مسيرو شركات شبه صيدلانية أمام العدالة بعدما قاموا بتوزيع أدوية بطريقة غير شرعية
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
تشرع محكمة الجنح بحسين داي 12 يوم 18 نوفمبر في محاكمة 12 شخص من بينهم مسيري شركات شبه صيدلانية بعدما توبعو في قضية فساد تتعلق بتسويق أدوية ومستلزمات طبية دون إخضاعها للمراقبة المسبقة ،مع قيامهم بإنتاج و توزيع منتجات طبية بدون رخصة من الوزارة الوصية ،و عدم تسجيلهم الأدوية لدى الوكالة الوطنية للمنتجات الصيدلانية .
وحسب مصادر النهار ،ملف قضية الحال انطلق بعد تنقل ممثلين عن مفتشية التجارة لبئر مراد رايس ومديرية الصحة لولاية الجزائر، الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية إلى شركات ومنتجي وموزعي مواد الصيدلانية ،وبعد تفتيش احدى الشركات يتمثل نشاطها في التجارة بالتجزئة للمواد شبه صيدلانية والمستلزمات الطبية لمسيريها كل من “ع.س” ,”ز.م” “م.م”،حيث تم ضبط مجموعة من المنتجات المصنفة كأدوية كما تم الكشف عن وجود مخزن به أدوية ومستلزمات طبية و منتوجات خارج عن موضوع التجارة الشرعية للشركة،هذا وقد تم حجز أدوية غير صالحة للاستعمال ،كما تم العثور على مادة بيكاربونات الصوديوم منتهية الصلاحية ومنتوجات مجهولة التركيب.
و بعد التحريات و التحقيق الذي قامت به عناصر الضبطية القضائية ،تبين ان الشركة تمارس تجارة تدليسية لحيازتهم منتوجات خارج عن موضوع تجارتهم الشرعية،وان هذه الشركة لم تحصل على اعتماد من طرف الوزارة الوصية الخاصة بالصناعة الصيدلانية، وأنها لا تستوفي شروط إنتاج أو تخزين المنتوجات الصيدلانية مع انعدام المعايير المطابقة لتخزين المواد الصيدلانية.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
خاتمة
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.