تحذيرات أمريكية من هجمات إيرانية على السفن فى الخليج العربي.. وواشنطن تبدي قلقها من طهران رغم صفقة الرهائن الأخيرة
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
بعد أيام من صفقة الرهائن التى تم فيها تحرير 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية، حذرت البحرية الأمريكية السفن فى الخليج العربى من الابتعاد عن المياه الإيرانية لتجنب الاستيلاء المحتمل.
ويظهر التحذير الصارم أن التوترات لا تزال عالية فى وحول مضيق هرمز، حيث احتجزت إيران ناقلات فى أواخر أبريل وأوائل مايو، بينما تنفذ واشنطن وطهران صفقة لإطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين محتجزين كرهائن فى إيران والولايات المتحدة تسمح بدخول 6 مليارات دولار.
الإفراج عن الأموال الإيرانية المحتجزة فى كوريا الجنوبية، وحذرت البحرية الأمريكية فى الأسابيع الأخيرة من أن إيران شنت أكثر من 15 هجوما ومصادرة سفن فى العامين الماضيين.
وقال القائد تيموثى هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الأمريكى الخامس المتمركز فى البحرين إن مبنى الأمن البحرى الدولى يخطر البحارة الإقليميين بالاحتياطات المناسبة لتقليل مخاطر الاستيلاء على أساس التوترات الإقليمية الحالية، والتى نسعى إلى تهدئة التصعيد.
ويظهر التحذير أيضا أن واشنطن لا تثق كثيرا فى نوايا طهران، على الرغم من أنها تفاوضت سرا على الصفقة الأخيرة.
وتقول بعض المصادر إن الاتفاقية تتجاوز تحرير الرهائن، وستوافق الولايات المتحدة على الإفراج عن جميع الأموال الإيرانية المجمدة فى الخارج، بما فى ذلك فى العراق 11 مليار دولار واليابان 3 مليارات دولار مقابل موافقة طهران على عدم تخصيب اليورانيوم. نقاوة تتجاوز 60 بالمائة.
ويقال إن طهران قد جمعت بالفعل ما يكفى من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلتين نوويتين على الأقل.
وعززت إدارة بايدن القوات الأمريكية فى منطقة الخليج العربى لأسابيع، ونشرت طائرات حربية من طراز F-16 وF-35 وسفن بحرية إضافية ومشاة البحرية، حيث كانت تعمل على الصفقة مع إيران.
وعرضت الولايات المتحدة فى الأول من أغسطس الجاري تقديم قوات مسلحة للسفن التجارية التى تعبر مضيق هرمز، وهو ممر مائى ضيق حيث يصعب البقاء بعيدا عن المياه الإقليمية لإيران، كما قامت إيران باستعراض للقوة فى الأسابيع الأخيرة.
وأجرى الحرس الثورى «IRGC» تدريبات حول ثلاث جزر إيرانية فى الخليج العربى تتنازع عليها الإمارات العربية المتحدة، وادعى أنه أضاف صاروخا جديدا يبلغ مداه 600 كيلومتر إلى ترسانته للدفاع عن أراضى الجزر.
وألقى حسين سلامى، قائد الحرس الثورى الإيرانى، خطابا آخر فى 5 أغسطس، أشاد فيه بما وصفه بالتقدم غير المسبوق الذى حققته طهران فى القوة البحرية.
ويمر حوالى خمس النفط الخام والمنتجات النفطية فى العالم عبر مضيق هرمز، وهو نقطة الاختناق بين إيران وسلطنة عمان عند مصب الخليج العربى.
ويعتقد البعض أن الرئيس جو بايدن يريد تقليل احتمالية وقوع حوادث وتوترات مع طهران، خاصة الاختراق النووى قبل إعادة انتخابه العام المقبل.
ويواجه المتشددون الإيرانيون الذين يسيطرون على الحكومة تحديات اقتصادية وسياسية خطيرة فى الداخل.
