صدى البلد:
2025-03-26@01:51:01 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: هي أمي

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

وتظل الأم هى كل المعانى الجميلة وهى التعليم والتعلم والحب والحنان ، وعندما  تنتهى حياتها تتركنا تائهين نستعيد ذكرياتها فى كل مكان وزمان . تلك كلمات قالها الأديب الروسى تشيخوف عن أمه ملخصا بها معنى الأم ودلالاته، فمن منا لا يشعر بمثلما شعر به اديبنا العالمى صاحب احلى واوقع القصص القصيرة التى جال فيها وصال والتقط أوجاع ومشاعر كافة أنواع البشر ، من منا لا يحمل بين طبقات مشاعره كتلة كبيرة من الحزن على وفاة أمه وتركه بمفرده رغم كل من حوله من أشخاص ، فقد انتزعت منه رمانة ميزان حياته ، من منا استقرت مشاعره بعد وفاة أمه مهما حاول أن يظهر غير ذلك ويبرهن أنه لازال على قيد الحياة ، من منا لم يطلب من الله ألف مرة ومرة أن يعيد له أمه كى يصلح مواقف وأزمات معها يندم عليها كل الندم ، من منا لم يتمنى ان يرى حلما لأمه فى نومه لأنه يفتقدها ويرغب فى رؤيتها حتى ولو كان مجرد حلم !! 

من منا لم يتضرع الى الله ويطلب منه أن يجعل أمه فى برزخها الأبدى أن تسامحه عما فعله معها من أخطاء وتقصير فى حقها !! من منا ذاق طعاما او شرب مشروبا وتذكر أمه ومهاراتها فى صناعة هذه الاشياء ، وأصبح يذق هذه الاشياء حاليا بطعم صناعة أمه ! من منا لم يحدث له موقفا مفرحا وجرى الى حيث كانت تجلس أمه ليخبرها بفرحته وعندما وصل أيقن انها رحلت وأن ماتبقى  هو مجرد أثر ومكان لملكة القلوب الام المحفور حبها بين طيات الفؤاد وشغافه !! من منا حزن فوق حزنه عندما لم يجد أمه بجواره تمسح عنه دمعته وتهون عليه مامر به من أزمات ومشاكل ، من منا من تيقن بأن طعم الحياة بعد رحيل الأم لم يعد كما كان بل صارت كل الايام تتساوى وتتشابه !! لم يقل تشيخوف عن الأم الا أقل القليل من حقها فقد كان الفنان والملحن العظيم محمد عبد الوهاب يضع صورتها بجوار سريره بعد وفاتها وعندما يصحو من نومه يلتفت اليه ويقول " صباح الخير ياأمى " وعندما يذهب الى النوم يقل لها " تصبحى على خير ياأمى " وعندما سئل عما يفعله مع تأكده بأنها ماتت وغير موجودة كان يرد ولكنى لازلت استمد منها قوتى على مواصلة الحياة .

كل عظماء العالم والتاريخ والجغرافيا تحدثوا كثيرا عن أمهم وفضلها عليهم ، كلهم إجمعوا على ان جنة الحياة هى الام وجحيمها يبدأ بوفاتها. 

تشيخوف قال كلمات والدنيا كلها تحدثت وأقرت بواقع يقول ويتمنى فيه الابناء الا تموت امهاتهم وتظل تتنفس لاخر لحظة من عمرهم ، من منا لم ينظر الى أمه كل يوم ويختزن ملامحها فى ذاكرته ليسهل له استرجاعها بعد رحيلها ، من منا لم يفتح دولاب أمه ويتشمم ماتبقى من أنفاسها فى ثياب كانت ترتديها ويراها فيها ملكة الدنيا كلها . من منا ومن منا ومنهم لم ينسى وان ينسى أمه ويقول كما قال الشاعر الفلسطينى خالد الذكر درويش حينما قال " أحن الى أمى ".

مايقال عن الرحلات من امهاتنا يجعلنا نذكر ونطلب ممن لازالت امهاتهم على قيد الحياة ان يقتنصوا  كل ثانية وينهلوا من نهر محبة الام ، ويحرصوا كل الحرص على ارضاء امهاتهم وعدم اغضابهن .. سلام على ارواح  أمهاتنا فى العالم الأبدى وسلاما آخر لكل من على قيد الحياة ودعوة من القلب بعمر مديد وحب يزيد ويفيض ….

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

د. شيماء الناصر تكتب: قبة السلطان الغوري بين الفلكلور والاستثمار

مازالت مصر لديها الكثير والكثير من الاماكن التي تحمل معالم التاريخ المعاصر المصري وما تحمله من حضارات تركت بصماتها على الجدران وجعلت عبقا للمكان ومعايشة الماضي، وتُعد قبة السلطان الغوري أحد اهم الامكان التي تحمل في اركانها الأصالة و التاريخ ومزيج  الحديث مع الحضارة تجدها عندما تقع نظراتك على اسواره وتتنفس هواء الساحة الواسعة والتي تجعله مكانا فريدا من نوعه , وهناك مجهود تبذله وزارة الثقافة من خلال العرض الفني الذي يشمل البرنامج الفني الفلكلوري والذي يأخذ زواره سواء المصريين قبل الاجانب في رحلة قصيرة مدتها ساعة ونصف تقريبًا، حيث يجتمع فيها سحر العمارة التاريخية مع جمال الفنون الشعبية تلك التي  تبدأ بعرض للموسيقى الصعيدية الحية وتليها فقرة من الإنشاد والابتهالات الدينية المصحوبة بعرض ساحر لفرقة التنورة.

