تحدث الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي عهد الأردن، اليوم الثلاثاء، عن التحديات الإنسانية والبيئية التي تواجه العالم اليوم، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP29، مؤكدًا على ضرورة التضامن والعمل المشترك من أجل إنقاذ كوكب الأرض والحفاظ على قيم الإنسانية.

وأضاف الأمير الحسين، أن اللحظة الصعبة التي يعيشها العالم، قائلًا: "نجتمع في لحظة يتلاشى فيها الإيمان بقدرتنا على الوقوف معًا، عندما تنتهك المعايير العالمية وتنهار الثقة بقدرة المجتمع الدولي في الدفاع عن قيمه".

وتابع: “يتم بث الانتهاكات الإنسانية يوميًا للعالم، ويتم تجاهلها دون عواقب”، مشددًا على ضرورة أن يبدأ العمل لإنقاذ كوكبنا من خلال الإيمان بأن "جميع الأرواح تستحق الإنقاذ"، معتبرًا أن التضامن الذي نحتاجه يعتمد على هذه الحقيقة الأساسية.

وأشار ولي عهد الأردن، إلى الأحداث الجارية في غزة، حيث قال: "على مدى الأشهر الثلاثة عشر الماضية، وقف العالم متفرجًا أمام الآلاف من الضحايا الفلسطينيين في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال".

وتساءل: "كيف لنا أن نعمل معًا من أجل مستقبلنا المشترك عندما يُنظَر إلى البعض على أنهم لا يستحقون أن يكون لهم مستقبل؟".

كما تحدث عن الأزمات البيئية التي تؤثر على منطقة الشرق الأوسط، لا سيما التغير المناخي، الذي يسبب تحديات مثل الارتفاع في درجات الحرارة، والجفاف، وفقدان التنوع الحيوي، مؤكدًا أن الحرب تعمق هذه التحديات البيئية بالنسبة لغزة وخارجها.

وأوضح أن النهج الشامل والعادل في التعامل مع تحدي المناخ يتطلب "أن نولي اهتمامًا خاصًا بالعلاقة بين المناخ والسلام والأمن، مضيفًا أنه لا يوجد مثال أكثر وضوحًا من مجتمعات اللاجئين والدول المستضيفة لهم، فهم من أكثر الفئات عرضة للتأثر بالتغير المناخي.

وذكر ولي عهد الأردن في كلمته المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله الثاني في مؤتمر COP27، وهي مبادرة “مترابطة المناخ - اللاجئين” العالمية، التي حظيت بدعم 58 دولة حتى الآن، داعيًا المزيد من الدول للانضمام إليها.

وأشار إلى أن الأردن، الذي يستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين، يواجه تحديات ضخمة بسبب هذه الأزمة، قائلًا: "واحد من بين كل ثلاثة أشخاص يعيشون في الأردن هو من اللاجئين، ما يشكل ضغطًا على بنيتنا التحتية، ويزيد الطلب على الموارد الشحيحة والخدمات، بما في ذلك المياه والصحة والتعليم."

وفي ختام كلمته، دعا ولي عهد الأردن إلى "إعادة بناء الثقة في المجتمع الدولي"، والاعتراف بالإخفاقات السابقة في التعامل مع القضايا الإنسانية والبيئية، مضيفًا: “يجب أن نتحرك الآن معًا، بروح من التضامن والعدالة، لإيجاد حلول مستدامة.”

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ولی عهد الأردن

إقرأ أيضاً:

معظمهم من السودانيين .. أزمة التمويل تحرم آلاف اللاجئين بمصر من العلاج

 

 لم يكن قرار الفرار سهلا، ففي الخرطوم عاشت الأرملة مها عوض الكريم 50 عاما لم تغادر فيها الوطن يوما واحدا، لكنها ومع اشتداد القتال على أعتاب العاصمة السودانية اتخذت قرار الرحيل.

التغيير ــ وكالات

كانت الوجهة هي القاهرة، والرحلة كانت شاقة على السيدة الخمسينية ووالدتها التي تخطت الـ70 عاما، في حين ابنتها ذات الـ13 سنة لم تدرك أسباب كل ذلك العناء، استقرت مها في حي فيصل بالقاهرة قبل نحو عام ونصف، لتبدأ رحلة معاناة من نوع آخر، فلا مصدر دخل لهن وتباعا داهمهن المرض.