ولم تترك الاحتجاجات الجماهيرية المتجددة والأوضاع الاقتصادية المتدهورة أمامهم خيارا سوى التفاوض على شروط توفر لهم بعض الراحة المالية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأموال الإيرانية الخليج العربي المياه الإيرانية
إقرأ أيضاً:
عراقجي: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة.
جاء ذلك ضمن لقاء خاص مع قناة الجزيرة تناول كذلك العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة والاتفاق النووي، والموقف من التطورات في سوريا، إضافة إلى تقييمه لتداعيات هجوم طوفان الأقصى على المنطقة، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "إرنا".
وأكد عراقجي أن تاريخ العلاقات الإيرانية الأمريكية "مليء بالعداء وانعدام الثقة"، مشيرا إلى أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، واغتيال قائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني، زادا من تعقيد المشهد.
ورغم وجود إدارة جديدة في البيت الأبيض، يرى الوزير الإيراني أن "الكلمات وحدها لا تكفي"، معتبرا أنه على واشنطن اتخاذ خطوات عملية لاستعادة الثقة، مثل إعادة الأموال الإيرانية المجمدة والوفاء بالتزاماتها السابقة.
وحول احتمالية استئناف المفاوضات النووية، أوضح عراقجي أن إيران لا تمانع الحوار المباشر مع أمريكا، لكنها تُصر على حصر المفاوضات في الملف النووي، كما حدث سابقا، مشيرا إلى أن إدخال قضايا أخرى سيُعقد المحادثات.
وخلال ولايته الأولى في 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران ومجموعة من القوى العالمية في عام 2015 وأعاد فرض العقوبات الأمريكية القاسية ضمن سياسة فرض “الضغط الأقصى” على طهران.
وردت طهران بانتهاك الاتفاق بعدة طرق، مثل تسريع تخصيب اليورانيوم.
وتعهد ترامب بالعودة إلى السياسة التي انتهجها في ولايته السابقة والتي سعت إلى استخدام الضغط الاقتصادي لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق بشأن برنامجها النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية وأنشطتها بالمنطقة.
حرب شاملة
وفيما يتعلق بتهديدات "إسرائيل" بضرب المنشآت النووية الإيرانية، رد عراقجي بأن إيران قادرة على الرد الفوري والحاسم، محذرا من أن أي هجوم سيتحول إلى "حرب شاملة" في المنطقة.
وتناول عراقجي الملف السوري بالقول إن إيران تدعم تشكيل حكومة "يشارك فيها جميع أطياف الشعب السوري"، مع رفض أي تدخل خارجي أو محاولات لتقسيم سوريا.
وأكد أن الهدف الإيراني يتمثل في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مشيرا إلى أن التدخلات الإسرائيلية والأجنبية هي التي أدت إلى الأزمة.
وأشار إلى وجود تنسيق إيراني مع قطر حول العديد من الملفات ومنها مناقشة دعم غزة، معربا عن تقديره لدور الدوحة في "وقف إطلاق النار الأخير".
وأضاف أن زيارته لقطر شملت لقاء مع قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث هنأهم بـ"انتصار غزة"، مؤكدا استعداد طهران لتقديم مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني.
واعتبر عراقجي أن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، رغم الخسائر البشرية والمادية.
وأكد أن "الشعب الفلسطيني في غزة أحيا القضية التي كادت تُنسى بسبب التطبيع"، مشيرا إلى أن العالم أصبح يرى "الطبيعة القاتلة للكيان الصهيوني" بعد المجازر ضد المدنيين.
واكد عراقجي أنه رغم استشهاد قيادات بارزة كالأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وقيادات في المقاومة الفلسطينية، إلا أن المقاومة اكتسبت خبرات ستجعلها "أكثر فعالية"، معتبرا أن خطاب المقاومة أصبح اليوم "حيّا أكثر من أي وقت مضى".