ويطهر الاندماج بين الجمهور والعرض حيث يُعبر الحضور عن امتنانهم للفرق الفنية التي أدخلت البهجة إلى قلوبهم، ولصاحب الطابة الخضراء والساجات الذي أضفى لمسة سحرية على الأجواء تحيه خاصه وامتنان. 

والغريب ان هذا المجهود من الاعداد في العروض الا انها تقدم بأسعار رمزية لا تتجاوز بضعة جنيهات مصرية أي ما يقل عن دولارين للأجانب، في حين أن مثل هذا العرض يقدم بأضعاف أضعاف هذه التكلفة في دول أخرى مما يجعله فرصة فريدة للتغبير للاستثمار السياحي فيه والحفاظ علي هذا التراث النادر من الافراد والملابس والرسالة الفنية المجتمع في هذا الفن الفلكلوري المصري.

ان قبة السلطان الغوري لا تُعتبر مجرد وجهة ترفيهية فحسب، بل هي أيضًا فرصة استثمارية مميزة كبيرة بل هي تعكس فن المحاكاة  المصري  لهذا التراث العريق للبلاد مما يجعل تلك القبة وجهة مفضلة للكثير من المصريين والسياح بمختلف الاجناس ولذا لابد من الانتباه إلى هذا الكنز الثقافي والاستثمار فيه لضمان استمرار تقديم فرق الغوري لعروضها التي هي نوعًا من الفن التراثي الروحي، ومنها رقصة التنورة التي نشأت على يد جلال الدين الرومي، إلا أنها انتقلت إلى مصر وارتبطت بالقاهرة الفاطمية، حيث أُضيفت إليها العناصر الثقافية المصرية. لذا، من الضروري فتح باب الاستثمار في العنصر البشري، من خلال توفير الاهتمام اللازم لتعليم هذه الفنون وتنميتها. 

يمكن ذلك عبر إنشاء مدارس وورش عمل بالتعاون مع الفنانين المحليين لتعلم هذا النوع من الفن بشكل منهجي والاهتمام بتدريسه الفنون الشعبية عامةً ، مما يساهم في الحفاظ على تراث الفنون الشعبية وتخليده.بالإضافة إلى ذلك، يمكن توسيع نطاق العروض الفنية الاحترافية لتشمل العديد من المحافظات المصرية ذات الجذب السياحي، مما يسهم في تنشيط السياحة. يمكن أيضًا التفكير في تصدير هذه العروض الفنية إلى المسارح الدولية، مما يعزز من مكانة الفن المصري على الساحة العالمية  ومع ذلك، لا يُمكن أن يتحقق الاستثمار في العنصر البشري دون مراعاة حقوق هذا العنصر.  حيث يجب توفير كافة السبل التي تدعم الفنانين وتمكنهم من استكمال مسيرتهم الفنية، بما في ذلك تأمين احتياجاتهم ومتطلباتهم 

العالمية. 

وأيضًا، يجب أن يُستثمر في المكان ذاته، من حيث تحسين الجودة، وتوفير مقاعد مريحة، وتزويد القبة بأحدث أنظمة الإضاءة وأجهزة الصوت، بالإضافة إلى جميع التجهيزات المسرحية اللأزمة التي تخرج العرض بشكل أحترافي يليق بتاريخ مصر  وتراثها ومن الضروري زيادة عدد الحفلات وتنوع برامجها للاستفادة من الأجواء الفريدة للقبة، مما يمكنها أن تصبح مقصدًا للعديد من الفعاليات التي يمكن ان تسهم في جذب السياح وزيادة الإنفاق في المجتمعي في خلق فرص عمل جديدة للفنانين، والمصممين، والعمال في مجالات السياحة والتراث كما يساعد الاستثمار في الفنون والتراث على الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز الوعي بها، مما يعزز الفخر الوطني ويعزز الروابط الاجتماعية.

وتعتبر الفنون والتراث الثقافي اهم عامل في جذب رئيسي للسياح، مما يزيد من عدد الزوار ويساهم في تحسين البنية التحتية السياحية وباختصار، تُعد قبة الغوري وغيرها من الأماكن المماثلة وجهات مميزة لتجسيد روح الفنون المصرية وتراثها، فهي تجمع بين الجمال الفني والإمكانات الاستثمارية الواعدة، والاستخدام الاستثماري الأمثل  يعزز الفوائد الاقتصادية والثقافية للمجتمع ان انتبهنا لذلك.

مقالات مشابهة

  • زوجة تلاحق زوجها بدعوى تعويض وتطالبه بـ290 ألف جنيه بعد تشهيره بها
  • ليس المهم كيف تنشر.. ولكن كيف تكتب؟!
  • طارق أبو العينين يدعم منتخب مصر قبل مواجهة سيراليون
  • د. شيماء الناصر تكتب: قبة السلطان الغوري بين الفلكلور والاستثمار
  • الإنسانية لم تمت.. عثر على آلاف الليرات في صراف آلي وأعادها لصاحبها
  • شيخة الجابري تكتب: تجليّات شارع الأعشى
  • صنعاء تكتبُ بدم الأحرار عهدَ الفتح القادم
  • مؤسسة أبو العينين تواصل تقديم وجبات الإفطار لضيوف الرحمن بالجيزة.. فيديو
  • مؤسسة أبو العينين تواصل تقديم وجبات الإفطار لضيوف الرحمن بالجيزة
  • يسرية محمد الحسن تكتب.. أين حسن..؟