تقليص الدعم

كانت السيدة السودانية تعمل في بلدها معلمة رياض أطفال، وحين وجدت فرصة عمل بالتخصص نفسه في مصر تعرضت لحادث أدى إلى كسر بالذراع وتمزق بأربطة الساق وضياع الوظيفة قبل أيام قليلة من الالتحاق بها.

وبعد ذلك اكتشفت إصابة عينيها بالمياه البيضاء، كما قال الطبيب إن والدتها تحتاج لجراحة عاجلة بالعمود الفقري.

وفي سبتمبر الماضي حصلت مها وابنتها ووالدتها على البطاقة الصفراء من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لكنهن لم يحصلن على أي خدمات طبية أو مساعدة مادية رغم سعيهن لذلك.
وقد أعلنت المفوضية مؤخرا تقليص دعمها للاجئين وطالبي اللجوء في مصر جراء أزمة تمويل ضخمة تواجهها المنظمة الدولية.

وتقول مها للجزيرة نت “حاولت كثيرا التواصل مع المفوضية لكنني فشلت في الحصول على دعم طبي لي ولأمي أو دعم تعليمي لابنتي، نحتاج المساعدة لأننا في أشد الحاجة لها”.
وأجبرت أزمة التمويل الإنساني المفوضية على تقليص دعمها للاجئين وطالبي اللجوء في مصر، خاصة الدعم الطبي، إذ اضطرت إلى تعليق كافة أشكال العلاج باستثناء التدخلات الطارئة المنقذة للحياة.

وذكر تقرير حديث لها أن عشرات الآلاف أصبحوا غير قادرين على الوصول إلى الرعاية الصحية الحيوية وخدمات حماية الطفل وأشكال المساعدة الأخرى، مما أثر على نحو 20 ألف مريض، بمن في ذلك من يحتاجون إلى جراحات السرطان والقلب والعلاج الكيميائي.

وركزت المنظمة في تقريرها على معاناة اللاجئين السودانيين، وهم الأكثر عددا بين الجنسيات اللاجئة في مصر.

وقال مسؤول الصحة العامة في المفوضية بالقاهرة جاكوب أرهم إن الحصول على الرعاية الصحية كان عاملا رئيسيا دفع العديد منهم إلى الفرار إلى مصر.

وأضاف “النظام الصحي في السودان من أوائل القطاعات التي انهارت بعد اندلاع القتال، والعديد من العائلات التي فرت تضم أفرادا مرضى غير قادرين على تحمّل تكاليف العلاج، ومع أزمة التمويل التي تواجهها المفوضية فإن من المحتمل أن يفقد الكثيرون حياتهم”.

ضغوط

وفي السياق، قالت نائبة ممثلة المفوضية في مصر مارتي روميرو إن القاهرة تواجه ضغوطا هائلة، والخدمات الأساسية تُدفع إلى أقصى حدودها، مشددة على الحاجة إلى دعم فوري ومستدام لمنع تفاقم الأزمة.

ووفق سجلات منظمة شؤون اللاجئين، هناك نحو 941 ألف لاجئ في مصر، منهم 631 ألفا من السودان وحده، في حين يؤكد مسؤولون بالحكومة المصرية أن العدد يصل إلى 9 ملايين لاجئ، مما يعني -وفق الرقم الرسمي- أن أغلبية الفارين من بلادهم لا يخضعون لمظلة اللجوء القانونية داخل مصر.
وأكدت المفوضية أنها لم تتلق في العام الماضي سوى أقل من نصف المبلغ المطلوب لدعم اللاجئين وطالبي اللجوء، وقدَّر رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي -في تصريح له- تكلفة الإنفاق على اللاجئين بما يزيد على 10 مليارات دولار سنويا.
أما رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب فخري الفقي فقال إن التكلفة السنوية لاستضافة اللاجئين تبلغ نحو 6 مليارات دولار خلال كلمة له في إحدى الجلسات البرلمانية.

