موقع 24:
2025-01-31@11:59:12 GMT

نساء أفغانستان.. عامان من الجحيم تحت حكم طالبان

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

نساء أفغانستان.. عامان من الجحيم تحت حكم طالبان

مع حلول الذكرى الثانية لسيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان، تزداد حياة النساء هناك صعوبة، حيث أصبحن محرومات من أبسط حقوقهن، بدءاً من التعليم وانتهاء بحرية الرأي.

وسلطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تقرير لها الثلاثاء، الضوء على حياة الأفغانيات، ومعاناتهن، في ظل حكم طالبان، من خلال لقاءات مع عدد منهن في المجتمع الأفغاني للحديث عن حياتهن قبل صيف 2021، وبعده.

 

وأبدى عدد كبير من النساء في لقاءات منفردة أجرتها الشبكة الأمريكية الاستياء من الحياة في أفغانستان، بالقول، لا حق لنا في التعليم، قبل عامين من الآن، كنا نذهب إلى المدرسة، ونجلس مع صديقاتنا، اليوم نحن عاجزات عن عمل أي شيء، حتى الدراجة لا نستطيع ركوبها، ولا نستطيع كشف وجوهنا.   

ويصادف الثلاثاء الذكرى السنوية الثانية لسقوط كابول في أيدي حركة طالبان، التي سيطرت على أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة الفوضوي والمثير للجدل من البلاد، بعد ما يقرب من 20 عاماً من القتال.وفي اليوم الذي يصادف الذكرى الثانية لسقوط أفغانستان، لم يتغير موقف كثير من الدول تجاه الاعتراف بحكم طالبان، لكن الحركة المتطرفة، تنظر إلى الأمر بمنظور آخر.

وأعلنت الحركة، على لسان المتحدث باسمها، أن اليوم الثلاثاء، يوم عطلة وطنية، "مليء بالشرف والاعتزاز بالنسبة للأفغان". 

تحذيرات 

يحذر النشطاء من أن الأمور قد تزداد سوءاً في أفغانستان، مع اتجاه أنظار العالم إلى مناطق صراعات أخرى، وهذا يعني بالتأكيد نقصاناً في المساعدات، والضغط على الحركة المتطرفة لمنح النساء شيئاً من حقوقهن، ومساعدة ملايين الأفغانيين على محاربة الجفاف والجوع والمرض.  

شطب لحقوق النساء 

محبوبة سراج، وهي ناشطة حقوقية تدافع عن المرأة الأفغانية، ومرشحة لجائزة نوبل للسلام لعام 2023، تقول: "لم يعد هناك شيء مثل حرية المرأة، يتم محو النساء في أفغانستان ببطء من المجتمع، من الحياة، من كل شيء، يتم تجريدهن من آرائهن، وأصواتهن، وما يفكرن به".

عندما استولت حركة طالبان على السلطة مجدداً في عام 2021، قدمت نفسها في البداية على أنها نسخة أكثر اعتدالًا مقارنة بفترة حكمها للبلاد في التسعينيات، ووعدت بالسماح للنساء بمواصلة تعليمهن حتى المرحلة الجامعية.
لكن أياً من هذه الوعود لم ير النور، وبدلاً من ذلك، شددت قمعها للنساء بإجراءات صارمة، وأغلقت المدارس الثانوية للفتيات، ومنعت النساء من الالتحاق بالجامعة والعمل في المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك الأمم المتحدة، إضافة إلى تقييد سفرهن دون مرافق ذكر، ومنعهن من دخول الأماكن العامة كالمتنزهات والصالات الرياضية.
ويضيف التقرير، لم تعد المرأة في أفغانستان قادرة على العمل في معظم القطاعات، والشهر الماضي، ازدادت المعاناة عندما أغلقت طالبان جميع صالونات التجميل في البلاد، لتحرم ما يقرب من 60 ألف امرأة، هن المعيلات الوحيدات لأسرهن، من العمل في هذا المجال.  إحدى الفتيات تقول، "أبلغ من العمر 20 عاماً، وقد حان الوقت لكي أدرس وأتعلم، لكن لا يسمح لي. أنا فقط في منزلي. أنا قلقة بشأن مستقبلي، وأخواتي، قلقة بشأن مستقبل جميع النساء في أفغانستان".

مضاعفات أخرى 

تلك الإجراءات حملت في طياتها مضاعفات أخرى، فإلى جانب الحرمان من التعليم، والكسب المالي، تسببت في تدهور الصحة العقلية لملايين النساء في أفغانستان. وأكدت تقارير مختلفة ارتفاع نسب الاكتئاب والانتحار، خاصة بين الفتيات المراهقات اللائي تم منعهن من متابعة التعليم. 
وقال تقرير صادر عن الأمم المتحدة، إن ما يقرب من 8٪ من الأفغانيين يعرفون فتاة أو امرأة حاولت الانتحار. وأضاف التقرير، أن القيود والصعوبات الاقتصادية أدت أيضاً إلى زيادة العنف الأسري والزواج القسري للفتيات. 

