرها وهي تحت العقوبات إلى الموازنة بين استعادة برنامجها النووي وإعادة بناء حزب الله وإعادة تخزين قوتها الصاروخية وإدارة مشاكلها الاقتصادية.

وتابع المقال بأن مهاجمة النووي الإيراني قد تساعد على تعزيز مصداقية الولايات المتحدة بعد الشكوك في مدى التزام واشنطن بمعالجة التهديدات، منذ أن رسمت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما خطا أحمر عند استخدام الرئيس السوري السابق بشار الأسد للأسلحة الكيميائية ثم رفضت فرضه.

ولأنه لا أحد في الولايات المتحدة يعرف كيف ينظر المسؤولون الإيرانيون إلى مأزقهم الحالي، فإن عقوبات الضغط الأقصى قد تكون بمثابة المحفز للتسلح، كما أن الضربات التي تلقتها إيران من إسرائيل، إلى جانب اقتصادها المتعثر، قد تكون كافية لحثها على اكتساب السلاح النووي، وبالتالي على صناع السياسات في واشنطن أن يبنوا حساباتهم الخاصة على أن الأسلحة النووية الإيرانية احتمال تجب إدارته.

مقالات مشابهة

  • مبادرة تركية لطي الخلافات بين السودان والإمارات
  • السودان… عام آخر من الحرب!
  • مسؤول أميركي سابق: علينا إعطاء فرصة أخيرة لطهران
  • وفد أميركي يطلع على جهود شرطة أبوظبي في تطوير الدوريات الخاصة
  • السلطات السعودية تعيد إدراج الجنسية السودانية في قائمة تأشيرات العمرة الإلكترونية
  • جبريل إبراهيم وسياسات الأزمة-هل تقود السودان إلى المجهول؟
  • البرهان يتلقى اتصالات هاتفية من رؤساء روسيا وإثيوبيا وجنوب السودان ومصر وتركيا والصين والمغرب والسعودية
  • الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان .. 21 مليون سوداني بحاجة لمساعدات عاجلة عام 2025 بينهم 16 مليون طفل
  • عودة الحياة في السودان، حتى في ظل الحرب، تعكس ملامح الشخصية السودانية
  • مستقبل جهود الحكومة المصرية في مواجهة الوساطة التركية بين السودان والإمارات