وأضاف الفقي في مداخلة هاتفية لبرنامج تلفزيوني أن مفوضية اللاجئين تقدم دعما لعدد يقارب المليون شخص، في حين تتحمل الحكومة المصرية تكلفة الخدمات الأساسية المقدمة لنحو 8 ملايين آخرين يشكلون نحو 8% من إجمالي سكان البلاد.

وأوضح الفقي آلية احتساب التكلفة قائلا “تبلغ مصروفات الموازنة 4 تريليونات جنيه (جنيه واحد يساوي 0.020 دولار) مخصصة للخدمات الحكومية التي تقدمها الدولة لكل المقيمين في مصر، ونسبة الـ8% من هذه المصروفات تعادل 320 مليار جنيه، أي 6 مليارات دولار”.

ورغم تلك التقديرات الرسمية فإن المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري أعلن في مارس الماضي عن تعاون حكومة بلاده مع منظمات الأمم المتحدة بهدف حصر التكلفة الاقتصادية لأعداد اللاجئين والوافدين المقيمين التي تتحملها الدولة المصرية.
أزمة التمويل

وفي أوائل أبريل الجاري أعلنت مفوضية اللاجئين أن الحكومة المصرية رفعت السعة اليومية لإصدار تصاريح الإقامة للاجئين من 600 إلى ألف شخص، كما تم تمديد مدة الإقامة من 6 أشهر إلى سنة كاملة.

وفي ظل تفاقم أزمة التمويل يجد رئيس مبادرة تنمية اللاجئين في مصر عبد الجليل نورين نفسه متأثرا بشكل شخصي بالأزمة، وفي الوقت نفسه يحاول أن يجد ملاذا لأولئك الآملين في أن يجدوا في مبادرته فرصة لنجاتهم.

ويعاني نورين من تمدد بالرئة، مما يتطلب إجراء عملية جراحية، وقد استوفى كل الأوراق التي تطلبها مفوضية اللاجئين في مثل حالته، لكنه ينتظر دوره منذ شهور دون أي بادرة أمل لاستجابة من جانب المنظمة التي تعاني أزمة في تغطية نفقات علاج آلاف اللاجئين.
ويقول للجزيرة نت “داخل مقر مبادرة تنمية اللاجئين نعايش بشكل يومي تبعات هذه الفجوة التمويلية، خاصة على الفئات الأكثر ضعفا مثل الأطفال المحرومين من الحماية والمرضى الذين تُركت ملفاتهم الطبية بلا علاج”.

ويعتبر الناشط الحقوقي تعليق الدعم الطبي -إلا للحالات الطارئة- بمثابة تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه أناس دفعهم اليأس إلى اللجوء “في حين تُختزل حياتهم في أرقام داخل تقارير ميزانيات”.

ورغم التحديات فإن نورين يحاول -مع باقي أعضاء مبادرة تنمية اللاجئين- تعويض جانب من العجز التمويلي عبر شبكات التكافل المحلية والبرامج التنموية، ويختم “لكننا لا نملك حلولا بديلة عن نظام حماية دولي عادل”.
المصدر : الجزيرة

الوسومالعلاج اللاجئين المجتمع الدولي المفوضية تقليص الدعم مصر

مقالات مشابهة

  • تحذير أممي من تداعيات تدفق اللاجئين الكونغوليين إلى بوروندي
  • لبنان مشارك في وداع البابا...عون:سيظل منارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسته
  • «الفجيرة للبيئة» تناقش تخفيف آثار التغير المناخي
  • اللجنة الدولية للنقد والمالية تدعو لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة تحديات اقتصادية عالمية
  • معظمهم من السودانيين .. أزمة التمويل تحرم آلاف اللاجئين بمصر من العلاج
  • جزين: التيّار وعازار يدعمان مرشّح زياد أسود لمواجهة القوات
  • أزمة التمويل تحرم آلاف اللاجئين بمصر من العلاج
  • وزيرة البيئة: نسعى لتوطيد التعاون مع نيبال لمواجهة تغير المناخ
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • تغير المناخ يعصف بأولويات الأمن العالمي.. تحذيرات من تداعيات بيئية تهدد جاهزية الجيوش حول العالم.. وخبراء يدعون إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع تحديات البيئة