"مزاعم"

واعترف المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في أكثر من مناسبة، بأنه لا تزال هناك "مشكلة فيما يتعلق بتعليم الفتيات"، مدعياً أن الجماعة تريد "تمهيد الطريق للقواعد والأنظمة "الإسلامية" وتهيئة بيئة آمنة لتعليمهن". كما زعم أن "النساء يعملن بنشاط في أقسام الصحة والتعليم والشرطة ومكاتب الجوازات والمطارات، وما إلى ذلك".
لكن المنظمات غير الربحية والخبراء يقولون، إن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة، والفجوة الكبيرة واضحة بشكل خاص في قطاع الرعاية الصحية.
وبموجب قواعد طالبان، لا يمكن للمرأة الحصول على الرعاية الصحية إلا من النساء الأخريات، لكن الحظر المفروض على التعليم العالي للمرأة يعني أن جميع طالبات الطب لم يعدن قادرات على إنهاء دراستهن الجامعية، مما أدى إلى نقص في عدد الطبيبات والقابلات  والممرضات اللاتي تشتد الحاجة إليهن.
مديرة جمعية قسم حقوق المرأة في "هيومن رايتس ووتش" هيذر بار، قالت في تصريحات صحافية، "يبدو أن قادة طالبان مرتاحون تماماً لفكرة أن النساء والفتيات يمُتن بالفعل بسبب نقص المتخصصين في الرعاية الصحية".

إدانة 

وأدان المجتمع الدولي على نطاق واسع معاملة طالبان للفتيات والنساء، وحثت هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة المجموعة هذا الأسبوع على إدخال إصلاحات واحترام حريات المرأة.
لكن هذه الرسائل لم تفعل الكثير لفرض التغيير، وتلاشى الاهتمام العالمي إلى حد كبير، مما ترك العديد من الأفغان يشعرون بالغضب في ظل تخلي العالم عنهم.

وتراجعت المساعدات الإنسانية لأفغانستان في الأشهر الأخيرة، بعد حظر طالبان النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية. واضطرت العديد من المنظمات، بما في ذلك الأمم المتحدة، إلى تعليق البرامج أو العمليات الهامة في البلاد. 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة طالبان أفغانستان فی أفغانستان النساء فی

إقرأ أيضاً:

نهلة الصعيدي: المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتقدر على صنع المستحيل

استكمالًا لسلسلة ندوات "قراءة في كتاب" الذي ينظمها جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، نظم جناح الأزهر اليوم الخميس، ندوة بعنوان "قراءة في كتاب نساء مشرقات" حاضرت فيها أ.د/ نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر، رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين، وأدارتها الأستاذة سالي عبد الحميد، عضو المركز الإعلامي بالأزهر.

قالت أ.د/ نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر، رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين، إن فكرة كتاب نساء مشرقات تلامس حاجات المرأة وحقوقها ودورها في مختلف العصور، وبمثابة سلسلة ملهمة من إشراقات وقصص وسيرة النساء في التاريخ، حيث يحمل الكتاب بين دفتيه سير لنساء خالدات تركن بصمة في التاريخ مثل السيدة هاجر، آسية بنت مزاحم، آمنة بنت وهب، سمية أم عمار، أم عمارة، كما يناقش الكتاب دورهن في الدعوة والارتقاء والعمران والدور الحضاري، ويستخلص الكتاب من سير النساء والصحابيات ومواقفهن والدروس والتجارب العديدة التي تساعد المرأة في بناء وتكوين الشخصية، ثم بناء وتكوين أسرتها ومجتمعها بناءً يتماشى مع المنهج الإسلامي الوسطي ولا سيما في ظل صعود التيار الغربي، وفرض ثقافته بكل مكوناتها في المظهر والجوهر.

وأوضحت مستشار شيخ الأزهر، أن كتاب نساء مشرقات يستهدف استخراج النماذج المشرفة للنساء اللاتي أضأن الدنيا بنور المعرفة والثقافة والتحضر والرقي، وضربن أروع الأمثلة في بناء الأسرة والمجتمع، وفي تشكيل القيادة والمسئولية ليكون زادًا للمرأة المسلمة وعونًا لها في طريقها وذلك لإصلاح علاقتها بالله أولًا، ومن ثم علاقتها بالأسرة والمجتمع، وبيَّنت الصعيدي أن الكتاب بمثابة رسالة قوية لكل امرأة أنه يجب عليها أن تتحلى بالصبر والمثابرة والرضا بالقضاء واليقين في أن لكل ضيق مخرجًا، وأن الله لا يضيع أجر المحسنين، وبمثابة تحفيز للمرأة  وزيادة قناعتها بقدرتها على مواجهة التحديات وبناء الأوطان، مشيرة إلى أن المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتتعامل بإيجابية قادرة على صنع المستحيل، وضربت مثلًا بالسيدة جومانة بنت قيس التي استطاعت جمع شمل أسرتها وتعزيز قيم البر ونبذ الفرقة والاختلاف.

وطالبت الصعيدي في ختام حديثها بضرورة تدريس النماذج المشرقة من النساء في مناهج التعليم لتعلم الفتيات الصغيرات كيفية البر، التوكل، وحسن اليقين بالله، كما شددت على ضرورة  دعم المجتمع للمرأة وتمكينها في مختلف العلوم والمجالات لتؤدي رسالتها وتساهم في بناء مجتمع مستقر وآمن.

ويشارك الأزهر الشريف - للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
  • الخارجية الروسية: عملية رفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية جارية
  • موسكو: إجراءات شطب "طالبان" من قائمة الإرهاب مستمرة
  • الخارجية الروسية: إجراءات شطب "طالبان" من قائمة الإرهاب مستمرة
  • عائلات بلا معيل.. السوريات في مواجهة آثار الحرب
  • نهلة الصعيدي: المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتقدر على صنع المستحيل
  • أفغانستان: تعليق المساعدات الأمريكية أغلق 50 منظمة إنسانية
  • القائد الأعلى لطالبان في أفغانستان يندد بـالتهديدات الأجنبية
  • «المصري لحقوق المرأة» يقيم فعالية عن حقوق المرأة في جنيف
  • رداً على الجنائية الدولية.. زعيم طالبان في أفغانستان: من هم هؤلاء؟